] أين وضع غياب سليماني “محور المقاومة”؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 21 كانون الثاني (يناير) 2020

أين وضع غياب سليماني “محور المقاومة”؟

الثلاثاء 21 كانون الثاني (يناير) 2020 par عوني صادق

كان اغتيال الجنرال قاسم سليماني ضربة قوية وجهتها الولايات المتحدة الأميركية لإيران وحلفائها في “محور المقاومة”، وكان لا بد أن تظهر آثارها عاجلا أو آجلا على طرفي المواجهة الرئيسيين في المواجهة المحتدمة في المنطقة: “إسرائيل” و “المقاومة الفلسطينية”. وإذا كانت عملية الاغتيال قد أظهرت حجم الصدمة التي أحدثتها لدى فصائل المقاومة المسلحة الفلسطينية، كما أظهرت مدى اعتماد هذه الفصائل على “الدور الإيراني” ومساعداته في الإسناد وتطوير قدراتها المطلوبة للاستمرار، أظهرت في المقابل التداعيات التي أنتجتها والآثار التي تركتها العملية على خطط وتصورات القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين وعلى احتمالات تطور
الوضع الجديد في ما تسميه القيادة العسكرية الإسرائيلية الجبهتين الشمالية والجنوبية.

في المؤسسة الأمنية الأسرائيلة يقدّرون أن اغتيال قاسم سليماني سيؤدي إلى تغييرات نحو الأفضل - من وجهة نظر إسرائيلية - بشأن قدرة إيران على التأثير وإظهار قوة في الشرق الأوسط. أكثر من هذا، يقول مسؤول أمني إسرائيلي كبير، إن التخلص من سليماني والوضع الذي نشأ في أعقاب ذلك يفتحان أمام إسرائيل نافذة فرص، يجب استغلالها لوضع حد للجهد الإيراني لإقامة وترسيخ جبهة ضد إسرائيل في سورية والعراق. ويبني الجهاز الامني الاسرائيلي تقديرهم على اساس أن آية الله خامنئي تلقى ونظامه ثلاث ضربات قاسية لحقت بصورته المعنوية وعلى صعيد الأداء:اغتيال سليماني، إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، والمحاولة الكاذبة والمرتبكة لإخفاء ذلك.(رون بن يشاي\موقع واي نت\15-1-2020)

وبحسب تقارير صحفية، فان الاستخبارات الإسرائيلية هي التي وفرت للأميركيين معلومات مكملة بشأن برنامج انتقال سليماني من دمشق إلى بغداد ليلة 3 كانون الثاني.
وجاء في مقال لـ «نيويورك تايمز»، أن بنيامين نتنياهو كان الزعيم الأجنبي الوحيد الذي تلقى خبرا من الرئيس الأمريكي بشأن نية تصفية سليماني، ما يجعل “إسرائيل” شريكا في عملية الاغتيال.

من جهة اخرى يفيد التقدير الاستخباري السنوي لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) ان احتمال اندلاع حرب يبقى متدنيا مع امكانية التصعيد اذا استمرت الأعمال الاسرائيلية في المعركة ما بين الحروب.وسيؤثر غياب سليماني بشكل مباشر على إسرائيل.

وفي السياق الفلسطيني، تشير شعبة الاستخبارات الى ميول متعاكسة: امكانية استقرار متعاظمة في غزة، مقابل امكانية هز الاستقرار في الضفة. وتقدر «امان» ان «حماس» ستواصل التمسك في السنة القادمة ايضا بالتسوية مع إسرائيل على أمل أن تؤدي الى تحسين الوضع الاقتصادي لسكان القطاع. ومع ذلك، فإنها لن توافق على ربط الاتصالات بالتسوية .اما في الضفة، فتحذر الاستخبارات مرة اخرى من امكانية انعطافة استراتيجية من شأنها ان تكون ذات «خطر كامن» على إسرائيل. هذا قد يحصل نتيجة لرحيل ابو مازن وصراعات الخلافة على قيادة السلطة، او لاحقا للانتخابات التي ستجرى في «المناطق» وانتصار محتمل لـ(حماس). (يؤاف ليمور\اسرائيل اليوم\16-1-2020)

هكذا في ما يبدوتكون عملية اغتيال سليماني قد فرضت على “اسرائيل” أعادة حساباتها بما يفيد الاعتراف بأنها تلقت ضربة بقدر ما فتحت فرصة لتشديد هجومها على “محور المقاومة” بقدرما كشفت عن عدم توفرالظروف الداخلية لتشديد هذا الهجوم كونه يتوقف على تتطور المواجهة القائمة بين الولايات المتحدة وأيران.

في الجانب الفلسطيني ،لم تظهرعملية أغتيال سليماني جديدا في العلاقة بين المنظمات الفلسطينية لكنها أكدت على الموقف الأسرائيلي من حيث تركيزه على التفاوض مع حركة (حماس) وخوفها من أنتفاضة في الضفة الغربية تسميها “انعطافة استراتيجية تهز استقرار الضفة”. في الوقت نفسه تعتبر الأجهزة الأمنية الأسرائيلية ان أحتمالات نشوب حرب جديدةعلى غزة ضعيفة ومتدنية دون ان تستبعد أمكانية تدهور الموقف،ربما دون قصد،وصولا الى حرب لا يريدها الطرفان. ذلك يعني أن على المقاومة في غزة أن تأخذ في أعتبارها ليس فقط التقديرات الأسرائيلة المعلنة بل وربما قبل ذلك النوايا الأسرائيلة المبيتة، والمعلنة بعضها،سواء بالنسة للضفة او القطاع.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 943 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

42 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 42

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28