] صحيفة عبرية: إقرار المساعدة الأمريكية “بعد تأخير”.. بين القلق الإسرائيلي وقوة “الآيباك” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 25 أيلول (سبتمبر) 2021

صحيفة عبرية: إقرار المساعدة الأمريكية “بعد تأخير”.. بين القلق الإسرائيلي وقوة “الآيباك”

السبت 25 أيلول (سبتمبر) 2021

بعد بضع ساعات من النقاش المحتدم في واشنطن، تم التوصل إلى حل غير مباشر. نجح أعضاء الكونغرس من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي طوال يومين في تأخير عملية المصادقة على تقديم مساعدات أمنية خاصة من الولايات المتحدة لإسرائيل بمبلغ مليار دولار بهدف استكمال احتياطي صواريخ القبة الحديدية. ولكن في فجر الخميس، حسب التوقيت الإسرائيلي، قدمت قيادة الحزب اقتراحاً بديلاً أعاد النقاش إلى المنصة الأولى، مشروع قرار منفصل في مجلس النواب، الذي حصل يوم أمس على الدعم الجارف من الحزبين.

استند أعضاء الكونغرس التقدميون إلى مبررات تقنية لتعويق المصادقة على طلب إسرائيل، الذي تم تقديمه بعد استخدام كثيف لأجهزة الاعتراض في عملية “حارس الأسوار” بقطاع غزة في أيار الماضي. وعارضوا محاولة تمرير المساعدة في إطار المصادقة على بند النفقات المتعلق بقضايا مدنية. ولكنهم بخطوتهم هذه عملوا خلافاً لوعد الرئيس جو بايدن الذي تعهد بتحويل الأموال في لقائه مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت في الشهر الماضي في البيت الأبيض.

إن جهاز الأمن، مثلما نشر في “هآرتس” قبل ثلاثة أسابيع، خاف مسبقاً من مناورة تأخير. وظهرت هذه الاحتمالية مؤخراً في محادثات القنوات السياسية بين القدس وواشنطن، لكن الإدارة طلبت الهدوء وقالت إنه لا يوجد هناك أي خطر حقيقي. نجاح التأخير في هذا الأسبوع، حتى لو لفترة قصيرة، جسد الشرخ في الحزب الديمقراطي بالنسبة لإسرائيل والتحرك المستمر داخل اليسار الأمريكي باتجاه مواقف واضحة مناهضة لإسرائيل.

وزير الخارجية، يئير لبيد، نسب هذا الخلل لأرض محروقة تركها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو خلفه، الذي وبحق دمر العلاقات مع الحزب الديمقراطي. وثمة ادعاء آخر تم التأكيد عليه في إسرائيل، وهو أن القبة الحديدية هي بالأساس سلاح دفاعي، الذي وفر بصورة غير مباشرة أيضاً حياة فلسطينيين كثيرين (تقليص خسائر إسرائيل خفف الضغط على حكومة نتنياهو للعمل برياً في غزة، وبهذا منع قتل مدنيين فلسطينيين هناك).

تحليل بينيت مختلف قليلاً، إذ يعتقد أن عدة ظروف نشأت هنا وأبقت قوة سياسية معينة بسبب توازن القوة شبه الوثيق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في أيدي مجموعة صغيرة ومتطرفة من أعضاء الكونغرس المناهضين لإسرائيل. بالنسبة له، هذه مجموعة لا يمكن إقناعها، بغض النظر عن إخفاقات نتنياهو. إضافة إلى ذلك، ستتناول الطلبات التالية التسلح بسلاح هجومي. وبالتالي، لا يمكن لإسرائيل اعتبار القبة الحديدية سلاحاً دفاعياً إلى الأبد.

الاتصالات التي جرت خلف الكواليس في الكونغرس وفرت دليلاً محدثاً لقوة “الأيباك”. في السنوات الأخيرة، بث نتنياهو اهتماماً أقل بهذا اللوبي المؤيد لإسرائيل، بسبب الشعور بأنه يحظى بتأثير مباشر على الرئيس ترامب. بينيت يتبع مقاربة معاكسة، واهتم بالالتقاء مع رؤساء اللوبي أثناء زيارته واشنطن.

سيسافر رئيس الحكومة بعد غد إلى الولايات المتحدة في زيارة خاطفة ستكرس في معظمها للخطاب الأول له في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة في نيويورك. سيحاول بينيت تمييز نفسه عن خطابات سلفه، نتنياهو، المليئة بالتحايل. عندما اقتبس رئيس الحكومة البريطاني، بوريس جونسون، هذا الأسبوع في خطابه في الأمم المتحدة “الضفدع كرميت” من الرسوم المتحركة، ردت وسائل الإعلام البريطانية باستنكار، وتمت مقارنته بعشاق الخدع مثل نتنياهو ومعمر القذافي. لا يتوقع بينيت أن يركز فقط على التهديد النووي الإيراني، بل سيركز أيضاً على مكانة إسرائيل الدولية والإقليمية.

مع ذلك، سيقف التهديد النووي في خلفية الزيارة، على خلفية استئناف ظاهر للمحادثات بين إيران والدول العظمى، كما يبدو خلال بضعة أسابيع. لن تحرف إسرائيل إدارة بايدن عن طريقها. من اللحظة التي سيعلن فيها الإيرانيون رسمياً بأنهم سيعودون إلى المحادثات حول اتفاق جديد، فمن المتوقع انضمام الأمريكيين. يتركز قلق إسرائيل على التقدم الذي سجلته إيران في المشروع النووي في السنة الأخيرة، مع تسريع كبير لتخصيب اليورانيوم. عندما تعود الأطراف إلى طاولة المفاوضات سيتبين بالتدريج أن طهران ماضية قدماً وتقترب من إنتاج القنبلة.

بعد عودته من نيويورك، ينتظر بينيت قرار حاسم في الجبهة الداخلية. الجريمة المتفشية في المجتمع العربي (منذ بداية السنة وحتى أمس قتل 89 شخصاً) تزيد الضغط على الحكومة لإشراك الشاباك في نشاطات ضد منظمات الجريمة العربية. رئيس الشاباك التارك، نداف ارغمان، تحفظ من ذلك. وسيتولى وريثه المعين، ر. منصبه في الشهر القادم، ولم ينشر موقفه حتى الآن. بينيت وعدد من الوزراء الذين يعملون في هذا الشأن يعتبرون هذه القضية حدثاً وطنياً على الحكومة معالجته بوسائل متشددة.

الشاباك قلق من مطالبة هذا الجهاز بالتعامل مع مدنيين إسرائيليين وقضايا غير أمنية بصورة واضحة. وهذا استمرار للخلاف الذي كان لقيادة هذا الجهاز مع نتنياهو، الذي فرض تحديد مكان الهواتف المحمولة في بداية أزمة كورونا. في هذا الوقت لا توجد أي إشارات على أن الخطوات التي اتبعتها الحكومة والشرطة تساعد بشيء ما في تقليص الجريمة أو الكشف عن مخازن الأسلحة الضخمة في القرى العربية. المواجهات العنيفة في المدن المختلطة أثناء عملية “حارس الأسوار” ذكرت إلى أي درجة يمكن أن يكون لهذه المشكلة تداعيات تتجاوز حدود الجمهور العربي.
بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 24/9/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28