] الكيل بمكيالين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 23 شباط (فبراير) 2020

الكيل بمكيالين

الأحد 23 شباط (فبراير) 2020 par علي قباجة

الإرهاب هو العنف اللفظي، أو الفعلي الذي يُمارس بحق فرد، أو مجموعة أفراد، أو كيانات، من دون أي وجه حق؛ لذا فإن التحريض بأشكاله كافة، وممارسة السطوة والقوة في غير موضعهما، يُسمى إرهاباً. فحادثتا الكراهية اللتان قُتل فيهما 9 أفراد في ألمانيا بإطلاق نار على مقهيين، والتنمر على إمام المركز الإسلامي في العاصمة لندن، الأسبوع المنصرم، واعتداءات الكيان «الإسرائيلي» المتواصلة، تندرج جميعها ضمن هذا المصطلح. وللإرهاب منطلقات عدة، قد يكون عنصرياً برفض الغير، أو بالفهم الخاطئ للأديان، أو عبر الجشع والطمع؛ لسلب الأرض والثروات، وأسباب أخرى كثيرة؛ لذا فإن تسييس الإرهاب، ومحاولة إسقاطه على الإسلام فقط، يعد ظلماً ومحاولة لمحاصرة معتنقي هذا الدين، وهذا الفعل يندرج ضمن الإرهاب أيضاً.
فرنسا تواجه منذ سنوات موجة من الاعتداءات المتصاعدة، بمتوسط 120 حادثة طعن يومياً، ما بين عامي 2015-2017، وهذه النسب بازدياد، بينما ارتكبت في الولايات المتحدة في عام 2018، 1.2 مليون حادثة عنف، بينها 16214 جريمة قتل، وفي أمريكا اللاتينية أرقام الجريمة تتفوق بكثير على جارتها الشمالية، ولا يقتصر العنف في المناطق سالفة الذكر، فجميع دول العالم تقع فيها تجاوزات بحق الإنسان، وتندرج ضمنها اعتداءات باسم الدين، أو من خلال العنصرية التي تمارس بحق الأقليات، ومن بينها المسلمون، كما حدث في نيوزيلندا عندما هاجم متطرف مسجدين، وقتل 51 مصلياً العام المنصرم، وكل هذه الجرائم، بغض النظر عن جنسيتها ومذهبها، لا بد من وضعها في خانة الإرهاب، مع عدم الانتقائية بناء على الأهواء والأجندات.
وحسناً فعل الأزهر الشريف؛ عندما كثف جهوده مؤخراً، لمحاربة «الإسلامفوبيا» المفتعلة من أذرع يمينية متطرفة في الغرب، التي تؤجج عبر آلتها الإعلامية المدعومة أحياناً من حكوماتها، أي فعل ولو كان صغيراً، ارتكب من قبل أحد المسلمين، والتي سرعان ما ترجعه إلى التطرف الديني، وتصفه بالإرهاب؛ لكنها تقف صامتة أمام ارتفاع منسوب العنف، وممارسات الكراهية المرتكبة من غير المسلمين؛ بل إنها تعيد أسبابها إلى عدم الاتزان النفسي لمرتكبيها، وتهوّنها بأنها مجرد جرائم تحدث في أي مجتمع.
إن استغلال حوادث يتيمة تحدث في مجتمعات الغرب، وعدم التركيز على الأنكى منها، لأجل ضرب الأقليات، هو عين الإرهاب، وأصله، ومن أراد العدالة فعليه وضع كل تصرف إجرامي في خانة الإرهاب، والمبدأ الأساسي لا بد أن يكون نبذ ومحاربة كل متجاوز لحدوده، أياً كان.
الحكومات الإسلامية، والمنابر الدينية، مطالبة برفع صوتها أمام هذا الإسفاف، ورفض سياسة الكيل بمكيالين، وعدم القبول بجعل المسلم المتهم الأبرز، عبر التخاطب مع السلطات؛ لتوفير حماية لمعتنقي الإسلام وغيرهم من الأقليات، وعدم السماح بالنظر إليهم بعين الازدراء، أو التخوف.
والحملات التي يقودها الأزهر؛ للتعريف بالإسلام وسماحته، ومحاربة حملات التشويه، لا بد أن تُساند من مؤسسات أخرى مدعومة من الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ لوقف التمييز، والتشويه المتعمد الممارس ضد المسلمين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 35

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28