كانت الجزاٸر تبعد آلاف الاميال عن مصر، وكانت كوبا تبعد أضعافا عن موسكو، وكانت فيتنام كذلك عن بكين، لكن وجد في القاهرة رجل اسمه جمال عبدالناصر، وفي موسكو رفاق لينين، وفي بكين عملاق اسمه ماو٠
غزة علی بابها القاهرة، التي تستأذن في العلن لتدخل شاحنة أكفان، وفي السر لا نعلم ما تفعل، وينتظر ولاة ٥٢ دولة تقول انها اسلامية ليسمعوا خبر فناء نساء واطفال غزة حتی يلتقوا، ومنهم من صدّر لنا حكايات ارطغرل وعثمان وسليمان شاه، وأبقی كل خطوط التموين مفتوحة لسفاح اطفال غزة، ولم يوفّر ان يعلن انه فقط شطب نتنياهو!
يا عم رجب لو كانت استعادة الامجاد بالمسلسلات، لكان العالم اليوم مكسيكي، تريد ان تكون تركيا عروس المسلمين، وتضعها في سوق نخاسة دولي في آن، هذا لا يستقيم٠ تعلم ونعلم انه لولا طهران ودمشق لكانت غزة الان ملعب كرة قدم ممتد، علی الاقل قدم عشر ما قدم هؤلاء، اسحب عصاباتك من ظهر دمشق وظهر بغداد، انتهي فيلم التأسلم الكاذب الطويل٠
اما الصين وروسيا اللتان تستفيدان من شجاعة وبسالة المقاتل الفلسطيني الغزي الذي فقأ عين الامبراطورية العظمی التي جرّت حكومتها بالكامل لتجلس في طقم العدوان والابادة، فهما تبديان كلاما ولا تقفان موقفا قاطعا، حتی في لعبة الامم المتحدة، تحت بند متحدون من اجل السلم الذي استخدمته امريكا نفسها في الماضي٠
نعم المقاطعة التامة لهذا الفجور اختبار الفرد والمجتمع، ونعم ان الشوارع الماشية في كل العالم براءة ذمة لدم غزة، ونعم ان الدعاء واجب اعتقادي وشرعي وهو سلاح الضعفة من كهول وطفولة، ولكن النصرة تكون بفعل، فعل حقيقي يكسر هذا التابوت الداٸم، يكسر المسافات ويكسر الحواجز ويكسر الموانع ويكسر الاعتياد، من كل ما رأيناه، سمعنا فقط بخطوة عملية اتخذها اشقاء مصريون بتشكيل سلسلة بشرية تقتحم معبر الحصار وباب شعب بني هاشم، وتدخل العون لغزة، فوجب علينا ان نمتن للوعي والفكرة والارادة، شكرا ايها الاحرار٠
نعلم ان غزة منتصرة مهما فعلت الحرب ضد فراخها، لكن علينا ان نذكّر هؤلاء جميعا بعارهم وشنارهم مثل فرض الصلاة، اقد اصبح علينا فرضا ان نذكر الوحوش والكذبة والرعاديد والمنافقين بحقيقتهم، علينا ان نرفع نحن شعب فلسطين المظلوم مرآة غزة في وجوههم علی مدار الساعة، ونحن في ذات الوقت نتناقل رسالة مظلومي غزة اللحظية: الاعتياد خيانة٠٠٠