] الموجز: باستثناء الفلسطينيين اسرائيل تضع كرامات العرب والمسلمين تحت أحذية جنودها بالأقصى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 5 نيسان (أبريل) 2023

الموجز: باستثناء الفلسطينيين اسرائيل تضع كرامات العرب والمسلمين تحت أحذية جنودها بالأقصى

الأربعاء 5 نيسان (أبريل) 2023

وضعت اسرائيل أمس فجرا شوارب ولحى الأمتين العربية والاسلامية تحت بساطير وحوشها الذين اقتحموا المسجد الأقص المبارك وأنهوا الاعتكاف وحرقوا جزءا من المصلي القبلي بعد أن دمروا العيادة بالكامل وأصابوا المئات من المعتكفين باصابات مختلفة بين متوسطة وخطيرة وبينهم النساء والشيوخ والاطفال فيما اعتقلوا المئات أيضا من المعتكفين.

قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين.. والمعتكفات يستغثن “الله يا الله”

أصيب عشرات المصلين المعتكفين بالاختناق، ليل الثلاثاء/الأربعاء، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، وإطلاقها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام، والصوت صوبهم.

وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال حطمت أحد نوافذ المصلى القبلي واعتلت سطحه، وأطلقت قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المعتكفين، قبل أن تقتحم المصلى القبلي من جهة العيادة، وتعتدي على المعتكفين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية (لم تسمها) أن الشرطة اعتقلت 450 فلسطينيا من المسجد الأقصى مرجحة أن يتم الإبقاء على اعتقال 40 منهم، دون مزيد من التفاصيل.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، الأربعاء، اعتقال 350 فلسطينيا من المسجد الأقصى بعد اقتحامه فجر اليوم.

وكشف مقطع فيديو عن تعرض المعتكفات في المسجد الأقصى للضرب المبرح وهن يستغثن “يا الله.. يا الله”.

وقالت امرأة مسنة بينما كانت جالسة خارج المسجد الأقصى تحاول جاهدة التقاط أنفاسها قبل أن تنفجر في البكاء “أنا كنت قاعدة على الكرسي، بيضربوا قنابل، بعدني بقرأ (القرآن) جت قنبلة على صدري”.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حاصرت المعتكفين وأطلقت وابلا من قنابل الغاز السام، والصوت، صوبهم في محاولة لإخراجهم عنوةً.

وأظهرت مقاطع فيديو، اعتداء قوات الاحتلال على المعتكفين، بالضرب المبرح باستخدام العصي وأعقاب البنادق، قبل أن تعتقل عددا منهم.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بوقوع “سبع إصابات خلال مواجهات خارج أسوار المسجد الأقصى. تم نقل إصابتين للمستشفى” وقال إن الإصابات ناجمة عن “(الرصاص) المطاطي واعتداء بالضرب”.

وكان قال في بيان سابق “قوات الاحتلال تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد الاقصى المبارك وتعتدي عليها”، معلنا عن رفع درجة التأهب القصوى “واستنفار جميع طواقمه ومتطوعيه”.

وفي وقت سابق، الليلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المصلين، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، الأربعاء، وذبح قرابين الفصح.

وأفادت مصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت على الأقل 200 من المعتكفين في المسجد الأقصى.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد، واعتدت على مجموعة من المرابطين داخل باحاته، وأخرجتهم بالقوة.

وأضافت أن قوات الاحتلال حاصرت المصلى القبلي وقطعت التيار الكهربائي عنه، وأطلقت قنابل الصوت داخله، وحاولت إخراج المعتكفين منه بالقوة.

في سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال طريق الواد في البلدة القديمة، وكثفت من تواجدها في أحياء البلدة.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس غد الأربعاء ويستمر حتى 12 من شهر نيسان/أبريل الجاري.

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.

وكانت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي. كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.

ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.

وخرجت مسيرات في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة “نصرة الأقصى”.

المقاومة الفلسطينية من غزة ترد

ورداً على جرائم إسرائيل في الأقصى، أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة المحاصر رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة.

وأفادت مصادر بسماع دوي انفجارات في منطقة “سديروت” قرب غزة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار من الصواريخ دوت في “مناطق إسرائيلية” حول غزة قبيل فجر اليوم الأربعاء.

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن تسعة صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه اسرائيل.

ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
مسيرات في الضفة وغزة

وخرجت مسيرات في العديد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.

كما خرجت مسيرات عفوية، فجر اليوم الأربعاء، في عدة مناطق في قطاع غزة، تنديداً باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه.

وأفادت مصادر بأن عشرات الفلسطينيين خرجوا في مسيرة غاضبة بمخيم جباليا شمال القطاع، وسط هتافات منددة باعتداء الاحتلال على المعتكفين والمصلين في باحات المسجد الأقصى.

وفي مدينة غزة، توجه العشرات من الشبان نحو السياج الحدودي الفاصل، وأشعلوا إطارات مطاطية، وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا.

كما تجمع عشرات الشبان قرب موقع “المدرسة” على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع، مرددين الهتافات المساندة للمرابطين والمعتكفين في الأقصى.

اشتية: ما يجري في القدس جريمة كبرى

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ما يجري في القدس جريمة كبرى بحق المصلين.

وأضاف اشتية أن تهويد المسجد الأقصى المبارك، يتم بمنع المصلين المسلمين من العبادة والصلاة فيه.

وتابع أن الصلاة في المسجد الأقصى ليست بإذن من الاحتلال بل هي حق لنا.

وأكد أن إسرائيل لا تريد أن تتعلم من التاريخ، بأن الأقصى للفلسطينيين ولكل العرب والمسلمين، وأن اقتحامه شرارة ثورة ضد الاحتلال.

الرئاسة الفلسطينية: نحذّر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقال أبو ردينة إن ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة.

وأضاف: “نحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تدهور، وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع”.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن مقدساته وأرضه، وإسرائيل مخطئة باستهتارها بقدرة وعزيمة شعبنا في الصمود.

وأكد أنه يجب على الإدارة الأمريكية عدم الوقوف متفرجة على هذه الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب أن لا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.

“حماس” و”الجهاد” تحذران من تداعيات التوتر في الأقصى

وحذّرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، فجر الأربعاء، من التداعيات المترتبة على التوتر الحاصل في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، على خلفية اقتحام الشرطة للمسجد واعتدائها على المعتكفين هناك.

جاء ذلك في بيانين منفصلين صدرا عن الحركتين، ووصل الأناضول نسخ عنهما.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، “ما يجري في الأقصى جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها”.

وأضاف في بيانه: “على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيا وإسلاميا”.

ودعا هنية الشعب الفلسطيني في الضفة وداخل إسرائيل بالتوجه لـ”الأقصى وحمايته”.

بدورها، حذّرت حركة الجهاد الإسلامي من اندلاع “مواجهة حتمية” مع إسرائيل في الأيام القادمة، على خلفية تصاعد التوتر في الأقصى.

وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة، في بيان: “ما يجري في المسجد الأقصى يشكّل تهديدا جديا على مقدساتنا”.

وأضاف: “على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته لمواجهة حتمية في الأيام القادمة”.

ولم يوضح النخالة مكان وحدود اندلاع هذه المواجهة وما طبيعتها، إلا أن أطراف دولية وإقليمية أعربت، في مناسبات سابقة، عن خشيتها من انتقال التوتر من الضفة والقدس إلى قطاع غزة.
الأردن يدين اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى

إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات، إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبةً إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان فجر اليوم الاربعاء ان اقتحام المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين يعد انتهاكاً صارخاً، وتصرفاً مداناً ومرفوضاً، مطالباً إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.

وحذر الناطق الرسمي باسم الوزارة من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمّل إسرائيل مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمصلين.

وشدد على أن إسرائيل تحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.
مصر تحمل إسرائيل مسؤولية “التصعيد الخطير” في الأقصى وتطالب بوقفه فورا

أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية صباح الأربعاء، اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.

واعتبرت مصر أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكناً آمناً في أيام شهر رمضان المبارك.

وحملت مصر إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، مطالبةً بتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

ومن جانبها، أدانت المملكة العربية السعودية الأربعاء اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزارة الخارجية أن “المملكة العربية السعودية تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من المواطنين الفلسطينيين”.

وأضافت أن “المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، لتعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”، مجددة التأكيد على موقفها “الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

إلى ذلك، أصيب طفل فلسطيني، مساء الثلاثاء، برصاص قوة إسرائيلية في بلدة سلوان بالقدس الشرقية قبل اعتقاله.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “ألقى مشتبه بهم الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارة تأمين في القدس الشرقية”.

وأضافت أنه تم اعتقال فلسطيني (15 عاما) من بلدة سلوان، دون التطرق لإصابته.

فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن عددا من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على سيارة كانت تقوم بتأمين منازل اليهود بالمنطقة لدى مرورها بسلوان.

وأضافت نقلا عن مصادر بالشرطة: “حاول بعضهم فتح باب السيارة لإلقاء زجاجة حارقة داخلها من مسافة قصيرة”.
وأطلقت قوة من شرطة “حرس الحدود” كانت داخل السيارة النار تجاه الشبان الفلسطينيين، وأصابت أحدهم (15 عاما)، بحسب المصدر ذاته.
ووفق الصحيفة تم اعتقال الطفل المصاب، واقتيد لتلقي العلاج الطبي وهو في حالة مستقرة، دون ذكر تفاصيل إضافية عن حالته.
وبالتزامن مع ذلك، تتزايد التوترات بالحرم القدسي الشريف، حيث تحصن مئات المقدسيين داخل المصلى “القبلي” في المسجد الأقصى، مساء الثلاثاء بحسب المصدر ذاته.
وقالت “يديعوت”: “لم يتضح في الوقت الحالي ما إذا كانت الشرطة ستحاول إخلاءهم لاحقا”، لافتة إلى أن ذلك يأتي على خلفية محاولات منظمات “الهيكل” المزعوم، إدخال “قرابين الفصح” لباحات الأقصى.
وكانت حركة “حماس”، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، قد حذرتا في وقت سابق من مساء الثلاثاء، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد الفصح اليهودي، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.

اقتحام وحشي و”تصعيد مجنون” ضد المصلين في المسجد الأقصى

كشفَ الصباح حجم الدمار والخراب الذي أحدثَه اقتحام مئات رجال من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، خلال الفترة ما بين الساعة العاشرة ليلاً من مساء أمس، وحتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الأربعاء، الذي يعتبر أول أيام عيد الفصح عند اليهود.

وخلال فترة ما قبل صلاة الفجر، قام مصلّون كبار السن، وخدمٌ للأقصى بعملية تنظيف واسعة، بعد أكبر عملية اقتحام للأقصى أفرغ خلالها من المصلين والمعتكفين، وجلّهم من الشبان والفتية بهدف إفساح المجال لاقتحامات المستوطنين.

وبذلَ المصلون جهوداً كبيرة في تنظيف آثار الدمار والخراب التي خلفها اقتحام قوات الاحتلال للمصلى القبلي، قُبيل صلاة الفجر، حيث استمرت الاعتداءات على المصلين خارج المسجد، وفي الساحات، وعلى الأبواب المفضية للمسجد.

وقضى المعتكفون ساعات في العتمة، بعد أن انقطعت الكهرباء عن المسجد القبلي، ما سمح لقوات معززة من شرطة الاحتلال بالعمل على اقتحام المكان، بعد أن دمرت نوافذ المسجد الأثرية، وأطلقت على المصلين القنابل الصوتية والغاز السام والرصاص المعدني.

واقتحم مئات من رجال الشرطة المسجد، ونفذوا أكبر عملية قمع وتفريغ للمكان، بعد أن حشد المقدسيون أنفسهم من أجل قضاء وأداء سنة الاعتكاف بهدف حمايته من اعتداءات مجموعات المستوطنين المتطرفين.

وبدأ التوتر ما بعد صلاة تراويح الثالث عشر من رمضان، حيث صمّمَ ما يقرب من 2000 مصلٍ على البقاء في المسجد القبلي.

وتمثلت خطة شرطة الاحتلال، بدايةً، بالعمل على تفريغ ساحات الأقصى من المصلين، ومن ثم قامت بإغلاق الأبواب لمنع دخول معتكفين ومصلين جدد، ومن ثم قطعت الكهرباء عن المصلى القبلي، وباشرت بعملية اقتحام وتدنيس استمرت لأكثر من ثماني ساعات متواصلة.

وقضى المعتكفون ساعة في العتمة داخل المسجد القبلي، حيث أغلقوا الأبواب على أنفسهم قبل أن تبدأ شرطة الاحتلال هجمتها المتوحشة عليهم بهدف إخراجهم.

وتُظهِر الصور والفيديوهات شرطة الاحتلال تدوس على سجاد المسجد بالأحذية، وتطلق القنابل الغازية وقنابل الصوت، فيما حاول المصلون الدفاع عن أنفسهم بالتكبير والصراخ.

وامتدت المواجهة على مدى ثماني ساعات، نفذت خلالها قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ما يقرب من 500 مصلٍ تم اقتيادهم لمقر شرطة الاحتلال في عطروت. فيما أصيب أكثر من 50 شاباً، إلى جانب تدمير إحدى عيادات الأقصى بالكامل، وتخريب سجادة، وإشعال حريق في أحد أجزاء المسجد.
اعتقالات

وفي رواية أخرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 400 مصلٍّ خلال عدوانها على المسجد الأقصى المبارك والمعتكفين فيه، ونقلتْهم إلى مركز توقيف عطروت للتحقيق.

وانتظر عشرات الأهالي أمام مركز شرطة عطروت الاحتلالي، في انتظار الإفراج عن أبنائهم وأقاربهم الذين تم اعتقالهم.

وبدت على الشبان المفرج عنهم آثار التعذيب الشديد والضرب والإصابات الحادة، فيما تم إطلاق سراح معظمهم شريطة الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة أسبوعين.

وقال المحامي المقدسي محمد محمود إن عدد المعتقلين بلغ حوالي 500 معتكف من القدس والضفة، حيث تم الإفراج عن قسم من المعتقلين، وسيتم الإفراج عن البقية، خلال الساعات القادمة.

وشدد محمود على أن غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب والتنكيل، حيث تظهر عليهم علامات ذلك.

أما المحامي فراس الجبريني، فأشار إلى أن قرابة 20 معتقلاً ممن اعتقلهم الاحتلال تم تمديد اعتقالهم، وبعضهم تم تحويله إلى الزنازين.

وبدت آثار اعتداء قوات الاحتلال على العيادة الطبية في المسجد الأقصى، التي كتب على مدخلها أنها أصبحت خارج الخدمة ومغلقة حتى إشعار آخر.

وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مراد عباسي إن قمع الاحتلال أسفر عن نحو 50 إصابة ظاهرة، علمًا أن غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب والتنكيل.

كما وثق نشطاء فيديوهات تظهر اعتداء شرطة الاحتلال على فتيات ونساء كبيرات بالسن في باحات المسجد الأقصى وبالقرب من قبة الصخرة، إلى جانب اعتقال الصحافي وهبي مكية.

وفي المقابل واصل المستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى، في أول أيام عيد الفصح العبري، بعد ليلة سوداء من العنف والاقتحام والاعتقال بحق مئات المصلين المعتكفين أطلق عليها نشطاء: “التصعيد المجنون”، في مقابل سياسات وتفاهمات سابقة ما بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.

وتمكن ما يقرب من 165 مستوطناً من اقتحام الأقصى، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، فيما تكفل عشرات المرابطين من الرجال كبار السن بالبقاء وواجهوا الاقتحام بالتكبير والهتاف.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، تضم كل واحدة منها 50 مستوطناً، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية من الساحات وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
فرض القربان في الأقصى

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت، منذ أيام، إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع الفصح اليهودي، الذي يبدأ اعتباراً من غروب شمس اليوم الأربعاء، ويستمر حتى 12 من شهر نيسان/ أبريل الجاري.

وحملت المشاهد القادمة من ميدان الأقصى مفارقة مؤلمة، حيث العنف الشرطي والاعتقال والمنع للمعتكفين الفلسطينيين، فيما الحراسة المشددة والهدوء والسكينة لزيارات (اقتحامات) عشرات المستوطنين لباحات الأقصى.

وفي ساعات الصباح، جلست مجموعة من المرابطين والمرابطات تحت أشعة شمس أبريل/ نيسان يراقبون قطعان المستوطنين وحراستهم المشددة. ولم يملك كبار السن سوى التكبير وقراءة القرآن، فيما ردد بعضهم بأن مشهد الليلة، وإن قاد إلى اعتقال مئات الشبان، فإنه بعث رسالة مهمة لمجموعات المستوطنين.

وقال مرابط من كبار السن: “المسلمون أمام أسبوع طويل، وعليهم الصمود والاستمرار في البقاء مهما حدث”.

يذكر أن اتحاد منظمات الهيكل دعا إلى فرض “قربان الفصح” في الأقصى، حيث عمم على أنصاره أنه في حال منعتهم الشرطة من ذلك فإن عليهم تحويل تجمعهم إلى تظاهرة كبيرة للمطالبة بالقربان.

في مقابلة تلفزيونية مع أبراهام غروسمان، الناطق باسم منظمة “العودة إلى جبل الهيكل” المتطرفة، قال: “سنقدّم مكافآت، ونتكفّل بالتمثيل القانوني لكل من يعتقل، وهو يحاول إدخال القربان إلى الأقصى، ونتمنى أن تكون الشرطة في صفّنا”.

وقال للقناة 13 العبرية إن حركته لن تكتفي بتقديم المكافآت المالية الموعودة لمن يحاولون فرض القربان في الأقصى، بل ستوفر لهم التمثيل القانوني في حال اعتقالهم أيضاً، متمنياً من شرطة الاحتلال أن تكون في صفهم خلال محاولة فرض القربان.

وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إلى أن إيتمار بن غفير قام سابقاً بتمثيل نشطاء تلك الجماعة كمحامي دفاع في اعتقالاتهم السابقة، وهو يحافظ على علاقات ودية معهم، وقد رافقه المتحدث غروسمان في اقتحامه للمسجد الأقصى في مطلع العام الحالي.

وأضاف أن بن غفير طلب من المتدينين اليهود التوجه بأعداد كبيرة للأقصى، وشدد على أن “الأقصى ليس للعرب لوحدهم”، وبعد أن نتعود على ذلك سيطلب منهم الصلاة وذبح القرابين، وبعدها بفترة سيتم تحديد مكان مخصص لليهود فقط، وبعدها سيقولون إن تغيير الأبنية من حقهم، وهو الذي يعني هدم الأقصى وبناء الهيكل.

وشدد على أن جوهر مشروع الصهيونية الدينية، في حال نجح بن غفير وسموتريتش بتمرير القوانين الحالية في الكنيست الإسرائيلي، سيكون “إقامة دولة الشريعة وبناء الهيكل”.

وقال: “أرى أن تنفيذ هذا المشروع سيحول القضية إلى صراع ديني، وحينها لا يمكن توقع حجم الحرائق التي ستندلع في مناطق واسعة من العالم”.
مواقف

واعتبر نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول تهديدات “ذبح القرابين” في المسجد الأقصى بـ “الجريمة المركّبة بحق الشعب الفلسطيني”، وأكد أن “اتصالات مع أطراف عدة أجريناها، حذّرنا خلالها من خطورة إجراءات الاحتلال بحق الأقصى، والمعركة في القدس مصيرية، وستحدد مسار المواجهة مع الاحتلال مستقبلًا”.

وشدد على ضرورة مواجهة جرائم الاحتلال بالقدس بوحدة موقف ميدانية وسياسية وشعبية، إلى جانب تفعيل حالة المواجهة مع الاحتلال، لمنع جريمة “ذبح القرابين” بالأقصى في عيد الفصح “العبري”.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي إن “إسرائيل” تقود الأوضاع لحربٍ دينية مفتوحة، ومخططات “ذبح قرابين الفصح” تؤكد بشكلٍ واضح وحاسم على رغبتها باندلاع المواجهة.

وطالب بردٍ فلسطيني حازم على ما يجري بحق القدس من اعتداءات وانتهاكات تنذر بتصعيد ميداني في المدينة.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن سلوك الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي بحق المسجد الأقصى، لن يثني المعتكفين عن الرباط في باحاته.

وأكد صبري أن اعتداءات الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى واقتحام باحاته هو أمر مبيت له، مشيراً إلى وجود مخطط إسرائيلي معد مسبقًا، يستهدف “الأقصى” يجب التصدي له.

بدوره اعتبر الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب ما جرى الليلة الماضية، من اقتحامٍ وحشي والاعتداء على المعتكفين، مخططًا مبيّتاً لدى الحكومة الإسرائيلية، بهدف فرض وتثبيت التقسيم الزماني للمسجد، ريثما يتم تقسيمه مكانياً.

وقال إن الأمر لم يعد يقتصر على إبعاد الفلسطينيين عن مسار المقتحمين للأقصى وإخراجهم من الساحات الخارجية، بل أصبح يشمل من يتواجد في المصليات المغلقة داخل المسجد.

وأضاف: “بهذه الإجراءات تريد حكومة الاحتلال القول بأن “لا وصاية لأحد على الأقصى”، وأن من “يحدد عدد المصلين وأوقات تواجدهم وكيفيته هو الاحتلال فقط، فبعد أن ألغى الرباط وحلقات العلم هو يعمل اليوم على إلغاء عبادة الاعتكاف بشكلٍ نهائي”.

وأدانت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس اقتحام المسجد القبلي وتكسير أبوابه وشبابيكه والاعتداء على المعتكفين فيه، وقالت: “نعتبر هذه التصرفات تعديًا صارخًا على هوية ووظيفة المسجد كمكان عبادة خاص بالمسلمين وحدهم، وكذلك تعديًا سافرًا ومرفوضًا على صلاحيات أوقاف القدس وخدمتها لضيوف الرحمن في مسجدهم الأقصى المبارك”.

بدورها قالت وزارة شؤون القدس: “إن العدوان الهمجي والبربري من قبل شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين فيه هو وصفة لحرب دينية لا تخفي الحكومة الإسرائيلية سعيها لإشعالها”.

وأوضحت الوزارة، في بيان، اليوم الأربعاء، أن الاقتحام العدواني، الذي جرى في ساعات فجر اليوم، هو تنفيذ لمخطط مبيّت من قبل الحكومة الإسرائيلية، ممثلة ببن غفير.

وأشارت إلى أن “الاعتداء بالضرب المبرح على المصلين من رجال وكبار سن وأطفال ونساء في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، وفي المسجد الأقصى هو استهتار فظّ بمشاعر المسلمين حول العالم”.

وأضافت: “ما جرى هو جريمة مخطط لها لإرضاء حفنة من المتطرفين تحت مبرر الاحتفال بعيد الفصح اليهودي”.

واعتبرت العدوان بأنه جزء من مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن الاحتلال يريد تفريغ المسجد في شهر رمضان من المصلين المسلمين، لإفساح المجال أمام حفنة من المتطرفين لاقتحام المسجد، وهو تجاوز لكل الخطوط الحمراء”.

إدانة عالمية لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى وترويع المصلين في الحرم

استنكرت وأدانت عدد من الدول والحكومات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى رفقة مستوطنين والاعتداء على المصلين. وجاءت ردود الفعل المستنكرة إثر شروع مستوطنين إسرائيليين، باقتحام المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية التي قيّدت دخول المصلين الشبان إلى المسجد.

وتفاعلت قطر سريعاً مع ما حدث في القدس المحتلة، ورصدت تطورات الأحداث، و”أدانت بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين”. واعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن “هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تعد تصعيداً خطيراً وتعدياً سافراً على الأماكن المقدسة، وامتداداً لسياسة تهويد القدس، وانتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واستفزازاً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان المبارك”.

وذكّرت وزارة الخارجية القطرية أن “القدس تعدّ مدينة محتلّة وفقاً للقانون الدولي، وعليه فإن مسؤولية رعاية حقوق المصلين، التي كفلتها كافة المواثيق الدولية والإنسانية ناهيكم عن الاعتداء عليهم وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، تقع حصراً على عاتق قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

وحذّرت وزارة الخارجية القطرية في هذا السياق “من إدخال أية تغييرات على الوضع التاريخي والقانوني بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها، وحمّلت سلطات الاحتلال وحدها مسؤولية دائرة العنف التي ستنتج عن سياساتها الممنهجة ضد حقوق الشعب الفلسطيني، كما حثّت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات”.

وجدّدت قطر، “التأكيد على موقفها الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأدانت دائرة الأوقاف الإسلامية “اقتحام شرطة الاحتلال المسجد الأقصى وتدنيس حرمته والاعتداء على المعتكفين”.

من جانبها نشرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً على لسان اللورد طارق أحمد وزير شؤون الشرق الأوسط كشف فيه أنه استيقظ “على نبأ المشاهد الصادمة لاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس، مسببة إصابة الكثير من المصلين في شهر رمضان”، وأضاف المسؤول البريطاني أن “العنف يؤجج المزيد من العنف، ولا بد من احترام وحماية حرمة الأماكن المقدسة”.

وعبرت وزارة الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا بالخارجية البريطانية عن صدمتها من دهم الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

كما اعتبرت روزي دياز المتحدة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن “اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك أمر مروع وصادم”. و”شددت المسؤولة البريطانية أنه للناس من جميع الأديان الحق في ممارسة عبادتهم بسلام وبدون خوف من العنف”. واختتمت تصريحها الذي نشرته على صفحتها الموثقة في موقع تويتر أن “أي اعتداء على المصلين أمر غير مقبول على الإطلاق”.

من جانبها أدانت الخارجية السعودية “اقتحام الأقصى” وقالت الرياض إن تلك الاقتحامات “تقوض جهود السلام”. كما التزمت تركيا بنفس الموقف، وأدانت “بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى وتوقيف أعداد كبيرة من الفلسطينيين”. كما أدانت الخارجية الإيرانية “اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى” وطالبت “برد فوري من الدول الإسلامية”.

وأعربت المملكة المغربية عن إدانتها الشديدة لاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك.

وقال بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، اليوم، “إن المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها – (..) الملك محمد السادس – لجنة القدس، تؤكد على ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة”.

وأضاف البيان “تؤكد المملكة المغربية رفضها لمثل هذه الممارسات التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة”.

في مصر، توالت ردود الفعل المصرية الرسمية والشعبية، المنددة باقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.

وعلى المستوى الرسمي، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.

واعتبرت مصر أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم، مطالبةً السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكناً آمناً في أيام شهر رمضان المبارك.

وحملت مصر إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، مطالبةً بتحمل المجتمع الدولي مسئوليته في وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

نقابة الصحافيين المصريين، عبرت عن إدانتها للهجوم البربري الذي شنته أعداد من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات المتكررة ضد الشعب الفلسطيني.

ودعت نقابة الصحافيين المصريين العالم أجمع، إلى دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في ظل الهجمات التي يتعرض لها على يد حكومة الاحتلال التي تتعمد إراقة دماء الشعب الفلسطيني وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، بلا خوف من محاسبة أو عقاب.

كما دعت النقابة مؤسسات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، للتعبير عن إدانتها للجرائم الإسرائيلية المتكررة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل ومقدساته، سيما في ظل الدعوات المتطرفة إلى ذبح القرابين في الأقصى، بما يمثله من انتهاك واعتداء فج على المقدسات الدينية.

وحذرت النقابة من مغبة وتداعيات سلوك حكومة الاحتلال واعتداءاتها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، التي تخصب الأرض لانفجار كبير في الأراضي الفلسطينية، كما تعلن دعمها لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.

الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أدان هو الآخر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى، وتدنيسها للقبلة الأولى للمسلمين واعتدائها الخسيس على المصلين المسالمين، أثناء اعتكافهم وعبادتهم في المسجد الأقصى، في أيام شهر رمضان المبارك.

وقال الحزب في بيان، إن هذا العدوان ينتهك الحقوق الإنسانية والدينية وكل ما يتعلق بحرية وحق العبادة للمسلمين.

وعبر الحزب عن رفضه القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، وتستفز مشاعر المسلمين؛ بل مشاعر كل صاحب ضمير حي.

وطالب الحزب سلطات الاحتلال بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات الهمجية، والتوقف عن هذه الممارسات التي تُعَد جزءًا لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

وحمل الحزب سلطات الاحتلال؛ المسؤولية الكاملة عن التصعيد وعن أي تبعات تشعل الموقف في القدس والمنطقة.

وجدد الحزب مطالبته للمجتمع الدولي؛ بالقيام بدوره والتدخل للوقف الفوري لهذه الانتهاكات، والعمل على عدم تكرارها وعدم الاعتداء مرة أخرى على المواطنين الفلسطينيين وعلى مقدساتهم.

وشرع مستوطنون إسرائيليون، باقتحام المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية التي قيّدت دخول المصلين الشبان إلى المسجد.

وقال شهود عيان، إن مستوطنين شرعوا باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، إن الشرطة الإسرائيلية شرعت بالإفراج عن الأسرى بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.

وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتباراً من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/ نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.

وكانت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي.

كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.

ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.

تسجيلات مسرّبة تفضح عنصرية الشرطة الإسرائيلية.. وفلسطينيو الداخل يطالبون بإقالة قائدها

كشفت القناة الإسرائيلية 12، ليلة الثلاثاء، عن تصريحات عنصرية لمفتش شرطة الاحتلال كوبي شبتاي ضد المواطنين العرب، وتفضح تواطؤها عليهم، وهم من جهتهم يطالبون باستقالته.

قائد في الشرطة يقول إنها مقيدة في عملها ضد عصابات الإجرام، لأن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) يعارض ملاحقة رؤساء عصابات الإجرام كونهم عملاء ومتعاونين معه.

وحسب ما نشرته القناة العبرية، من تسريبات لمحادثة هاتفية بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقائد شرطة الاحتلال كوبي شبتاي، فقد دارت المحادثة كالتالي:
« بن غفير: العنف في المجتمع العربي يتصاعد، وهناك جريمة تلو الجريمة، وهذا يستوجب إقامة ميليشيات “الحرس القومي”.
كوبي شبتاي: لا يوجد ما نفعله، فهم يقتل أحدهم الآخر، وهذه هي طبيعتهم.. هذه هي عقلية العرب.
بن غفير: يمكن وقف ذلك. علينا منع جرائم القتل لدى العرب ولدى اليهود.
شبتاي: نحن نعمل الآن في اللد والرملة، ونستعين برجال جمهور ودين هناك».

بعد الكشف عن هذه التصريحات العنصرية حملت الشرطة على الوزير بردٍّ نادر، قالت فيه إن “بن غفير يقوم بتسجيل محادثات خاصة، ومن المشكوك فيه بعد اليوم أن نطلعه على ما يجري وتقديم التقارير له”.

وسارع شبتاي لمحاولة تقليص وطأة النشر عن تصريحاته العنصرية الاستفزازية بتعميم بيان زَعَمَ فيه أن التسريب أخرجَ حديثه من سياقه، وأن ما قاله للوزير كان حديثاً أوسع مما نشر، وقد دار حول تفشي الجريمة في البلدات العربية.

وقبيل منتصف ليلة أمس، قام شبتاي بمهاتفة رئيس “القائمة العربية الموحدة” النائب منصور عباس، وأوضح له أنه لم تكن لديه نيّة المساس بالمواطنين العرب. ومن جهته طالبه منصور عباس بالتراجع علانية عن تصريحاته، بعدما أثنى على عمله في العامين الأخيرين ضد تفشي الجريمة في الشارع العربي.

يشار إلى أن أراضي 48 تشهد، منذ العام 2000 تقريباً، انفلاتاً في ظاهرة العنف والجريمة على أنواعها، خاصة جرائم قتل في ظل تشكيل عصابات إجرام قطرية ومحلية كثيرة. وفي السنوات الأخيرة، تشكّل جرائم القتل العربية نحو 50% وأكثر من مجمل جرائم القتل في إسرائيل، رغم أن نسبتهم السكانية تعادل 19% فقط. ومنذ بدء العام الجاري ارتكبت 46 جريمة قتل معظمها ترتبط بعصابات إجرام.
“فخار يكسر بعضه”

ويوضح الباحث الخبير في مجال الإجرام بروفيسور بادي حسيس، من جامعة حيفا، أن استشراء الجريمة داخل المجتمع العربي الفلسطيني الإسرائيلي له عدة تفسيرات، منها ظاهرة الثأر، والصراع على الموارد، الآخذة بالتقلّص نتيجة سياسات تضييق الخناق الإسرائيلية، لكنه تضاعفَ عدة مرات في العقدين الأخيرين.

وتؤكد “لجنة المتابعة العليا”، الهيئة السياسية التمثيلية الجامعة الأعلى لفلسطينيي الداخل، أن تفشي الجريمة في الشارع العربي، بعد العام 2000، يدلل على سياسة إسرائيلية منهجية متواطئة مع الجريمة والمجرمين، كجزء من عملية انتقام من فلسطينيي الداخل لمشاركتهم في هبة القدس والأقصى في مطلع الانتفاضة الثانية. وتؤكد “لجنة المتابعة العليا” أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية كبيرة عن حالة الانفلات هذه، وتتساءل كيف كانت ستتصرف لو كان ضحايا الظاهرة يهوداً، أو كانت الأسلحة النارية المتوفرة في كل مكان تستخدم ضد يهود؟ كما تشدّد “لجنة المتابعة” أن الحكومات الإسرائيلية تعمل على تدمير المجتمع العربي الفلسطيني من الداخل، منذ العام 2000، على مبدأ “فخّار يكسر بعضه”.

الشرطة الفلسطينية تعمل في الناحية الوقائية، وفي الردع، بعكس الشرطة الإسرائيلية.

سلاح الجريمة سيستخدم ضد اليهود أيضاً

يذكر أن القناة العبرية 12 قد كشفت، قبل أقل من عام، على لسان قائد كبير في الشرطة، قوله إنها مقيدة في عملها ضد عصابات الإجرام، لأن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) يعارض ملاحقة رؤساء عصابات الإجرام كونهم عملاء ومتعاونين معه.

كما صرحَ عدد من قادة كبار سابقين في الشرطة الإسرائيلية أنهم لا يصدقون المزاعم بأن الشرطة الإسرائيلية لا تملك الطاقات والأدوات الكافية لجمع الأسلحة غير المرخّصة المتوفرة لكل من يريد، ويشكّكون بدوافعها، ويحذرّون من أن هذه الأسلحة، التي تهرّب بالأساس بأغلبيتها الساحقة من القواعد العسكرية، وتباع في أسواق الجريمة، ستُستخدم يوماً ما في عمليات ضد اليهود أيضاً، كما حصل في هبّة الكرامة، في مايو/ أيار 2021. كما سبق أن وجّهَ ما يُعرف بـ “مراقب الدولة” انتقادات مباشرة للشرطة الإسرائيلية لفشلها في منع انتشار السلاح، مؤكداً، بناءً على دراسة خاصة، أن 90% من هذه الأسلحة مصدرها الجيش، حيث تُسرق أو تُهرَّب من قواعد عسكرية.
مقارنة مع الشرطة الفلسطينية

وأمام مزاعم وافتراءات مفتش عام الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي وغيره، حول وجود ثقافة عنف وعقلية قتل عريبة، لا بدّ من التذكير بأن عدد جرائم القتل في البلدات العربية ذاتها، قبل العام 2000، كان قليلاً كما تظهر المعطيات. كما أن عدد الجرائم في الضفة الغربية، التي يقطنها نحو مليوني نسمة، قليل جداً. وفي العام المنصرم (2022)، على سبيل المثال، ارتُكبت هناك نحو 30 جريمة قتل، وفق ما أكده الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات. وفي السنة ذاتها ارتُكبت 130 جريمة قتل في أراضي 48، التي يقطنها نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، وهكذا في قطاع غزة، حيث يقطنه ذات الشعب الفلسطيني، لكن الفارق أن الشرطة الفلسطينية تعمل في الناحية الوقائية، وفي الردع، بعكس الشرطة الإسرائيلية التي قضت، قبل سنوات، على كل عصابات الإجرام اليهودية.
سقوط أخلاقي

على خلفية تصريحات كوبي شبتاي، سادت حالة غضب واستنكار، ودعوات لاستقالته وإقالته، من قبل الفعاليات السياسية والأهلية داخل أراضي 48. ودانت “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” و”الحزب الشيوعي الإسرائيلي” هذه التصريحات، وقالت إن «قائد الشرطة، ووزيره، أثبتا، مرة أخرى، سقوطهما الأخلاقي والمهني، إذ إن بن غفير يستغل دماء العرب للترويج لمخططه الفاشي بإقامة ميليشيات “الحرس القومي”، بينما يتهرب قائدُ الشرطة من المسؤولية بادعاءات استعلائية عنصرية».

وأضاف بيان لـ “الجبهة” و”الحزب”: «بن غفير وشبتاي يدركان جيداً أن الإجرام في المجتمع العربي يستشرس في العقدين الأخيرين فقط، بالأساس بسبب سياسة الإهمال والتمييز الحكومية التي منحت عصابات الإجرام المنظم فرصة التغلغل بين المواطنين العرب دون أي قيد، بل من خلال تدخل مباشر للعرب من عملاء “الأمن العام- الشاباك” بنشاط هذه العصابات”.

بيان فلسطيني: بن غفير وشبتاي يدركان جيداً أن الإجرام في المجتمع العربي يستشرس بسبب سياسة الإهمال والتمييز الحكومية التي منحت عصابات الإجرام المنظم فرصة التغلغل بين المواطنين العرب.

عقلية عنصرية مريضة

من جهته، قال رئيس مركز “وجود” للدفاع عن حقوق العرب في النقب، المحامي طلب الصانع، معقّباً: “إذا كانت هذه هي عقلية المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، فلا ينبغي أن نستغرب أنها تقوم بإطلاق النار على الطبيب العربي محمد العصيبي، ويخفون الأدلة”.

وقال أيضاً إن تصريحات مفوض الشرطة العام تؤكد أنه يعاني من عقلية عنصرية عدائية، لا يمكن أن تتعامل مع الجريمة في المجتمع العربي بنجاعة، طالما أنها تتهم المواطنين العرب “بعقلية إجرامية، وأنهم يقتلون بعضهم البعض، وهذه عقليتهم”.

وأضاف الصانع: ” تشير جميع الدراسات أن انتشار العنف والجريمة في المجتمع العربي، ابتداءً من أكتوبر 2000، بتشجيع من قوات الأمن والشرطة، وغض الطرف من طرفهم، في أفضل الأحوال، ومنح حصانة للضالعين في الجريمة مقابل تعاونهم مع جهاز الشباك أو الشرطة”.

كما أوضحَ الصانع أن “مرور الوزير المسؤول بصمت على هذه التفوهات العنصرية، يثبت أنه غير لائق لمثل هذا المنصب الحساس والمسؤول”.

وطالب رئيس مركز “وجود” مفتش الشرطة الإسرائيلية باعتذار فوري، وإلا فإنه سيحرص “على التوجّه للقضاء واتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
بن غفير وشبتاي وجهان لسياسة واحدة

من جهته قال حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” إن التسريبات المذكورة كشفت الوجه الحقيقي للشرطة الإسرائيليّة، التي تتعامل مع العرب كأشخاص أقلّ قيمة من اليهود، لا كمواطنين متساوين، وتحاول بشكل عنصري تبرير تواطئها مع عصابات الإجرام بتحميل العرب مسؤولية عمليات القتل، لا السلاح المنفلت، ومصدره الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. موضحاً أن “الجميع يحاول الآن نيل رضا الغالبية الفاشية التي تحكم إسرائيل، وأن هذا العنصري شبتاي ليس إلا تحصيل حاصل لقيم الفاشية والفوقية اليهودية في المجتمع الإسرائيلي. الدم العربي من ناحيتهم رخيص، ورخيص جداً، ولا يمكن أن يتساوى مع الدم اليهودي”.

محام: تصريحات مفوض الشرطة العام تؤكد أنه يعاني من عقلية عنصرية عدائية، لا يمكن أن تتعامل مع الجريمة في المجتمع العربي بنجاعة.

ومضى “التجمع الوطني” في إدانته للتصريحات العنصرية التي تتغذى من سياسات عامة: “مرّة أخرى تفضح إسرائيل نفسها بنفسها، ونعرف ما يجري عبر التسريبات. فأي باحث في تاريخ العرب في إسرائيل بعد النكبة يعرف كيف تسرّبت لنا تفاصيل مجازرها، من خلافات الفرق العسكرية بين بعضها البعض، أو من تباهي المجرمين بمجازرهم. عقلية النكبة لم تتغيّر، لا في نظرة الإسرائيليين لأنفسهم ولا في نظرتهم للعرب”.

ويرى “التجمع” أنه “ليس مهمًّا إقالة شبتاي من منصبه أو لا، قد يكون هذا مطلباً محقًّاً في دولة طبيعية، أو دولة كل مواطنيها، لكن في إسرائيل القضية قضيّة عقلية، وليست قضيّة تصريحات، وجهاز الشرطة نفسه جهاز عنصري، ووزير الشرطة وزير عنصري في وزارة عنصرية لا نتوقع منها شيئًا”.

كبقية الأحزاب العربية، اكتفى “التجمع” بالتنديد والدعوة للعمل دون مبادرة فعلية، وخلص للقول: “لا بديل عن نضال جماهيري على المستويين الشعبي المحلي والدولي لفضح هذه السياسات والقيادات العنصريّة التي تقود المؤسسة الإسرائيلية، وتستبيح الدم العربي بذرائع عنصريّة”.

بعد قمع المعتكفين داخله.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

شرع مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء، باقتحام المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية التي قيّدت دخول المصلين الشبان إلى المسجد.
وقال شهود عيان، إن مستوطنين شرعوا باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

وأشار الشهود إلى أن الشرطة قيّدت منذ فجر الأربعاء دخول المصلين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما إلى المسجد الأقصى.
وكان فلسطينيون هتفوا “الله أكبر” مع اقتحام مستوطنين للمسجد للتعبير عن احتجاجهم على الاقتحامات.
وأدى عدد من الفلسطينيين صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي وسط انتشار قوات من الشرطة في ساحات المسجد.
وقال شهود عيان، إن الشرطة اعتقلت 3 فتيات وصحافيا فلسطينيا من ساحات المسجد دون توضيح الأسباب.

وأطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت لتفريق الشبان الفلسطينيين في باب الأسباط، المؤدي الى المسجد الأقصى، بعد منعهم من دخول المسجد لأداء صلاة الفجر.
وكانت العديد من الأحياء في مدينة القدس شهدت مواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت بعد منتصف الليل عشرات الفلسطينيين من المصلى القبلي بعد اقتحامه والاعتداء على عدد كبير منهم بالضرب.

وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، إن الشرطة الإسرائيلية شرعت بالإفراج عن الأسرى بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضا دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.
ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارا من غروب شمس الأربعاء 5 أبريل/ نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.
وكانت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيقل للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي.
كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيقل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي.
ودعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15: 50 عصرا وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع شعب ومجتمع  متابعة نشاط الموقع موجز إخباري   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 27

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28