] هآرتس: لماذا يستنجد الخليج بإسرائيل لعهد ما بعد النفط؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 18 آب (أغسطس) 2020

هآرتس: لماذا يستنجد الخليج بإسرائيل لعهد ما بعد النفط؟

عودة بشارات: طبعوا كما شئتم ولكن لا تجرحونا وتنثروا الملح
الثلاثاء 18 آب (أغسطس) 2020

[bleu]- داني روبنشتاين: لماذا يستنجد الخليج بإسرائيل لعهد ما بعد النفط؟[/bleu]

قيل وكتب الكثير مؤخراً عن العلاقات السياسية – الأمنية لمبادرة اتحاد الإمارات العربية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل. إن لتلك الدولة، التي تمتد على طول 1300 كم من الشاطئ الغربي للخليج الفارسي، مصلحة كبيرة في ترسيخ العلاقات مع الولايات المتحدة، وتحصين تحالف ضد إيران، وتعزيز مكانتها الإقليمية كحامية للفلسطينيين من الجناح العسكري في حكومات إسرائيل. وإلى جانب السياق الجيوسياسي لهذه الخطوة، الذي قد يرسم قريباً مساراً مشابهاً للبحرين وعُمان وربما السعودية، يختفي سياق اقتصادي وتاريخي أوسع وأكثر أهمية: النهاية المبكرة أكثر من المتوقع لعهد النفط.

الدول الست التي تقع على الشاطئ الغربي للخليج الفارسي، والتي تنتمي منذ العام 1981 إلى “مجلس التعاون الخليجي”، مسؤولة الآن عن 30 في المئة من إنتاج النفط العالمي. النفط الذي يوفر نحو 90 في المئة من مداخيلها وينتج لمواطنيها ناتجاً قومياً من أكبر الإنتاجات القومية في العالم. إن الإنتاج المحلي الخام للمواطن الإماراتي 70 ألف دولار في السنة، وهو السابع في العالم. الناتج القومي الخام ارتفع بـ 140 ضعفاً منذ ارتفاع أسعار النفط في السبعينيات. واتسع اقتصاد السعودية في هذه الفترة بـ 50 ضعفاً. وللمقارنة، نمت ألمانيا بـ 14 ضعفاً فقط.

كمية الطاقة التي تستثمر في السنة في تبريد موقع التزلج المغلق في قلب دبي يعادل الطاقة التي يستهلكها 2 مليون مواطن في السودان في السنة.

لا يقتصر تأثير النفط على الاقتصاد فقط، فهو يحدد طبيعة دول الخليج وعلاقاتها الخارجية ونمط الحياة فيها والمجتمع والثقافة. في جميع دول الخليج إقليمية ضئيلة من المواطنين الأثرياء، وإلى جانبهم جيش من العمال الأجانب الفقراء ومعدومي الحقوق من الهند والباكستان والفلبين وإندونيسيا وغيرها. عندما تم شق الشارع المعبد الأول في اتحاد الإمارات في العام 1966 كان مسجلاً في الدولة ألف سيارة. والآن يسافر في شوارعها الحديثة جداً 3.5 مليون سيارة. عدد الطائرات الخاصة يقترب بسرعة من عدد السيارات التي كانت في العام 1966. وكمية الطاقة التي تستثمر في السنة في تبريد موقع التزلج المغلق في قلب دبي يعادل الطاقة التي يستهلكها 2 مليون مواطن في السودان في السنة.

ولكن عهد النفط، والازدهار غير المسبوق الذي جلبه إلى الخليج، يقترب من نهايته. نحو نصف كمية النفط التي تستهلك في العالم تستخدم في المواصلات – وهو قطاع يمر الآن بثورة حقيقية. جميع الشركات المنتجة للسيارات تنتقل إلى النماذج الهجينة أو الكهربائية، وحتى نهاية العقد ستتوقف تقريباً بصورة كاملة عن إنتاج سيارات تعمل بالبنزين والسولار.

في مجال الطيران الذي استهلك في 2019 نحو 8 في المئة من إنتاج النفط العالمي، ستحدث ثورة أبطأ، لكنها انطلقت أيضاً مع نماذج أولية للطائرات طويلة الأجنحة والمغطاة بألواح شمسية لشحن البطاريات وتشغيل المراوح. في قطاع الكهرباء، يخفض الهبوط في تكاليف المنشآت الشمسية بدرجة كبيرة الطلب على الغاز الطبيعي. حتى في إسرائيل، التي تباطأت في مجال الطاقة المتجددة، تم تجميد البرامج في أربع محطات للطاقة خصصت للتشغيل بالغاز – هكذا بشرونا هذا الشهر. إن محطات الطاقة الشمسية أرخص في الإنشاء والتشغيل، وخلال 10 – 20 سنة سيقل الطلب العالمي للنفط والغاز الطبيعي بعشرات النسب المئوية، وستستمر معه الأسعار في الانخفاض.

إلى جانب الخطر الفوري الذي تتعرض له دول الخليج مع نهاية عهد النفط، يبزغ تهديد آخر، أطول مدى لكنه أكثر تدميراً بعدة مرات: تغيرات المناخ. الجرف الجبلي، وسلطنة عمان، من الجنوب يفصل غرب الخليج الفارسي عن التأثير المبرد للمحيط الهندي، ويخلق هجيناً من الحرارة والبرودة العالية. إن الحرارة في غرب الخليج الآن تقترب من 50 درجة في آب. وحسب التنبؤات، يتوقع في العقود القادمة ارتفاع بـ 6 – 7 درجات بالمتوسط. المدن الكبيرة مثل أبو ظبي ودبي والدوحة والكويت وغيرها، التي بنيت باستثمارات ضخمة وترمز إلى ثراء العائلات الحاكمة فيها، ستتحول إلى مدن غير قابلة للعيش البشري في منتصف هذا القرن.

التنبؤ المناخي القاسي، إلى جانب النهاية المقتربة لعهد النفط، تلقي بدول الخليج في شرك مزدوج.

التنبؤ المناخي القاسي، إلى جانب النهاية المقتربة لعهد النفط، تلقي بدول الخليج في شرك مزدوج: فالجلوس مكتوفة الأيدي قد يؤدي بها خلال سنوات معدودة للوصول إلى المكان الذي وجد فيه أباطرة الملح أنفسهم في أوروبا بعد اختراع الثلاجة الكهربائية في نهاية القرن التاسع عشر. عندما أصبح بالإمكان حفظ اللحوم بالتبريد، هبط الطلب على الملح. بات الملح الذي قرر مصائر مدن وأقاليم فاقداً لقيمته، وتخلص أصحاب مناجم الملح من أصولهم.

هذا هو السياق الواسع للاستعداد الذي تظهره دول الخليج الآن للتعاون مع إسرائيل – بمساعدة الفلسطينيين، وربما أيضاً مع قوى أخرى في المنطقة. يعرف حكامها أن الوقت يعمل في غير صالحهم، وأن التغيير الآن ليس ترفاً، بل هو شرط للبقاء في عالم مليء بالانقلابات. اختيارهم لإسرائيل مع قوتها الاقتصادية وقدراتها التكنولوجية وكذلك التفكير الابتكاري الذي يحدث فيها – مفهوم. وستخبرنا الأيام ما إذا كان هذا التعاون سيفي بالغرض.
بقلم: داني رابينوفيتش
هآرتس 17/8/2020

- عودة بشارات: طبعوا كما شئتم ولكن لا تجرحونا وتنثروا الملح

يجب على الشخص المحترم أن يسأل نفسه عن كل أمر يفعله، حتى في أثناء تحضير وجبة العشاء، هل يخدم عمله النضال لإنهاء الاحتلال أم لا؟ إذا كانت قائمة الطعام تخدم هذه القضية فبالهناء والشفاءـ وأما إذا لم تكن كذلك فعليه البحث عن قائمة أخرى. بدون هذا الاستحواذ لا يعتبر شخصاً أخلاقياً وعادلاً، بخاصة عندما تقوم دولته بالتنكيل بشعب آخر باسمه.

الاتفاق المشين مع اتحاد الإمارات “اتفاق يلتف على الفلسطينيين” حسب تعريف المستشرق يوسي اميتاي – اتفاق يمنح الشرعية لاستمرار قمع الفلسطينيين.

إن الآباء المحترمين يسألون ابنهم من أين حصل على الغنيمة التي أحضرها إلى البيت، وبعد ذلك يفحصون إذا كان ابنهم يصاحب زعراناً؟ أما الآباء غير المحترمين فسيقفزون على هذه الغنيمة، رغم الشكوك الكثيرة حول الحصول عليها بالخداع أو التحايل على عجوز أو سرقة أشخاص لا حول لهم ولا قوة.

الاتفاق المشين مع اتحاد الإمارات “اتفاق يلتف على الفلسطينيين” حسب تعريف المستشرق يوسي اميتاي – اتفاق يمنح الشرعية لاستمرار قمع الفلسطينيين: استمروا في الاحتلال واتحاد الإمارات ستمنحكم تطبيعاً. آلهة الغناء في هذه الأثناء لا تصمت، بل سعيدة أيضاً. المحترمون لا يسألون أسئلة وقحة. الأساس هو أن الولد أو الوالد في حالتنا، أحضر الغنيمة. لا يهم إذا كان قد اضطهد شيوخاً أم سحق شعوباً. وبمجرد سماع كلمة تطبيع أغرق الأدرينالين هيئات تحرير الصحف والأستوديوهات في التلفاز والراديو والشبكات الاجتماعية. مراسلون محترمون يغدقون الثناء وينثرونه بالأطنان: “هذا السلام كله بفضله”، قال ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت”. “يستحق ثناء صادقاً ومزدوجاً”، قال محلل القناة 12 أمنون ابراموفيتش. وغرد عيران زنغر، المحلل في قناة “كان 11” بأن حاكم الإمارات قد دفع قدماً بـ “إقامة دولة فلسطينية”.

هل من المبالغ فيه أن نطلب من هؤلاء المحترمين ومن آخرين أن يفحصوا الصفقة أولاً؟

هل من المبالغ فيه أن نطلب من هؤلاء المحترمين ومن آخرين أن يفحصوا الصفقة أولاً؟ فصفقة نتنياهو الجديدة المتوهجة نظام، إضافة إلى كل المظالم المعتادة في العالم العربي، يخفي مواطنين ومقيمين أجانب، ويستغل عمال أجانب بدرجة مشينة، خاصة النساء. إضافة إلى ذلك، يرمز الضلع الثاني في الاتفاق، دونالد ترامب، إلى الجنون في العلاقات بين الدول وبني البشر. ولن نحتاج إلى مزيد من الكلمات للتحدث عن الضلع الثالث، بنيامين نتنياهو، الذي أضيفت إلى اسمه أربع كلمات متوهجة: رشوة، وتحايل، وخيانة الأمانة.

نذكر في هذا المقام بأن شهر العسل بين إسرائيل وشاه إيران قد انتهى بثورة كان عدواها الأساسيان بعد الشاه الولايات المتحدة وإسرائيل. إن دعم هاتين الدولتين للشاه ساهم في صعود قوى راديكالية متعصبة في إيران، التي هي أيضاً ضد أبناء شعبها، وكذلك ضد كل شيء تفوح منه رائحة الديمقراطية أو حقوق الإنسان. لماذا؟ لأن من كانوا يرمزون لهذه القيم بالأقوال فقط (إسرائيل والولايات المتحدة) أيدوا الشاه المتوحش حتى النهاية.

مع ذلك، يؤسفني أن أضطر في هذا المقام إلى أن أهدئ من حماسة المحترمين وأقول بأن اتفاق “السلام” هذا مثل اتفاقات السلام الأخرى، سيدخل عميقاً إلى الثلاجة في مدفن الاحتيال. المحترمون يعرفون أن لا سلام هنا، لكنهم مع تبني هذا السلام يهدئون ضمائرهم التي تميل إلى الهدوء كلما سعى زعيم عربي فاسد إلى التقرب من إسرائيل المحتلة. وبين الاستقبال الحماسي للرئيس إسحق نافون الذي ألقى خطاباً في مجلس الشعب في القاهرة باللغة العربية الفصحى، وبين المقاطعة الشاملة للجمهور المصري لإسرائيل واحتلالها، ثمة قليل من المياه تدفقت في الأنهار، وسرعان ما تبين أن هذا السلام مقدمة لحرب: بعد بضع سنوات على التوقيع على اتفاق السلام تم احتلال نصف لبنان.

بشكل عام، هل ساهمت اتفاقات السلام حتى الآن في رفاهية الفلسطينيين؟ هل يستطيع الرئيس السيسي إطلاق سراح سجين فلسطيني واحد؟ هل يستطيع الملك عبد الله تعويق هدم كوخ واحد في الغور؟ حتى أنهم غير قادرين على انتزاع بادرات حسن نية شخصية من حكومة إسرائيل.

في نهاية المطاف، ثمة كلمة لأخواننا في الإمارات: إذا أردتم تطبيع العلاقات فتفضلوا وطبعوا. ولكن لماذا تطرحون هذا الأمر وكأنه يجري من أجل القضية الفلسطينية؟ لماذا تجرحون وفي الوقت نفسه تنثرون الملح على الجرح.
بقلم: عودة بشارات
هآرتس 17/8/2020


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 25

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28