] صحيفة عبرية: بعد “الفتنة” وأحداث “النزاع العائلي”: هل حان وقت الإصلاح السياسي في الأردن؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 6 نيسان (أبريل) 2021

صحيفة عبرية: بعد “الفتنة” وأحداث “النزاع العائلي”: هل حان وقت الإصلاح السياسي في الأردن؟

صحف عبرية: الخطر الحقيقي من حمزة.. شعبيته
الثلاثاء 6 نيسان (أبريل) 2021

صحف عبرية: الخطر الحقيقي من حمزة.. شعبيته

حاول وزير الخارجية الأردني إلقاء الضوء على ملابسات الاعتقالات الليلية لمسؤولين كبار في المملكة. ولكن مما رواه يؤخذ الانطباع بأن السبب الحقيقي للدراما هو في أقصى الأحوال أقوال ومخططات، قد تكون نسجت في الخفاء مما هي أفعال حقيقية. فلم تقتحم الدبابات قصر الملك في عمان ولم يكن عرش الملك عبد الله في خطر حقيقي.

يمكن الافتراض بأنه لو كانت لدى الملك الأردني أدلة على تخطيط انقلاب حقيقي من جانب الأمير حمزة، لكان اقتاده إلى السجن ولم يكتفِ بالإقامة الجبرية التي فرضها عليه.

قبل أكثر من خمسين سنة تنبأ البروفيسور منفرد ألفرن وهو من أهم المستشرقين بأن مصير الملوك في منطقتنا حسم، وهم سيختفون من حياتنا في غضون بضع سنوات. لقد أخطأ، بالطبع. فالربيع العربي الذي أسقط طغاة قدامى كمبارك والقذافي تجاوز بشكل عجيب الممالك وترك كل الملوك على عروشهم؛ من ملك المغرب في الغرب وحتى ملك السعودية وملوك دول الخليج.

حساسية المملكة تجاه أي تحرك مضاد ورد فعلها السريع يعود إلى الوضع الاقتصادي الصعب والتأييد الذي يحظى به الأمير حمزة في الشارع الأردني

غير أن ذاك الربيع أو الشتاء العربي جعل المتبقين الكبار ملوكا أكثر قلقا وتوترا على حكمهم. بعض منهم على الأقل مقتنع بأن الخطر الحقيقي يحدق بهم ليس بالذات من صفوف الجيش وقوات الأمن، بل أكثر من ذلك من البيت. من النار من داخل المجنزرة. قبل سنة بالضبط أمر ابن الملك السعودي، محمد بن سلمان باعتقال ثلاثة من أبناء العائلة المالكة، وبينهم أميران كبيران بتهمة “محاولة انقلاب”. وعمل الملك عبد الله الأردني يوم السبت وفقا للوصفة إياها بالضبط.

فضلا عن ذلك فإن تخوف الملوك من الخيانة في داخل العائلة المالكة الموسعة ينخرط جيدا أيضا مع تطلعهم الطبيعي لترك الخلافة لأبنائهم على باقي الأقرباء الآخرين. والأمثلة لا تنقص. قبل أقل من أربع سنوات أطاح سلمان ملك السعودية بابن أخيه محمد بن نايف، كي يعين ابنه، محمد، وليا للعهد. الحسين ملك الأردن، على فراش الموت، أطاح بأخيه الحسن، كي يعين عبد الله ابنه للجلوس على عرشه.

وهكذا، مخلصا لتقاليد تفضيل الابن على قريب العائلة، حرص الملك عبد الله على نزع منصب ولي العهد من أخيه حمزة، كي يعين في المنصب ابنه الحسين، الذي في الشهر الماضي فقط حاول أن يثبت مكانته من خلال مشادة مع إسرائيل على عدد الحراس الذين سيرافقونه إلى الحرم.

حتى هذه اللحظة ليس واضحا على الإطلاق كم سار بعيدا حمزة، إلى ما بعد اعترافه نفسه في الشريط الذي هربه بأنه لم يكن شريكا في أي محاولة انقلاب، ولكنه انتقد الفساد المنتشر منذ سنين في قمة المملكة.

ولكن الرد المتسرع من الملك والاعتقالات الليلية تشهد على الحساسية الشديدة في قصر الملك في الأردن تجاه كل ظل محاولة انقلاب وعلى الأعصاب المتوترة. يوجد لذلك عدة أسباب أساسية. الأول – الوضع الصعب للأردن الذي يصارع جائحة كورونا، والاقتصاد الأردني الذي يصعب عليه مواجهة العجز الهائل والبطالة المستشرية، والذي لم يتلقَ إلا القليل من الأكسحين بفضل قرار الكونغرس إلغاء قرار الرئيس السابق ترامب لتقليص المساعدات الخارجية المقدمة إلى الأردن.

سبب آخر يرتبط بلا شك بحقيقة أن حمزة، ابن 41، مع تعليم عال واسع اكتسبه خارج الأردن وسجله العسكري الغني كقائد عسكري كبير في قوات المدرعات، هو شعبي وكاريزماتي أكثر بأضعاف من ولي العهد، الحسين بن عبد الله. إضافة إلى ذلك، فإنه يحظى بتأييد بعض من زعماء العشائر في الأردن، الذين هم السند الأساسي للنخبة السلطوية في المملكة. في المظاهرات الكبرى التي كانت في الأردن قبل نحو ثلاث سنوات على خلفية الأزمة الاقتصادية، رفع اسم حمزة كمن هو جدير أكثر من الحسين لمنصب الخليفة.

في قراره قصقصة أجنحة حمزة كي يزيل كل تهديد حقيقي أو وهمي على حكمه، نال الملك عبد الله تأييدا جارفا من الولايات المتحدة، الغرب ومعظم دول العالم العربي. الرسائل المهدئة بشأن استقرار الحكم في المملكة والتي نقلت من الأردن إلى إسرائيل تشهد على أنه رغم التوتر السياسي السائد بين الدولتين، فإن الملك يولي أهمية كبيرة أيضا للإسناد من جانب إسرائيل.

إسرائيل اليوم – 5/4/2021

صحيفة عبرية: بعد “الفتنة” وأحداث “النزاع العائلي”: هل حان وقت الإصلاح السياسي في الأردن؟

النزاع الأخير في العائلة المالكة الأردنية سيحل قريباً بشكل محلي. فقد قال نائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي، أمس، بأن الأردن معروف بمبادئ العدل والرحمة – وهو الاسم السري للصلح المحتمل. ورغم أن الأحداث التي وقعت السبت حزينة، فلا يجب أن تترك لإسرائيل أو لكل قوة إقليمية أخرى مكاناً للقلق أو سبباً للتدخل. فالأردنيون وملكهم لا بد سيجدون الحل لهذا الخلل.

بعد المؤتمر الصحفي التفصيلي الذي ألقاه الصفدي أمس بعد الظهر، لم يكشف شيء جوهري عما تسبب بالمشكلة الحالية. فقد سمّى الصفدي ما حصل بأنه “خطوات” و”فتنة” ولكنه لم يستخدم عبارة “المؤامرة” أو “الانقلاب” بأي شكل. عملياً، عدم اعتقال أي من رجال الجيش قد يكون دليلاً على أن الحديث لا يدور عن أكثر من نزاع عائلي تعقد جداً.

الأردن دولة قوية مع قيادة حكيمة ومعتدلة، لا بد ستصمد في وجه هذه العاصفة وتخرج منها أقوى. ولكن هذه القوة تتطلب تغييراً وإصلاحاً. فتقرير حقوق الإنسان الأخير الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية طرح أسئلة ذات مغزى بالنسبة لحرية التعبير والاجتماع. وتحدث الأمير حمزة عن الحاجة إلى تناول مسائل الفساد والمحسوبية.

من المؤسف أن وسائل الإعلام في الأردن صمتت على مدى 24 ساعة وكررت كلمة بكلمة البيانات الرسمية المختصرة، التي غابت عنها كل معلومة أو تفصيل جدي. إنه ليوم حزين أن يتوجه الباحثون عن معلومات تخص دولتهم إلى وسائل إعلام خارجية.

إذا كان ثمة درس ينبغي أن نتعلمه من الأحداث التي أدت إلى الإقامة الجبرية لولي العهد السابق، فهو أن على الأردن أن يأخذ موضوع الإصلاح السياسي بجدية. فلا أحد قادر، بما في ذلك الملك المعتدل والحكيم، على أن يحكم دولة من عشرة ملايين شخص دون نقاش جدي ومشاركة القوى السياسية المختلفة في داخل المملكة. تعالوا نأمل في أن يؤدي هذا الحدث إلى التحول الديمقراطي والشفافية وإلى إصلاح سياسي حقيقي.

بقلم: داود كُتّاب

صحافي فلسطيني كبير يسكن في عمان منذ أكثر من عشرين سنة

ويكتب لسلسلة طويلة من وسائل الإعلام

يديعوت 5/4/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 31

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28