] عبرية:أمام لغز “النفي السعودي”: باغتيال زادة… ترامب يشعل العالم ونتنياهو يقدم له عود الثقاب “بكل سرور” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020

عبرية:أمام لغز “النفي السعودي”: باغتيال زادة… ترامب يشعل العالم ونتنياهو يقدم له عود الثقاب “بكل سرور”

الاثنين 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020

بقي أكثر من شهر للرئيس ترامب ليشعل خلفه العالم في طريق خروجه من البيت الأبيض، ويبدو أنه لا ينوي أن يترك أي عود ثقاب في العلبة. وسيكون رئيس الحكومة نتنياهو مسروراً إلى جانبه بمساعدته في إشعال النار.

الاغتيال الذي جرى أول أمس لـ “أبو المشروع النووي الإيراني”، محسن فخري زادة، يعكس ذعر نهاية الموسم في واشنطن، ففي هذه المرة يحصل منفذو التصفية للحظة الأخيرة على أهمية مختلفة تمامًا. مهما كان الطاقم الذي ضغط على الزناد، فإن تغريدات ترامب المحمومة في نهاية الأسبوع لا تترك مجالاً للشك بأن الإدارة الأمريكية باركت هذه الخطوة برئاسته.

الآن يمكن التخمين عن سبب نفي السعودية بشكل علني وجود لقاء ثلاثي بين ولي العهد محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بداية الأسبوع الماضي في مدينة نيوم في السعودية. ويمكن التخمين أيضاً لماذا تم تأجيل زيارة نتنياهو إلى البحرين واالإمارات فجأة، والتي كان مخططاً أن تجري الأسبوع المقبل.

النفي والصمت الرسمي لن يغيرا شيئاً. سبق وأوضحت إيران من هم المسؤولون عن الاغتيال وإلى من سيتم توجيه الانتقام… إسرائيل بالطبع. وفي الولايات المتحدة، باستثناء التغريدات غير المرمزة في “تويتر” للرئيس مشعل النار والتارك، هناك عدد من رجال الاستخبارات أكدوا لـ “نيويورك تايمز” بأن إسرائيل هي المسؤولة. كل ذلك دون معرفة درجة التنسيق بين رئيس الحكومة ووزير دفاعه بني غانتس في الأيام التي وصل فيها التوتر بينهما إلى ذروته، وحيث ادُّعي بأن غانتس لم يعرف قط عن المغامرة السعودية لنتنياهو. يصعب أن يخطر بالبال سيناريو مجنون مثل إقصاء وزير دفاع عن تدخل إسرائيلي في مواضيع ذات أهمية حاسمة، لكنه لن يكون الأمر المجنون الوحيد الذي حدث في فترة ولاية ترامب.

وفي حين أن الموضوع الإيراني في الولايات المتحدة موضع خلاف شديد بين الديمقراطيين والجمهوريين، وتدخل أمريكي في اغتيال كهذا سيعتبر تعويقاً متعمداً للرئيس المنتخب جو بايدن، إلا أنه لن يتجرأ كثيرون في إسرائيل على إدانة العملية. فعلياً، ليس هناك مسألة سياسية – أمنية تحظى بإجماع كبير جداً في إسرائيل، من قبل الجميع، مثل المسألة الإيرانية.

ليس هناك أي سياسي، باستثناء القائمة المشتركة، تجرأ على أن يقول بصوت عال بأن الاغتيالات لن تؤدي إلى شيء باستثناء التصعيد الإقليمي واستبدال موضوع الاغتيال بمن سيأتي بعده. لن يتجرأ أحد على طرح سؤال كيف كانت إسرائيل سترد لو أن إيران اغتالت، لا سمح الله، شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى في أراضيها. هذا هو انتصار نتنياهو الأكبر، وهذا إرثه للأجيال القادمة: لا أحد في إسرائيل يتجرأ على طرح بديل لسياسته تجاه إيران. وعندما لا يقوم أحد بتحدّيك، كما قال جون ستيوارت ميل، فلن تعرف إذا كنت محقاً أم لا. جرى تبني أطروحة الشيطان، الأكبر أو الأصغر، بصورة كاملة من قبل إسرائيل وإيران معاً، عندما تزدادان تسلحاً. تنضم إليهم الآن وبصورة أقوى دول الخليج المجاورة التي تتسلح بمساعدة الولايات المتحدة كجزء من دائرة تصعيد أبدية.

بقي علينا الآن أن نأمل حدوث سيناريوهين: أن يفضل الإيرانيون الانتظار إلى الأداء القريب للقسم من قبل بايدن بدلاً من تنفيذ تهديداتهم بالانتقام فوراً، كي لا يبقى لترامب المزيد من أعواد الثقاب في العلبة. وتصعيد كبير أمام إيران في ذروة أزمة صحية واقتصادية خطيرة، وفي ظل وجود رئيس حكومة غارق حتى عنقه في محاكمته ويميل إلى أن يقصي بفخر وزراء دفاعه وخارجيته، هو سيناريو جنوني متطرف جداً. ليس لرئيس حكومة كهذا أهلية أخلاقية وجماهيرية ليقرر في أمور مصيرية على مستقبل إسرائيل، والأشخاص المحيطون به والذين جاءوا بتعيينات متملقة، غير قادرين على صده.

بقلم: نوعا لنداو

هآرتس 29/11/2020


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

42 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 42

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28