] الموجز: الذكرى 47 ليوم الأرض فعاليات مختلفة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 30 آذار (مارس) 2023

الموجز: الذكرى 47 ليوم الأرض فعاليات مختلفة

مقاومةٌ حتى التحرير
الخميس 30 آذار (مارس) 2023

انطلاق فعاليات الذكرى الـ 47 على “يوم الأرض”.. مقاومةٌ حتى التحرير

يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم الخميس، الذكرى 47 لـ“يوم الأرض” الفلسطيني، بفعاليات ونشاطات محلية منها زيارة أضرحة الشهداء، ومسيرة مركزية تحت العلم الفلسطيني في مدينة سخنين في الجليل.

وانطلقت صباح اليوم، مراسم إحياء ذكرى “يوم الأرض”، من خلال زيارة محلية لوفد عن بلدية سخنين واللجنة الشعبية والحركات السياسية لبيوت عائلات شهداء “يوم الأرض”.

وتتواصل الفعاليات المحلية في سخنين، بزيارة أضرحة شهداء “يوم الأرض”، الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد خضر خلايلة والشهيد رجا أبو ريا في سخنين، ومن ثم الانتقال لزيارة ضريح الشهيد خير ياسين في عرابة.

وتستقبل سخنين الوفود من عرابة ودير حنا ومن البلدات العربية لوضع الأكاليل على النصب التذكاري لـ“يوم الأرض”، ومن ثم التوجه لعرابة لوضع الأكاليل على ضريح الشهيد خير ياسين.

وأحيت مدينة الطيبة، صباح يوم الخميس، ذكرى “يوم الأرض” بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهيد رأفت علي الزهيري وهو من سكان مخيم نور شمس، حيث استشهد في يوم الأرض الأول في الطيبة.

وتلى إكليل الزهور وقفة دقيقة حداد على أرواح شهداء يوم الارض تمجيدًا وتخليدًا لذكراهم، لهم، وجرت المراسم بمشاركة اللجنة الشعبية والقوى الوطنية في مدينة الطيبة ولجنة المتابعة.

ويقع النصب التذكاري للشهيد رأفت علي الزهيري من مخيم نور شمس قضاء طولكرم، في الحارة القديمة في مدينة الطيبة، حيث استشهد.

وشهدت الحارة القديمة في يوم 30 آذار/مارس 1976، مواجهات عنيفة مع قوات الامن الإسرائيلية، بعد إقدام سلطات الاحتلال على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار.

وأصبحت المناسبة عيدًا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.

وجاء يوم الأرض بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48 عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ“يوم الأرض”.

وتنطلق مسيرة مركزية الساعة الثالثة من شارع الشهداء لتجوب شوارع البلدة في سخنين وتصل للنصب التذكاري ليوم الأرض الخالد، وتنتهي بكلمات قصيرة حول المناسبة والأوضاع التي تمر بها الجماهير العربية في البلاد.

ودعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية إحياء الذكرى الـ 47 لـ“يوم الأرض” الخالد، من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة “يوم الأرض” المركزية، تحت العلم الفلسطيني في سخنين، والمشاركة في المسيرات والنشاطات المحلية، لتأكيد التمسك بالأرض والوطن والبقاء.

كما دعت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد إلى أوسع مشاركة جماهيرية وشعبية في فعاليات ونشاطات إحياء الذكرى السنوية لـ“يوم الأرض” الخالد.

الفصائل الفلسطينية

عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” الدكتور وليد القططي أكد أنَّ ذكرى “يوم الأرض” الـ47 يحيها الشعب الفلسطيني اليوم وهو أكثر إصرارًا على العودة إليها “الأرض الفلسطيني”، مهما طالت المعركة وكبرت التضحيات.

وقال القططي إن “الأرض الفلسطينية هي هدف المشروع الصهيوني وكيانه وجوهر الصراع معه، ودحر الاحتلال منها يكون باستمرار مقاومته لتحريرها والعودة إليها مهما طالت المعركة وكبرت التضحيات”، مشددًا على أنَّ حركته ستبقى في طليعة الشعب والمقاومة في الدفاع عن الأرض والجهاد لتحريرها.

وأضاف: “ذكرى”يوم الأرض“تأتي اليوم، لتؤكد لنا أن التمسك بالأرض وحق تحريرها والعودة إليها مهما طال الزمن، يكون بعدم التنازل عن أي شبر من الأرض الفلسطينية وبتعليم الأجيال المتعاقبة حب الأرض والاستعداد للتضحية من أجل تحريرها من دنس المحتل الغاصب”.

ولفت القيادي في “الجهاد” إلى أنَّ العدو الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية وجوده فيها مؤقت وغير شرعي، وأن العدو الصهيوني لا خيار له إلا ترك الأرض الفلسطينية والرحيل عنها إلى البلاد التي قدم منها أو أن يدفن فيها ويقبر منها وفي كل الحالتين مصيره إلى زوال.

وأشار القططي إلى أنَّ المطلوب فلسطينيًا وفصائليًا في ذكري “يوم الأرض” هو الوحدة الوطنية على أساس نهج الصمود والمقاومة والعودة إلى المشروع الوطني الفلسطيني الأول مشروع تحرير كل فلسطين والعودة إلى الأرض الفلسطينية والاستقلال الوطني فوق التراب الفلسطينية وصياغة برنامج وطني مقاوم يضم الكل الفلسطيني حتى التحرير والعودة".

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، أحمد المدلل، إن “يوم الأرض” هو يوم التحدي والصمود الفلسطيني الذي عُمّد بالدم، تعيشه الذاكرة الفلسطينية المكتظة بالذكريات، ويؤكد الفلسطيني من خلاله تشبثه بأرضه واستمراره في النضال والمقاومة حتى كنس الاحتلال والتحرير.

وأكَّد المدلل أنَّ المعركة مع العدو مستمرة، يتوحد فيها دم الشعب الفلسطيني الذي لم تنكسر إرادته، رغم التضحيات الكبيرة التي لا يزال يقدمها، حيث لم يستطع الاحتلال كي الوعي الفلسطيني، موضحًا أن جرائم الاحتلال زادت الفلسطينيين تمسكًا وتجذرًا بأرضهم.

وأضاف: “في ذكرى”يوم الأرض“تتصاعد جرائم الحكومة الفاشية ضد أبناء شعبنا ويصبون غضبهم على جنين ونابلس وحوارة، لكنهم لن يستطيعوا كسر إرادة المقاومة التي أربكت حساباتهم في الضفة الغربية، ولن يستطيع الاحتلال حماية مستوطنيه مهما امتلك من أدوات القهر والقتل ضد أبناء شعبنا”.

وشدد المدلل على ضرورة وضع استراتيجية فلسطينية موحدة لدعم المقاومة والانحياز لخيار الشعب الفلسطيني.

من جانبها، أكدت حركة “حماس”، “تمسّكها بخيار الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة، سبيلًا وحيدًا لانتزاع حقوقنا واسترداد أرضنا وتحرير مقدساتنا”.

وقالت الحركة في بيان صحفي بمناسبة ذكرى “يوم الأرض” الـ47 : “لن نفرّط أو نتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية، وسيظل شعبنا الفلسطيني متمسكاً بأرضه من النهر إلى البحر، ولن تُفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغوّل الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ”.

وأضافت أن “مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك درّة تاج أرضنا التاريخية المباركة، لن تكون للاحتلال أيّ سيادة أو شرعية على جزء منها، فهي فلسطينية كانت وستبقى، وسنحميهما وندافع عنهما بكل الوسائل، ومهما كانت التضحيات”.

وشددت الحركة على أنَّ “حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، حيث مدنهم وقراهم التي هجّروا منها قسرًا بفعل الاحتلال والإرهاب الصهيوني، حق وواجب، فردي وجماعي، لا يملك أحد التنازل عنه أو التفريط فيه، ونجدّد رفضنا القاطع لكل مشاريع التوطين والوطن البديل”.

وأشادت بـ“ملاحم البطولة والصمود والثبات التي صنعها ويصنعها رجال مقاومتنا الباسلة وأهلنا في قطاع غزّة، والثائرون والمرابطون في عموم الضفة الغربية، وفي بيت المقدس وأكنافه، والصَّامدون الثابتون في الداخل المحتل، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وندعوهم إلى مزيد من التلاحم والترابط وتعزيز كل أشكال المقاومة في هذا الشهر الفضيل، حماية لثوابتنا وهُويتنا، ودفاعاً عن أرضنا وانتصاراً لقدسنا وأقصانا وأسرانا”.

وجددت “حماس” دعوتها لـ“أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التضامن مع قضية شعبنا العادلة ونضاله المشروع، في مواجهة أخطر وأطول احتلال إحلالي مستمر في العالم، والعمل بكل الوسائل وعلى الأصعدة كافة على عزل هذا الكيان العنصري الفاشي، وتجريمه ومحاكمة قادته، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإنفاذ حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال”.

من ناحيته، قال مسؤول الإعلام في “لجان المقاومة” في فلسطين محمد البريم “أبو مجاهد”: “إن ذكرى”يوم الأرض“الخالد علامة فارقة في ملحمة الجهاد والمقاومة الفلسطينية وتأكيد على مكانة الأرض في الوعي والذاكرة الفلسطينية الأصيلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده”.

ودعاء البريم بمناسبة ذكرى “يوم الأرض”، لأن “تكون ذكرى يوم الأرض الخالد محطة لتجديد الإجماع الفلسطيني على ثوابته الوطنية الراسخة، واستلهام معاني الوحدة من دماء الشهداء الذين قالوا كلمتهم في جنين ونابلس وحوارة وعقبة جبر وطولكرم والخليل ونعلين وسلفيت وكافة ساحات مقاومة شعبنا ونضاله الذي لن يتوقف إلا باستعادة كل شبر من أرضنا المسلوبة”.

وأكَّد أنَّ “انتزاع حقوقنا الوطنية في العودة والتحرير يتطلب استراتيجية وطنية شاملة وموحدة ترتكز على التمسك بالمقاومة بكافة أشكالها ورفض طريق المساومة وكافة المخططات والمؤامرات التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.

وأضاف: “ستظل مدينة القدس درة تاج قضيتنا ومحور الصراع مع العدو الصهيوني ورسالتنا للمحتل الصهيوني الغاصب أن الأسرى والمسرى خطان أحمران لا نقبل إطلاقًا أن يكون هناك أي عدوان عليهما مهما كان الثمن”.

وتوجه البريم بتحية “فخر واعتزاز لشهداء يوم الأرض الخالد ولكافة شهداء شعبنا الفلسطيني المقاوم ولجماهيرنا الصابرة في كل مكان وفي كافة ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني المجرم”.

جماعات استيطانية متطرفة تدعو لاقتحام كبير للأقصى الأحد

أعلنت عدة جماعات استيطانية متطرفة، اليوم الخميس 30-3-2023، نيتها تنفيذ اقتحام جماعي كبير للمسجد الأقصى المبارك الأحد المقبل.

ونقلت مصادر عبرية، عن منظمة ما تسمى بـ(هار إيل) الشبابية الاستيطانية نيتها تنفيذ اقتحام جماعي كبير للأقصى، الأحد القادم، احتفالا بما يسمى “بيوم العالية” وهو اليوم العاشر من “نيسان العبري” ويرمز للهجرات اليهودية من الشتات إلى فلسطين.

وذكرت المصادر، بأن دعت منظمة “هار إيل” اتباعها من الشباب لاقتحام الأقصى مرتدين قمصانا زرقاء تحمل “عبارات الهيكل”.

وخلال نفس اليوم ستقوم أكثر من جماعة بتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى كما أعلنت المنظمة المتطرفة.

من جانبها، دعت “منظمات الهيكل” جمهورها إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع على أبواب المسجد الأقصى المبارك مساء الأربعاء القادم، 14 مضان، وحددت ساعة التجمع بالساعة 10:30 ليلاً، بالرغم من أن وقت “القربان التوراتي” يبدأ من مغيب شمس يوم الأربعاء.

وطالبت هذه الجماعات أنصارها بإحضار حيوانات القربان بهدف محاولة ذبحها ليلاً داخل المسجد الأقصى.

وعنوَنت منظمات الهيكل إعلانها بأنه إعلان عن “حالة طوارئ”، داعية كل أنصارها إلى المساهمة، وإلى “أن لا يفوتوا قربان الفصح في جبل الهيكل”.

من جانبهم، طالب 15 حاخاما صهيونياً في رسالة إلى لرئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو ووزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، بالسماح للمستوطنين بذبح أضحية ما يسمى بـ“عيد الفصح” في المسجد الأقصى هذا العام.

إصابة شابين واعتقال أسير محرر خلال اقتحام جيش الاحتلال بلدات في جنين

أصيب، فجر اليوم الخميس شابين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة قباطية والزبابدة وجبع في قضاء مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال.

وأفادت مصادر محلية، بإصابة شابين احداهما في الفخذ جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص نحوهم، وتم نقلهما إلى مستشفى ابن سينا التخصصي، مشيرةً إلى أن القوات اعتقلت الأسير المحرر زياد نزال من منزله في قباطية، واقتادته إلى جهة غير معلومة، بعد أن كبلت يداه وأعصمت عيناه.

واندلعت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال المعززة بالآلات العسكرية، حيث أطلق المقاومين اتجاه القوات المقتحمة وابلاً من الرصاص وتفجير عبوات محلية الصنع.

وانتشرت عناصر من قناصة جيش الاحتلال في عدة أماكن خلال الاقتحام الذي استمر لأكثر من نصف ساعة.

ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية من حاجز “دوتان” تجاه البلدة، كما ذكرت المصادر ذاتها.

من جهته، أعلنت سرايا القدس - مجموعات قباطية، في بيان مقتضب، أن مجاهديها يخوضون اشتباكات مسلحة أثناء تصديها لقوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة قباطية في أكثر من محور.

يُشار إلى سرايا القدس_ كتيبة جنين، قد اعلنت مساء أمس الأربعاء، عن تمكن مجاهديها من استهداف جيب عسكري تابع لجيش الاحتلال في بلدة اليامون شمال غربي جنين.

وذكر البيان، أن الاستهداف حقق إصابات مباشرة بين صفوف جنود الاحتلال.

47 عاماً على “يوم الأرض”: العدوان يشتد والمقاومة تشتعل وتتمدد

يصادف اليوم الخميس 30/3/2023، الذكرى الـ47 “ليوم الأرض”، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ“يوم الأرض”.

ويعتبر يوم الأرض، ذكرى خالدة وعلامة فارقة في ملحمة الجهاد والمقاومة الفلسطينية، تجدد يومياً فيها مكانة الأرض في الوعي و الذاكرة الفلسطينية الأصيلة للشعب الفلسطينى في في كافة أماكن تواجده، وبالدفاع المستميت عن أرضه، التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى، على امتداد السنوات الماضية، لتستمر المعركة وتشتد وتمتد لكل أراضي فلسطين.

وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

والشرارة التي أشعلت الجماهير العربية ليوم الأرض، كانت بإقدام السلطات الإسرائيلية على الاستيلاء على نحو21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها في العام 1976؛ وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل، وخصوصا المتضررين المباشرين، عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار.

وفي هذا اليوم أضربت مدن، وقرى الجليل، والمثلث إضرابا عاما، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين، والقوات الإسرائيلية، كانت أعنفها في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.

وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا - الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.

وبذلت إسرائيل جهودا لمنع انطلاق فعاليات نضالية، لكن رؤساء المجالس البلدية العربية أعلنوا الإضراب العام في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفا عمرو.

وجاء قرار “لجنة الدفاع عن الأراضي العربية”، التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام جرى في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975، إعلان الإضراب الشامل، ردا مباشرا على الاستيلاء على أراضي “المل” (منطقة رقم 9)، ومنع السكان العرب من دخول المنطقة، في تاريخ 13-2-1976.

ويشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغت ذروتها مطلع 1976 بذرائع مختلفة، تجد لها مسوغات في “القانون”، و“خدمة الصالح العام”، أو في تفعيل ما يعرف بـ“قوانين الطوارئ” الانتدابية.

وكانت أرض “المل” التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم، تستخدم في السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لأصحاب الأرض، وبعد عام 1948 أبقت إسرائيل على نفس الوضع الذي كان سائدا في ذلك العهد، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة.

في عام 1956 قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المنطقة، بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية، ضمن مشروع “تهويد الجليل”.

كما كان صدور وثيقة (كيننغ) في 1976/3/1 من قبل متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، والتي تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضيهم، وتهويدها، واحدة من مسببات الاتجاه نحو الإضراب.

ودعت وثيقة (كيننغ) في طياتها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل، والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية، وبمحاصرتهم اقتصاديا، واجتماعيا، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب.

وركزت على تكثيف الاستيطان اليهودي في شمال الجليل، وإقامة حزب عربي يعتبر “أخا” لحزب العمل، ويركز على المساواة والسلام، ورفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية، وإيجاد إجماع قومي يهودي داخل الأحزاب الصهيونية، حول موضوع العرب في إسرائيل.

وشددت الوثيقة على ضرورة التضييق الاقتصادي على العائلات العربية، عبر ملاحقتها بالضرائب، وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي، وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وتسهيل هجرة الشباب، والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.

وكان الرد الإسرائيلي عسكريا شديدا على هبة “يوم الأرض”، باعتبارها أول تحدٍ، ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة.

ورغم مطالبة فلسطينيي 48 إسرائيل إقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش، والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسية الإسرائيلية، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.

وسعت إسرائيل إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. حيث عقدت الحكومة اجتماعا استمر لأربع ساعات، تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات. كما قامت قيادة اتحاد العمال الإسرائيلي ‘الهستدروت‘ بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.

ولم تكتف السلطات الإسرائيلية بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعاً على الاستيلاء على ما تبقى من الأرض، التي بقيت بحوزة من ظلوا في أرضهم.

يذكر أن إسرائيل استولت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ، 1972 على أكثر من مليون دونم، من أراضي القرى العربية في الجليل، والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها بعد سلسلة المجازر المروّعة، وعمليات الإبعاد القسّري، التي مورست بحق الفلسطينيين عام 48.

ويعتبر يوم الأرض نقطة تحول بالعلاقة بين (السلطة الإسرائيلية)، والعرب بالداخل، إذ أن إسرائيل أرادت بردها أن تثبت للجماهير الساخطة من هم “أسياد الأرض”، وكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان المحتل من قبل الجماهير الساخطة، باعتقاد العديد أن “يوم الأرض” ساهم بشكل مباشر بتوحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني بالداخل على المستوى الجماهيري، بعد أن كان في العديد من الأحيان السابقة نضالا فرديا لأشخاص فرادى، أو لمجموعات محدودة. كما كان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قبِل بالاحتلال الإسرائيلي عام 1948.

ويعتقد الفلسطينيون أن إحياء “ذكرى يوم الأرض” ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.

ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين، وخارجها، وفي هذه المناسبة تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد وحدة شعبنا، وحقه في أرضه، رغم شراسة الهجمة الإسرائيلية


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع شعب ومجتمع  متابعة نشاط الموقع موجز إخباري   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 25

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28