] حروب نتنياهو و“الأمن الهش”! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

حروب نتنياهو و“الأمن الهش”!

السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 par عوني صادق

حتى إجراء الانتخابات المبكرة الأولى، التي أجريت في السابع عشر من شهر نيسان الماضي، وفي خضم الحديث عن التوتر المتصاعد على حدود قطاع غزة، واحتمال الانزلاق إلى عملية عسكرية واسعة، كانت قيادة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترد على بعض المحللين الإسرائيليين الذين كان يتحدثون عن “انهيار الردع” الإسرائيلي تجاه حركة (حماس) والمقاومة في القطاع، بالنفي وتؤكد أن “الردع” ما زال على حاله قويا ولم يطرأ عليه أي ضعف أو تراجع. وبعد ظهور نتائج الانتخابات وتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة وفشله، سارع نتنياهو بحل الكنيست قبل أن يعقد أولى جلساته معلنا عن موعد جديد لانتخابات مبكرة ثانية، ليكلف نتنياهو بعد ظهور نتائجها بتشكيل الحكومة، وليفشل للمرة الثانية ويقرر إعادة التفويض الممنوح له إلى رئيس الكيان الذي كلف هذه المرة بيني غانتس، رئيس كتلة (كاحول لافان) بتشكيل الحكومة.

في هذه الأثناء، بدأت تسمع أصوات تتحدث عن “تغيرات جيوسياسية” تحدث في المنطقة وتزيد من حدة المخاطر الأمنية التي تواجه “إسرائيل”. تزامن هذا الحديث مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية، ومع حادثة إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية، والهجوم الحوتي على مصافي البترول التابعة لشركة (أرامكو) السعودية، الهجوم الذي اعتبر إيرانيا، ودون رد أميركي على الحادثين. في هذا الوقت تزايد الحديث عن “التحديات والمخاطر الأمنية”، بل وعن احتمالات الانزلاق إلى الحرب، وكذلك عن “الأمن الهش” الإسرائيلي وضرورة إجراء تغييرات في تركيبة الجيش الإسرائيلي وتحسين قدراته الجوية والاستخبارية بشكل خاص! وكان أبرز المتحدثين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إضافة إلى عدد من المحللين العسكريين والمعلقين السياسيين.

فمع بداية الأسبوع الأخير من هذا الشهر، حذر رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، من أن “حربا وشيكة” يمكن أن تقع في المنطقة بسبب التغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط. وأوضح أن الوضع في الجبهتين الشمالية والجنوبية “هش ومتوتر” وقد يتدهور إلى حرب، على الرغم من أن “الأعداء لا يرغبون في خوض حرب”، كما قال. (وكالة القدس للأنباء- 25/10/2019). وزاد كوخافي على ذلك بأن عرض “خطة جديدة متعددة السنوات” لمواجهة التحديات، تشمل شراء معدات قتالية ذات قدرة تدميرية، وتحسين الوسائل الدفاعية!
وفي مقال للكاتب السياسي الإسرائيلي، ران أدليست، قال: “كبار جنرالات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية باتوا على قناعة متزايدة بأن الوضع الأمني الإسرائيلي على شفا الهاوية أمام ما يحصل في المنطقة، لا سيما في ظل قيادة إسرائيلية تمعن في الغرق في القضايا السياسية والحزبية الداخلية”! وأضاف: “لم يعد سرا أننا أمام سياسة أمنية كارثية، وهذا باعتراف عدد من كبار قادة المخابرات والجيش الإسرائيلي، وليس آخرهم الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو، الذي يسعى ويطالب بإجراء تغيير جوهري وأساسي في تركيبة القيادة الإسرائيلية، على أن تحظى بدعم القيادة العسكرة الصارمة”! (وكالات).
ويوم الأحد الماضي، ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية جلسة الحكومة الأسبوعي، أن “التحذيرات التي أطلقتها في الفترة الأخيرة، من تصاعد في الوضع الأمني ليست خدعة سياسية”. (جاءت أقوال نتنياهو قبل ساعات من لقاء مقرر بينه وبين بيني غانتس، المكلف بتشكيل الحكومة)، ما جعله يضيف: إن “أهمية تشكيل حكومة وحدة قومية واسعة ليست مسألة سياسية إنما هي مسألة قومية، وهي مسألة أمنية من الدرجة الأولى”! وكما يقولون، “يكاد يقول المريب خذوني”، تابع قائلا: “ما قلته، وما قاله رئيس أركان الجيش (كوخافي)، ليس خدعة إعلامية، وإنما هو انعكاس للواقع، لتحديات الحاضر وتحديات المستقبل القريب. ويتعين علينا أن نتخذ قرارات صعبة تستوجب تشكيل حكومة لديها أكتاف قوية”!

هكذا يتضح أن نتنياهو لم يسلم بفشله بعد، وأنه بدلا من أن ينسى حكاية بقائه رئيسا للحكومة، ما زال يمارس ألعابه بنشاط! فقصة تهويله ب“الحرب الوشيكة”، وتخويفه ب“الأمن الإسرائيلي الهش”، ليسا في نهاية المطاف سوى آخر ألعابه التي يحاول بها أن يبقى رئيسا للحكومة ليحمي نفسه من المحاكمة التي في انتظاره، وربما السجن أيضا، متسلحا بخطة رئيس الكيان وحكومة الوحدة على أن يكون هو أولا الرئيس!!
ويذكر أن اجتماعا كان قد عقد قبل أيام بين نتنياهو وكوخافي، بدأ بعده الأخير بالتبشير بأن “حربا وشيكة الوقوع” في المنطقة!! وفي السياق نفسه، كان نتنياهو قد حاول الشهر الماضي الدفع بقرار لشن حرب على غزة، لكن إجراءاته غير القانونية في هذا السبيل، حالت دون ذلك!! لكنه لن يتخلى عن محاولاته قبل أن يتأكد أن انتخابات ثالثة ستجري ستتيح له مواصلة محاولاته!!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 36

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28