] حاخام إسرائيلي: العرب لديهم مشاكل جينية ولا يصلحون لشيء إلا العبودية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 5 تموز (يوليو) 2019

حاخام إسرائيلي: العرب لديهم مشاكل جينية ولا يصلحون لشيء إلا العبودية

الجمعة 5 تموز (يوليو) 2019

في محاولة شرح الكاتب الفرنسي طاهر بن جالون لابنته عن العنصرية، قال إن العنصرية ليست شيئاً عادلاً أو منطقياً، ورغم انتشارها فهذا لا يجعلها طبيعية. وعلى حد قوله، الطفل لا يولد عنصرياً. ولكن، يحذر ابنته فيقول إنه إذا دفعها أحد ما لأن تؤمن بأن الناس ذوي البشرة البيضاء أعلى من الناس ذوي البشرة السوداء، وإذا ما أخذت بهذا القول بجدية، فيحتمل أن تتصرف بشكل عنصري تجاه السود في نهاية المطاف. فسألته ابنته أتعتقد أنه يمكنني أن أصبح عنصرية؟ فأجابها الأب: “يمكن أن يحصل.. فكل شيء منوط بالتعليم الذي ستتلقينه”.

وبخلاف بن جالون، ثمة في إسرائيل من يفكرون بشكل مختلف. فهاكم مثلاً أقوال المفتش العام السابق للشرطة روني الشيخ الذي ادعى في مؤتمر رابطة المحامين قبل ثلاث سنوات، أن الأبحاث تشهد على أن المهاجرين يشاركون في الجريمة أكثر من غيرهم، وعليه فمن الطبيعي أن يكونوا مشبوهين أكثر. وتناول الشيخ فئتين سكانيتين بالأساس: سليلي إثيوبيا والعرب، وشرح بأنه عندما يلتقي شرطي ما شخصاً كهذا، فإن عقله يشتبه به أكثر. “هذا طبيعي”، أوجز المفتش العام لائحة الشبهات التلقائية والجماعية.

بخلاف أقوال الشيخ، وبالذات لأن دولة إسرائيل دولة مهاجرين، ولأن اليهود عانوا من اللاسامية ومن الاضطهاد على خلفية عنصرية، كان من المتوقع بأن تكون الحساسية والتسامح المؤسساتي تجاه المهاجرين والساكنين والأجانب والأقليات أكبر، وأهم مما في أماكن أخرى في العالم. مثابة نور للأغيار، لكن هذا لم يحصل. بل العكس، المجتمع الإسرائيلي مصاب بالعنصرية والتعالي. وأحد أسباب ذلك يكمن في حملة وطنية قديمة تتبنى مبدأين: الأول يقول: “نحن شعب مختار” والثاني يقول: “نحن شعب مميز”. ونتيجة لذلك، فإن غير قليل من الإسرائيليين يعتقدون بأن لليهود عنصراً مميزاً، وعلى هذا الأساس ينمو ويتطور فكر عنصري.

هكذا مثلاً سمعنا من الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي كتب في الماضي في حسابه على “تويتر” أن زوجته ليست عنصرية على الإطلاق، ولكن من الطبيعي ألا ترغب في النوم قرب ولادة عربية قد يرغب رضيعها في قتل ابنها بعد عشرين سنة. رئيس الكلية لخريجي الجيش في “عاليه”، الحاخام اليعيزر كشتيئيل، تباهى أنه عنصري وشرح لتلاميذه بأن للعرب مشاكل جينية، وأنهم غير قادرين على إدارة دولة وأنهم يرغبون على الإطلاق في أن يكونوا عبيداً، وعليه فإن على اليهود واجب مساعدتهم.

تعكس هذه الأقوال إحساساً بتفوق عنصري خطير لخصه جوهره جورج أورويل في “مزرعة الحيوانات” بكلمة واحدة: “كل الأحياء متساوون، ولكن بعض الأحياء متساوون أكثر من الآخرين”.

قضية سولمون تاكا الذي مات بعد أن أطلق شرطي النار عليه، رفعت هذا الأسبوع إلى جدول الأعمال المهانة العميقة لسليلي إثيوبيا الذين يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، ويعتبرون كـ”مشبوهين طبيعيين” بسبب لون بشرتهم. لقد تفجر إحباط أبناء الطائفة بغضب في سلسلة مظاهرات قاسية وفي إغلاق محاور حركة السير. والعنف الذي اتخذه المتظاهرون يجب أن يندد به بشدة، لكن يجب أن نتذكر بأن هؤلاء هم فئة سكانية تتعرض منذ سنين للعنف، والعنصرية والتعالي، والحفظ الزائد للنظام وللتصنيف.

ليست هذه هي الحالة الأولى التي يترافق فيها لقاء بين شرطي وشاب من أصل إثيوبي بالعنف أو ينتهي بالموت الذي يخلف وراءه علامات استفهام كبيرة. ففي كانون الثاني الماضي، قُتل يهودا بيادجا في “بات يام” برصاص شرطي ادعى بأنه شعر بخطر على الحياة. عائلة يوسف سلمسا تدعي بأن موته يرتبط باعتقال عنيف تعرض له قبل نحو خمس سنوات. ومذكورة أيضاً الصور القاسية للجندي المتميز دماس فيكدا وهو يتعرض للضرب من أفراد الشرطة. وعلى سلسلة المظاهر العنصرية يمكن أن تضاف أيضاً قضية الاعتقال الطويل لمحمد قطوسة للاشتباه باغتصاب الطفلة ابنة السابعة من منطقة بنيامين. ويثير إلغاء لائحة الاتهام ضده الاشتباه في أن يكون قطوسة “مشبوهاً طبيعياً” فقط لأنه عربي.

وفقاً لجدول العنصرية الذي نشره مركز “حملة” (المركز العربي لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي) تبين في السنة الماضي أنه في كل 66 ثانية بالمتوسط، كتب في إسرائيل بوست عنصري وعنيف أو تحريضي ضد السكان الفلسطينيين في إسرائيل أو في المناطق. هذه بالطبع صورة واقع قاسية تجعل السواد في العيون وتستوجب كفاحاً جماهيريًا عنيداً ولا هوادة فيه. بدايته في التعليم على التسامح، والمساواة وحقوق الإنسان واستمراره في التفضيل التعديلي للمهاجرين، العرب والأقليات الأخرى في الوظائف العامة الكبرى. وحده خليط من هاتين الخطوتين كفيل بأن يقضي على وباء العنصرية ويشفي المجتمع الإسرائيلي.

بقلم: اوريت لفي – نسيئيل

معاريف 4/7/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 36

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28