] ماذا بشأن الإتفاق السعودي_ الإيراني! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023

ماذا بشأن الإتفاق السعودي_ الإيراني!

الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023 par رنا علوان

اتفقت الجمهورية الإسلامية والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية ، وإعادة فتح السفارات والقنصليات في غضون شهرين مقبلين.
من جهة ، الجمهورية الإيرانية ، ما زالت تتفوق على الغرب بخطوات البرنامج النووي إذ رفعت التخصيب من الحد المقرر 3.67% إلى 60% غير مكترثة برأي الغرب ، وتوجد إشارات ترمي إلى أنها رفعته إلى ما فوق 80% ، والغرب بدأ يطالب بالعودة إلى المفاوضات (من بوابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية) وهذا في مسار التراجع الإستراتيجي الأميركي ، والتقدم الإستراتيجي لمحور المقاومة ، وكذلك منظمة شنغهاي التعاونية ودول بريكس
ناهيك عن أن هذا الإتفاق لن يمس قدراتها العسكرية فالجمهورية الإيرانية ، لا زالت تصنع أسلحتها التي كسرت بها التوازن العسكري في غرب آسيا ، وهي التي أسماها الجنرال فرانك مكنزي (الثالوث الإيراني ، الباليستي، كروز، المُسَيَّرات) زيادة على الإصدار الجديد لصواريخ (فرط صوتية) والصواريخ الباليستية القادرة على تدمير الأهداف البحرية المتحركة ، فضلًا عن معلومات بشأن استيراد أحدث الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي الروسية منها سوخوي 35 ، وهذا أيضًا يندرج في مسار التراجع الإستراتيجي الأميركي ، والتقدم الإستراتيجي لمحور المقاومة.
إذًا نستنتج بأن الجمهورية الإيرانية ، مستفيدة من هذا الإتفاق ويناسب إستراتيجيتها ، كما أنه جرى الحديث عن أن الولايات المتحدة ستفرج عن أصول إيرانية تقدر بعشرة مليارات دولار ، مقابل الإفراج عن 3 سجناء في إيران.
بدورها السعودية التي تدخل في مساعي الصلح الروسي الأوكراني مؤخرًا ، كما أيضًا كانت قد قررت حتمًا الاشتراك في العالم الجديد (التعددية القطبية) فهي قدمت الطلبات للإنضمام إلى منظمة شنغهاي واتحاد بريكس ، لكن هذا لا يعني انقلابًا كاملًا على أميركا كون مساعي الصلح الروسية الاوكرانية تخدم اميىركا بالدرجة الأولى ، لكن الفلسفة أنَّ النظام السعودي يشعر أنه قد رُدِع بمحور المقاومة ، والأميركي غير مؤهل لحمايته ما دام الأميركي لا يستطيع حماية نفسه ، أما طفله المدلل الذي يكيل التهديد والوعيد ، نجده غير قادر على حل أوضاعه الداخلية وما يعانيه.
أما من جهة اليمن الذي تعب وتهالك من الحصار ، ويريد إستعادة بعض من عافيته ، رحب بهذا الإتفاق واعتبره خطوة جيدة لصالح المحور.
بدورها سوريا رحبت أيضًا به ، فقد يكون هذا الأتفاق لصالحها ، كونه قد يعيد المياه الى مجاريها السابقة ، ومن المحتمل أن نشهد عودة السين _سين ، وغيرها من كسر محتمل للحصار.
أما على الساحة اللبنانية سوف يرفع هذا الاتفاق الحظوظ في تعين رئيس للبلاد بشكل أسرع بمساعي سعودية ، ليتم بعدها التفرغ الى البدء بالإستفادة من الثروات البحرية ، ومعالجة الأوضاع الداخلية.
يبقى فلسطين الحبيبة هل هذا الإتفاق سوف يخدمها ( من قريب أو حتى من بعيد ) هل سيسمح للفصائل التي تنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر ، بالإتيان بأي عمل مقاوم ، من جهة الكيان المؤقت فهذا الاتفاق يخدمه كونه سيؤجل الضربة الإيرانية التي كان يهدد بها ، أقله لحين لملمت فشله في إحتواء الشارع الغاضب ، فهو لم يعتد على فوضى داخلية مماثلة
إن الاتفاق الإيراني – السعودي ، بشكل عام يعتبر نجاحًا وتكاملًا الآن ، هو في نسبة جيدة ومرحب بها من الجميع ، أما إن بدأت السعودية بتفعيل بنود الاتفاق في الشهرين ، فترتفع النسبة إلى الجيدة جدًا بل قد تكون ممتازة.
مخطئ من يعتقد أنَّ المقاومة غير معنية بالدبلوماسية ، فهذا الاعتقاد خلافًا لمفهوم (جهاد التبيين) وكذلك (الحرب التركيبية) التي أشار إليها القائد الخامنئي (دام ظله) لأنَّ المقاومة التي لا تفهم غير لغة السلاح ستتحول إلى قاطع طريق ، وتُصَوّب سلاحها على شعبها ، وينطبق عليها المثل (المطرقة ترى الأشياء حولها كلها مسامير) لماذا المقاومة لا تصنع دبلوماسيتها الناجحة تحت ظل المُسيَّرات والصواريخ ، فهذه كانت فلسفة الشهيد قاسم سليماني (رضوان الله عليه) ونجحت في لبنان وسورية والعراق.
مخطئ من يعتقد أنَّ الاتفاق الإيراني – السعودي ، يُقرَأ الآن مرحلةً نهاية للصراع !
ومخطئ من يعتقد أن إيران تبيع حلفائها ، بل الحقيقة بأن للجميع مصلحة مشتركة !
ومخطئ أكثر من يتصور أنَّ إيران تريد فرضه على دول محور المقاومة!.
بل إنَّ فرضه سيكون نقطة ضعف على إيران ، لذلك يجب أن لا يغيب عن بالنا ، بأن للمكر صحوة رغم كبوته.
فالسعودية ستواصل آليتها العدوانية بالضغط على المحور خارج ميدان الاتفاق، في فلسطين ، لبنان ، اليمن ، سوريا.
ناهيك عن رد الفعل الأميركي والإسرائيلي والبريطاني ، فهذا المحور سيمارس الضغوط على السعودية حتى يوصلها لإطالة أمد بداية التنفيذ ، وابتزاز السعودية أكثر ، وتحميلها كلفة حرب اليمن.
من جهة ثانية يمكننا القول بأن الاتفاق الإيراني – السعودي ، له قيمة إستراتيجية لأنه عُقِدَ في الصين (العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي) والعضو الدائم المؤسس في منظمة شنغهاي واتحاد بريكس ، ومؤسس المصرف الآسيوي للاستثمار ، لكن يظل تفعيل القيمة الإستراتيجية محكومًا بمصداقية السعودية.
ولا ننسى أن السعودية غارقة في ملفات إرهابية إقليمية ودولية وجرائم حرب كثيرة ، والنظام فيها يعتبر نظام توتاليتاري ، يسعى إلى التنظيم والسيطرة على كل مناحي الحياة الخاصة ، وهو أيضًا ظالم لشعب الجزيرة العربية ، وهذا ما قد يستغله الأخطبوط الأميركي ، لذلك لا يغير هذا الاتفاق من تقويم المقاومة للسعودية ، ولا يؤثر في تخفيض معايير المقاومة المرسومة للسعودية ، ويظل مشروع (نقل المعركة إلى شوارع الرياض قائمًا) ومخطئ من يتصور إمكان إبطال هذا المشروع إذ لا وجود للأسباب والنتائج والربط المنطقي لمسرح الأحداث الدَّالة على ذلك المدَّعى


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28