] صحيفة إسرائيلية: إلى لبيد و”أحفاد الكارثة”: ذوقوا مرارة اللجوء كما ألحقتموها بالفلسطينيين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 17 آب (أغسطس) 2021

صحيفة إسرائيلية: إلى لبيد و”أحفاد الكارثة”: ذوقوا مرارة اللجوء كما ألحقتموها بالفلسطينيين

الثلاثاء 17 آب (أغسطس) 2021

لا أشعر بالسعادة تجاه اللاجئين اليهود من بولندا، الذين تم طردهم وسلبهم وتجريدهم من ممتلكاتهم بعد قتل كثيرين منهم بشكل جماعي. لا أشعر بالسعادة من وضع الناجين وأحفادهم عندما تسلبهم حكومة بولندا الآن حقهم الأساسي، وهو رفع دعوى للحصول على ما كان ملكاً لهم حسب القانون.

أنا، اللاجئ الذي حُرم من حقه في العودة إلى قريته ومن المطالبة بملكيته على أرضه، أشعر بأنني جزء منهم. قال الشاعر العربي أمرؤ القيس لامرأة أجنبية وهي على فراش الموت: “أجارتا إنا غريبان ها هنا…وكل غريب للغريب نسيب”. لذلك، حسب القصيدة المؤثرة، أقول: “كلانا لاجئان هنا، واللاجئ أخ للاجئ”. ليس غير اللاجئ يعرف معنى اللجوء. لذلك، أشعر بخيبة الأمل والغضب والعجز أمام الظلم الذي يمنع إخوتنا اللاجئين اليهود وأحفادهم من تجسيد الأمر الأساسي، وهو الحق في وراثة ممتلكات آبائهم، أراضيهم وبيوتهم التي تركوها عند موتهم.

لكن كل ذلك هو جانب واحد من القصة. من الجانب الآخر، أنا مليء بالغضب المقدس من السياسيين المنافقين. هم يحاربون الآن مثل الأسود ضد القرار المخجل وحكومة بولندا، في الوقت الذي فيه هم رؤساء دولة، ملأوا أفواههم بالمياه وصمتوا عند مشاهدة الظلم الذي لحق بالعرب في أمر لا يقل خجلاً، الذي يسمى “قانون أملاك الغائبين”. وهو القانون الذي يحرم العرب، في إسرائيل وفي الخارج، من حقهم في الحصول على أملاكهم.

أيها الأصدقاء، لقد مرت 73 سنة والعرب يعانون بسبب هذا الفعل الوحشي، ولم تخرج أي كلمة حول ذلك من أفواهكم. أغمضتم عيونكم وكأننا من أبناء كوكب آخر، وكأن ليس هناك أمر محق أكثر من حرمان العرب من أراضيهم، وأغلقتم قلوبكم إلى درجة أننا حتى لو أثرنا قضية الأراضي المصادرة على الشفاه لأصبح الأمر عندكم كقنبلة موقوتة وضعناها تحت الطاولة.

لقد أردتم الحصول على كل شيء، الأخوّة والصداقة والحياة المشتركة. ولكنكم أردتم كل ذلك على أساس تشويه تاريخي وإنساني واقتصادي وعاطفي. “ما فات مات”، كان هذا شعاركم. العفو، لم نذهب ولن نذهب إلى أي مكان.

لقد كنتم مصممين جداً ومنغلقين كلياً إزاء ألمنا وعجزنا وحزننا، إلى درجة أننا اعتقدنا أن هذا هو نهج العالم. وها هو القانون البولندي يفتح العيون أيضاً فيما يتعلق بالظلم الذي حدث هنا في البلاد: “من يده في النار ليس كمن يده في الماء”. أيدينا جميعاً الآن في النار.

وزير الخارجية، يئير لبيد، الذي هو ابن لناجين من الكارثة، أحسن وصف القرار الوحشي للبولنديين عندما كتب “بولندا تحولت في هذا المساء إلى دولة غير ديمقراطية وغير ليبرالية ولا تحترم المأساة الأكبر في تاريخ الإنسانية”. أين اختفت هذه الكلمات الشجاعة والمنيرة عندما كان الأمر يتعلق بممتلكات العرب؟ لذلك، أتساءل: لماذا سيتأثر العالم بصرخة لبيد، عندما هو، بصفته ممثلاً كبيراً لدولة إسرائيل، ما زال يسحق حقوق العرب بطريقة فظة في هذا الشأن بالتحديد. قبل أن تطلب من الآخرين إصلاح الظلم الذي لحق بك، عليك أن تقوم أن تصلح الظلم الذي تسببت به للآخرين، وإلا فإنها صرخة عرض شفاف للنفاق المخزي.

إن ما يحدث الآن هو غير المعقول في أبهى صوره. ولكن هناك شيء يمكن قوله عن النفسية التي نشأت وازدهرت هنا. مسموح لضحايا الكارثة وأحفادهم ما هو غير مسموح لغيرهم، مسموح لهم مصادرة الأراضي والطرد والسحق والحرمان من الحقوق، لكنه غير مسموح للبولنديين. إعطاء الشرعية للناجين من الكارثة وأحفادهم بأن يتسببوا بالظلم تلو الآخر لغيرهم، هل هذا هو الدرس الذي يجب علينا تعلمه من كارثة اليهود؟ العفو. ولكني أعتقد أن هذه السياسة نقيض للدرس العالمي الذي يجب على البشرية تعلمه من الكارثة.
بقلم: عودة بشارات
هآرتس 16/8/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 11

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28