] عاشت فلسطين وعاشت غزتها - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 6 كانون الثاني (يناير) 2024

عاشت فلسطين وعاشت غزتها

السبت 6 كانون الثاني (يناير) 2024 par أيمن اللبدي

العالم يشهد استفاقة وانتباهة واسعة علی وقع الفظاٸع في غزة، هذا مشاهد علی نطاق واسع، تری آلاف الفيديوهات تتكلم عن فلسطين حرة من النهر للبحر، تجد جاليات يهودية واسعة تقول للمرة الأولی يجب تفكيك اسراٸيل، تسمع نسل ناجين من محرقة هتلر يقرنونها بمحرقة نتنياهو، ما الذي حدث حتی تصل هذه القناعات هنا، هل هي الصورة فقط؟
لا ليست الصورة فقط، فالتحول الفعلي جری ردا علی التحول الفعلي في اسراٸيل نفسها، اسراٸيل هذه هي صورة الصهيونية العلمانية، المرتبطة بالامبريالية العالمية خدمة لها، وجری تفعيل سايكس_ بيكو والتجزٸة لتكون في خدمة خلق نوع من الاندماج او التعاون والحفاظ علی الوضع الممكن عبر التطبيع وتوابعه، كمشروع أكبر وداٸما علی حساب شعب فلسطين، وجری تكسير كل نموذج خرج معترضا ربما علی حصة اسراٸيل قبل فكرة وجودها، وحوصرت الناصرية وجری تحطيم العراق واستهدفت سوريا وهكذا في معرض الطريق لهذا الهدف٠
المشكلة كانت بعد السبعينات تحديدا بدء تراجع وانحصار الصهيونية العلمانية، وانطلاق الصهيونية الدينية التي غيرت الفكرة بالكامل،واصبحت خارج مسألة المحاصصة وتريد المنطقة بكاملها توراتيا وتلموديا، وهي لا تخفي هذا، بل وتريد تهجير شعب ومسح مقدسات امة، وأصبحت القصة أخطر عندما اتسعت في الغرب مسألة المسيحية الصهيونية واقترابها من مراكز القرار حتی علی حساب الامبريالية التقليدية، وانتقالها من الطرب لما يقوله موتورو الصهيونية التوراتية الی التبني الخفي والدعم العلني٠
هذا يعني مصيبتان، لنادي سايكس_بيكو، من طبع ومعظم من لم يطبع، فهو كان مستعدا لتقاسم ثمار مع الصهيونية العلمانية التي هي اصلا خروج عن اليهودية وتتلطی خلف شعاراتها تقية، لكن ماذا يفعلون مع الصهيونية التلمودية وهي تريد ملكهم وكراسيهم وثرواتهم وديارهم؟ هذا لم يكن بالحسبان٠ هٶلاء مصدومون ويغطون ذلك بما تراه من شكل عجز وشكل رعب، بعضهم يتمنی انكسار نتنياهو وعودة جانتس وبعضهم يتمنی عودة ترامب ليفتي لهم ما يفعلون وهكذا، المسألة مربكة بالكامل وتحت وقع الصدمة، وهو يتجاوز ذلك الی المنظومة الاوسع مع وجود فروقات هنا او هناك بينها في الـ٥٧
المصيبة الثانية ليهود العالم كله، هٶلاء كان ممكن ان يظلوا اوفياء للصهيونية العلمانية حتی ولو لم يدخلوا في اللعبة وكانوا مستعدين للبقاء في خدمتها، لكن جراٸم وعهر وصلف الصهيونية الدينية لا يمكن ان يتحملوها كونها ستهددهم امام العالم وهم غير مستعدين للذهاب الی جحيمها وترك املاكهم وحياتهم خارج الجحيم٠
مفاجٸة المقاومة الفلسطينية انها قرأت ذلك كله، ووجهت ضربة استباقية كشفت ما تحت جبل الجليد وعرّت المخططات والاماني والترتيبات، فهرعت الصهيونية المسيحية مذعورة من كل صوب وحدب، واليوم ستحاكمها شعوبها، ومهما كانت النتاٸج المستحصلة، فلقد انتصرت فلسطين ليس فقط بالصمود، ولكن في تصوير قوة لن تستطيع كل هذه القوی المذعورة اليوم لا تغييبها فضلا عن سحقها، ومن سيسحق هو نتنياهو وغالانت والمأفونين الذين معهما والذين باتوا يرددون كلام الدفاع عن المشروع اليهودي ووجوده ولا احد سيصدقهم بعد الان، هم يدافعون عن طمعهم الذي ظنوا انهم بالغوه وفعلا كل قصتهم اصبحت تحد العد العكسي للشطب والأفول٠
عاشت فلسطين وعاشت غزتها٠٠٠


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المستشار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28