] إسرائيل والخليج.. تفاؤل حذر - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 9 تموز (يوليو) 2019

إسرائيل والخليج.. تفاؤل حذر

الثلاثاء 9 تموز (يوليو) 2019

يخيل أن المؤتمر الاقتصادي في البحرين، الذي شارك فيه علناً وفد إسرائيلي، لم يكن مثيراً للانطباع منذ البداية؛ فالمقاطعة الفلسطينية وغياب كبار المسؤولين من الخليج قلل التوقعات باختراق. ورغم ذلك، فالمؤتمر ليس كل شيء. شيء ما طيب يحصل في الشرق الأوسط: منذ عقدين، لم تعد إسرائيل مرة أخرى منبوذة في العالم العربي.

وقد بدأ هذا بتنقيط رجال أعمال ذوي جنسية أخرى في بداية الألفين في دبي وأبو ظبي، تعليم دورات أكاديمية في قطر من خبراء إسرائيليين، وإقامة فرع لجامعة نيويورك في أبو ظبي من قبل البروفيسور رون روبين، وتواصل هذا بزيارة وزير الطاقة الإسرائيلي عوزي لنداو في العام 2010، ومشاركة وفود رياضية مختلفة تحت جوازات سفر إسرائيلية من تحت رادار وسائل الإعلام في دبي، وممثلية اقتصادية إسرائيلية نجت من قضية المبحوح، وإقامة لوبي تجاري إسرائيلي مبارك في السعودية. والآن، بعد شوط طويل مثير للانطباع مع طلعات ونزلات، وصلت العلاقات الرسمية بين إسرائيل ودول الخليج إلى نقطة ذروة جديدة، حين أعلن رئيس الموساد يوسي كوهن عن إقامة ممثلية دبلوماسية في عُمان. تسير إسرائيل اليوم في مسار علني لإقامة علاقات بينها وبين دول الخليج، والسؤال المركزي هو: هل ستتمكن هذه الخطوات من الحفاظ على العلاقات حتى في ظل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني؟

تشهد دول الخليج حتى الآن هزة الربيع العربي كل واحدة بطريقتها؛ فالسعودية لا تزال غارقة حتى الرقبة في نزاعات داخلية وفي قتال في اليمن، ولأول مرة تشعر بتهديدات أمنية حقيقية تبدو مؤشراتها واضحة في باقي دول الائتلاف، لا سيما على خلفية عدم التقدم حيال قطر وإيران. الشارقة ودبي تجدان نفسيهما ضائعتي الحيلة أمام أحداث محرجة (على التوالي): موت ولي العهد خالد القاسمي في حفلة مخدرات في لندن، وهرب الأميرة هيا زوجة آل مكتوم في تموز/يوليو من هذا العام وابنته لطيفة في السنة الماضية. أما السلطنة الهادئة عُمان فتجد نفسها في مركز قضية قصف ناقلتي نفط. لقد رفعت ثورات العقد الأخير إلى الوعي السلطوي في العديد من الدول الإسلامية والعربية بأن إسرائيل لم تعد العدو الصهيوني الذي يهدد بإبادة العالم العربي، بل جزيرة استقرار في الشرق الأوسط. والاعتراف بدولة إسرائيل كشريك في مصير أمنى واقتصادي هو مثابة حدث تأسيسي.

انكشف مؤخراً قسم من المبادرات المشتركة بين إسرائيل وعدد من دول الخليج، لا سيما مع الاختراق السياسي الهام: زيارة النائبين ميري ريغف وآفي غباي إلى أبو ظبي، بنيامين نتنياهو ويوسي كوهن إلى عُمان، والنائبة السابقة تسيبي لفني إلى البحرين. هذه الزيارات مجرد مقدمة للزيارات التالية، تحققها يكون في مرحلة متقدمة.

في نظر غير قليل من المسؤولين في الخليج يعد رئيس الوزراء نتنياهو كسياسي محبوباً، حتى وإن كان موضع خلاف، بينما مكانة الفلسطينيين في أفول، لا سيما بسبب الانقسام في السلطة الفلسطينية، وحقيقة أن الكثير من الأموال التي خصصت للسكان من دول الخليج تبذر على امتيازات شخصية للمسؤولين وعلى الإرهاب. على إسرائيل أن تواصل الخطوات المصممة ولكن المحسوبة باتجاه دول الخليج، لا سيما تجاه الكتلة الائتلافية برئاسة السعودية. ويبدو الوضع الحالي وعداً ولكنه حساس، لا سيما لأن العلاقات بين الطرفين تعتمد في معظمها على مصالح أمنية. وحقيقة أنه لا توجد في هذه اللحظة خطوات مشتركة مع العامل الفلسطيني هي حقيقة أليمة. توجد دول الخليج بموقف أقل راحة من هذه الناحية، ورغم الرضى والتفاؤل – يجب الحفاظ على الحذر.

بقلم: نيريت أوفير، باحثة في مركز عزري لشؤون الخليج في جامعة حيفا

إسرائيل اليوم 9/7/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28