] يديعوت أحرونوت : ما سر فتور العلاقات بين الأردن وإسرائيل؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

يديعوت أحرونوت : ما سر فتور العلاقات بين الأردن وإسرائيل؟

الأحد 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

الرسائل التي تصل من الأردن بشعة، “25 سنة مرت، والأجواء بين الدولتين عكرة”، يقول لي واحد ممن شاركوا في اتفاق السلام، ويضيف: “التعاون الأمني قوي، ولكن وبالتوازي تتعاظم الضغوط على الملك عبد الله للإعلان عن سلام أبرد بكثير”. أصدقائي من الجانب الأردني يذكرون السلام بإحباط وخيبة أمل، ذلك الذي بدأ بوعود “السلام الحار والحقيقي”، والآن ثمة لاعبة جديدة في المنطقة: اهتمام إسرائيل يتجه نحو السعودية التي لها علاقات سيئة مع الأردن. إذا نجحت عملية التقارب بين الدولتين ستدخل الرياض وتل أبيب وعمان والقاهرة في الرزمة، حين يكون هدف كل الأطراف إقامة جبهة قوية ومتراصة ضد إيران في الخليج الفارسي.

ولكن في هذه الأثناء، اختار الملك عبد الله الباقورة والغمر كعقاب، ويطالب بإعادتهما لملكية أردنية كاملة. فبعد كل شيء هذا أهون الشرور: السياح الإسرائيليون يمكنهم الوصول حتى الآن إلى العقبة والبتراء وعمان أيضاً. غير أن تفاقماً يلوح أيضاً: الإسرائيليون اليهود فقط، دون العرب الإسرائيليين، يضطرون إلى أن يدفعوا للمرافق والسائق اللذين ينقلانهم من الحدود الأردنية. ومما يصفه الإسرائيليون في الفنادق الفاخرة في العقبة، قد يفهم بأن شيئاً لم يحصل، ولكن بات من الأفضل في عمان التمويه على الهوية الإسرائيلية، وثمن الرحلة الجوية القصيرة من الأردن إلى عمان يناطح السحاب وعن قصد.

يمكن أن نتعرف إلى الوضع أيضاً من خلال الاستياء في أصوات جنرالين أردنيين متقاعدين، جاءا إلى مركز الدراسات الاستراتيجية في تل أبيب. وبغياب مظاهر احتفالية لإحياء 25 سنة للسلام، فإن زيارتهما عملياً هي الحدث الوحيد. يرافق هذان الجنرالان العلاقات مع إسرائيل منذ ما قبل التوقيع على السلام، ويحرصان حتى اليوم على الإبقاء على اتصال وثيق. في الشهر الماضي جرى لقاء ذكرى للاتفاق في فندق فاخر في الجانب الأردني من البحر الميت، وبكى الطرفان على ما تبقى منه.

ولكن ليس كل شيء ضائعاً، يمكن محاولة إعادة البدء منذ الآن في التعاون في منظومة السايبر مثلاً، ونحن قوة عظمى عالمية في هذا المجال، بينما الشباب المتعلم في الأردن تواق للعمل، وبسيط للغاية، ولا حاجة إلا إلى تعيين رجل ارتباط إسرائيلي بقصر الملك الأردني، افرايم هليفي مثلاً، أو عاموس جلعاد، للإبقاء على خط مفتوح وإجراء المشاورات مع نظيره في عمان، ونقل طلبات الملك الخاصة إلى تل أبيب.

إسرائيل تعرف مشاكل الأردن جيداً، التي أضيف إليها مؤخراً مليون ونصف لاجئ من العراق وسوريا. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أيضاً حقيقة أن إسرائيل تمنع الأردنيين عن قصد من بيع المنتوج الزراعي والبضائع في الضفة الغربية، ما يؤدي إلى غضب شديد. كان يمكن الوصول إلى تسوية ما في هذا الموضوع أيضاً، ولكن من يهمه هذا؟ الإشكالية بانت واضحة أيضاً في قضية دفع التعويضات على قتل محمد زكريا الجواودة، العامل الشاب الذي أدخل الأثاث إلى شقة الحارس الإسرائيلي في السفارة في عمان، ود. بشار حمارنة الذي حاول الفصل بينهما. السفيرة عينات شلاين التي هربت إلى القدس بعد الحادثة، أحرجت في لقاء زائد مع رئيس الوزراء نتنياهو الذي قرر دعوة الحارس بـ”البطل”. والآن يوجد سفير جديد، أمير فيسبرود، ومهمته في أروقة المملكة غير بسيطة.

في وقت سابق، منح الملك السابق الحسين مقابلة أولى وتاريخية لـ “يديعوت أحرونوت”، وروى لي بأنه ملتزم بالسلام على نحو خاص ومعني بأن يضع تحت النور العلاقات بين الدولتين التي أبقيت في الظلام. أما اليوم، حين نقرأ هذه المقابلة، فلا يتبقى إلا البكاء.

بقلم: سمدار بيري

يديعوت أحرونوت 27/10/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28