] التحالف الاستراتيجي بين السعودية والصين ، وموقف اميركا منه! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 22 كانون الثاني (يناير) 2023

التحالف الاستراتيجي بين السعودية والصين ، وموقف اميركا منه!

الأحد 22 كانون الثاني (يناير) 2023 par رنا علوان

في ظل الحرب الباردة بين اميركا والصين ، نجد تقارب سعودي صيني ، وغير ذلك سعودي روسي وهذا ان دل على شيء فهو يدل على رغبة السعودية في الخروج من تحت جناح الاميركي ، بل وربما اكثر فالسعودية بحسب ما يقدمه محللو السياسة ، تطلع اليوم الى ما بعد اميركا
ومما لا شك فيه ان الصين تُعدّ اكبر مستورد للنفط في العالم ، رغم سعيها مؤخرا لمحاولة التقليل من الوقود الأحفوري ، والتحوّل نحو الطاقة المتجددة
وعليه يترأس نفط الشرق الاوسط قائمة الاستيراد ، والسعودية هي المورد الاكبر للنفط الخام الى الصين ، على الرغم من هذا لا يستحوذ رضى بلاد العم سام ، حيث كانت السعودية قد اقدمت على إثارت غضب الجمهوريين في واشنطن بعد ارسال اقل عدد من البراميل النفطية منذ عهد الرئيس ريغان أي زُهاء 35 عاماً ، وذلك في عام 2020 الذي تزامن مع انتشار الوباء
وفي اواخر نيسان /ابريل من نفس العام انخفض الخام الاميركي الى السالب للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة ، مما ادى الى افلاس 20شركة نفط ، لتقرر بعدها السعودية الى خفض غير مسبوق للانتاج من جانب اوبك وحلفائها ، جنباً الى جنب ، مع انتعاش الاقتصاد العالمي ، ليُعاود بعدها سعر النفط الخام الاميركي الى الارتفاع من سالب الى 40 دولار للبرميل ، لتتنفس بعدها الصُعداء اميركا ، وكان قد خرج السيناتور الجمهوري تيد كروز ، مُبديًا استياءه بتغريدة جاء فيها
[ رسالتي الى السعوديين ، غيروا وجهة ناقلاتكم ]
والجدير بالذكر ان هناك من وجد في إحياء ( الاتفاق النووي الايراني ) فرصة لتدفق المزيد من النفط الإيراني ، قاطعتًا بذلك الطريق على النفط السعودي ، ما سيدفع بالأخيرة الى اللجوء لحضن اميركا للحفاظ على مبيعاتها
بيد ان الحقيقة هي ان السعودية التي ترغم بالمضي في التحالف بينها وبين الصين ، انما تُريد ضمانة ( ان الصين سوف تبقي على العقوبات المفروضة على ايران ) والحؤول دون الموافقة على رفعها ، كي لا تؤثر ايران على السوق السعودي في المنطقة
( اي انه ، كما اميركا على مواجهة ناعمة مع الصين ، السعودية ايضا مع ايران ، وكلٍ يبغي مصلحته )
فلقد حافظت السعودية على موقعها كأكبر مصدّر للنفط الخام إلى الصين في عام 2022 ، تليها روسيا ، إذ اقتنصت المصافي الصينية براميل النفط الروسية منخفضة التكلفة بينما نأت الدول الغربية عنها في ظل الأزمة الأوكرانية ، ولن تقبل في اي منافسة آخر
كما أظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك ، أنّ واردات الصين من النفط الخام الروسي قفزت ثمانية في المئة عام 2022 مقارنة بالعام السابق إلى 86,25 مليون طن ، بما يعادل 1,72 مليون برميل يوميّاً
ويجري تداول الخام الروسي بخصومات متزايدة عن أسعار خامات القياس العالمية بعد العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بسبب غزو أوكرانيا
وزادت الصين ، التي رفضت إدانة الحرب ، مشترياتها من البراميل الروسية وتجاهلت إلى حدّ بعيد العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الخام الروسي المنقول بحراً منذ الخامس من كانون الأول
وفي ذلك الشهر ، حصلت الصين على 6,47 مليون طن من الخام من روسيا ، أو 1,52 مليون برميل يوميّاً ، مقارنة مع 1,7 مليون برميل يوميّاً في الفترة نفسها من عام 2021
وقلّصت المصافي الصينية المدعومة من الدولة تدريجيّاً شراء النفط الروسي منذ تشرين الثاني ، لكن المصافي المستقلة واصلت الشراء من تجار وسطاء يرتّبون الشحن والتأمين ، مِمّا يحميها من مخاطر الدخول في دائرة العقوبات
وأظهرت البيانات الجمركية أنّ السعودية شحنت ما مجموعه 87,49 مليون طن من الخام إلى الصين في عام 2022 ، بما يعادل 1,75 مليون برميل يوميّاً ، وهو ما يوازي مستوى عام 2021
وأوفَت مصافي النفط الصينية المدعومة من الدولة بشكل كبير بعقودها محددة المدة مع المملكة في عام 2022 على الرغم من تباطؤ الطلب المحلي
ومن المتوقَّع أن تظلّ السعودية مُصدّراً رئيسيّاً ، ( وربما المهيمن) ، للنفط الخام إلى الصين بعد زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى الرياض ، حيث أخبر قادة الخليج أنّ بيجينغ ستعمل على شراء النفط باليوان بدلاً من الدولار ، وهذه بمثابة ( ضربة اخرى للاخطبوط الاميركي في ظل هذا التحالف )
وأظهرت بيانات الجمارك أيضاً ارتفاع واردات الخام من ماليزيا إلى مثلَيها تقريباً في عام 2022 إلى 35,68 مليون طن ، وماليزيا هي نقطة تحويل لشحنات خاضعة للعقوبات مصدرها إيران وفنزويلا
فالصين أيضاً هي أكبر مشترٍ للنفط الإيراني ، لكن معظم الصادرات الإيرانية يعاد تصنيفها على أن منشأها دول أخرى للتهرب من العقوبات الأميركية ، (وهذا ما تريد لجمه السعودية ، لتصبح هي المُهيمنة )
وقدّرت [ فورتكسا ، المُتخصّصة في تتبع السفن] ، أنّ واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت في كانون الأول إلى مستوى قياسي بلغ 1,2 مليون برميل يوميّاً ، بزيادة 130 في المئة عنها قبل عام
وصلت شحنات الخام من الولايات المتحدة إلى 7,89 مليون طن في عام 2022 ، بانخفاض 31 في المئة على أساس سنوي
وفي تسليط الضوء على العلاقة السعودية الروسية نجد ان الاتحاد السوفيتي السابق أول دولة إعترفت بالحكم السعودي بعد أن استولى الملك عبد العزيز بن سعود على الحجاز وعندما دخلت قواته إلى مدينة جدة عام 1926 كانت هناك قنصيلة سوفيتية تعمل في المدينة ،وقد نقل القنصل اعتراف بلاده بالحكم الجديد
لكن العلاقات الروسية السعودية لم تتطور كثيرا خلال العقد التالي إذ كانت بريطانيا صاحبة النفوذ القوي في الشرق الأوسط بما في ذلك السعودية ، وكانت حريصة جداً على إبعاد السوفييت عن المنطقة بحجة منع انتشار الأفكار الشيوعية فيها ، مما أدى في عام 1938 إلى قطع العلاقات بين الجانبين مع بروز نذر الحرب العالمية
ولكن اليوم اصبح للسعودية طموح يدفعها الى تمتين العلاقة بينها وبين روسيا ولو على حساب اغضاب الاميركي ، فالمهم بالنسبة للسعودية قطع الطريق على ايران
الرئيس االصيني


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28