] في الصحافة الصهيونية حول أبطال نفق الحرية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 13 أيلول (سبتمبر) 2021

في الصحافة الصهيونية حول أبطال نفق الحرية

هآرتس: الدولة الإقليمية “العظمى” تتفاخر بـ”انتصارها” على 4 حفاة وسكين لتقطيع الطماطم
الاثنين 13 أيلول (سبتمبر) 2021

- هآرتس: الدولة الإقليمية “العظمى” تتفاخر بـ”انتصارها” على 4 حفاة وسكين لتقطيع الطماطم

صورة الانتصار الكبير الذي حققته إسرائيل تساوي ألف كلمة: “العقل المدبر” للهرب من كبير الجهاد الإسلامي، ينقب في حاوية القمامة بحثاً عن الطعام. زكريا الزبيدي، المذعور، يقاد إلى سيارة الشرطة بوجهه منتفخ جراء الضرب. “اخفض رأسك”، تأمره الشرطية بطلة الساعة. اثنان تم اعتقالهما بين حاويات القمامة، وآخران بين الشاحنات. الهرب الذي هدد بإشعال الشرق الأوسط، أو على الأقل الضفة والقطاع، انتهى بحاوية قمامة وشرطي يخلع حذاء وجوارب شخص مقيد كان يشكل خطراً وجودياً على دولة إقليمية عظمى.

خرج الهواء من بالون التخويف مرة واحدة: سينفذون عملية كبيرة، مسلحون، سيهربون إلى الأردن أو لبنان وربما إلى أفغانستان، تنتظرهم مساعدة من الخارج، مسار هرب ومسار إرهاب، خطيرون جداً، ودقيقون جداً ومسلحون جداً. تفجرت الأستوديوهات من الرعب المستمر وممن يقرأون البيانات والرسائل الأمنية، الذين نطلق عليهم اسم “مراسلين عسكريين”، ومن جنرالات ومفتشين ومطلعين، ومن يعرفون كل شيء. الرسالة الثابتة هي: التخويف، التخويف، التخويف. هذا جيد من أجل زيادة نسبة المشاهدة، وجيد لمن يعبدون الأمن. كل تخويف سيقدم مزيداً من الأهمية للذات، وأي تخويف هو أيضاً زيادة في الميزانية.

التخويف يحرر الإسرائيليين من أي شك ويعفيهم من أي سؤال. في ظل التخويف، كل شيء مسموح. إذا كان الأمر خطيراً جداً فنحن على حق. وإذا كان مسموحاً لطرف واحد أن يسفك دماء الطرف الثاني؛ وإذا كان هناك عقاب على سفك الدم اليهودي وسفك دم الفلسطيني تقريباً لا يعاقب عليه أي أحد، لأن التخويف يعفي من أي تساؤل. التخويف يحررنا من الحاجة إلى العدل والمساواة. وإذا تم رفع الحصار عن قطاع غزة فستدمر إسرائيل؛ وإذا تم احترام حق العودة، فستعود الكارثة، وإذا لم يتم اعتقال السجناء فستأتي نهاية العالم.

الشياطين التي هربت من الزجاجة أعادهم الشاباك والوحدة الخاصة في الشرطة ووحدة الدورية الخاصة في الشرطة وحرس الحدود، بسرعة. كان يجب اعتقال الفارين، رغم أنني أملت ألا يتم ذلك. ولكن كان يمكن تحقيق ذلك بدون حملة تخويف منهم، وممن يتعاون معهم من عرب إسرائيل، ومن جنين الموبوءة. هي طريقة تم اختبارها: هوّل الخطر لتصبح بطلاً. سلاح الجو يقصف “قيادة الكوماندو البحري” في غزة – حسكة وجهاز تنفس – الجيدون للطيران. الدبابات تقصف “قيادة إرهاب حماس” – كوخ من الصفيح وكرسي بلاستيكي – ترنيمة التمجيد للمدرعات. “قوة دفدفان قامت بتصفية كبير في حماس – شاب ابن 17 – يتم توزيع أوسمة الشجاعة. العدو الذي يقف أمامنا متطور جداً ومسلح وقاس، ولا يمكنهم التغلب عليه إلا بالأبطال الذين لدينا.

لكن الصورة معكوسة؛ إذ يقف في الضفة والقطاع أحد الجيوش الأكثر تسلحاً في العالم، مع سلاح جو من الخيال العلمي واستخبارات من الأفلام، مقابل جيش من الحفاة. مئة سنة من داود وجوليات. داود آخذ في الضعف، وجوليات ينفجر من القوة، والإسرائيليون يروون قصة لأنفسهم. أنتم تعرفون احتياجات إسرائيل الأمنية. ما حظ إسرائيل هذا، بأن من يقف أمامها فلسطينيون. في أفغانستان أسقط المجاهدون طائرات مروحية سوفييتية. وفي القدس طبيب يهاجم شرطياً بسكين لتقطيع البندورة ويُقتل على الفور، رجال الشرطة يدوسون على جثته، في صورة انتصار أخرى.

أمس تبدد كل شيء في صورة واحدة، نظرات المطاردين الذين لم يكن بالإمكان ألا تشعر بالشفقة عليهم إزاء ما ينتظرهم فيما بقي من حياتهم، خصوصاً في الأيام القريبة القادمة، أمام الاحتجاج الجماهيري والتحريض في وسائل الإعلام وشيطنتهم وكل قوات الأمن التي تم تجنيدها ضدهم. الآن أصبح من الواضح أنهم هربوا لهدف واحد يائس، وهو أن يحظوا بالحرية، رغم أنه لم يكن هناك أي احتمال. أو على الأقل من أجل إنقاذ كرامتهم. أمر واحد كان يقف إلى جانب الفارين الضعفاء والمكبلين والمذعورين والمقموعين، وهو العدل. ولكن كما هو معروف، هو ليس سلعة تباع وتشترى في هذه الأيام، وقيمتها مثل قشرة الثوم.

لذلك، يجب التصفيق لمن قاموا بالاعتقال، ويجب الانضمام لمن يتباكون على أنه لم تتم تصفية الزبيدي وأصدقائه. في نهاية المطاف، الصورة الحقيقية هي صورة الفلسطيني الذي ينقب في حاوية القمامة بحثاً عن الطعام. وهي صورة حزينة، حزينة جداً.

بقلم: جدعون ليفي

هآرتس 12/9/2021

- لماذا فضلت إسرائيل “القبض” على الأسرى الفلسطينيين الفارين أحياء؟

إن ما أفسدته مصلحة السجون قامت أصلحته أذرع الأمن الأخرى ليلة السبت. مطاردة مشتركة للشرطة والشاباك والجيش أدت إلى القبض على أربعة سجناء من بين الستة الذين هربوا في بداية الأسبوع الماضي من سجن جلبوع، قرب القرى العربية داخل حدود الخط الأخضر. وتستمر مطاردة الاثنين الآخرين ويتم فحص احتمالية أن يكون واحد منهما على الأقل قد نجح في اجتياز الخط الأخضر ويحاول الاختباء في منطقة جنين شمالي الضفة الغربية.

النتيجة الجزئية التي تم تحقيقها حتى الآن هي أفضل ما كان يمكن أن نأمله من وجهة نظر إسرائيلية. خلافاً للتوصيات الثابتة للعديد ممن يجلسون خلف لوحات المفاتيح، فقد فهم هاز جهاز الأمن جيداً أن الهدف المرغوب فيه هو إلقاء القبض على السجناء وليس قتلهم. لو تم قتل الفارين بنار قوات الأمن لتشكلت وصفة مضمونة للتصعيد: مكانتهم كأبطال وطنيين كانت مضمونة، وكان شباب كثيرون في الضفة الغربية سيرغبون في الذهاب في أعقابهم. والأخطر من ذلك هو أن “الجهاد الإسلامي”، الذي ينتمي إليه خمسة من الفارين، كان بالتأكيد سيطلق الصواريخ من القطاع نحو إسرائيل. موت الفارين كان سيشعل تصعيداً موازياً في ساحتين.

أما الآن، وفي الوقت الذي فيه قبض فيه على الأربعة معافين وسليمين، فلا يوجد حساب دموي جديد، ولا ذريعة للتنظيمات الفلسطينية للتمسك بها لإعادة إشعال المناطق. ولا يقل عن ذلك أهمية، أن أذرع الأمن أثبتت قدرة استيقاظ سريعة جداً، بعد سلسلة إخفاقات محرجة مكنت من الهرب من السجن. شعور الارتياح المعين، في الحكومة وجهاز الأمن، ينبع أيضاً من أن أكثر الأشخاص شهرة من بين السجناء، زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، قد ألقي القبض عليهما أحياء. من التفاصيل الأولى التي ظهرت في الإحاطات التي قدمتها الشرطة، تظهر الفجوة البارزة بين المبادرة والشجاعة التي أظهرها الفارون في تخطيط الهرب من السجن، وبين ما حدث بعد ذلك. قصة بدأت مثل فيلم هوليوودي وانتهت مثل الإخراج في قناة مجتمعية. استبدل الهرب الجريء بارتجال يائس بعد ذلك. المعتقلون الأربعة الذين ألقي القبض عليهم كانوا متعبين ومشوشين قليلاً. خلافاً لجزء مما نشر بعد الهرب، يتبين أن لا يوجد سيارة هرب كانت تنتظرهم خارج السجن. لقد ساروا مشياً على الأقدام، وباستثناء توقف واحد في القرية العربية الإسرائيلية، الناعورة، يبدو أنهم لم يحصلوا على مساعدة كبيرة من الخارج.

من الأرجح أن الحاجة للحفاظ على السرية منعتهم من أن ينسقوا خطواتهم مسبقاً مع أشخاص خارج السجن. وكما كتب هنا أمس، فإن المنطقة التي اختاروا الاختباء فيها أملتها عليهم نتائج مطاردتهم. بقي الأربعة داخل حدود الخط الأخضر، ولم يكونوا مسلحين. هذه الحقيقة ضمنت استسلامهم بدون أي إصابة. وإذا وصل واحد من الاثنين المتبقيين إلى جنين فسيشعرون هناك بأنهم أكثر أمناً. أجهزة السلطة الفلسطينية تقلل من الدخول إلى المخيم، والنشطاء المسلحون سيوفرون الحماية للفارين من السجن الإسرائيلي. ولكن أي دخول إسرائيلي إلى المدينة سيرافقه تبادل لإطلاق النار، وقد ينتهي بموتهما. يجب الأخذ في الحسبان باحتمالية أن يشرع الاثنان بتنفيذ عملية في محاولة للتسبب بالضرر قبل إلقاء القبض عليهما أو قتلهما. في الوقت نفسه، يستمر التوتر في الأقسام الأمنية داخل السجون. السجناء الفلسطينيون يخططون ليوم إضراب واحتجاج يوم الجمعة المقبل، بعد المس بغرف السجن في أعقاب الهرب.

إن إلقاء القبض على السجناء الأربعة، أبرز نبوءات الغضب لأتباع رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذين قالوا إن الهرب من السجن دليل على ضعف حكومة بينيت – لبيد، وينبع من عدم الردع الإسرائيلي أمام الإرهاب. نبع الهرب من استغلال إخفاقات كثيرة في المنشأة المحمية جيداً من قبل مؤسسة أمنية ضعيفة جداً التي لم تنجح قيادتها العليا في غرس مستوى مرتفع من المهنية والانضباط فيها. هذا الحدث كان يمكن أن يحدث في ولاية نتنياهو، الذي تم إضعاف مصلحة السجون والشرطة بشكل متعمد في فترة ولايته، بالضبط مثلما حدث في نهاية المطاف في ظل نفتالي بينيت.

في المقابل، تعدّ احتفالات النصر لمؤيدي الحكومة عبر الشبكات الاجتماعية بعد عملية الاعتقال، محرجة بدرجة معينة. فالحديث لا يدور عن عملية “عنتيبة”، بالضبط مثلما لم يكن الهرب فشل حرب يوم الغفران. كل ما حدث في الليلة الماضية هو أن قوات الأمن قامت بعملها. يبدو أن إسرائيل رغم مغادرة نتنياهو، تتصرف كدولة في حالة فوضى وتتحرك بانتظام بين التقصير والاحتفال. كانت الشرطة زودت بينيت بما يبدو أنه لحظة نجاة سريعة من أزمة أمنية خطيرة. أحياناً يحتاج رئيس الحكومة إلى الحظ. وهذا ما حدث لبينيت أيضاً قبل شهر، في ذروة تفشي سلالة دلتا، حيث أدى قرار إعطاء التطعيم الثالث إلى وقف ارتفاع الإصابة دون أن يحتاج الأمر فرض الإغلاق في الأعياد.

قد يكون النشر المهم في نهاية الأسبوع قد أُبعد قليلاً على خلفية الانفعال الذي أثارته مطاردة السجناء. في “أخبار 12” نشر المراسل عميت سيغل، أن من هم في محيط بينيت يقدرون حدوث “تدهور أمني مهم” في قطاع غزة، إلى درجة حدوث عملية عسكرية أخرى خلال بضعة أسابيع. بعد عملية “حارس الأسوار” في أيار الماضي، لم تنجح إسرائيل في إملاء قواعد لعب جديدة في القطاع، وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن إدخال جميع أموال المساعدة القطرية الشهرية إلى القطاع بالشروط التي تضعها إسرائيل. أول أمس، تم إطلاق صاروخ من القطاع على النقب الغربي، بعد فترة قصيرة من إلقاء القبض على الفارين الأولين. ومساء أمس، تم إطلاق صاروخ على “سديروت” وتم اعتراضه. وقد يكون هذا إشارة من حماس.

اريك (هارس) بيربينغ، الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة في “الشاباك”، قال في محادثة مع “هآرتس” إن حماس أرادت في التصعيد الأخير تعزيز العلاقة بين ما يحدث في القطاع وما يحدث في القدس والضفة. هذه المنظمة أطلقت في أيار ستة صواريخ نحو القدس رداً على المواجهات بين رجال الشرطة والمصلين في الحرم. لم يتم قطع هذه العلاقة منذ ذلك الحين، ومن المهم لحماس الحفاظ عليها وعلى صورتها كحامية للشعب الفلسطيني من إسرائيل.

وأشار بيربينغ لظاهرة أخرى قد تؤثر على القضية الحالية، ويجب أن تقلق إسرائيل أيضاً على المدى البعيد. فقد تحولت مخيمات اللاجئين في شمال الضفة إلى مناطق شبه مستقلة، تسيطر فيها مليشيات مسلحة تمنع السلطة من أي موطئ قدم. ومن يمول هذه المليشيات هو محمد دحلان، زعيم حركة فتح في المنفى، وخصم رئيس السلطة محمود عباس. كلما اقترب حكم عباس من نهايته بسبب عمره، يعتبر هذا تطوراً سيؤثر أيضاً على الواقع الأمني تجاه إسرائيل.

بقلم: عاموس هرئيل

هآرتس 12/9/2021

التعليقات


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 4

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28