] صحف العدو: فريدمان… وحكم الأقلية: ماذا وراء ضم الضفة»؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 15 حزيران (يونيو) 2019

صحف العدو: فريدمان… وحكم الأقلية: ماذا وراء ضم الضفة»؟

السبت 15 حزيران (يونيو) 2019

لو نقلت إدارة ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس ولم تُزل قضية القدس عن جدول الأعمال لقلنا حسناً. لو أزالت القدس عن جدول الأعمال ولم تُزل موضوع اللاجئين الفلسطينيين عنه لقلنا حسناً. لو أزالت اللاجئين عن جدول الأعمال ولم تعترف بضم هضبة الجولان السورية في حرب الأيام الستة لقلنا حسناً. لو اعترفت بضم الهضبة ولم تتناول على الإطلاق نوايا الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية لقلنا حسناً. غير أن ترامب نقل السفارة إلى القدس، وأزال الموضوع عن جدول الأعمال وكذا أيضاً موضوع اللاجئين، واعترف بضم هضبة الجولان، والسبت الماضي في «نيويورك تايمز» حرص سفيره الذي يمكث على يمين نتنياهو على أن يقول الجملة المذهلة التالية: «في ظروف معينة أعتقد أن لإسرائيل الحق في الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية ولكن ليس كلها».
بالنسبة لردود فعل الإدارة على ضم إسرائيلي من ضم واحد لمناطق معينة في الضفة قال «ليس لنا أي موقف، إلى أن نفهم كم، وفي أي ظروف، ما هو المنطق في الأمر، لماذا يعد هذا جيداً لإسرائيل، لماذا يعد جيداً للمنطقة، ولماذا لا يخلق مشاكل أكثر مما يحلها. كل هذه أمور نريد أن نفهمها، ولا أريد أن أفترض افتراضات».
أحاول أن أفهم ما الذي قاله السفير ديفيد فريدمان حقاً. فهو على علم بأن حكومات اليمين هي الحامية بثبات لاتفاق أوسلو، والذي كان يفترض أن ينهي دوره التاريخي قبل عشرين سنة وشهر. وهي لم تفكر في أي ظرف لإلغائه. ولما كان الاتفاق يتحدث عن ألا يقوم أي طرف بأي تغيير على الأرض مما يثبت حقائق عن الاتفاق الدائم، ولما كان ضم مناطق هو تثبيت واضح للحقائق، فهذا يعدّ خرقاً لاتفاق الولايات المتحدة، هي شاهدة عليه.
غير أن السؤال ليس في مجال القانون الدولي وفي خطاب الحقوق. أفترض أن فريدمان يؤمن بأن لإسرائيل حقاً تاريخياً على البلاد كلها، وأن هذا الحق يقف فوق كل إجماع دولي وقرارات حتى إسرائيل وافقت عليها في الماضي. كما أفترض بأنه عندما يتحدث لـ «نيويورك تايمز» يأخذ بالحسبان بأن في الإدارة بضعة أشخاص لن يقبلوا ما يقوله وسينتقدونه على ذلك. كما أنه لا بد يعتقد بأن لديه إسناداً رئاسياً كافياً كي لا يوبخه أحد فما بالك أن يحيله عن منصبه. كما أني أفترض بأن تأثيراً مثل هذه الخطوة على الجانب الفلسطيني يهمه كما تهمه قشرة الثوم. والدليل هو أنه عندما تحدث عن الاعتبارات التي ستأخذها أمريكا في ضوء ضم إسرائيلي لم يتناول إلا التأثير الإقليمي، ولكنه لم يذكر الفلسطينيين. ولكن ماذا عن المصلحة الإسرائيلية؟
لا بد أنه يفهم في الأعداد. الأعداد 6.5 مليون مقابل 6.5 مليون. عندما يتحدث عن ضم جزئي للمناطق معقول الافتراض بأنه يتحدث عن أن مناطق أ و ب التي تشكل جزراً من الحكم الذاتي الجزئي في إطار السلطة الفلسطينية لن تنتقل إلى إدارة إسرائيلية. وأن الستين في المئة المتبقية، كلها أو جزء منها يمكن لإسرائيل أن تضمها. معنى الأمر بسيط: في غضون وقت قصير ستتحكم أقلية يهودية بأغلبية فلسطينية تعيش تحت احتلال مباشر أو غير مباشر، دون إمكانية تنمية اقتصادية (إمكانية معظمها إن لم تكن كلها توجد في المنطقة ج التي ستضم إلى إسرائيل). من الصعب التصديق بأنه لا يفهم أي قنبلة موقوتة هذه لإسرائيل.
إن سفيراً أمريكياً تهمه إسرائيل مثلما هي مهمة لفريدمان لا يمكنه أن يعفي نفسه من القول ماذا ستفعل أمريكا في ضوء ضم إسرائيلي من طرف واحد. عليه أن يوضح بأن لمثل هذه الخطوة آثاراً لم تكن جزءاً من اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، ستصطدم برفض قاطع من جانب الحليف الأهم لدولة اليهود.

يوسي بيلين
إسرائيل اليوم


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

49 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 49

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28