] يا جمعنا٠٠٠ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 28 كانون الثاني (يناير) 2024

يا جمعنا٠٠٠

الأحد 28 كانون الثاني (يناير) 2024 par أيمن اللبدي

يا جمعنا٠٠٠

خاضت فلسطين عذاباتها منذ قرن كامل، وهي تصرخ وتستنجد بالقاصي والداني، وتكثر من استنفار بني جلدتها من عرب ومسلمين، وتتبع حديث امامها صاحب الأقصی في هذا، ومن ملَّكه الله البيت المبارك، وعقد له الإمامة علی أنبياٸه ورسله جميعا به، وجمعهم في أول مٶتمر في التاريخ هناك، علی أطيب وأغلی صعيد علی مستوی العالم٠

نادت عليهم جميعا، ونادت عليهم فردا فردا، فاستجاب القليل، وأحجم الكثير، وتواطأ البعض، واستقالَّ البعض الآخر، واستمرت فلسطين برغم ذلك في أن تدفع بدمها ولحمها، وعرقها، ما أمكنها، لتحفظ وصية الله ووصية رسوله في أقصاها الذي شرَّفها به ربها، وعانت كل أنواع القهر والاضطهاد والنكران والخذلان، فهل توقفت؟

لم تتوقف فلسطين، حتی بعدما حاول الأكثر أن يسقطها من حسابات الساعة، ومن عقدة اللوم والشعور بالتقصير ان وجدت، والهروب من هذا الی التبرير بان هناك طرقا اخری لخدمة ربها وبيتها وحراسها وقضيتها، تكمن بدلا من السيف لمحتلها وقاهرها ومدنس مقدساتها، بالتقرب اليه وفتح المجالس له والتحالف معه، وهي وصفة الشياطين للقلوب المريضة، وحصلنا علی صورة اربعة شهور من الحصر والصمت والهمهمة،واحيانا اللوم للضحية وليس لقاتلها٠

كنا نريد ان يكون معنا من يری ضرورة العدل لنا ولو علی جزء من وطننا، وكانت فلسطين تدفع الدم علی مدار السنة لتذكّر بهذا الحق المشروع، لم تكن تظهر حالمة بانصافها في اصل مسألتها، رضيت بالممكن، كما قالوا لها السياسة فن الممكن، وخذ وطالب، الی آخر وصايا العجزة وحكم المهزومين٠

كان شعار مقاتليها وفداٸييها في منازلة بيروت وبعدها عام ١٩٨٢، يا وحدنا، ومديح الظل العالي، واسس هذا لكامل ما تلا هذه المنازلة، وافتتحت فلسطين انتفاضتها المقدسة الاولی ردا علی الخذلان، فانتزعت شوارع العرب من حكامها، واضطروا ليقولوا شيٸا ويسمحوا بفعل شيء ولو كان صغيرا، ونجحوا في ادخال منظمة فلسطين الی دولاب الوعود والطحن السياسي الفارغ٠

يا وحدنا لسببين: الأول أن من كان تفترضهم فلسطين الاهل والسند، خلوا بينها وبين عدوها وصمتوا ومكثوا متفرجين، والثاني ان العالم لم يكن ليسمعها وهو اسير قاتلها بالدعايات الكاذبة والسيطرة السوداء٠

اليوم جددت فلسطين صرختها وانتفاضتها الثانية في جزٸها الثاني، كان الجزء الاول من هذه الانتفاضة الثانية، يوم تيقنت ان هذه الوعود كاذبة، ويوم احست باقدام شارون في بيت محمد، ولنفس السبب جاء ٧ تشرين ليجدد يوم ٢٨ ايلول ولنفس السبب، هي تكملة للانتفاضة الثانية، ولكن باقتدار٠

اليوم الفارق ان فلسطين ما عادت وحيدة، اليوم صحيح ان جماعة من كانوا دوما هم الخاذلون لا زالوا كذلك، لكن جديدها ان شوارع العالم كلها صارت معها وصار شعارها الحرية لفلسطين من نهرها لبحرها، وبهذا تحطم السبب الثاني الاهم والاوسع ليا وحدنا، وهكذا فهمنا ان وحدنا لم يعد وحدنا، ومن قصدناه بوحدنا اولا ، ابدلنا الله به خيرا من ذلك كله، بعالم كامل، يقول لنا نحن معكم، فلم نعد وحدنا، وسقط من كان سببا للشعار هو بما استمر معظمه عليه بنفس الفجيعة، ودخل وارتقی من اصبح سببا للشعار الجديد، يا جمعنا٠

لم نعد (يا وحدنا)، بل أصبحنا (يا جمعنا)٠٠٠


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المستشار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28