] صحافة العدو: حملة “صليبية” يقودها المستوطنون - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 6 كانون الثاني (يناير) 2021

صحافة العدو: حملة “صليبية” يقودها المستوطنون

الأربعاء 6 كانون الثاني (يناير) 2021

- صحيفة إسرائيلية: في حملة “صليبية” يقودها المستوطنون.. حين تبدو أرجوحة طفل فلسطيني في مناطق “ج” خطراً يهدد “الدولة اليهودية”

يعمل الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية في الضفة الغربية حسب أوامر المستوطنين. هذا عرفناه منذ زمن، لكن حادثة مولد الكهرباء تشير إلى أي درجة كان الأمر مباشراً والامتثال سريعاً من قبل قواتنا لقادتهم سنستبق الأمور ونقول بأن المستوطنين لم يكونوا ليصبحوا قادة للجيش لولا أن مرؤوسيهم أرادوا ذلك – الحكومة واأاجهزة الأمنية.

قبل بضع ساعات على قيام جندي إسرائيلي بإطلاق النار على رقبة هارون أبو عرام، الذي يستلقي الآن مشلولاً وفاقد الوعي ومربوطاً بجهاز التنفس الاصطناعي في مستشفى في الخليل، حلقت مروحية تصوير فوق قرية الركيز في جنوب شرق يطا. نعرف أن المستوطنين قاموا بتشغيلها في الساعة التاسعة صباحاً يوم الجمعة 1 كانون الثاني (قبل يوم على عيد ميلاد أبو عرام). نعرف أن من شغلوها أرسلوا تقريراً فورياً للإدارة المدنية حول شيء ما. حول ماذا؟ حول أن فلسطينيين مخالفين للقانون ووقحين يصممون على العيش في أراضيهم، وأنهم أقاموا مرحاضاً ونصبوا أرجوحة للأطفال أو مدوا أنبوب مياه، وأنهم وضعوا سقفاً من الصفيح فوق أحد المباني. هذه مخالفات خطيرة جداً، حسب قوانين الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، طالما ارتكبها فلسطينيون.

بعد أربع ساعات على تحليق مروحية التجسس فوق رؤوس السكان، ظهر في القرية حسام معدي، ضابط البنى التحتية في إدارة التنسيق والارتباط في الخليل (جزء من الإدارة المدنية الخاضعة لوحدة منسق أعمال الحكومة في المناطق في وزارة الدفاع). وقد رافقه خمسة جنود لا نعرف أسماءهم. ونذكر بأن الوقت كان ظهر الجمعة، وأصبحت أجواء يوم السبت في معسكرات الجيش ملحوظة. هل الجنود مكتئبون لأنهم لم يعودوا إلى بيوتهم؟ هل هم مسرورون لأنهم يحبون الإثارة ويعرفون مشغّل المروحية الذي سبق أن دعاهم إلى وجبة يوم السبت في الفيلا خاصته؟ وماذا عن ضابط البنى التحتية – ما الذي دفعه بهذه الدرجة إلى اقتحام بيت أشرف وفريال عمور، ثم يأمر جنوده بمصادرة المولد، الذي يمكّن فريال من استخدام الغسالة لغسل الملابس التي يجمعها أولادها من القمامة وبعد ذلك يبيعونها في سوق مدينة يطا مقابل مبلغ زهيد.

الإدارة المدنية تخاف من أن ممثلي المستوطنين سيهاجمونهم في الحكومة وفي الكنيست وفي وسائل الإعلام إذا لم يذعنوا فوراً لأوامر الجنرال حوام.

لا نعرف إذا كان من يشغل المروحية المصورة هو أحد السكان في المستوطنة أو في بؤرة استيطانية أو أن له وظيفة رسمية في جمعية “رغفيم” اليمينية. وفي حملتها الصليبية لطرد الفلسطينيين من المناطق “ج”، استخدمت طائرات مروحية للتجسس عليهم قبل سنوات من اتخاذ مكتب شؤون الاستيطان قرار تمويل شرائها لصالح المستوطنين.

من المرجح أن مروحية مجتهدة كهذه تجسست على بيت من الباطون البسيط الذي بنته عائلة هارون أبو عرام. لأن المغارة التي سكن فيها آباء العائلة وأجدادها لم تعد مناسبة للسكن. لم تسكن العائلة في ذلك البيتسوى أسبوعين، قبل أن تنقض عليه الجرافات في 25 تشرين الثاني 2020.

يئير رون، العضو في “مجموعة القرى” وصف عملية الهدم: “من قمة التلة شاهدنا كيف تقوم الجرافة بهدم البيت ومبنى الخدمات بصورة وحشية ومحسوبة، وتقوم بتحطيم صهريج المياه والألواح الشمسية، وحتى مظلة الأغنام. جيش كامل كان هناك من الجنود وحرس الحدود المسلحين والمحميين من قمة الرأس وحتى أخمص القدم، يغطون وجوههم بخوذات رجال الفضاء، وعشرات من موظفي الإدارة المدنية والسيارات العسكرية وأربع جرافات بلون أصفر. تم الهدم دون إنذار مسبق… رئيس المدمرين أيضاً لم يعط أبناء العائلة ما يكفي من الوقت لإخلاء أغراضهم، تمكنوا من إنقاذ جزء منها وبقي جزء آخر في البيت وهو الآن تحت الأنقاض، بعد أن ضربتها كفة الجرافة مرة تلو الأخرى وحطمتها بصرير مقرف يشبه تأكيد القتل. والجنرال المشرف على المروحية المصورة بالتأكيد كان يجلس في البيت ويفرك يديه مسروراً.

بقلم: عميرة هاس

هآرتس 5/1/2021

- في ضوء تهديد وجودي: متى يشعر اليهودي بالأمن وهو في معركة فرض السيادة على أراضي الآخرين؟

في الأسبوع الماضي أحرقت سيارات وشاحنات بلدية في اللد في أعقاب هدم بيت غير قانوني. وأصبحت أصوات إطلاق النار في المدينة أمراً اعتيادياً. في الجليل وفي النقب يستسلم أصحاب المصالح التجارية بل والشركات الحكومية لتهديدات ابتزازية وتعيش في ظل دفع الخاوة. في أرجاء النقب تطلق النار في نهاراً وليلاً في محاذاة البلدات أيضاً. يتعرض القضاة للتهديد، وتعاني الشرطة من نقص عضال في القوى البشرية.

الواقع الصعب معروف، ولكنه لم ينجح بعد في إثارة مراجعة معمقة واعتراف بعجز دولة اسرائيل في تحقيق سيادتها. منظمة “الحارس الجديد” التي تسعى لتوفير حماية للمزارعين، هي رد طفيف، مساهمته الأساسية مجدية لتثبيت الوعي وتجنيد الشبيبة للأعمال التطوعية. غير أن هذا العمل صغير بحجمه وعديم الصلاحيات.

أين يمكن للمواطن اليهودي أن ينام بسكينة دون أن يخاف سرقة سيارته – في بلدات جنوب جبل الخليل “غير المسوية” مثل “افيجيل” و”عسيئيل”، أم في البلدات المسوية والأكبر “بيتار” الواقعة قريباً، ولكنها موجودة في إسرائيل الخط الأخضر؟ الفرق أن هناك نظاماً أمنياً في مناطق يهودا والسامرة برعاية الجيش الإسرائيلي. المهم هو أن هناك اعترافاً أكبر بالصلة التي بين تهديد الجريمة وتهديد الإرهاب القومي المتطرف. إن تهديد قدرة الحكم في النقب والجليل تقوده عائلات جريمة ذات جنسية إسرائيلية، يمنع المنظومة السلطوية الإسرائيلية من استيعاب معنى التهديد. وبكلمات بسيطة، لا يوجد لدولة إسرائيل المؤسساتية بداية نظرية أمنية وقانونية لفهم واستيعاب الواقع المتشكل.

يحتاج الأمر إلى توسيع للفهم. هنا تهديد أكثر شمولاً في عموم معانيه لمجرد سيادة وجود دولة اليهود. ويستوجب حجم التهديد تنظيماً منظوماتياً متداخلاً مع كامل قوات الأمن، بما في ذلك وحدات الجيش الإسرائيلي. عندما خرجت من “غوش قطيف” بعد اقتلاع المستوطنين اقتبست “هآرتس” قولي: “من هنا، وبقرار سيادي لدولة إسرائيل نفذ من خلال استخدام الجيش والشرطة، منحنا دولة إسرائيل الحق والمبرر لفرض قوانينها وسيادتها على مواطنين آخرين في أماكن أخرى أيضاً”. وحيال الادعاءات المضادة لاستخدام الجيش في الصراع الداخلي للدولة ضد مواطنيها، أجبت في حينه بأن صاحب السيادة ملزم بأن يدافع عن سيادته ضد تهديدات من الداخل والخارج، ولهذا السبب يوجد له جيش وشرطة. وفي الأيام العادية، من الصواب أن تركز الدولة الديمقراطية اهتمام جيشها على الدفاع في وجه العدو الخارجي، واستخدام الشرطة تجاه مواطنيها. ولكن عندما يصل التهديد الداخلي إلى حالة طوارئ، يصبح التمييز بين التهديد الخارجي والداخلي مرفوضاً. ففي باريس وبروكسل استخدمت في العقد الماضي وحدات من الجيش في مساعدة الشرطة. “كل الشعب في الاحتياط، في إسرائيل فقط”؟ لم يعد هذا منذ زمن. معظم مسرّحي الجيش الإسرائيلي لا يندرجون على الإطلاق ضمن وحدات الاحتياط. مطلوب تشكيل قوة حماية واسعة النطاق، تقوم على أساس جنود الاحتياط، نوع من الدرك، ربما تحت قيادتة الجبهة الداخلية، أو حرس الحدود. ويمكن أن نسمي هذا “حرساً مدنياً” – ولكنه موسع، معظم ومهني.

إن المواطن المهدد جدير بأن يتلقى الحماية من دولته التي يمكنها بالتأكيد أن تقدمها له في التنظيم المناسب. وفي هذه الأثناء تعيش دولة إسرائيل في حالة نكران – فهي لا تسمح لنفسها بأن تعترف بالظاهرة كتهديد يتحول إلى تهديد وجودي. مطلوب هنا إذن معركة شاملة: بناء قوة عسكرية وشرطية بمرافقة استعداد مناسب في النيابة العامة للدولة وجهاز القضاء لاستعادة السيادة وقدرة الحكم.

بقلم: غيرشون هكوهن

إسرائيل اليوم 5/1/2021


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 16

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28