الصورايخ المئة!

السبت 8 نيسان (أبريل) 2023 par رنا علوان

يُسجّل التاريخ من الأحداث الكثير ، لكن أهمها هو الذي يرسخ في قلب ذاكرته
ولقد سجل يوم أمس الواقع في 6/4/2023 حدث بمثابة مسمار في نعش العدو المُتهالك ، الذي أذاقنا في مثل هذا الشهر الكثير من المرارة ، ففي مثله كانت عناقيد الغضب ، كانت مجزرة قانا
أما فيه فكان لنا ، مئة صاروخ أُطلِقت يوم أمس من جنوب لبنان [شمال فلسطين المحتلة] في عشر دقائق ، دكَّت المستوطنات ورأس الصهاينة ، في حين كانت بمثابة [ نُزهة ] للجانب اللبناني المقاوم ، لإنها إذا شمخت صواريخه كما يجب ، فإنها لا تبقِ ولا تذر
وفي سياق الحادث أعلن الجيش الإسرائيلي ، اعتراض مجموعة الدفاع الجوي لصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية ، وذلك عقب التقرير الأولي بشأن صفارات الإنذار التي دوت في بلدة شلومي وموشاف بيتزيت
كما أعلنت “نجمة داود” الإسرائيلية ، في بيان لها ، عن إصابة 3 إسرائيليين جراء القصف الصاروخي من الأراضي اللبنانية على المستوطنات في شمال إسرائيل
وأفادت القناة 14 العبرية ، بأن “100 صاروخ أطلق من لبنان على مستوطنات شمال فلسطين خلال 10 دقائق”
العدو المتهالك الذي يعاني من فوضى الداخل ، يقبع أيضًا في مأزق إستراتيجي كبير اليوم ، ومهما أجرى من مناورات سابقة لن يجرأ على التنفيذ ، وهذا ما تبلور جليًا من خلال المساعي العربية ( غير الشقيقة ) للتهدئة ، فمن طبع وخان ليس بشقيق ، وبالطبع نستسني منها الجماهير الشريفة التي ترفض ما إقترفت أيدي حكامهم من قُبح ذنب
أما روعة الحدث تكمن أولًا
في أن المقاومة اللبنانية ، غير مهتمة بالتصريح والتبنِّي ، إن كانت هي من ضغطت على زر الإطلاق أم لا
ثانيًا بطاريات القبة الحديدية التي تثبت فشلها يدمًا بعد يوم ، ناهيك عن أن الأميركي قلَّ حماسُه عن ذي قبل تجاه حماقة طفله المُدلل ، ولم يعد يدعم هذه القبة بالبطاريات
ثالثًا ، حكومة الإحتلال التي اجتمعت ، وقررت
أولًا: الرد على جنوب لبنان بالقصف ، وهذا له تداعيات فورية عاصفة مضاعفة لن تستطيع إسرائيل تحملها!
ثانيًا: الرد في ميادين الداخل لفلسطين ، ردودًا تكتيكية لا توقع ضحايا ويقتصر الوضع على الخسائر المادية ، خوفًا عليها من اشعال الردود وخاصة أنها في غزة ( مقبرة اليهود الحتمية ) ، وفي سياق ما تم ذكره تبدأ الاتصالات الخارجية والحثيثة كي لا يتم التصعيد من الجانب الفلسطيني المقاوم ، والرجاء ان لا يتم الرد
فلو أن العدو الإسرائيلُي يبتلع المئة صاروخ ويسكت ، لكان أفضل له من مكابرته الحمقاء هذه ، لأن موازين القوى اليوم باتت مختلفة عن سابقها
رابعًا ، الصواريخ المئة في عشْر دقائق ، فرضت اليوم معادلة ردع مرعبة للعدو الإسرائيلي ، إذ لا توجد دولة مستعدة أن تتورط في حرب من أجل هذا العدو الأحمق ، لأنه ببساطة منشغل بالطاقة والسياسة المالية ، وتداعيات حرب الروسية_الأوكرانية
خامسًا ، لا يمكن أن تخرج إسرائيل من هذا (المأزق الوجودي) ، لأنه فاتحة الجحيم عليها لطردها ، وان ما نشهده اليوم هو ( بداية النهاية )
سادسًا وأخيرًا ، سيزداد الأنهيار في الاستقرار المجتمعي أكثر فأكثر ، وسيزداد هروب أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبرى ، وستزداد أعداد هجرة الصهاينة إلى أوروبا ، وسيكون هذا في غضون أشهر قليلة ، والكيان سيتفكك رويدًا رويدا ويعود به الى زمن التيه
بعد ما شهده الأقصى من تدنيس ، كان حضور فلسطين والقدس والأقصى كان مخيبًا في المنابر الدولية والعربية، حيث لا شيء سو الكلام ، فالجامعة العربية تبدي القلق الشديد والأمين العام للأمم المتحدة يعبّر عن الذهول، ومجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مخصصة لما تشهده القدس والأقصى ، فشل في إصدار بيان بسبب الفيتو الأميركي ، وواشنطن تحاول التبرؤ من تغطية الاعتداءات الإسرائيلية ببيان يدعو للتهدئة وضمان أمن الأماكن الدينية وأمن المصلين في الأقصى ، خصوصًا بعدما ترتب على العدوان المتوحّش على المسجد الأقصى
(هذه الارض اسمها فلسطين العربية ، وستبقى فلسطين)
‎