] الامام حسن الشلغومي ، عراب الديانة الابراهيمية! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 16 آب (أغسطس) 2023

الامام حسن الشلغومي ، عراب الديانة الابراهيمية!

الأربعاء 16 آب (أغسطس) 2023 par رنا علوان

حسن الشلغومي إمام مسجد مدينة درانسي ومدير المركز الإسلامي في فرنسا التي يحمل جنسيتها ، تونسي الأصل ، ولديه العديد من المؤلفات لكن أهمها ، كتاب “إسلام فرنسا”.

الإمام المثير للجدل ، الرافض لارتداء الحجاب والنقاب والداعي لتبني نسخة معتدلة من الإسلام ، يعتبر من الداعمين جدًا لفكرة الانفتاح على الاديان وخاصة الدين اليهودي.

سبق للشلغومي أن زار فلسطين المحتلة بعد العدوان على غزة عام 2009 ، وهو يرأس ما يسمى “منتدى أئمة مسلمي فرنسا” الذي تلقى دعمًا من الإمارات ، “فهو يُلقّب بإمام المسلمين “، دعا للعدو بالنصرة على الارهابين من حماس وحزب الله ، فما كان من افخاي ادرعي الا ان يحتفي به ، فغرد حينها ( عندما تكون إمامًا عظيمًا يزداد من حولك شراسة عليك ) ، أما ردًّا على دعائه لهم بالنصر قال أدرعي “أنتم من القلائل الذين تتفهمون الخطر الذي نعانيه من غزة والحدود الشمالية”.

حسن الشلغومي هو صاحب مقولة “لم تعد الله أكبر ، بل فرنسا أكبر”

بالطبع زيارة الشلغومي المتزامنة مع القصف الإسرائيلي وعملية “الرصاص المصبوب” في 2009 ، أثارت غضبًا عارمًا لدى الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا انذاك ، كما أثارت غضب الفلسطينيين ، وعقب ذلك تلقى الشلغومي عدة تهديدات ، ما جعل السلطة الفرنسية تمنحه الحماية البوليسية الدائمة وتخصص رجلي أمن لحمايته في منزله وفي تنقلاته على مدار الساعة.

حسن الشلغومي ليس الوحيد الذي تدعمه الإمارات وأأسف أن أرفقها بكلمة ” العربية ” ، بل تمكن ابن زايد من استقطاب رجال دين في أكثر من بلد لإضفاء الشرعية على ممارساته ، كما عمل على استمالة مؤسسات دينية تقوم بعقد مؤتمرات ولقاءات تخدم أجندته في عدد من البلدان.

رجال الدين هؤلاء أمثال أمام الإسلام ، وتلك المؤسسات يقومون بدور هام في الدفاع عن جميع ممارسات ابن زايد ، المتمثلة في انتهاكات لحقوق الإنسان بشكل واضح ، ودعم انقلابات عسكرية مثلما حدث في مصر ، وإنشاء مليشيات مثلما يحدث في اليمن وليبيا.

إلى جانب علي الجفري في الإمارات ، وهاني بن بريك في اليمن ، ومحمد الورفلي في ليبيا ، وعبد الله بن بيه في موريتانيا ، وفي مصر علي جمعة والشيخ محمد سعيد رسلان ، أما الأخير فصناعة سعودية خالصة.

بعد إعلان أبوظبي اتفاق التطبيع مع تل أبيب في 13 أغسطس/آب 2020 ، كان الشلغومي ومن مثله حيث يريد ابن زايد ، ليُشيدوا بقولهم “محمد بن زايد رجل سلام من الطراز الأول”، معتبرين إعلانه تطبيع العلاقات مع إسرائيل ”معاهدة سلام”.

الشلغومي الذي يرأس “منتدى أئمة فرنسا” و”اتحاد الشعوب من أجل السلام” ، واحد ممن يطبّل ويزمّر لمحمد بن زايد ويكيل المديح له عند اي مناسبة كانت ، ويفخر بكل ما يمارسه الأخير من دعم للانقلابات وتمويل للثورات المضادة وتسليح للمليشيات ، وآخرها إعلان التطبيع مع إسرائيل.

حيث وصفها الشلغومي في تصريح لصحيفة البيان الإماراتية ، بـ”الخطوة التاريخية” بالنسبة للمنطقة والعالم ، وقائلاً إنها “حاسمة وعلامة فارقة على طريق السلام وإعادة الأمل لشعوب الشرق الأوسط ، وفرصة لبناء علاقات جديدة على أساس السلام والتسامح والتعاون المشترك” حسب تعبيره.

السؤال هنا لماذا يلجأ بن زايد الى مثل هؤلاء من المُطبّلين والمزمّرين ؟

حيث لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بالنسبة للشلغومي ، بل وصل إلى حد تصريحه ان ” ابن زايد يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام ، وهو ما ستعمل عليه المنظمات والجمعيات الناشطة في أوروبا “.

وفي رده على الفتوى التي أصدرها مفتي القدس ، بتحريم صلاة الإماراتيين في المسجد الأقصى ، قال الشلغومي: “الأقصى هو لجميع المسلمين ، وليس من حق أي كان أن يمنع آخر من الصلاة في رحابه الطاهرة ، محذرًا من استغلال القضية الفلسطينية لمصالح خاصة وفئوية”.

غير أن رجل الدين الذي أنكر على مفتي القدس فتواه بتحريم صلاة الإماراتيين في المسجد ، بحجة أن الأقصى لجميع المسلمين ، لم ينكر على العدو الاسرائيلي منعه للفلسطينيين الصلاة في المسجد ، بل أثنى على كامل إجراءاته ، في تناقض واضح وغير متسق.

لو ان كل الذي اتيت على ذكره ، أثارة سخرية أولي الألباب فلا عجب ، فما يقوم به محمد بن زايد ما هو الا استخدام الاسلام للغسيل السياسي ، فبعد ان اصبحت الامارات اهم بلد في غسيل الاموال ، اضافت الى انجازاتها غسيل الجرائم السياسة بواسطة الدين ، الذي يخدم بالدرجة الاولى الديانة الابراهيمية.

فالاتفاق الذي أُعلن في 13 (أغسطس) 2020 ، وجرى توقيعه بين الإمارات والبحرين والعدو الإسرائيلي في البيت الأبيض ، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، والذي أوضح خلاله السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي أن سبب إطلاق تلك التسمية على الاتفاق يرجع إلى أن “إبراهيم كان أبًا لجميع الديانات الثلاثة العظيمة
فيشار إليه باسم (أبراهام) في المسيحية ، و(إبراهيم) في الإسلام ، و(أبرام) في اليهودية

ولقد أثارت تلك التسمية تساؤلات عديدة حول دلالات تلك التسمية ، إذ لا يمكن النظر إليها بعيدًا عن جذورها وخلفياتها الدينية ، التي تكشف بوضوح مدى توظيف السياسي للأبعاد الدينية والتاريخية ما يسهل عليه تمرير أجنداته السياسية تحت غطاء ديني.

وبعد الاتفاق شرعت الامارات ببناء صرح يفيد هذا الغاية ، والذي أُطلق عليه “بيت العائلة الإبراهيمية”.

فلو أن عاقلاً سأل نفسه عن ما يُرمى إليه ، لوجد انه لا وجود لديانات ثلاث ، إنما ابراهيم حنيفًا مُسلمًا ، اذا فليصبح الدين في العالم ( الاسلام فقط ) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67).

ختامًا ، إن من أخطر التحديات الفكرية التي يواجهها المفكرون والمثقفون ، فضلًا عن غيرهم من العامة ، هي المصطلحات التي تحمل أكثر من وجه ، ذلك أن بريق المصطلح واعتياده يخفى وراءه الوجه القبيح الذي يحمله.

ومع كثرة استعماله تختلط الأوراق ، وتمرر المشاريع الهدامة ، ويغدو المعارض لذلك الوجه القبيح غريبًا بين الناس(وحينئذٍ تكون قد نجحت الفكرة)هذا هو حال مصطلح «الديانة الإبراهيمية» أو وحدة الأديان أو الديانة العالمية ونحوها من الألقاب التي ظهر استعمالها
ففى طياتها معانٍ حسنة مقبولة ، كمثل التعايش ، والسلام ، ولكن استعمال تلك المعانى التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية في الجوهر ، إنما هو ( في الغالب ) تمرير للمعانى الباطلة ، وستار للحقيقة المرادة ، التي تتمثل بأهداف مروجيها بتمزيق مكونات وروابط الهوية الإسلامية والعربية لدول المنطقة ، وبالتالى تيسير السيطرة والتحكم بها وبشعوبها لصالح الصهيو-اميركية ، والوصول الى الإلحاد.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28