] حرب «إسرائيل» الدينية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 21 نيسان (أبريل) 2019

حرب «إسرائيل» الدينية

الأحد 21 نيسان (أبريل) 2019 par علي قباجة

تُصر «إسرائيل» على إظهار وجهها القبيح في كل مرة؛ ولكن سرعان ما ينكشف زيف ادعاءاتها بأنها «دولة ديمقراطية» تراعي حقوق الأقليات والأديان الأخرى، فها هي تصب جام حقدها على مسيحيي غزة؛ حيث رفضت السماح لهم القيام بشعائرهم في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، وعللت ذلك لاعتبارات «أمنية»، والحقيقة مُغايرة لذلك تماماً، فهي تسعى إلى وضع عثرات أمام كل من هو غير يهودي؛ للحؤول دون الوصول إلى المدينة، كما أنها تعمل بطاقة منقطعة النظير؛ لتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولن تتوقف حتى تبتلع كل شيء، في حين أن العالم يقف متفرجاً لا ينبس ببنت شفة، وكالأخرس أمام هذا الظلم والجبروت الاحتلالي.
ومع رفض المسيحيين للخطوة «الإسرائيلية»، بمنع توجههم للقدس، والسماح فقط ل200 شخص ممن تزيد أعمارهم على ال50 عاماً بالتوجه إلى الأردن، رضخ الاحتلال لمطالبهم، وسمح لمن يحملون «التصاريح»، التوجه للمدينة المقدسة، ولكن بشروط؛ وذلك بعد توصية مما تُسمى «الجهات الأمنية»؛ لعلمهم اليقيني أن ارتدادات المنع الكلي ستسقط ما تبقى من ورقة التوت عن عورتهم، المتمثلة بانتهاكهم للإيمان الذي يعتمر القلوب، وانكشاف حربهم الدينية في الأراضي المحتلة، وليس كما يروج الاحتلال أن صراعه مع العرب سياسية بحتة.
«إسرائيل» تخوض حروباً دينية في المنطقة، وأساس تعاملها مع الجميع هو «التلمود»، كما أن انتهاكاتها وسرقتها للأراضي، ومحاولتها إقامة «الهيكل» المزعوم مكان الأقصى، كل ذلك بزعم أنها نبوءات من التوراة، وقانون «القومية» الذي أُقر مؤخراً يعزز هذه الفكرة، فهي حصرت كيانها لليهود فقط، بينما من يعيش فيها من المسلمين والمسيحيين، فإنهم يعدون من الدرجة الثانية، وحقوقهم مهدورة، ومساجدهم وكنائسهم مهددة.
وإضافة إلى قانون «القومية» فإن الاحتلال أقر قوانين تحارب المآذن؛ للحد من الأذان، كما أنه صادر مئات الدونمات من الأوقاف المسيحية في القدس والأراضي المحتلة عام 1948، بينما المستوطنون وتحت حماية الاحتلال، يعيثون خراباً ضد الرموز المقدسة، فهم ينتهكون حرمة الكنائس، كما أنهم يقتحمون المساجد ويدنسونها، وما الأقصى والإبراهيمي عنا ببعيدين.
لن يتوقف الاحتلال حتى يقتلع كل من يخالف أيديولوجيته ليس في فلسطين فقط؛ بل في المنطقة العربية كاملة، فمن لم يكن يهودياً فعليه الرحيل أو يُقتل، أو يتصهين ويكون عبداً مطيعاً للسياسات «الإسرائيلية»، وهذا ليس جزافاً وكلاماً مرسلاً؛ بل إن النظرة الدينية هي من توجههم نحو ذلك، فهم يرون أن «الأغيار» هم عبيد لليهود، وبالتالي فإنهم يتعاملون على هذا الأساس، واختيار المجتمع «الإسرائيلي» لليميني المتطرف بنيامين نتنياهو لولاية خامسة، يؤكد توجهات الاحتلال، فهذا المجتمع يطمح إلى تنفيذ أجندات التوراة التي حرفها أجدادهم؛ لتخدم أطماعهم.
توجهات الاحتلال المنحرفة، واستخدامه الدين لتبرير قمعه، لا بد من مقابلته بالرفض التام، خصوصاً من المؤسسات الدينية، (الإسلامية والمسيحية)، وعليها قول كلمة واضحة تُربك حسابات «إسرائيل»، وتفضح دعواتها المشبوهة، التي تجرف كل الحقوق باسم الله، كما لا بد للعالم من القيام بواجبه، بالضغط على الاحتلال؛ ليحترم على الأقل حقوق أصحاب الأرض بممارسة معتقداتهم الدينية بحرية، ومن دون ابتزاز في الأراضي المحتلة.

aliqabajah@gmail.com


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6666 / 2336793

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28