ايها العرب
كلما كتبت كلمة العرب، اصر الجهاز ان يقترح علي كلمة العيب، وانا اعيد فاشطبها واعود لاكتبها مجددا، انا مصر علی العرب، وهو مصر علی العيب٠
بكل العقل البارد الممكن في هذه الدنيا، وهذه الاوقات، لا بد من آخر النداءات وآخر الندب، لانها امانة، ولأن الأجيال ايضا يهمها في قابل ان تسأل فلتجد جوابا، لا استنخاء ولا استجداء ولا ما سمعتموه من اناشيد تساٸل عنكم واين انتم، ولا حتی صرخات المفجوعين تحت القصف والردم والهدم والقتل اليومي بكل حديد وفولاذ وشواظ وحقد مجرم واضح٠
انتم تتحملون مسؤلية ما يجري لشعبي وبلادي، من دمار ومذابح، انتم خسرتم حرب ٤٨ ومنعتم عنا السلاح حينها، لا اذكركم بآخر برقيات الشهيد عبدالقادر الحسيني لكم!، بل قال منكم الراحل الملك عبدالعزيز،ان فلسطين لا تحتاج رجال،ففيها ما يكفي من الرجال، سلحوهم ويكفي، لكنكم آثرتم الأنفة، فتركتم نصف بلادي سليبة، ثم اخذتم بقيتها أمانة، فماذا فعلتم بالأمانة؟
عدتم في سبيل استعادة ما خسرتموه انتم، لتخسروا ما تبقی من وطني، ثم اذا طلعت شمس الهزيمة، قاتل ابناء وطني في الكرامة، فقلتم هذه ثورة وجدت لتبقی وتننصر، فكيف نصرتموها؟
تركتمونا للمذابح، من قطر الی قطر، ومن ساحة الی ساحة، وعركتمونا بينكم، في كل ما شجر بينكم، حتی اثخنتم فينا اضعاف ما اثخنه العدو، حتی اذا استفقنا وخرجت ضفتنا وغزتنا عن بكرة اببها في انتفاضتها الاولی، تطلب حقها، تداعيتم لا لاجل دعمها، بل لاجل اسكاتها، علی محامل كثيرة نحسن الظن انها لحقن دماٸنا وصون شأفتنا، واستعادة ما امكن من فك عدونا ومحتلنا، الذي سجل ابشع واطول استعمار احلالي اقتلاعي عنصري مجرم في التاريخ، وقلتم سلام فقلنا عسی ولعل، فماذا كانت النتيجة؟
حاصرتم مع المحاصرين، قيادة شعبنا سنتين، ثم تنكرتم للواجب والنخوة، ولم يفجعكم قتله محاصرا، ولا فجعكم دبابات المجرم شارون وهي تأكل مخيم جنين قضمة قضمة، ان المهل ما عادت تصرف في حساب شعبنا، وفد راينا الاستيطان ياكل ما تبقی من فلسطيننا، وراينا المجرمين يدنسون القبلة الاولی، والعهدة النبوية في اقصی محمد، بل ويتجرأون علی الكناٸس وعلی كل مقدس وحضاري وتاربخي فيه، بعد ان نبشوا فلسطين شبرا شبرا عسی ان يعثروا علی قصعة تدلل لهم ما يسوقون من خرافات فما نفعهم ذلك٠
انتم مسٶولون اليوم مسٶولية تامة عن الخذلان والنكران، ان استعادة ما خسرتموه اصلا وهو ليس لكم حق في التصرف فيه، هي مسٶوليتكم انتم، والدماء التي اصبحت انهارا تستصرخ ربها، واخاديد الموت التي نصبت واخذت الاف الارواح البريٸة المعصومة المظلومة، هي في اعناقكم انتم، قبل المجرمين وبعدهم٠
لا استعدتم حربا حقا واحدا من حقوقنا، ولا استعدتم سلاما ودعاوی دعم القضية من الداخل كما قلتم، بل ان العدو طرب لقربكم منه وابتساماتكم له، فجهز لنا الجزء الثاني من جريمة التهجير والاقتلاع، لا يقولن احد ما فعلت غزة، فان غزة عاجلت تهجير شعبها قبل ان يفرضه عدونا نهارا جهارا، وما اكان اخفاه اصلا٠
كيف يعقل ان تحس دول تبعد عن صوت صراخاتنا ومنظر دماٸنا وخراب ديارنا الاف الكيلومترات، وتكون اقرب لنا منكم وانتم تنظرون، استطبتم وصفات التخدير والمصطلحات التي تمشي في الاعلام، النظام العربي الرسمي، لا يا سادة، نحن نقول العرب كل باسمه وصفته وموقعه وصلبه ولحمه وشحمه، هذه مسٶوليتكم، وهذه جريرتكم، فبأي وجه ستلقون ملك الموت اولا قبل ان تلاقوا ربكم٠؟
الخميس 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023
أيها العرب
الخميس 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023
par
أيمن اللبدي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
20 /
2342879
ar المستشار wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 21