ليس مبكرا ولكن: ستذكر هذه الحرب لاحقا بسمات كثيرة، الخذلان الدولي وسقوط منظومة الشراٸع والقيم والقوانين جملة وتحولها لكومة خراب غير قادرة علی النهوض ان بقي العالم علی حاله وبقيت قواه هكذا٠ بينها كذلك مروحة واسعة من العجز والخنوع والتواطوء والخيانة ولوحة سوداء مخزية واسعة، ولن تظل القصة محصورة بالتكالب علی كيل الظلم للشعب الفلسطيني وغزته الصامدة، في مقابل الصمود الاسطوري والتضحية الخارقة والثقة التي لا نظير لها والاقتدار الذي جعل سير البطولات في التاريخ مجرد عنوان صغير امام ما يری العالم علی مدار الساعة٠
وستظهر ايضا هذه الحرب باعتبارها بصمة كبيرة في تغيير العالم كله، وبدءا من تفكير الفرد خاصة في الغرب ومحاكمته لقيمه هو ولادوات السطوة عليه من حكومات مرورا بالشركات وادوات الاعلام وحتی التعليم والمؤسسات الفكرية والبحثية والابداعية، سيكون التأثير كبيرا، لن تنتهي القصة فقط بسقوط العصابة واذنابها بل ستجر معها كثيرا من الصور الهشة والمقززة في اماكن كثيرة٠
لكن اهم ماستذكر به هذه الحرب لوحتان: مسلسل الكذب الذي بدأ به حلف جريمة الابادة، من اول قطع رؤوس لم تكن، مرورا بكذبة حق الدفاع عن النفس لاحتلال وهي كاشفة الی كذبة البرادي تحت المستشفيات وصولا الی كذبات اخری جديدة هي مفاجٸات الكيان الحقيقية في هذه الجولة اضافة الی مفاجٸة انهياره السريع حتی للمقاومة نفسها٠ وفي الصورة المقابلة الصدق والوضوح والمصداقية العالية التي بنتها المقاومة مع العالم كله، بما فيه جمهور العدو الذي يحرص ليسمع من فم نصر الله وفم ابي عبيدة وابي حمزة وليس من فم نتنياهو ولا جالانت ولا جنتس واضرابهم، لقد ضربت المقاومة اقوی مدماك كان في هيكلية الكيان الذي حرص دوما علی تثبيته بكل الطرق، ان العدو يكذب وهو صادق لتنسف الحرب والمقاومة بالتوثيق مسلسل كذباته اولا باول وتجعله ببساطة سخرية العالم٠٠٠
