] «الرفات» في خدمة السياسة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 17 نيسان (أبريل) 2019

«الرفات» في خدمة السياسة

الأربعاء 17 نيسان (أبريل) 2019 par يونس السيد

في عالم السياسة، لا شيء يمنع من توظيف أي شيء حتى «الرفات» في خدمة أهداف ومصالح معينة، كما هي حال الجاسوس «الإسرائيلي» الشهير في العالم العربي، والذي كاد أن يتسلم منصب وزير الدفاع في سوريا، قبل أن يتم اكتشافه وإعدامه في دمشق عام 1965، ويتحول إلى بطل قومي في «إسرائيل».
وإذا صح ما تناقلته وسائل الإعلام «الإسرائيلية»- قبل أيام- عن أن رفات كوهين نُقلت من دمشق من خلال وفد روسي زارها مؤخراً، وهو في طريقه إلى «إسرائيل»، بحسب صحيفة «الجيروزاليم بوست»، فإن كوهين يمثل التعبير الأمثل عن الاستثمار في السياسة حياً وميتاً؛ ولكن ما الذي يدفع الروس إلى القيام بخطوات من هذا النوع؛ إذ سبق هذه الخطوة تسليم موسكو إلى «تل أبيب» رفات جندي قُتِلَ في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، ما ساهم إلى حد كبير في فوز نتنياهو بالانتخابات التشريعية الأخيرة.
وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، أجابت عن هذا السؤال، بأن الأمر يتعلق بمذكرة تفاهم (روسية - «إسرائيلية») تتعلق بالسماح ل«إسرائيل» بمواصلة هجماتها في سوريا ضمن الضوابط الروسية، وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «إسرائيل» ترددت كثيراً في التوقيع على هذه المذكرة؛ لاعتبارات تتعلق بالمسرح العملياتي.
ولكن ماذا عن دمشق التي رفضت طوال العقود الماضية إعادة رفات كوهين، رغم المناشدات والمطالبات الدولية، وهل حان الوقت لكي تسدد دمشق بعض فواتير التدخل العسكري الروسي، الذي قلب موازين القوى الداخلية لمصلحتها، أم أن موسكو تمتلك أهدافاً أخرى تتعلق بسياستها الاستراتيجية في المنطقة، ورهانها على فشل التسوية الأمريكية؛ لكي يتسنى لها القيام بدور محوري في عملية التسوية مستقبلاً. ربما، ولكن من هو كوهين حتى يأخذ كل هذا الحيز من الاهتمام والأهمية؟ يقال إن اسمه الأصلي إلياهو بن شاؤول كوهين، ولد عام 1924 في الإسكندرية لأسرة من أصول حلبية، وانضم في العشرينات من عمره، لشبكة تجسس «إسرائيلية»؛ لكنه خوفاً من اكتشافه غادر مصر نهائياً عام 1957، ثم بدأ الإعداد لزرعه في سوريا؛ حيث تم إرساله إلى الأرجنتين عام 1961؛ على أنه سوري مسلم، ويحمل اسم كامل أمين ثابت، وهناك حقق نجاحاً كبيراً كرجل أعمال، وتوطدت علاقته بالملحق العسكري بالسفارة السورية آنذاك العقيد أمين الحافظ، الذي أصبح رئيساً للجمهورية فيما بعد. ولم يطل الوقت؛ حيث عاد إلى دمشق عام 1962، وتمكن من إقامة علاقات مع الطبقة السياسية وكبار المسؤولين حتى أصبح مستشاراً لوزير الدفاع.
وتعددت الروايات حول اكتشافه، منها من قال إن المخابرات المصرية هي من كشفته، وأبلغت دمشق بذلك، ومنها من قال إن أجهزة إرسال زرعها في منطقة مكتظة بالسفارات الأجنبية أدت إلى التشويش على بعض السفارات، وقادت إلى اكتشافه؛ لكن لا أحد يستطيع التقليل من حجم المعلومات التي قدمها ل«إسرائيل»، والتي لعبت دوراً مهماً لاحقاً في احتلال الجولان عام 1967.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 84 / 2331039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 18

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28