كلمة السيد في ذكرى سليماني والمهندس!

الأربعاء 4 كانون الثاني (يناير) 2023 par رنا علوان

اطل علينا السيد الامين نهار امس ، متشكراً جمهوره المُحب على قلقه إزاء تغيبه عنهم ، فبعد ان كان الترقب سيد الموقف ، شكلت اطلالته هذه دحض للعديد من الإشاعات السخيفة والبغيضة ، التي نتجت عن تعذر اطلالة سابقة كانت محددة له منذ بضعة ايام ، والتي حالت ( الانفلونزا الموسمية ) دون تحقيق ذلك
وأكد الأمين العام السيد حسن نصر الله ، في بداية خطابه ، (في ذكرى الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما )، أنّ الهدف من الاغتيال هو كسر المقاومة وإضعاف أطراف محورها
كما حمل خطاب السيد نصر الله تحذيراً للحكومة الاسرائيلية الجديدة ، ان اي تصعيد سيقابله صد ، وان اي تهور قد ينتج عن احد اعضاءها المصابين بالجنون ك(بن غفير المُتطرف ) الذي تجرأ على اقتحام المسجد الاقصى لدقائق معدودة ، منوهاً حضرته ان اي مساس بالمقدسات سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها وليس فقط على مستوى الداخل الفلسطيني انما على المنطقة بأكملها
وفيما يخص حكومة الاحتلال الإسرائيلي ( الجديدة) ككل ، رأى السيد نصر الله أنّها “خليط من فاسدين ومجرمين ومتطرفين ومجانين” ، لافتاً إلى أنّ “هذا الخليط من المجانين في الحكومة الاسرائيلية حتماً سيؤول الى التعجّيل في نهاية هذا الكيان الموقت
ولفت إلى أنّ الشهيد قاسم سليماني قد “تحول بعد استشهاده الى أيقونة ، وان الشهادة التي نالها كانت امنيته ومُبتغاه ” ، ناهيك عن أنّ “تشييعه كان الأكبر في التاريخ” وهذا خلافاً لِمَ توقعه العدو الاميركي
فضلاً عن انه مع حادثة استشهاده هذه “سقطت صفقة القرن ، ولبنان ثبّث قواعد الاشتباك ، بينما ثبتت سوريا القواعد السياسية”
مُضيفاً أنّ ” البعض للأسف ، يصوّر ( القوى الوطنية وحركات المقاومة) هي تابعة لإيران ، لكن الحقيقة هي عكس ذلك”
وأضاف السيد نصر الله أنّ “أول ما واجهه الشهيد سليماني وقادة وشهداء آخرون هو النسخة الأولى عن مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وفلسطين” ، وأنّ حادثة 11 أيلول/سبتمبر ” أعطت قوة دفع للمشروع الأميركي لدخول أفغانستان والعراق ، والاقتراب إلى إيران وسوريا”
وجاء في سياق الخطاب عن لسان الأمين ، أنّ المشروع الأميركي في المنطقة هو [ الهيمنة عليها ، والإمساك بثرواتها ، من نفط وغاز ]
وأكد الأمين أنّه “لو نجحت الحرب الإسرائيلية على لبنان لأكملت على سوريا ، لكن ذلك لم يحدث” ، موضحاً أنّ “الشهيد سليماني يحضر هنا”
وأردف أنّ “سوريا وإيران صمدتا أمام الضغوط الأميركية” ، مشيراً إلى أنّ “المقاومة العراقية نفذت عمليات ممتازة ضد القوات الأميركية”
كما شدّد على [ أنّ “المقاومة العراقية هزمت الأميركيين ، وفرضت عليهم الانسحاب من العراق وتغيير وجه المنطقة” ] ، لافتاً إلى أنّ ” الذين أطلقوا المقاومة في العراق هم فصائل وتيارات ، والحاج قاسم قدّم التدريب والتخطيط ، إلى جانب أبي مهدي المهندس “
وأنّه “لو لم تصمد سوريا ، ولم يكن هناك إرادة مقاومة في العراق ، ولو لم يكن هناك سليماني ومغنية ، وكانت احتلت أميركا المنطقة بكل سهولة “
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ “إيران لا تفاوض إلّا على الملف النووي فقط ، والأميركيون هم من يريد إدخال ملفات المنطقة في المفاوضات النووية” ، مؤكداً أنّ “من يربط ملف الرئاسة في لبنان بالملف النووي هو جاهل”
وشدد على أنّ إيران “لم تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي على مدى أكثر من 40 عاماً “، مضيفاً أنه “حتى لو جلس السعوديون والإيرانيون (خلال المحادثات بين الطرفين) ، فإنّ أولوية السعودية هي اليمن ، وليس لبنان”
وختم الامين مخاطباً اللبنانيين، بالقول إنّ “هذا المحور، بدعمكم وتضحياتكم ، يسير إلى الانتصار ، ودم الشهيدين أطلق مرحلة نوعية ستقود إلى النصر
في مجلة “نيويوركر” ، يتحدث الصّحافي ديكستر فيلكينز (Dexter Filkins)
في مقال “The Shadow Commander” (قائد الظل)
عمّا أخبره به مسؤول عراقي كبير عن شخصية الشهيد قاسم سليماني
يسترسل الكاتب بالقول ان [ “سليماني يتمتع (بالحضور المحبب للروح ) والكاريزما الهائلة حيث يمكن أن يكون في الغرفة العديد من الأشخاص وعندما يدخل سليماني ، لا يأتي ويجلس معك
يجلس في الجانب الآخر من الغرفة بمفرده ، وبطريقة هادئة للغايةولا يتكلم ، ولا يعلق
يجلس ويستمع فقط. بالطبع، يفكر الجميع فيه فقط ، إنه ذكي للغاية وإستراتيجي بشكل مخيف” ]
أما لقبه الثاني فهو لقب حقاً يليق به (شهيد فلسطين) وبمثابة عبارة تليق بجرائم أعدائه ، لقد خسرت فلسطين شخص قاسم سليماني ، لكنها لم تخسر ومعها شعوب المنطقة الحرّة ، مشروع القاسم الذي انتج ثلة من القواسم ، في حين ظنّت الولايات المتحدة أنها ربحت بعدم وجود شخص قاسم سليماني ، لكن معادلاتها وطفلها المدلل دائماً خاطئة
يرحل الشهداء ويبقى اثرهم ( احياء ولكن لا نشعر بهم ) لشدة نقاء ارواحهم وجميل فعله ، وحُسن خاتمتهم