] عبرية/هكذا قضى الفلسطيني “المريض” أيامه خارج السجن.. قبل اعتقاله “إدارياً” مرة أخرى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 1 شباط (فبراير) 2021

عبرية/هكذا قضى الفلسطيني “المريض” أيامه خارج السجن.. قبل اعتقاله “إدارياً” مرة أخرى

الاثنين 1 شباط (فبراير) 2021

حقق الشاباك (ومبعوثه على الأرض- النيابة العسكرية) غايته: اعتقل أمل نخلة ابن 17 سنة مرة أخرى، وصدر ضده أمر اعتقال إداري. ومثلما هددت النيابة العسكرية من البداية، يبدو أن قرار القاضيين العسكريين بإطلاق سراحه بكفالة أثار غضب الشاباك. يختبئ الشاباك الآن خلف الذريعة المريحة له، وهي معلومات سرية “حديثة” عن الشاب، واليوم سيدعى أمام قاض عسكري آخر، من شأنه أن يصادق على أمر الاعتقال الإداري لستة أشهر. باختصار، إن اعتقالاً بدون أدلة أو إسماع اتهامات أو الحق في الدفاع، أمر سيدمر السنة الدراسية لهذا الفتى.

تلخيص للفصول السابقة: في 2 تشرين الثاني 2020 اعتقل أمل واتهم برشق الحجارة. وفي 10 كانون الأول أُطلق سراحه بكفالة. يعيش أمل في رام الله، ووالدته الدكتورة هي من مواليد قرية قراوة بن زيد في شمال رام الله، ووالده صحافي ومحامي ولد في مخيم الجلزون للاجئين. أصل عائلة الأب من القرية المدمرة بيت نبالا.

أمل مصاب بمرض مناعة ذاتية صعب ونادر. في الصيف أجريت له عملية إزالة الغدة الدرقية واستئصال ورم حميد كان فيها. يسبب له المرض صعوبات في التنفس والبلع. بالإضافة إلى الأدوية، هو بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة. وأحياناً يمكن أن تسوء حالته بسبب التلوث أو أي ضغط جسدي أو نفسي. وازدياد سوء الحالة يحتاج إلى تغيير وجبة الدواء، والعلاج الذي يتلقاه يعمل على تقليل المناعة، لكنه ضروري للحفاظ عليه من المرض. بعد سنة سيطر فيها على حياتنا وباء كورونا، علمتنا التجربة أنه، إذا لا سمح الله أصيب، فستتطور لديه تعقيدات صعبة، وعندما يأخذ التطعيم سيكون اللقاح أقل أماناً. في هذه الأثناء، يزداد عدد المصابين بكورونا في السجون الإسرائيلية.

كل ذلك لا يهم الشاباك، ولا يهم النيابة العسكرية التي تحارب من أجل إبقاء المعتقل حتى انتهاء الإجراءات القانونية: لقد اقترحت على محامين من جمعية “الضمير” الكثير من الصفقات (اعتقال لمدة سنة، بعد ذلك نزلت إلى نصف سنة مع احتمال اعتقال إداري فورا ًبعد ذلك). لم يهمها وضعه الصحي عندما هددته باعتقال إداري إذا تم إطلاق سراحه، أو عندما استأنفت على قرار المحكمة الصادر في 24 تشرين الثاني الذي أصدره المقدم شارون كينان بإطلاق سراح أمل بكفالة. وعندما رفض قاضي المحكمة العسكرية للاستئنافات، المقدم يئير تيروش، استئناف النيابة العسكرية في 10 كانون الأول، لم تتردد النيابة: طلبت تأجيل إطلاق سراحه مرة أخرى، لكن تيروش لم يستجب ولم يتولد لديه الانطباع بأن البينات السرية التي عرضت عليه خطيرة.

مكث أمل 40 يوماً خارج السجن. قال الوالدان بأنه قضى هذه الفترة بين استكمال ما فاته في الدراسة (تقدم لامتحانات الثانوية العامة هذه السنة) وإجراء الفحوصات الطبية. هناك عدم اتفاق بين الأطباء حول الأدوية التي يأخذها. في أعقاب المقال الذي نشرته عنه طبيبة إسرائيلية مختصة بهذا المرض النادر في “هآرتس”، اتصلت مع أمه وكان من شأنها أن تفحص الفتى وتقدم له مشورتها الطبية.

ولكن قبل أسبوعين اتصل شخص من المخابرات العامة الفلسطينية مع الأب: أحضر الفتى إلينا، قالوا له. كان الأب والابن في ذاك الوقت في المستشفى لإجراء فحص. ما رأيكم أن نأتي في الغد؟ سأل الأب. تمام، قالوا له. ورغم ذلك، اتصلوا مرة أخرى في نفس اليوم بشكل مستعجل من المخابرات، وقالوا: أحضره إلينا بسرعة. في الساعة السادسة مساء، وصل إلى مقر المخابرات الذي يقع في نهاية شارع الإرسال في شمال البيرة، وهو مجمع يتكون من عدة مبان سكنية بنيت في التسعينيات، وتم تحويلها إلى أحد مقرات المخابرات. الحارس وعدد من السيارات العسكرية الفلسطينية تدل على أنها منشأة أمنية.

قالت المخابرات الفلسطينية لأمل بأن الإسرائيليين يصممون على اعتقاله مرة أخرى، وأنهم يقولون بأنه يقوم بالتحريض ويعمل مشاكل ويتكلم أكثر من اللازم. لذلك، فإن اعتقاله هو مثابة اعتقال وقائي. ويدل هذا على مدى العلاقة بين الطرفين: الطرف الإسرائيلي يعطي بعض التفاصيل (بالتأكيد ليس جميعها) عن الأشخاص – وبالتأكيد ليس عنهم جميعاً – الذين ينوي اعتقالهم. وربما يتبادل رجال الأمن من الطرفين المعلومات، وثمة ضابط فلسطيني شعر بعدم الارتياح عند معرفة أن الإسرائيليين ينوون اعتقال الفتى مرة أخرى.

بقي أمل محتجزاً لدى المخابرات الفلسطينية حتى اليوم التالي. وهناك أكدوا له بأنهم تحدثوا مع الطرف الآخر وأنه تم “حل المشكلة”. ولكن بعد أربعة أيام، في فجر يوم الخميس 21 كانون الثاني، اقتحم جنود بيته واعنقلوه، “خذ الأدوية”، قالت أمه.

في اليوم نفسه، ورد للصحيفة من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأنه سيؤخذ للتحقيق. وحسب ما يعرفه والده، لم يؤخذ للتحقيق. وفي الليلة نفسها أو في اليوم التالي، كان في سجن مجدو. هناك أدخل إلى حجر كورونا. بعد يوم أو يومين تم إصدار -كما هو متوقع- أمر اعتقال إداري. لقد أوفى الشاباك والنيابة العسكرية بالوعد، وأطلقوا رسالة واضحة للقضاة العسكريين: لا نقيم أي اعتبار حتى لكم.

بقلم: عميرة هاس

هآرتس 31/1/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2342870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

44 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 44

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28