تيارات حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» طبعا في النسخة الأصلية لهذه الحركة، وليست النسخة التي أرادها الأمريكان وشجّعها الإسرائليون الصهاينة منذ ما يسمى بمؤتمر بيت لحم إياه، كانت تيارات فاعلة لإغناء المسيرة ورفدها بمختلف أذرع الدفع من باب التنوّع والانفتاح على حركة كل العالم وليس فقط العربي منه.
ضمّت هذه التيارات الفكر القومي والماركسي والإسلامي وفي عدة مراحل وصلت إلى استيعاب حتى العالمي منها والتي عرفت يوما بحركة «ماو» حتى وصل الأمر إلى وجود الماويين الفتحويين، وفي مراحل ما ضمّت ما احتفى بالتجربة الثورية الإيرانية وأغناها وزاد من عظمة منجزها، كل ذلك جرى داخل بوتقة «فتح » الأصلية العصية على الذوبان والغياب، والقادرة على التذوييب والخلط وتقديم منتج« ديلوكس» وطني مبهر.
لكن منذ أدلى الأمريكان والصهاينة أذرعهم داخل هذه الفتح وبالتحديد منذ مؤتمر رقم النجمة السداسية المشؤوم وغير الشرعي، أصبحت« فتح» على شفير توديع سيرتها ومسيرتها سيما وقد انفتحت الأبواب لمن يهمه الكرسي والتمثيل في «فتح» لكل الأسباب الذاتية وغير المتصلة بشيء سواها، وعندما اصطدمت الأجندات ولد ما أسمى نفسه بتيار الاصلاح، أما أين الإصلاح في القصة؟ فالجواب عند هؤلاء الذين أقبل بلينكن ليحضّرهم لعودة الابن العاق في رقم 8 القادم كما قيل وليحل الإصلاح نفسه وانتهت القضية.
«فتح» الرسمية اليوم تيار واحد هو الارتهان لاحدى صور تجاريبها التي كانت يوما كثيرة، لكن «فتح» العميقة والأصلية وغير الرسمية الممسكة« بالكرتونة» والتي لم تكن قضيتها كرسي ولا تمثيل من أي نوع، ولا كانت يوما إلا مسيرة وسيرة ووصية، لشلال الدماء والجراحات لن تحل نفسها لا على يد قابلة «بلينكن» ولا أجهزة مخابرات أصحابه في هذا العالم، فهذه الفتح وتيارها المقاوم موجود ليحرر ويصرّ على التحرير الشامل مهما بلغت التضحيات ومهما طالت المسيرة، ومهما كانت العوائق والغربات وضيق الآفاق وتراكم المعاناة ، ومهما كان النكران ومهما كانت الوحشة في الطرق.
ببساطة لأن تيار وصايا الكمالين والنجار وابو جهاد وابو حسن قاسم وحمدي والجرمق والعمارين وزلوم وعدي التميمي وباسل الاعرج وانتفاضة الحجارة ورصاص النفق وثورة السكاكين عينه كانت ولا زالت ، على فلسطين كل فلسطين...
