مليون مشاهد

الثلاثاء 16 كانون الثاني (يناير) 2024 par أيمن اللبدي

االأصوات المٶسسة لمقامرة أوسلو والتي انتهت الی جريمة أوسلو لم تبدأ في التسعينات من القرن المنصرم، بل هي بدأت عقب ايلول الأسود وقبل حزيران الأسخم، بدأت في السبعينات، ويعلم ذلك شهود علی عصر النكوص، بينهم أخوة لا زالوا بيننا ويمكنهم ان يحدثوكم طويلا، الاخ منير شفيق والاخ خير الدين عبدالرحمن أطال الله عمريهما٠
كان جوهر الشرارة التي افتتحت ذلك كله، جملة واحدة بسيطة قالها بعضهم، وهي كالتالي(اذا اريد للفلسطيني ان لا يواجه مصير الهنود الحمر، فعليه ان يكون جزءا من النظام الدولي، عندها سيعطونه حصة مهما بدت صغيرة ويمكن تكويرها لاحقا، جزءا بمعنی الوظيفة والتفاعلات المصلحية)، يعني قطعة من سايكس بيكو٠
هكذا انتقلت الصيغ والصور للتدهور، من دولة ديموقراطية علمانية علی كل فلسطين، الی تطبيق قرار التقسيم، الی دولة علی ما يتحرر، الی مٶتمر جنيف ومتطلبات النقاط العشر، الی دولة الـ٦٧، الی اوسلو اللعين، انظر عندما توافق علی فتح المسبحة، ستكر حباتها رغما عنك، اليوم عباس وصبية امام سلطة في خدمة بن غفير وسموتريتش قبل نتنياهو وجانتس وجالانت ولابيد وغيرهم٠
اليوم الثاني بعد الماٸة، لا نصرة لفلسطين ولا جبهة نصرة، ولا جند شام ولا جند فتح ولا جند قدس ولا جند جولاني ولا جند زرقاوي ولا كركي، لماذا؟ لان هذه الاصناف جميعا كانت برندات المخدرات العقلية، وبالمناسبة ايضا احتوت في عملها المخدرات الحسية، هل أحصيتم كم واحدة من هذه استخدمت مفردة تخص فلسطين وقدسها وأقصاها في يافطاتتها او في اقوالها؟!
في المخدرات هناك نوعان، احدهما حسي لا بد من استدخاله الاجساد، والاخر معنوي ولا بد من اقحامه في العقول، الصنف الاول معروف ويستخدمه تجار الحرام بأنواعهم، والثاني مخفي ويستخدمه بعض الحكومات وبطرقهم التي تفننوا فيها، وليست حكومات سايكس بيكو الا مقلدة متواضعة لعمل الأسياد في لندن وواشنطن وتل فلسطين٠
فجأة اراد تجار المخدرات الحسية اقتحام سايكس بيكو في عز العدوان المشتعل علی فلسطين من الشرق والجنوب معا، تعلن الاردن عن غزواتها الساخنة ضدهم في سوريا، وتعلن اليوم عصابة الابادة ومعها عصابة المعبر عن مواجهتهم في الجنوب، هل هي صدفة؟
توقفت امام مظاهرة في القاهرة، تخرج من نقابة الصحفيين المصريين، لا تتجاوز العشرات، وتنادي بفتح المعبر، وتعيب علی الاهانة الصهيونية والتي قد تتحول في محكمة العدل الدولية الی إدانة تسجل في تاريخ الدولة المصرية، لا يفهم الناس ان سيسي وغيره زاٸلون، لكن الدولة المصرية هي التي ستحمل في تاريخها مثل هذا العار ان تثبت بحكم محكمة٠
في الماٸة يوم الأولی وفي بدايتها كانت مظاهرة ايضا امام نقابة الصحفيين بالقاهرة، كانت خمس او ست مرات اكبر، ونادت بتشكيل مسيّر بشري لرفح -لم تصل- وادخال الماء والدواء ولو حبوا علی الثلج، قلت هذه اول مرة اری شيٸا واعدا حقا في العملي، وليس مجرد بالروح بالدم وبعدها لا نقدم حتی خمس دقاٸق صلاة ودعاء وقنوت طلبها مقاوم من أمة يفترض انها امته،دعك من قاهرة المعز، التي يحولها بعضهم الی قاعرة المعز، وانظر هناك غربا، فهو الاغرب التام، وهو أن يصبح بلد المليون شهيد، بلد المليون مشاهد٠٠٠!