] معادلة القوى في القطاع - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

معادلة القوى في القطاع

السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 par علي بدوان

تعد مصادر القرار الأمني والعسكري في “إسرائيل” أن حركتي حماس والجهاد تشكّلان إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الوقت الحاضر لب المشكلة في قطاع غزة، وقد كرر الجنرال عوزي ديان، نائب رئيس أركان الجيش الأسبق، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، أن “حركة حماس ليست جزءا من الحل، وإنما هي المشكلة الأساسية في غزة، ويجب محاربتها بكثافة وفعالية، وتهديدها في وجودها وبقائها من الأساس، من خلال تصفية قيادتها واغتيالهم، وإن لم نقاتل حركة حماس بهذه الطريقة، أو على الأقل نردعها، فإنها ستواصل التنامي والتعاظم العسكري”.
وتُشير مصادر الاحتلال إلى أن ما تسميه الهدوء على جبهة القطاع تم تمريره من خلال مكوك الاتصالات الإقليمية والدولية بشأن ما يسمى بــ(الهدنة) التي تقوم بترتيباتها مصر وقطر والمبعوث الدولي ملادينوف، ومن خلال جهود رئيس جهاز الأمن العام الشاباك نداف أرغمان، ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، اللذين ينفذان سياسة نتنياهو طويلة الأمد أمام حالة قطاع غزة.
وتضيف المصادر “الإسرائيلية” قولها: “إن مبعوثي نتنياهو نجحوا في إدارة مزيد من الوقت، وشراء الزمن أمامها، رغم مطالبات الجمهور الإسرائيلي بتنفيذ اغتيالات ضد الفصائل الفلسطينية ورؤية دماء كوادرها، لكن إسرائيل أدارت هذه الأزمات المتفاوتة بين حين وآخر من خلال التواصل مع قطر صاحبة الشق المالي، ومصر صاحبة الاتصالات مع الفصائل الفلسطينية”.
إن دولة الاحتلال تعلم أن الاندفاع للحرب مع قوى المقاومة الفلسطينية في القطاع وعموم الفصائل الفدائية الفلسطينية أمر سهل وصعب في الوقت نفسه، لكنه لن يحل المشكلة أمامها، حتى لو تخلل ذلك إعادة احتلال غزة، فمشاكلها بحاجة إلى حلول مزدوجة كما تقول العديد من المصادر الأمنية “الإسرائيلية”، وإن القوة أحد مركباتها، وليس كلها، لذلك تم التوصل إلى اتفاق تهدئة أولي، بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية المقاومة عبر اتصالات غير مباشرة أطرافها مصر وقطر والمبعوث الدولي ملادينوف، لكنه اتفاق رجراج وغير مستقر، وقد وافقت “إسرائيل” على توسيع مساحة الصيد واستئناف تزويد قطاع غزة بالوقود، برعاية مصرية وأممية.
ومع ترتيبات تلك الهدنة الرجراجة، فإن صوت العسكر وقرقعة السلاح ما زال هو السائد لدى دولة الاحتلال، فالجنرال عوزي ديان، نائب رئيس أركان الجيش الأسبق، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، يعتقد أن “الأجنحة العسكرية لعموم الفصائل ليست جزءا من الحل، وإنما هي المشكلة الأساسية في غزة، ويجب محاربتها بكثافة وفعالية، وتهديدها في وجودها وبقائها من الأساس، من خلال تصفية قيادتها واغتيالهم، وإن لم نقاتل حركة حماس بهذه الطريقة، أو على الأقل نردعها، فإنها ستواصل التنامي والتعاظم العسكري”. وقد جاءت أقوال ديان خلال مؤتمر نظمته منظمة “شورات هادين الإسرائيلية”، بحضور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وآفي ديختر، رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست وعدد من المسؤولين العسكريين لدولة الاحتلال. وأضاف “يمكن لإسرائيل الانتصار على حماس في غزة من خلال خمس طرق فعالة: عمل دبلوماسي سياسي، وجهد أمني عسكري، ومبادرات اقتصادية، وإجراءات قضائية قانونية، وعمليات توعوية”. وتابع إنه “يمكن تفعيل كل هذه الجهود مجتمعة بصورة موحدة، من خلال تنسيق ميداني، بهذه الوسائل يمكن لإسرائيل الانتصار على تلك الفصائل، إسرائيل دولة قوية بما فيه الكفاية، ونحن نحتاج إلى تماسك المجتمع الإسرائيلي من الداخل للانتصار في هذه المعركة لتفعيل هذه القوة”.
إن سياسة العصا والجزرة، وخشية “إسرائيل” من نتائج جولة عسكرية قادمة على القطاع، دفع بها للقبول بنوع من التهدئة وتخفيف مظاهر الحصار على القطاع، وقد أوضح المحلل العسكري “الإسرائيلي” أليكس فيشمان، أنه تم البدء في مرحلة عملية أخرى من ضمن التفاهمات التي تمت بين حركة حماس و”إسرائيل”، التي سيتم فيها بناء خط الجهد العالي الجديد الذي سيغذي قطاع غزة”. وأشار إلى أن هذا الخط سيوفر 100 ميجاوات من الكهرباء إلى قطاع غزة، وسيضاعف كمية الكهرباء التي توفرها إسرائيل لغزة والتي تبلغ كميتها حاليا 125 ميجاوات. وأضاف فيشمان، أنه “في الوقت الذي تستمر فيه حركة حماس بتنظيم المظاهرات على طول السياج الحدودي احتجاجا على مؤتمر البحرين، تم اتخاذ قرار بتنفيذ الخطط وزيادة كمية الكهرباء”، وفق تعبيره. وأفاد بأن الهدف الرئيسي من ذلك هو تحقيق الاستقرار وتحسين مستوى المعيشة في قطاع غزة، والتزام “إسرائيل” بزيادة مصادر الدخل في القطاع، مثل توسيع مساحة صيد الأسماك وزيادة الصادرات وإدخال السلع ذات الاستخدام المزدوج. وبحسب المحلل العسكري.
وعليه، إن لغة التصعيد العلنية ضد القطاع التي كان قد أطلقها نتنياهو وبعض وزرائه، خصوصا من المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة في “إسرائيل” كانت للاستهلاك المحلي، وإرضاء لجمهور المستوطنين وقوى اليمين. فنتنياهو يُدرك أن أي عملية عسكرية واسعة ضد القطاع قد تنقلب عليه، حال وقوع خسائر “إسرائيلية” كبيرة، خصوصا في الأرواح. لذلك فضَّل تجنب تلك المغامرة، واعتقد بأن الآخرين في الحزب الكبير الثاني (أزرق ـ أبيض) سيتجنبون هذا الأمر. اللهم سوى القيام ببعض الاستهدافات في القطاع من حين لآخر.
إنه القطاع، قطاع غزة، مقبرة السياسيين “الإسرائيليين”، فمهما كانت لغة الجبروت والقوة “الإسرائيلية” فإن القطاع ما زال قادرا على الصمود بالرغم من تفاقم الأزمات الحياتية والمعيشية لمواطنية من أبناء الشعب الفلسطيني، والفاقة والعوز والتضحيات، حيث أكثر من سبعين بالمائة من سكان القطاع هم لاجئون بالأساس، من مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، ومسجلون في سجلات وكالة الأونروا. أما الفشل الذريع فقد لاحق كل القيادات “الإٍسرائيلية” التي أرادت إخماد القطاع، بمن فيهم إسحاق رابين الذي قال ذات مرة “أتمنى أن أصحو ذات يوم وأرى البحر قد ابتلع قطاع غزة وما عليه”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 9

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28