أنتَ تراكْ....
1
يقولُ الصّباحُ أنا سامرُ
المستريحُ بعينِ الحقيقةِ خلفَ زجاجْ
تقولُ القصيدةُ كنتُ هناكَ وأرسمُ عشقَ المدينةِ شعراً
وكنتُ أُسمَّى على صوت رفعتْ
وكانَ السوّأدُ كثيفاً ويُضجرُ مقلةَ الغافلينْ
تقولُ القصيدةُ إنا هناكَ ونكتبُ للمارقينَ السُّكارى
عن العشقِ والموتِ كلَّ اللغاتْ
تقولُ القصيدةُ نحن هنا
فمن يستطيعُ اشتقاقَ القضيّة ؟
ألا إننا الراسخونَ الغيارى
ألا إننا العاشقونَ الحيارى
ألا إننا الثابتونْ
ألا إننا الخالدونْ
فكفُّوا النواحَ وأعلوا النشيدْ
لكلِّ كتابٍ مضى ما يريدْ
وإنا أردنا الحياةَ بعزٍّ
وإنا تبعنا النداءَ الفريدْ
فمنْ يستريحُ ومن لا يُراحْ
كتبنا بعزمِ الحديد الصّباحْ
هنا الطالعونْ
هنا العاشقونْ
هنا....
2
هنا وُلدنا
هنا صَمدنا
هنا نَبتنا
هنا بُعثنا
هنا كَتبنا (كلَّ هنا)
هنا فلسطيننا الخالدةْ
تراكِ العيونُ بغيرِ حجابْ
تراكِ العيونُ شفيفَ خطابْ
تراكِ العيونُ حديثَ الزَّمنْ
فأين البقاءُ وأين الذهابْ؟!
هنا الخالدونَ
هنا الخالداتْ
هنا الانبياءُ
هنا المُرسلاتْ
هنا العاشقونَ
هنا العاشقاتْ
تديرُ المنايا كؤوسَ ولكنْ نُدير بوحيِ البقاءِ الحياةْ
هنا المجدُ يبقی ويذهب ظلُّهْ
هنا العزُّ يسكنُ حيثُ مَحِلُّهْ
هنا الحقُّ يعلو ويكبرُ طفلهْ
هنا لا نقيمُ عزاء الغيابْ
هنا لا نطيلُ الكلامَ المملَّ ونصنعُ فوراً جوابَ الخلودْ
هنا لا نعيدُ حسابَ الجراحِ ونكتبُ عزمَ الفداءٍ الجَلودْ
هنا ....
3
تقولُ القصيدةُ معنى القصيدةْ
سنبقی كما قد بقينا
ونحنُ ملوكُ البقاءِ الفريدْ
دعونا من الهذْر والشارحات فانا
مع الاختصاراتِ كنّا الجوابَ
ونحنُ الحسابُ
لكلِّ حسابْ
هنا العربيُّ
فحدّث باْيات مجد الكرامةٔ
وقلّبْ وجوهَ سموِّ الشهامةْ
وعدِّد مزايا نقاء العلامةٔ
فليس غريبا حضورُ السلالةِ
فان الغريبَ اختصارُ الصورْ
هناالحضريُّ
فدقِّق تری الخطَّ يبني الزمنْ
ويبني الحياة بعزمِ الرماةِ ورغمَ الحصارِ وفتك الدّمارْ
فكم قد أودعونا لكلِّ هلاكٍ وكم قد أعدنا بناء الشجنْ
هنا الانتصارْ
هذا هو الموتُ الوقِحْ
وكلُّ معاني الهزيمةِ أنتَ
وأنتَ روايةُ كلِّ الكذبْ
وأنتَ اختراعُ المجونِ اللّجِبْ
فعدْ يا عدوي وردد أحاديثَ كلِّ غريبٍ مضى
أترى منه بقيةَ حرفٍ هنا أو هناك؟
إذن أنت تراكْ....
أيمن اللبدي
16/12/2023
