] عبرية:“غفعات همتوس” والحلم الصهيوني: الحلقة الأخيرة لتطويق القدس.. نسف “أوسلو” بـ”مملكة الهيكل” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020

عبرية:“غفعات همتوس” والحلم الصهيوني: الحلقة الأخيرة لتطويق القدس.. نسف “أوسلو” بـ”مملكة الهيكل”

السبت 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020

إن نشر العطاء لبناء 1257 وحدة سكنية في حي “جفعات همتوس” الواقعة جنوب القدس، أكمل عملية كانت قد بدأت في العام 2007، عندما بدأت بلدية القدس في تنفيذ خطة لإخلاء موقع الكرفانات الذي أقيم هناك للمهاجرين الجدد في التسعينيات، وبناء حي يحوي 2610 وحدات سكنية. الحقيقة التاريخية هي أن بناء الحي سيكمل خطة عمرها 53 سنة لحكومة إسرائيل، التي هي أيضاً ليست سوى تطوير لخطة عمرها 107 سنوات للحركة الصهيونية، لضمان السيطرة على القدس وضمان أمنها من خلال السيطرة على سلسلة الجبال في مناطق تقع حول المدينة.

لقد حلم رؤساء الحركة الصهيونية في بداية القرن العشرين بهجرة ملايين اليهود إلى البلاد، لكنهم استطاعوا تبني سياسة فعلية للاستيطان. إن السيطرة الديمغرافية والجغرافية الكاملة على المدن اليهودية وفي السامرة جعلت رؤساء الصهيونية يكتفون بتعزيز مدينة القدس التي حظيت بأغلبية يهودية منذ العام 1870 وخلق كتل دفاعية حولها. في العام 1914 نشر مناحيم اوشسكين منشوراً بعنوان “من أجل تنظيم القدس”، دعا إلى إحاطة المدينة ببلدات عبرية. وفي أعقابه أنشئت الكتلة الشمالية -عطروت ونفيه يعقوب في 1919، وفي 1927 بدأت المحاولة الأولى لبناء الكتلة الجنوبية “غوش عصيون”، عند إنشاء مستوطنة “مغدال عيدر”. وهدفت هذه الكتل إلى كسر التواصل الفلسطيني من الخليل وحتى نابلس. هذه الكتل (عطروت وغوش عصيون) سقطت في حرب الاستقلال، ثم اكتفت إسرائيل في اتفاقات الهدنة التي تم التوقيع عليها عام 1949 بالسيطرة على غربي القدس، الذي تم تحديده كعاصمة لها، وكان محاطاً بالأراضي الأردنية من ثلاث جهات.

إن احتلال الضفة الغربية في العام 1967 أعاد إحياء هذه الخطة. وأطلق رئيس الحكومة ليفي أشكول، هو ورئيس البلدية تيدي كوليك، خطة بناء يهودية في شرقي القدس. في المرحلة الأولى، أي في الأعوام 1967 – 1972، تم ربط جيب جبل المشارف مع غربي القدس بتواصل جغرافي شمل ستة أحياء جديدة. وفي المرحلة الثانية أرادوا إحاطة القدس العربية بدائرة يهودية حضرية وفصلها عن رام الله وبيت لحم. من أجل ذلك، تم بناء الأحياء الشمالية “رموت ألون” و”نفيه يعقوب” و”بسغات زئيف”، ومؤخراً “رمات شلومو”، وفي الجنوب بني حي “غيلو”.

بعد أقل من عقد، أراد كل من رئيس الحكومة إسحق رابين، ووزير الدفاع شمعون بيرس، إقامة مناطق فاصلة حول القدس من جديد، وكتبا: “الحكومة تبنت سياسة أمنية معينة، أين يمكن التوطين… في منطقة القدس وفي منطقة غوش عصيون”. (رابين، “مذكرات الخدمة”)؛ و”تحصين القدس وجبالها… عن طريق إقامة مدن ضواح ومستوطنات: “معاليه أدوميم” و”عوفرا” و”غيلو” و”بيت إيل” و”جفعون” (بيرس، “الآن غداً”). وأعيد إقامة “غوش عصيون” من جديد، واتسعت بـ 35 ضعفاً على أراض ضمن ولاية قانونية، من أجل فصل الخليل عن بيت لحم والقدس بواسطة عدد من المستوطنات – من “بيتار عيليت” وحتى الخط الأخضر، مروراً بـ”افرات” التي تطل على شارع 60 الرئيسي وحتى تقوع التي تقع في صحراء يهودا. ثم تم فصل رام الله عن القدس بواسطة عدد من المستوطنات، من “بيت حورون” غرب خط تجمع المياه ومروراً بـ”جفعات زئيف” وحتى “كوخاف يعقوب” و”بسغوت” و”عوفرا” و”بيت إيل” شرق خط تجمع المياه.

موافقة الفلسطينيين على قرارات الأمم المتحدة 181 و242 و338 في عام 1988 والاعتراف بدولة إسرائيل في 1993 دفعت بيرس ورابين إلى التوقيع على اتفاقات أوسلو التي تعهد فيها، مثل الفلسطينيين، بالامتناع حتى الاتفاق الدائم عن القيام بخطوات أحادية الجانب، التي يمكن أن تغير مكانة الضفة وقطاع غزة. لقد اختار بنيامين نتنياهو، الذي تم انتخابه رئيساً للحكومة في 1996م، تجاهل التطورات السياسية وتعهدات إسرائيل.

في العام 1997، في ولاية نتنياهو الأولى، قرر بناء حي جبل أبو غنيم، الذي امتنع رابين عن إقامته. وهذا الحي أضاف لبنة أخرى في السعي لخلق فاصل حضري يهودي بين بيت لحم والقدس. وبعد 23 سنة يريد نتنياهو استكمال الخلية الأخيرة في هذا الإسفين عن طريق إغلاق الحيز المفتوح الذي يقع بين “كيبوتس رمات رحيل” وجبل أبو غنيم في الشرق، وحي “غيلو” في الغرب، بواسطة إقامة حي في “جفعات همتوس”.

هذه العملية تتساوق جيداً مع موقف إسرائيل الذي تم طرحه في كامب ديفيد وفي طابا وأنابوليس بالنسبة لتقسيم القدس، والذي شمل منطقة “جفعات همتوس” داخل حدود إسرائيل – رغم أن إيهود باراك وإيهود أولمرت واريئيل شارون امتنعوا عن إقامة هذا الحي. الفلسطينيون الذين وافقوا على أن يتم ضم جميع الأحياء اليهودية خلف الخط الأخضر لإسرائيل، عارضوا ضم جبل أبو غنيم بذريعة أن هذا الأمر يشكل خرقاً للالتزامات التي تم الاتفاق عليها، وأن هذا سيفصل بيت لحم عن شرقي القدس. إضافة إلى ذلك، صمم الفلسطينيون على نقل قرية بيت صفافا الفلسطينية التي تقع في جنوب القدس إلى سيادتهم، حسب المبدأ الديمغرافي لتقسيم الأحياء في شرقي القدس، الذي اقترحه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في كانون الأول 2000 وقبله الطرفان. أساس الانتقاد الدولي الذي يسمع الآن حول بناء “جفعات همتوس” يستند إلى الادعاء الفلسطيني، ويعتبر إقامة الحي خطوة تخرق اتفاقات أوسلو وتمس إمكانية تطبيق حل الدولتين.

ولكن أفعال حكومة نتنياهو في فضاء القدس لا تقتصر على بناء حي “جفعات همتوس”. فهي تستمر في خطط لبناء مجمع سياحي ضخم على طول طريق الخليل، وبناء حي “مبسيرت أدوميم” (إي 1) التي تقع قرب “معاليه أدوميم” والتي تقطع شرقي القدس عن الشرق، وبناء حي “هار عيتام” في “أفرات” (إي2) الذي يفصل بيت لحم عن منطقة الجنوب.

فعلياً، عند استكمال هذه الخطوات سيكون هناك ثلاثة خيارات أمام القادة في إسرائيل والقادة الفلسطينيين الذين سيكونون معنيين باستئناف المفاوضات. الخيار الأول، غير المعقول في المستقبل المنظور، هو أن إسرائيل في ظروف معينة ستتنازل عن هذه الأحياء لصالح الفلسطينيين. وتعني هذه الخطوة أن المليارات ستذهب هباء، وسيكون على عشرات آلاف الإسرائيليين نقل مكان سكنهم إلى داخل إسرائيل. الخيار الثاني، الأكثر معقولية، هو أن الفلسطينيين، ومن أجل مقابل كبير في مجالات أخرى، سيوافقون على موقف إسرائيل وسيتنازلون عن هذه الأحياء وعن بيت صفافا، وسيضطرون إلى بناء شبكة طرق باهظة الثمن ومعقدة تربط بين بيت لحم والقدس، شرق أبو غنيم. أما الخيار الثالث، الأكثر معقولية حسب رأيي، فهو أن هذه الخطوة ستضاف إلى خطوات أخرى تقوم بها إسرائيل في السنوات الأخيرة من أجل إلغاء الفصل المادي الذي ما زال قائماً بين الأحياء اليهودية والأحياء العربية، ويجبر إسرائيل على قبول البديل الفلسطيني، مدينة واحدة مع بلديتين. تجربة التاريخ تعلم بأن تنفيذ هذا الخيار سيتحول إلى بذرة لأعمال الشغب القادمة بين الطرفين بسبب الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة في نموذج كهذا لإدارة المدينة.

نتنياهو، مثل حمار المسيح وكمن هو مستعد من أجل بقائه الشخصي لدفع أي ثمن (أي أن يدفع المجتمع في إسرائيل أي ثمن)، يجسد الهذيان المسيحي القومي المتطرف لـ”غوش ايمونيم” على مر أجيالها. هذيان الذين لا يميزون الحدود بين الممكن والمسيحاني، أو بين الأخلاقي والجشع والقمع، وبين القانوني وغير القانوني. هم يدفعون إسرائيل إلى تجاوز هذه الحدود لتحقيق الوهم المسيحاني مثلما وصفه حنان بورات (في مقدمة كتاب حاجي هوبرمان بعنوان “ضد كل الاحتمالات”): “ليس تجميع الشتات أو قيام الدولة وأمنها، سوى مداميك أولى. أمامنا الكثير من الأهداف المهمة التي هي جزء لا يتجزأ من الصهيونية، وعلى رأسها إقامة “مملكة كهنة وأمم قدّيسين، وإقامة مملكة بيت داود وبناء الهيكل – كنقطة انطلاق لإصلاح عالم في مملكة الشيطان”.

بقلم: شاؤول ارئيلي

هآرتس 27/11/2020


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28