نعم،ولكن...
كُتِبَتْ عدة مقالات تناولت موضوعة المسيرة الاحتلالية يوم 29 أيار في القدس ومفاعيل ذلك فلسطينياً واسرائيلياً، ووجدت أن هناك ثلاث مقالات كانت عناوينها وفحواها هي الأغنى والأشمل لمقاربة ما حدث، وكلها نشرتها شبكة فلسطين الانتفاضة.
مقالة الاخ والاستاذ،منير شفيق، ذهب إلى تفسير اللبس الذي حدث، حيث ان تهديد المقاومة اقترن بنية العدو هدم مسجد قبة الصخرة، وان ذلك لم يحدث، وعليه فان المقاومة فرضت على العدو نصرا في محدودية المسيرة وتهريبها.
مقالة الاخ والاستاذ، وليد القططي، قالت ان مكمن الخلل، هو باختصار خطاب المقاومة السابق، ونهج تكبير الحجر، وان هناك ضرورة لتنقية هذا الخطاب من الغوغائية والعنتريات والمبالغة والأوهام، وأن المسيرة كانت تحديا قاهرا للشعب الفلسطيني، لانها تمت بالفعل كما خطط لها.
مقالة الاخ والاستاذ، حسن لافي، ذهبت أيصا إلى التذكير بأن المقاومة، ليست جيشا قتاليا جاهزا دائما لتحميله سقوفا اعلى، فهي لا زالت ضمن حرب الغوار، وان كسبها لا يكون الا بالنقاط، وان عملهابالضفة هو المعوّل عليه الآن وقد نجحت في زحزحته رغم الظروف المعيقة.
الأساتذة، أصابوا فيما ذهبوا إليه، وهذا تقريبا هو اتفاق مع جوهر ما كتبنا في هذه الصفحة حول هذا الأمر، بيد أني أضيف عاملا آخر أدي إلى كل ما جرى، نعم صحيح أن المشكلة كانت ليس أن ترد المقاومة بالصواريخ، وأن هناك لبسا حصل في جملة الشرط والعرض، وأن الخطاب يحتاج للتنقية، وأن المقاومة ما زالت حرب غوار، كل ذلك صحيح.
لكن جوهر الاخفاق حقاً، كان في أنها لم تحسب حساب التعويض والخطة ب إن عجزت عن اطلاق صواريخها من غزة، وأما الاشتباكات التي حصلت فنعم لم تكن منسقة ولا استجلبت الضوء لتعطي للناس القول أن هذا كان جزءا من ردنا، وغاب المقنعون الخضر والسمر والحمر عن أي رسالة توجه للناس.وهكذا تغوّل العدو وشهدت الشوارع اعدامات يومية ميدانية ولا تزال.
الفيديو المرفق، دليل يومي على اخفاق دائم طالما بقيت
هذه اليوميات ما لم تعالج، لا يمكن دفن الرأس بالرمال
عنها، على الأقل لتكن تحديا يوميا...
هذه الصورة المرفقة، كتيبة دعائية كاملة، لم تجد من يلتقطها، ويقولون لدينا ذكاء إعلامي مقاوم وفطري، بهذا أنصح بإعادة النظر...
بمناسبة مرض صاحبهم وتفويض صاحبه، هذا الذي يقال عنه لا لبس فيه، ولا أمل منه...
