جن الرجل، هكذا وصف الاعلام الصهيوني قرار عباس الأخير بكنس محافظيه من مواقعهم في الضفة المحتلة والتي وضعهم فيها بنفسه سابقا. طبعا قصدوا جنون «العظمة»!
صحافة عربية أخرى وصفت ما فعله عباس بمجزرة المحافظين التي أتت بناء على نصيحة أردنية في سياق اللقاء الأخير بعمان لمحاولة استعادة زمام الأمور بالضفة المقاومة وإن ربما لم تكن بصيغة اقالات كالتي فعلها هذا الأخير.
صحافة أخرى قالت أن عباس يحاول أن يأخذ قرارا بين صراعات الذين ينتظرون يوم دفنه وخاصة بين الوقائي والمخابرات، بين رجوب وفرج، وربما بين حسين الشيخ الذي يريد أن يدفن الجميع ويرتفع فوق جثثهم كما سبق وارتفع فوق مروان البرغوثي الذي أمن له طريق السجن الطويل.
إعلام أكثر دقة قال أن عباس يريد أن ينهي آخر مهماته بدفن «فتح» نفسها معه وليس أي شيء آخر.
من الممكن أن يكون جميع ماذكر أعلاه صحيح، وفي الواقع فإن استلقاء جماعة الاخوان المسلمين بصورة حماس والماركسيين العرب القوميين بصيغة الشعبية والديموقراطية بين يدي عباس في العلمين أمكنت له أن يدوس بقدميه المزيد وحتى لو كانت من صناعته الخاصة، فاستنتاج هآرتس وغيرها أنه لا يرى غيره صحيح وهناك من جعل من نفسه دائما أضحوكة عندما يناديهم للقاء وصورة في أي مكان.
لكن الذي لم يره الاعلام العبري ولا رأته الصحافة «الأخرى» في خطوة عباس التي ليست أكثر من ثور أحمق هائج ويرفس بكل الاتجاهات، رداً على اشتداد المقاومة في كل ما هو ناطور له أصلاً، وكون هذه المقاومة لم ترتبط يوما بمن جاءوه عندما يدعوهم، صحيح جزء مهم منها هو السرايا بكاتئبها، والتي قاطعته،لكن هناك جزء آخر يعرف عباس أنه سيقلب الطاولة على رأسه دائما وفي كل حين، هو الذي يراقب ويتابع وينتظر ساعة الحساب معه ومع ارثه البائس.
