] عبرية/ حماس.. لكورونا وإسرائيل: “ما لا يقتلني يقويني” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 20 كانون الثاني (يناير) 2021

عبرية/ حماس.. لكورونا وإسرائيل: “ما لا يقتلني يقويني”

الأربعاء 20 كانون الثاني (يناير) 2021

مشكوك أن يشير إطلاق الصواريخ، فجر أمس، نحو أسدود، إلى ميل جديد في القطاع، وينبغي لإسرائيل أن تكون قلقة: فجهود التسوية تتعثر، وإسرائيل فوتت الفرصة لاستغلال أزمة كورونا في المفاوضات مع حماس.

نفذ إطلاق النار نفسه في 02:00 قبل الفجر من منطقة تحت سيطرة حماس، في بيت حانون شمالي القطاع. وشخّص رادار منظومات اعتراض الصواريخ انطلاقها، ولكنها لم تعترضها قبل أن تسقط في البحر المفتوح. حتى يوم أمس، امتنع عن أن يؤكد رسمياً الحالات التي سقطت فيها الصواريخ في البحر، وشطبت الرقابة ذلك أيضاً، بدعوى أن الأمر قد يوفر معلومات للعدو ويخدمه في المستقبل. من السابق لأوانه أن نعرف إذا كان البيان الرسمي، أمس، هو تغيير في الميل أم محاولة لصد النقد على عدم اعتراض الصواريخ.

مهما يكن من أمر، فبخلاف المرات السابقة، كان الجيش الإسرائيلي أمس حذراً في أن يقرر بأن خللاً فنياً هو الذي تسبب بإطلاق الصواريخ. وبغياب معلومات دقيقة، تبقى كل الإمكانيات مفتوحة: أن تكون حماس تسعى لإطلاق إشارة لإسرائيل في جملة مواضيع موضع خلاف (من الاقتصاد وكورونا وحتى السجناء)، أو أن تكون جهة ما ثارت أعصابها فقررت العمل وحدها (مثل غير قليل من الأحداث الأخيرة)، أو أن يكون هذا بالفعل خللاً (وإن كان تواصل كهذا من مواضع الخلل يتعارض مع كل منطق إحصائي، حتى لو أخذنا بالحسبان الصيانة الغزية العليلة).

لن تتبرع حماس نفسها بالمعلومات، وبخلاف الحالات السابقة، لم تتنكر للحدث أيضاً. فقد استوعبت المنظمة الهجوم الإسرائيلي المضاد، ويخيل أن الطرفين أعلنا -بلا كلمات- انتهاء الحدث.

ولكن الواقع على الأرض لا يدعم ذلك. صحيح أن إسرائيل وحماس غير معنيتين بالمواجهة، ولا توجد، سطحياً، أي مؤشرات على التصعيد ولا حتى على التوتر الموضعي، ولكن للواقع دينامية خاصة به. غزة متهالكة، جوعى ويائسة مثلما لم تكن قط، ومحادثات تتحرك ببطء لتسوية واسعة أو موضعية. وفي غزة يفهمو بأن الأمور لن تتقدم بسرعة قبل الانتخابات الإسرائيلية. وبيقين عال، ثمة تقدير بأنه وحتى ذلك الحين، سوف تثور أعصاب أحد ما في غزة ليتحدى الواقع الأمني في الجنوب.

كان بيد إسرائيل في الأشهر الأخيرة أوراق جيدة لتغيير هذا الواقع من الأساس، فقد وضعت كورونا إسرائيل مرتين على الأقل في جانب من كان يمكنهم أن يساعدوا غزة. في المرة الأولى مع بداية الأزمة، قبل نحو سنة، عندما خاف الغزيون من الانهيار وكانوا يائسين لتلقي مساعدة فورية، وفي المرة الثانية في المدى الزمني الذي بين تشرين الثاني الأخير وبداية كانون الثاني عندما خافوا أن يبقوا بلا تطعيمات. في الحالتين فوتت إسرائيل الفرصة لمساعدة غزة مقابل إنجازات في المفاوضات، ولا سيما المجال الإنساني (إعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن واورون شاؤول، والمواطنين ابرا منغيستو وهشام السيد المحتجزين في القطاع). كان هذا مزعجاً في المرة الأولى، وكان أكثر إزعاجاً في المرة الثانية: في غزة سيتلقون اللقاح من دول في الخليج أو من منظمات دولية، ولا تستطيع إسرائيل أن تعارض، وأضاعت فرصة ذهبية عبثاً.

والأسوأ من ذلك، فإنه من اللحظة التي فهمت فيها حماس بأن كورونا لن تدفعها إلى الانهيار، تصرفت كما يقول الكليشيه “ما لا يقتلني يقويني”. يمكن الافتراض بأن المنظمة ستشدد مواقفها، بما في ذلك على خلفية ريح الإسناد الذي ستحصل عليه القضية الفلسطينية بمجرد دخول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض. من ناحية إسرائيل، هذه أنباء سيئة؛ مثلما هو الحال دوماً، ما لا ينجح في الجنوب بالكلام، سينتهي بالصواريخ.

بقلم: يوآف ليمور

إسرائيل اليوم 19/1/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 15

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28