] غرينبلات: إسرائيل ضحية والضفة أرض “مختلف عليها”… والنزاع يلخصه “الأبرتهايد”! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 22 تموز (يوليو) 2019

غرينبلات: إسرائيل ضحية والضفة أرض “مختلف عليها”… والنزاع يلخصه “الأبرتهايد”!

الاثنين 22 تموز (يوليو) 2019

جيسون غرينبلات، المبعوث اليهودي لدونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ومن صائغي الصفقة الفاشلة التي طبختها الإدارة الأمريكية لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، هو مجرد محرض. في مقابلة أجراها يوم الأربعاء مع القناة العامة في التلفزة الأمريكية، قال غرينبلات إن إسرائيل غير مسؤولة عن الوضع الذي نشأ في النزاع مع الفلسطينيين، بل هي ضحية.

هذا القول المدهش يعدّ إنكاراً شاملاً للواقع ووقائع ثابتة وتوثيق دقيق وواسع لمظالم الاحتلال. غرينبلات هو ممن ينكرون الاحتلال. الاحتلال أقل خطراً من الكارثة، لذلك، إنكار الاحتلال أقل خطراً من إنكار الكارثة – حتى الآن، هو خطير جداً.

الادعاء بأن إسرائيل هي ضحية الفلسطينيين، لا يعدّ تجاهلاً للاحتلال فقط، بل لتبرير أساليبه بشكل شامل وقاطع. ولأن الاحتلال فعل مثبت ومتواصل، تنفذه إسرائيل، فإن تبريره مجرد استفزاز رخيص.

شرح غرينبلات أن أراضي الضفة ليست “محتلة”، بل “مختلف عليها”. وهو لا يشاهد السيطرة العنيفة للجيش الإسرائيلي على المناطق وسرقة الأراضي الفلسطينية وسحق حقوق الإنسان والإقصاء والاستغلال والعنصرية الممأسسة ونظام الأبرتهايد، وحقوق الفلسطينيين المندمجة في القانون، وكل باقي المظاهر الواضحة للاحتلال، هو يرى، لكنه يشعر أنه بحاجة إلى استفزاز الفلسطينيين ويسمي المناطق “مختلفاً عليها”.

استفزاز غرينبلات شديد أكثر: لقد أعلن بأن إسرائيل لم ترتكب أي أخطاء خلال سنوات النزاع. وحسب قوله، هو لا يستطيع التفكير بأي حالة محددة أخطأت فيها إسرائيل أو تجاوزت صلاحياتها. “إسرائيل تفعل كل ما في استطاعتها في ظروف متحدية”، شرح. ومع ذلك، لو أنها ارتكبت هنا أو هناك خطأ هامشياً فإنه “لا يوجد أحد كامل، صحيح؟”.

هذا هو ملخص الموقف الاستفزازي والحالي لغرينبلات: إسرائيل ضحية، لا تتحمل أي مسؤولية عن وضع المناطق، لا تحتلها ولا ترتكب أخطاء ولا تنحرف عن صلاحياتها. أي أن كل التنكيل الممأسس واليومي للجيش والمستوطنين (غرينبلات لا يحب مفهوم المستوطنات، هو يعتقد أنه مفهوم مهين، ويفضل الحديث عن أحياء ومدن) بالفلسطينيين، هو بالمطلق ليس تنكيلاً، (الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود هم الضحية). وفي الأصل هو مبرر. غرينبلات قزم ترامب في الشرق الأوسط.

عندما سئل عن موقفه بالنسبة للضم قال بأنه بسبب عدم وجود مناطق محتلة، بل نزاع يجب حله، “حل الدولتين” مفهوم بسيط جداً (مقابل اعتبار الأراضي “مختلفاً عليها، أليس كذلك؟)، لأنه “لا يمكن تلخيص نزاع معقد جداً بثلاث كلمات”. الحقيقة هي أن حل الدولتين مات قبل انتخاب ترامب. المستوطنون والاحتلال قاموا بقتله، والآن يمكن تلخيص النزاع المعقد هذا بكلمة واحدة “أبرتهايد”.

يجب الانتباه: لو كان يريد غرينبلات إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات لكان حرص على أن يصوغ كلامه بصورة أخرى في المسائل المركزية أكثر فيما يخص هويتهم الوطنية. ولكن، لأنه شخص محرض واستفزازي فإنه يريد إثارة غضبهم والضغط على الأزرار (أو على النقاط المؤلمة) ورؤية كيف يقفزون من الألم. ماذا يهمه؟ هو لا يعيش هنا. هو يهودي يتمتع بكل الحقوق على الأرض بدون أن يطلب منه دفع أي ثمن من الأثمان المرتبطة بذلك.

بقلم: روغل الفر

هآرتس 21/7/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 31

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28