محاصرونْ.....
.....................................................
1
مُحاصَرونْ
والنارُ تَهوي من عَلٍ
والحقدُ يَعْوي والدماءُ بلا مَددْ
والفَجرُ يسجنُهُ الظَّلامُ
سقَطَ الكلامْ
وساعةُ الموتِ تئنُّ لا حسيبٌ لا عَددْ
يا أيُّها الأحرارْ
دمُكم لنا نهارْ
وصبحُكم أسطورةٌ فلتعلموا
أنَّ الكرامةَ في البذارْ
ولن يفوزَ القاتلونْ
صاروخهم عجزهمْ
يأتونَ كالجرادْ
وينتهوَنَ رمادْ
محاصرونْ.....
2
محاصرونْ
يا جبَّةَ الوقتِ الأسيرْ
لا تخدَعينا بالحقيرْ
فَأيُّ عيشٍ قد تبقّى والعدوُّ هو المصيرْ
أنحنُ أهونُ في الوجودْ
كلا ولا ساد اليهودْ
يا عشبةَ الشَّعبِ الشّهيدْ
عُضي على هذا النشيدْ
ولتكفري بدمِ العبيدْ
ونحنُ قومٌ لا نموتُ إذ نموتُ وإنما عائدونْ......
3
محاصرونْ
محاصرونَ فَمَنْ وَشى ؟
ومنْ على دَمِنا مَشى ؟
ومنْ توارى في الظَّلامِ وجاءَ من سَطرِ الهوانْ
وعادَ في جُحْرِ الحَرامْ
خانَ العظامْ
خانَ الترابْ
خانَ الكتابْ
وأسقطَ الأرحامْ
دمهُ مباحْ
فليخرسِ اليومَ النُّباحْ
يا سوءةَ الأيامِ تكشفُ ما توارى الخائبونْ....
4
محاصرونْ
ونرسلُ الآن الوصَيةْ
مابينَ صاروخٍ هناك وبينَ ضربة مدفعيةْ
وبينَ نيرانٍ تشبُّ
وبينَ أقلام السّوادْ
وبينَ اكوامِ الخرابِ وغابةِ اللونِ القتامْ
لا تتروكوا دمَنا هديةْ
وواصلوا الدربَ أمانةْ
فوق جسرِ البندقيةْ
لا وصايا من غبارْ
بلْ جذورٌ لانتقامٍ وانتصارٍ وهويةْ
والثأرُ حقٌ وقضيةْ
محاصرونْ....
5
محاصرونْ
نردِّدُ الآنَ الشهادةْ
نستعدُّ للولادةْ
حيثُ أحياءُ ولكنْ لم تكونوا تعلمونْ
فلنراكمْ من علٍ
احملونا ثابتينْ
احملونا صامدينْ
احملونا عجِّلوا فالحورُ زُفَّت بالعرينْ
ردِّدوا قسمَ الوفاءْ
لفلسطينَ الفداءْ
لا يهمُّ أيُّ لونٍ فوقَنا
فالشهادةُ للوطنْ
والكرامةُ للرجالِ المخلصينْ.....
6
نائمونْ
لكننا نَمْشي هناكْ
ونرتقي فوقَ الهَلاكْ
دمُنا صباحْ
ونحتفي بينَ الكرامِ الخالدينْ
بل قادمونَ لم نغبْ
في لمَّة الأحرار إنا قادمونْ
مع أمّهاتٍ سرنَ في الرَّكب العظيمْ
يبتسمنَ من بعيدْ
نحنُ في نبضِ الوريدْ
نحنُ في القَبْضاتِ قد حملتْ صهيلَ البندقيةْ
وحمامَ المجدليةْ
مقاومون...
7
قادمونْ
مثلما نِمنا وقوفاً كالشَّجرْ
عائدونَ لا نطيقُ الانتظارْ
فارقبونا في المَطرْ
في الرياحِ والحقولِ والقمرْ
في الفصولْ
في السنابلِ والحمامْ
ولونِ حنّاءِ العروسْ
وشَهقةِ الفجرِ الشّهيةِ
وتاجِ سطرِ الأقحوانْ
في الشقائق والشرانقْ
مثلما عادت دلالْ
يوم لوزِ الاشتعالْ
إنّما العجزُ محالْ
يا عدوي فارتقب أينَ المفرّْ
قادمونْ.....
