ثأر الأحرار لم تنته وإن خفتت وجبات صواريخها التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من داخل غرفة العمليات المشتركة بغزة المحاصرة، والفارق بين وحدة الساحات وثأر الأحرار أن التنظيم المقاوم الذي أخذ على عاتقه ثقل المواجهة وهو الجهاد الاسلامي وسراياه كان مرتاحاً هذه المرة أكثر من جهة ولم يعمد إلى إطلاق صرخة طلب الفزعة من كل الساحات كما فعل في المرة السابقة المجاهد النخالة من على شاشة الميادين من طهران ربما لأنه هذه المرة قد اتفق على السيناريوهات وربما الجميع بصورة ذلك.
اسرائيل لم تحقق أية أهداف استراتيجية فعلية من نمط سحق الجهاد والانتهاء منه والمفاهمة مع سلطة حماس على إدارة شبيهة بوضع سلطة رام الله إلى حد كبير في خطوة أولى نحو أوسلو« 2» أو هي لم تطمح لذلك الذي يقوله المراقبون الصهاينة علنا وهذه الأيام من خلال الاعلام الصهيوني والمقالات الآخذة بتشبيه وضع حماس الآن في غزة من باب السلطة كوضع فتح في تونس محاصرة ما قبل أوسلو« 1» بالضغوطات العربية وغير العربية أو هكذا يأملون طالما أن الحاضنة الفعليةلها مرتبطة بمعادلات التنظيم الأخواني حتماً.
ما تبقى من أهداف نتنياهو الشخصية قد تكون تحققت إلى حد مناسب رغم عودة التظاهرات في الشارع الصهيوني ضده، وأهداف بن غفير وسموتريتش واضحة في اجتياح الحرم القدسي إن بمسيرة الأعلام وإن باجتماعات الحكومة تحت الأقصى وإن بتدمير ممتلكات مصلى الرحمة والبدء في تسييج منطقة شرق الحرم للمستوطنين ووضع الموازنات الكبيرة والكبيرة جدا لتشجيع الاستيطان في القدس واقتحام الحرم في آن فهي صفقة مزدوجة للشبان الصهاينة يقدمها هذان المندفعان للنهاية.
على ساحة المقاومة سجلت الجهاد كتنظيم كان يعتبر تنظيما ثانيا في المقاومة الفلسطينية تقدما حقيقيا جعلها في الإدارة والقدرة والسيطرة تقفز لكي تكون مساوية لتنظيم حماس في هذا كله، بل يبدو أنها أكثر انسجاماً مع تنظيمات المقاومة التي كانت في كنف منظمة التحرير كالشعبية والديموقراطية وفتح- البنادفق لا الفنادق الخاصة بعباس- وحتى التي ظهرت تاليا مستقلة كالألوية ، هو في مسألة فتح الثورة فحركة الجهاد لا يمكن أن تنسى سرايا جهاد فتح وما فعله أبو حسن قاسم ورفاقه ومهد الطريق لها، والجهاد نفسها سجلت ذلك الاندماج السحري في الضفة المحتلة بين سراياها وكتائب الأقصى بكل تسمياتها من العرين للرد السريع وهذا يحسب لها في الاستراتيجيا، فهي تقول وتفعل أنها جهاد ونقطة لا منفعة ولا سلطة.
اليوم يمكن أن نتوقع ما سيفعله نتنياهو وبن غفير تماما خاصة بعد الصور الكاريكاتورية للردود الاسلامية والعربية والتي ليتها لم تأت أصلا، هما سيندفعان نحو الضفة بكل أدوات القمع وسيحرصان على تجسيد التقسيم المكاني فعلا وزيادة معدل الاقتحامات والاغتيالات في الضفة حتما، وهذا هو الاختبار الفعلي لكلي الشعارين وحدة الساحات ووثأر الأحرار وهو الاستكمال الفعلي لصوت الرصاص والصواريخ وما كان...
