] ركن المقاومة: جدران غزّة لن تحميكم - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 1 كانون الثاني (يناير) 2022

ركن المقاومة: جدران غزّة لن تحميكم

«الأخبار»- يوسف فارس
السبت 1 كانون الثاني (يناير) 2022

ليست مناورة «الركن الشديد 2» التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، مُناظِرةً لما سبقها من تدريبات في السنوات الماضية، سواءً في السياق أو التوقيت أو الأهداف. ولذا، فإن الرسائل التي استبطنتها، إن للعدوّ أو للصديق، جاءت مُغايِرةً أيضاً. إذ أرادت المقاومة، في ظلّ التعثّر المتواصل في ملفَّي الإعمار والتبادل والذي يُهدّد باندلاق التصعيد مرّة أخرى، إفهام دولة الاحتلال بأنها على أُهبة الاستعداد لأيّ جولة جديدة، وأنها على قلْب رجل واحد في هذا الموقف، فضلاً عن التأكيد، بنموذج حيّ، أن المعركة الآتية ستشهد نقلات نوعية، تُمكّن المقاومين من القتال على أرض الخصم. في ما يلي تغطية لمجريات المناورة، تُصاحبها أخرى مُصوّرة على موقع «الأخبار»

- رُكن المقاومة الشديد: جُدُر غزة لن تحميكم

غزة | إحدى عشرة ذراعاً عسكرية شاركت في النسخة الثانية من مناورات «الركن الشديد»، التي استمرّت فعالياتها بالذخيرة الحيّة على مدار أيّام، واختُتمت وسط أوضاع ميدانيّة ساخنة، وأجواء سياسيّة ملبّدة بالتعقيدات، أقلّه في ملفّ إعادة الإعمار المتأزّم، وصفقة تبادل الأسرى المتعثّرة، وهما الملفّان الكفيلان بوضْع القطاع على شفير المواجهة من جديد. في موقع «شهداء القسام» الممتدّ على مئات آلاف الأمتار، أقصى غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، احتشد المئات من الجنود، بزيّ عسكري موحّد، ومن دون عصائب تُميّز انتماءاتهم الحزبية، وفي مقدّمتهم العشرات من القيادات العسكرية لفصائل المقاومة. وعلى رغم أن هؤلاء ظهروا لأوّل مرّة حاسري الوجوه، إلّا أنّك ستظلّ بحاجة إلى مَن يُعرّفك على شخصياتهم، ذلك لأن أكثرهم لم يسبق لهم الظهور أمام الإعلام.

عصر الأربعاء، وقف الضابط الميداني على خريطة ومجسّم لميدان المناورات، مستعرِضاً أمام القيادات العسكرية خطّة المناورة وأهدافها، قبل أن يطلب الإذن بإطلاق فعالياتها. شرح العسكري: «ستقوم الزُمر المقاتِلة من مختلف التخصّصات، بتنفيذ محاكاة لعملية إنزال خلْف خطوط العدو، بهدف أسْر جنود إسرائيليّين، وسيواجه المقاتلون عدداً من العوائق الميدانيّة المتمثّلة بالقصف من الطيران المسيّر والدبّابات ومدفعيّة الاحتلال، قبل أن ينسحبوا من الأنفاق التي دخلوا فيها إلى موقع العدو، فيما ستقوم فرق الإسناد الناري بتحييد الأخطار التي تُحيط بهم». أعطى القائد العسكري الإذن، وبدأت وحدة الاقتحام بالتقدّم الميداني عبر نفق أرضي محفور مسبقاً. وفي الميدان، ظهرت ثلاث دبّابات تُشابه في قياسها وشكلها أسطورة «الميركافا» الإسرائيلية. وفي السماء، طائرة مُسيّرة تحاول إحباط الهجوم. وخلال دقائق معدودة، بدأت العملية باقتحام الدشم العسكرية، ثمّ تدخّلت وحدات الإسناد لتغطية انسحاب المقاومين الذين حملوا على أكتافهم جندياً أسيراً.
27 دقيقة من القتال الافتراضي، تدرّبت فيها الوحدات المقاتِلة، بالذخيرة الحيّة، على استخدام أنواع الأسلحة كافة، بما فيها الرشّاشات الثقيلة والأسلحة الفردية، والعبوات الناسفة، وقذائف «الهاون»، وقذائف «الآر بي جي»، إضافة إلى العبوات الناسفة والقنابل اليدوية. المقاتِلون الذين هُم مزيج من الأذرع العسكرية كافّة، أبدوا انسجاماً لافتاً في الميدان، ومرونة تُدلّل على تقدّم كبير في مستوى التنسيق الميداني بين الأذرع العسكرية، التي انضوت منذ ثلاثة أعوام في تشكيل واحد أُطلق عليه «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة»، والتي تحدّث باسمها القائد في «كتائب القسام»، أيمن نوفل، في أوّل ظهور علني للرجل، منذ خرج في عملية هروب معقّدة من السجون المصرية عام 2011. وقال نوفل إن «مناورة الركن الشديد تبعث برسائل إلى العدو والصديق؛ إلى الصديق بأن المقاومة وضعت قضية الأسرى على سُلّم أولويات الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وإلى العدو بأن الجدران والإجراءات الهندسية التي يجريها على حدود قطاع غزة لن تحميه، وهذا ما أثبتته المعارك السابقة، وستكون للمقاومة كلمتها في موضوع الأسرى». وأوضح قائد ركن جهاز الاستخبارات العسكرية في «القسام» أنه «تمّ اختيار هذا الموقع العسكري، كونه الموقع نفسه الذي تدرّب فيه المجاهدون الذين أسروا الجندي جلعاد شاليط، هذه العملية ستُعاد، ولن يهدأ لنا قرار حتى نُحرّر أسرانا من السجون». وختم نوفل، الذي لم يبدِ تجاوباً مع فيض التساؤلات التي غمره بها الصحافيون، بأن «القُوّة التي نراكمها هنا، ليست مقتصرة على قطاع غزة وحده، إنّما هي للدفاع عن شعبنا في كافة أماكن تواجده، وعلى رأسها مدينة القدس المحتلة».

تدرّبت الوحدات المقاتِلة، بالذخيرة الحيّة، على استخدام أنواع الأسلحة كافة

أتمّت المقاومة مناورتها، على رغم أن ساعات الظهيرة شهدت وقائع ميدانية هي الأولى من نوعها منذ انتهاء معركة «سيف القدس»، بعد أن أطلق قنّاصٌ النارَ على أحد المستوطنين المتعاقدين مع جيش الاحتلال للعمل في بناء الجدار، وأصابه إصابة متوسّطة. وعلى إثر ذلك، أغارت مدفعية الجيش الإسرائيلي على أربع نقاط عسكرية لقوّات «حماة الثغور»، فضلاً عن قصفها عدداً من المزارعين في منطقة بيت حانون شمال القطاع، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة. وعن كواليس الساعات التي سبقت إجراء المناورة، أكد مصدر أمني أن الاحتلال أراد أن يدفع المقاومة إلى إلغاء التدريب، لكنّ قراراً اتّخذته أعلى المستويات العسكرية في الفصائل، أفضى إلى إتمامها؛ إذ إن ثمّة قواعد اشتباك قائمة، لا يمكن للعدو تجاوزها «في لحظة طَيْش».
جملة من الرسائل اختارت المقاومة أن تغلق بها العام الجاري، أهمّها أن نهج خطف الجنود لتحرير الأسرى، ليس مطروحاً للنقاش أمام ضغط المتطلّبات الحياتية؛ وأن صفقة التبادل يجب أن تتمّ وفق القواعد التي وضعتها الفصائل، وهي «أسرى مقابل جنود»، وليس «جنوداً مقابل إعادة الإعمار أو التسهيلات». وإلى جانب ذلك، تريد المقاومة أن تُدشّن طابعاً جديداً في العمل العسكري، عنوانه الشراكة الكاملة، ليس في مواجهة التهديد الإسرائيلي فقط، إنّما في تَحمّل تبعات العمل المبادر، حيث القرار الآن هو وضع تحرير الأسرى إلى جانب الخطوط الوطنية الحمراء، على رأس الأولويات، وهنا، لا بدّ من أن يكون الفعل العسكري جامعاً، لأن المجموع بكلّه سيتحمّل تبعات الردّ الإسرائيلي.

- «الميركافا» لم تَعُد بُعبُعاً: آتون من فَوق الأرض... ومن تَحتها

هذه ليست المرّة الأولى التي تُسيّر المقاومة فيها مجسّمات الدبابات في العروض العسكرية. إذ إن تلك المجسّمات، التي تُحاكي الشكل العام لدبابة «الميركافا» - عماد القوّة العسكرية البرّية لجيش الاحتلال - كانت حاضرة في التدريبات كافّة. لاقت آليات المقاومة، في المرّة الأولى التي ظهرت فيها، عاصفة من الجدل في الأوساط الشعبية في غزة، وأيضاً في الإعلام الإسرائيلي الذي أفرد مساحة لتحليل آلية تصميمها، وخَلُص أخيراً إلى أنها «مثيرة للسخرية». ووفقاً للمُشاهدة العينيّة، فإن هذه الدبّابات لا تؤدّي بالفعل أيّ وظيفة قتالية، فهي لا تعدو كونها مُجسّماً، رُكّبت أجزائه تركيباً، من الدواليب المجنزرة، إلى المدفع والبرج، ودروع الحماية، وثُبتّت جميعها بطريقة احترافية فوق عربة مدنية، تتنقل بها من مكان إلى آخر، فيما يجري تذخير المدفع بوسائط متفجّرة تؤدي وظيفة استعراضية، وليس أكثر من ذلك.

خلال «الركن الشديد 2»، ووسط تهامس بعض الحضور عن «الدبّابات التي يجُرّها توكتوك»، اقتربنا من أحد القادة الميدانيّين، وسألناه عن القيمة العسكرية التي تؤدّيها مثل هذه الآليات المثيرة للجدل. حسر الشاب عن ضحكة تحوّلت إلى الجدّ سريعاً، قائلاً: «إلى مِثل هذه الآليات يعود الفضل في تنفيذ عمليات الإنزال خلْف خطوط العدو. صحيح أنها صُنعت لأوّل مرّة لأغراض الاستعراض العسكري الذي ينتهي بتدميرها في نهاية كلّ تدريب، لكن فيما بعد، التفت الأخوة المتخصّصون في مجال التدريب، إلى ضرورة محاكاة الشكل الخارجي لدبابة الميركافا الإسرائيلية، بكافّة أبعادها وتفاصيلها الدقيقة، حتى يساهم حضورها المتخيَّل في الميدان، في كسر الحاجز النفسي بين الجنديّ المقتحِم، وبين حضورها الحقيقي في موقع العدو». ويتابع: «يحيط العدو هذه الآليةَ بهالة كبيرة من الرهبة، وعندما تَخرج من عين النفق، وتقابل في وجهك دبابة يربو طولها عن التسعة أمتار وعرضها عن الستّة، تشاهدها لأوّل مرّة في حياتك عن قرب، لا يمكن التنبّؤ بردّة فعل مضبوطة، نحن وبواسطة تلك الحيل البسيطة نقلّل تأثير الصدمة، ونطبّع عين المجاهد للتعاطي المرن مع هكذا آلية».
في السماء، أطلقت المقاومة طائرة مُسيّرة، تمكّن جمهور الصحافيّين الذي حضروا لتغطية المناورة، من مشاهدتها عن قرب. كان لافتاً أن مُسيّرات المقاومة خرجت من إطارها البدائي؛ فخلافاً للنسخة السابقة من طائرة «أبابيل» التي كشفت عنها «القسام» لأوّل مرّة في حرب عام 2014، بدت المُسيّرة هذه المرّة مَرِنة في التحرّك، صغيرة الحجم، معدومة الصوت، فيما تَهامس الحضور حول ما إن كانت قد أطلقت النار فعلاً لدى اقترابها من أهدافها، والذي يتبعه انفجار مدوٍّ. وتَفتح الطائرة المسيّرة مساحة واسعة لتحليل المستوى الذي وصلت إليه المقاومة في تطوير هذا النوع من السلاح: هل صُمّمت على نحو انتحاري؟ هل تستطيع إطلاق النار فعلاً؟ وهل يمكن إطلاقها في شكل أسراب كبيرة؟ نسأل الضابط الميداني، فيصمت، ثمّ يجيب: «هذه الأسئلة خارج صلاحيّاتي وتخصّصي أيضاً».
أمّا في الركن الأقصى من الميدان، فأظهر الجنود تركيزاً كبيراً على فعاليات الاقتحام ومهاجمة الدشم العسكرية، الأمر الذي يحمل، وفق ما يراه محلّلون، دلالة لافتة على اتّجاه المقاومة إلى نقل المعركة إلى حيّز مكاني جديد، هو أرض الخصم، ونيّتها «المبادرة الإيجابية الميدانية في داخل المواقع العسكرية المحيطة بغزة»، والتي ستتمكّن من تجاوز العوائق الأرضية والتحت أرضية. وفي الإسناد، كانت وحدة الصواريخ والدروع تُظهر أداءً منضبطاً ودقيقاً؛ إذ إن قذائف الهاون سقطت في الحيّز النُقَطي المُخصَّص لها سلفاً، فيما إسعافات المقاومة التي كانت متأهّبة لتدارُك أيّ خطأ، عادت أدراجها فارغة، بعد أن انتهت المناورة، وتمّ تكريم العشرات من الجنود المشاركين.

- مقاومون بلا لثام: نُقاتلكم جميعاً

خلافاً لما جرت عليه العادة من تَحدُّث الناطقين الإعلاميّين للأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في مثل هكذا مناورات، خرج القائد العسكري في «كتائب القسام»، أيمن نوفل، من الظلّ، وتَحدّث بشكل مقتضب ومحسوب عن الرسائل التي استبطنتها مناورة «الركن الشديد». ونوفل، هو قائد ركن الاستخبارات في «كتائب القسام»، وقد توارى عن الأنظار منذ استطاع الهرب من سجن المرجة المصري، خلال انتفاضة 25 كانون الثاني 2011. وإلى جانبه، ظهر عدد من القيادات العسكرية، أبرزهم أحمد الغندور، وهو قائد لواء شمال غزة الذي أخفق الاحتلال في اغتياله بعد أن دمّر مربعاً سكنياً كاملاً على رؤوس ساكنيه خلال معركة «سيف القدس»، فضلاً عن القائد العسكري البارز في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، خالد منصور.

وعلى رغم أن نوفل بدا صبوراً في حديثه إلى الإعلام، وأعاد في إجابته على أسئلة الصحافيّين المعلومات نفسها التي تحدّث بها بصيغ كلامية مختلفة، إلّا أن ظهوره إلى جانب الغندور خلال المؤتمر الصحافي، سيفتح الباب واسعاً أمام تخمين الرسائل التي أرادت المقاومة أن توصلها، ولا سيما «القسام». مصادر مطّلعة في المقاومة أكّدت أن الشهور التي أعقبت انتهاء معركة «سيف القدس»، شهدت محاولات أمنية إسرائيليّة محمومة لاختراق بيئة المقاومة، مُقدّرة أن «الجهد المخابراتي الإسرائيلي يحمل أهدافاً طموحة، عنوانها تنفيذ عملية جراحية داخل القطاع، تفضي إلى اعتقال قيادي كبير في القسام مثلاً، بما يقود المقاومة إلى تقديم تنازلات على طاولة مفاوضات صفقة الأسرى»، مستنتِجاً أن «المقاومة، ولا سيما القسام، أرادت أن تقول إنها تمتلك إحاطة وتقديراً دقيقَين لأهداف الاحتلال، وإنها لن تغفل عن مكيدة كتلك». وإلى جانب الرسائل «الروتينية» المتعلّقة بالهدف الوطني المنوط بوجودها، أظهرت المقاومة، من خلال ظهور هذا القيادي، عزماً حقيقياً على تنفيذ عمليات أسْر جنود، في حال استمرار المماطلة في تنفيذ صفقة التبادل، والتي تطمح من خلالها إلى تحرير ثلثَي الأسرى.

شهدت الشهور التي أعقبت «سيف القدس» محاولات إسرائيليّة محمومة لاختراق بيئة المقاومة

أمّا خالد منصور، وهو القيادي التاريخي في «السرايا»، فقد بيّن في حديثه إلى «الأخبار» أن «مشاركة السرايا إلى جانب فصائل المقاومة في مناورة الركن الشديد، تحمل رسائل جديدة عن وضعية الميدان، وهي تأتي في إطار الجهوزية الشاملة لفصائل العمل المقاوم، وأيضاً تتزامن مع مناورات الاحتلال التي يجريها على حدود غزة»، منبّهاً إلى أن «التدريبات العسكرية ليست فعلاً استعراضياً، بل هي جزء أصيل من العمل العسكري، الذي يسبق كلّ مواجهة». ولا يَفُوت الرجلَ التأكيدُ أن «المقاومة في غزة هي جزء أصيل من مكونات محور المقاومة، الذي يبدي اليوم استعداداً وجهوزية لمواجهة التحدّيات الميدانية المحيطة بكافة دول وكيانات المحور».
وفي مقابل القيادات التي تمكّن الصحافيون من التعرّف عليها، منَع أمنُ المقاومة كاميرات الصحافة من الوصول إلى آخرين. أمّا البقية، فهم بخلاف الساسة، يشاهد الجميع أفعالهم، وربّما يكونون قد سمعوا بأسمائهم، من دون أن يستطيعوا في موقف كهذا، أن يطابقوها مع شخصياتهم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 51 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع ملفات   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

39 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28