] استطلاع: الجمهور العربي في إسرائيل يمر بعملية عميقة من “الأسرلة” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 29 تموز (يوليو) 2019

استطلاع: الجمهور العربي في إسرائيل يمر بعملية عميقة من “الأسرلة”

الاثنين 29 تموز (يوليو) 2019

نسبة التصويت المنخفضة في أوساط العرب ليست ظاهرة جديدة. فقد ظهرت في الانتخابات الأخيرة على خلفية احتمالية خلق كتلة مانعة لليمين. ليس انقسام القائمة المشتركة هو العامل المسبب لنسبة التصويت المنخفضة، بل أمر آخر أكثر عمقاً. الأمر متعلق بدرجة تأثير الصوت العربي على سير حياة المواطنين العرب في الدولة.

ما الذي يقوله العرب أنفسهم حول ذلك؟ إلى أي درجة يوجد توافق بين مواقفهم ومواقف ممثليهم في الكنيست؟ إجابة مهمة على هذه الأسئلة يمكن أن نجدها في استطلاع أجراه موقع “مكالمة محلية” قبل الانتخابات الأخيرة، في أوساط مواطنين عرب ويهود. لسبب ما، رغم أن نتائج الاستطلاعات تلقي الضوء على عمليات مهمة يمر بها المجتمع العربي – مر هذا الاستطلاع من تحت الرادار.

من أجل فهم الوضع، يجب فحص الفرق بين سلوك الناخب العربي في الانتخابات المحلية وسلوكه في انتخابات الكنيست. في الانتخابات المحلية الأخيرة كانت نسبة التصويت العامة 60 في المئة، لكن الـ44 بلدة التي فيها نسبة التصويت عالية كانت بلدات عربية. نسبة التصويت فيها تجاوزت 80 في المئة، وحتى كانت هناك بلدات صوت فيها أكثر من 90 في المئة من الجمهور.

كيف يمكن شرح الفجوة الكبيرة هذه بين الانتخابات المحلية والقطرية؟ السؤال يكمن في درجة التأثير المعروفة لصوت الناخب العربي. في السلطات المحلية يوجد للصوت القبلي والطائفي تأثير كبير، وأحياناً تأثير حاسم في كل المجالات المرتبطة بإشغال الوظائف والفوز بالمناقصات وكل أنواع المميزات الأخرى التي يمكن أن يوفرها الحكم المحلي. أما في انتخابات الكنيست والسلطة المركزية، فلا يوجد أي تأثير لصوت الناخب العربي.

عندما يعلن رؤساء الأحزاب العربية مسبقاً أنهم لن يكونوا جزءاً من أي ائتلاف مستقبلي، فهم بذلك يقطعون غصن البرلمان الذي يريدون تربيته والجلوس عليه. في ظل غياب احتمال أن يؤثر صوتهم على سلوك الحكم المركزي، فإن الناخب العربي لا يجد أي سبب لمشاركته في الانتخابات. لذلك، يجب أن نضيف حقيقة أن الأحزاب الصهيونية أيضاً في المعارضة تستبعد مسبقاً مشاركة الأحزاب العربية في ائتلاف مستقبلي. هكذا يجد الناخب العربي نفسه قد خانوه مرتين من قبل الجهاز السياسي، سواء من قبل ممثليه العرب أو من قبل أحزاب المعارضة.

بهذا الشأن يكشف الاستطلاع الذي ذكر أعلاه –لا يمكن تجاهل الروح العامة التي تهب منه، مع كل الحذر الذي يجب توخيه في الاستطلاعات- فجوة كبيرة بين مواقف الجمهور العربي والمواقف المطروحة من قبل أعضاء الكنيست العرب. الاستطلاع الذي فحص مواقف الجمهور العربي في مواضيع مثل العلاقة بين اليهود والعرب والشراكة المدنية والسياسية والاعتراف المتبادل، يظهر أن نصف المواطنين العرب تقريباً، 47 في المئة، سيفحصون التصويت لحزب يهودي إذا مثل مواقفهم.

ولكن المعطى الأكثر دراماتيكية يتعلق بمسألة تقرير المصير للمواطنين العرب الإسرائيليين. يتبين أنه خلافاً للمواقف المطروحة من قبل أعضاء الكنيست العرب، تجري في أوساط الجمهور العربي عملية عميقة من الأسرلة. 46 في المئة يعتبرون أنفسهم عرباً إسرائيليين، 22 في المئة عرباً، 19 في المئة فلسطينيين إسرائيليين. وفقط 14 في المئة فلسطينيين فقط. أي أن 65 في المئة من المستطلعين يضيفون مفهوماً إسرائيلياً للتعريف عن أنفسهم.

إضافة إلى ذلك، وخلافاً لمواقف رؤساء الأحزاب العربية، يتبين أن الأغلبية الساحقة من الجمهور العربي، 87 في المئة، معنية بأن تكون مشاركة في النظام السياسي وفي السلطة التنفيذية، وتؤيد جداً انضمام الممثلين العرب للحكومة.إذا كان الأمر كذلك، وخلافاً للرأي السائد، يتبين أن الجمهور العربي يطمح إلى أن يكون شريكاً في تحديد الأجندة السياسية والاجتماعية في الدولة. العائق الذي يقف أمامه هو غياب قيادات وأحزاب تلبي طموحاته والاستعداد لخلع القفازات.

بقلم: سلمان مصالحة

هآرتس 28/7/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 25

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28