] صحافة العدو:حكومة وحدة… سيناريو واقعي - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 6 نيسان (أبريل) 2019

صحافة العدو:حكومة وحدة… سيناريو واقعي

السبت 6 نيسان (أبريل) 2019

من المحتمل أن لا يكون حديثنا عن العاشر من نيسان حقيقة. من المحتمل أن تكون النتائج بين المعسكرين متقاربة جداً ولن نعرف النتائج النهائية إلا ليلة عيد الفصح. على أية حال، هناك احتمال عال بأن تتشكل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات.
للوهلة الأولى يبدو أن الأمر غير ممكن، لأن أزرق أبيض والليكود كذلك قد صرحا كل من جانبه بأنهما لن يجلسا معاً في حكومة واحدة. ولكن إن صدقا في وعدهما هذا فهناك احتمال كبير بأن يضطرا إلى العودة للناخبين وهذا أمر لم يحدث في السابق في إسرائيل. إن أصر الحزبان على ذلك فلن تكون أمام معارضي نتنياهو إمكانية لإقامة حكومة من دون الليكود، ومن الصعب الافتراض بأن الليكود سيتنازل عن قائده قبل صدور قرار المستشار القضائي للحكومة بعد جلسة الاستماع. وحكومة يمين ويمين متطرف برئاسة نتنياهو التي ترتكز على تلاميذ كهانا ستكون أقرب إلى المستحيل. حتى إن تنازل فايغلين عن مطلبه بتشريع المخدرات ونقل مؤسسات الدولة إلى جبل الهيكل فسيبقى من الصعب على النواة الأساسية لليكود بأن تهضمه وتهضم ضم بن غبير ورفاقه للحكومة.
من ناحية نتنياهو، ستنطوي حكومة الوحدة على صعوبة معينة. ووعد بأن يكون توجهه الأول لأحزاب اليمين، وذلك من أجل أن يمنع تسرب أصوات الليكود إليهم. الافتراض هو أنه إن عرف ناخبو اليمين العميق مسبقاً بأن الحزب الأقرب إلى قلبهم سينضم للحكومة فسيكونون مطمئنين بدرجة كافية ويستطيعون التصويت لليكود حتى يضمنوا وصول نتنياهو إلى رئاسة الوزراء. سيكون عليه أن يلعب اللعبة وأن يحاول إقامة حكومة يمين يمين متعصبة. وعندئذ، سيوضح للناس بأن المطالب التي طرحت عليه كانت هذيانية وغير ممكنة بشكل صارخ وذلك حتى يبرر توجهه لـ أزرق أبيض حتى ينضم للحكومة بعد أن يتنازل هذا الأخير عن مقاطعته لحكومة الوحدة. في ظل هذا الوضع سيكون بإمكانه أن يجلب معه للحكومة قسماً من أحزاب اليمين التي ستتنازل عن أغلبية مطالبها. هو سيحتاج هذه الأحزاب حتى تكون ورقة احتياطية لديه في حال نشوب أزمة مع أزرق أبيض في قادم الأيام.

رغم نفي الليكود و«أزرق أبيض» لإمكانية قبولها

من ناحية غانتس، ليست هناك أية صلة بين الكتلة المانعة التي ستتبلور من ناحيته في أحسن الأحوال إثر الانتخابات وبين الائتلاف الذي سيتشكل. ليس هناك في الأفق حكومة «أزرق أبيض»، و«عمل»، و«ميرتس»، والقوائم العربية. السيناريو الأنجح من ناحية معارض نتنياهو، ستكون الكتلة المانعة فقط ممراً للوصول إلى حكومة وحدة وطنية والتي لن يكون بإمكانهم أن يجروا إليها أي حزب سوى حزب أزرق أبيض. غانتس سيتوجه لليكود ويعرض عليه الانضمام إلى حكومة برئاسته وسيطرح شرطاً أساسياً: نتنياهو لن يكون عضواً في الحكومة وسيدعى إليها فقط إن لم تقدم ضده لائحة اتهام إثر جلسة الاستماع أو إن امتثل للقضاء وخرج بريئاً.
حتى وإن ظهرت شخصيات قيادية في الليكود تعتبر هذا الشرط خياراً معقولاً ولم يرغبوا في ربط مصيرهم بمصير قائدهم، لن تكون أمامهم إمكانية لقبوله. ستكون هناك محادثات وستظهر إشاعات، وفي آخرها سيبقى غانتس من دون شريك وسيكون عليه أن يقرر إن كان سيقود الكنيست لانتخابات إضافية أو أنه سيطرح شرطاً جديداً، لأنه خلافاً ليئير لبيد وبوغي يعلون، غانتس لم ينفِ بشكل مطلق مشاركة نتنياهو في الحكومة القادمة، وإنما قال إن هذا الأمر ليس مطروحاً على جدول الأعمال، وسيحاول التوصل إلى تسوية يكون فيها نتنياهو وزيراً بارزاً حتى قرار المستشار القضائي للحكومة، وإن تقرر تقديم لائحة اتهام ضده بعد أشهر طويلة على ما يبدو فسيستقيل بناء على قرار محكمة العدل العليا. هذا الوضع قد يتسبب في توتر داخل أزرق أبيض، ولكن احتمالية إدارة الدولة قد تسهل القبول بهذا الحل التسووي.
هل يمكن أن تقدم حكومة الوحدة الوطنية على القرارات السياسية الضرورية؟ هل سيكون بإمكانها بلورة موقف مشترك من خطة ترامب؟ هل ستكون هذه الحكومة قوية لدرجة كافية حتى تقرر تقسيم البلاد الذي سيكون المغزى الأساسي لكل مشروع سلام؟ هذه هي القضايات الأساسية التي تنتظرنا بعد أن نسمع في الأسبوع القادم دوي صوت الانتصار لهذا الطرف أو ذاك.

يوسي بيلين
إسرائيل اليوم 5/4/2019

- لأن احتلالنا لـ «يهودا والسامرة» معتدل… سأصوت لـ «ميرتس»
للأسف الشديد، فرغم أني لم أعد أؤمن ـ وآمل أن يخيب ظني ـ بإمكانية حل الدولتين الذي هو المركز الأساسي لحملة ميرتس الأيديولوجية، ما زلت أنوي التصويت لميرتس، حتى في الانتخابات القادمة، وليس ذلك فقط لأن المبادئ الأيديولوجية الأخرى للحزب مقبولة إليّ، بل لأن ميرتس هو الركيزة البرلمانية والجماهيرية الأكثر أهمية لمنظمتين، «بتسيلم» و«نحطم الصمت».
وسأكون شاكراً لأشخاص عقلانيين وأخلاقيين في اليمين وفي أوساط المستوطنين إذا حاولوا الإصغاء والانضمام للتبريرات التالية. شعوب أوروبية كثيرة متنورة ومثقفة سيطرت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين على شعوب أخرى. بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبولندا وبلجيكا واسبانيا عدد من الشعوب التي سيطرت على شعوب أخرى بوسائل كولونيالية ووحشية بهذا القدر أو ذاك. بشكل متعمد لم أعدّ ألمانيا من بينها؛ لأن احتلالهم في القرن العشرين لم يكن كولونيالياً بل قاتلاً.
عندما نزور أوروبا ونتأثر من كنوز السحر في المتاحف والمكتبات، وفي قاعات الفرق الموسيقية وهياكل العلم، ندرك أن جزءاً من ذروة الثقافة الأوروبية ازدهر في فترة ظلامية من ناحية سياسية وأخلاقية، خاصة في الفترة بين الحربين العالميتين. هذا هو سبب امتناعي عن اتخاذ أحكام متساوية بين ازدهار ثقافي وتكنولوجي وبين استقرار أخلاقي واجتماعي. الهولنديون المهذبون أنفسهم والفرنسيون الأنقياء والبريطانيون المتعالون مارسوا احتلالاً قاسياً على شعوب أخرى، التي يعتبر الاحتلال الإسرائيلي الحالي في يهودا والسامرة مقارنة معها احتلالاً معتدلاً بالتأكيد.
ولكن ما زال هناك فرق جوهري بين الاحتلال الإسرائيلي واحتلالات الدول العظمى الاستعمارية. البريطانيون والفرنسيون والإيطاليون والهولنديون انفصلوا نهائياً عن الشعوب التي سيطروا عليها بوحشية، في حين أننا، نحن والفلسطينيين، حسب كل التوقعات، سنواصل العيش إلى الأبد في نفس الوضع، بيت إلى جانب بيت وعائلة إلى جانب عائلة، وبحميمية ستزداد وتتعزز. حتى لو قامت دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها شرقي القدس فإنها ستكون متعرجة بآلاف الامتدادات داخل دولة إسرائيل. لأنه يجب علينا التذكر أن الفلسطينيين ليسوا أقلية جغرافية في أرض إسرائيل، لذلك فإن الانفصال عنهم (أو حسب الصيغة المثيرة ـ الطرد) لن يكون في أي يوم جزئياً. وكذلك في دولة إسرائيل هناك حوالي 2 مليون مواطن فلسطيني إسرائيلي الذين هم مرتبطون مع سكان الضفة الغربية بعلاقات عائلية واجتماعية.
بناء على ذلك، يجب علينا إدارة سيطرتنا على الضفة من خلال اعتبارات بعيدة الرؤية. هذا وطن مشترك بكل ما يحمله مفهوم «الوطن» من معنى. والفلسطينيون يجب عليهم أن يستوعبوا هذا الفهم. ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه، ونحن أيضاً ليس لدينا أي مكان نذهب إليه. الطفل الفلسطيني الذي يراهم وهم يضربون بوحشية وبدون حاجة والده سيحمل هذه الذاكرة أيضاً عندما سيضطر إلى إعطائنا العلاج في الصيدلية أو علاجنا في غرفة الطوارئ.
عندما قالت اوشرات كوتلر بألم «حيوانات بشرية» تحفظت من هذا التعبير الجارف. الحقيقة، يوجد بين الجنود أشخاص كهؤلاء الذين يتصرفون مثل الحيوانات البشرية. ولكن ما زال هناك آلاف الجنود والضباط الذين يواجهون صبح مساء حالات معقدة يتحدونها عسكرياً، بل وأخلاقياً بالأساس. وهؤلاء يجب عليهم إيجاد حلول مناسبة. تمثيل كبير لميرتس في الكنيست وتأييد لمنظمات تهتم بأن لا يقوم الاحتلال بدهورتنا جميعاً إلى هاوية مظلمة يمكنها أن تعيق مستقبلنا، تضمن لنا جميعاً، يميناً ويساراً، وحتى إذا تدحرجنا نحو دولة واحدة، أن تكون هذه الدولة صالحة للإقامة فيها على الأقل نفس التعايش المعقول الذي يعيش فيه الآن الفلسطينيون واليهود في دولة إسرائيل التي تقع في حدود الخط الأخضر.

أ.ب يهوشع
هآرتس 5/4/2019

- الانتخابات الإسرائيلية: الحملة تستعر… وكل شيء مقابل الصوت!
بقيت أربعة أيام فقط ليوم الانتخابات للكنيست الحادي والعشرين، ورؤساء الأحزاب يخرجون في معركة أخيرة للانقضاض على أصوات الناخبين. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خرج لإنهاء جملة من المقابلات الصحافية المدونة والإذاعية، ومن بينها أجرى مقابلة إذاعية في برنامج راني راهف وشارون غال في القناة 13 التي ستبث هذا المساء. نتنياهو يصرح في كل المقابلات أنه لن يدخل بني غانتس رئيس «أزرق أبيض» إلى حكومته وكذلك يئير لبيد الشخصية رقم 2 في الحزب الخصم. «سأقيم حكومة يمين قوية إن انتخبت مع أحزاب اليمين من دون غانتس ولبيد». قال. هو واصل خط حملة الليكود الأخيرة حيث حذر ناخبيه من أنهم إن أبدوا اللامبالاة ولم يأتوا للتصويت بجموعهم فقد يخسر الليكود في هذه الانتخابات.
نتنياهو امتنع في المقابلات من التعبير عن موقفه بسبب القانون الفرنسي الذي يحظر إخضاع رئيس الوزراء للقضاء خلال فترة ولايته، وادعى: «لا أنشغل بذلك بالمرة، ولست بحاجة للقانون الفرنسي لأن كل شيء سيتحطم في جلسة الاستماع». وفي خضم ذلك سيصل هذا الصباح مئات نشطاء الليكود في قافلة سيارات قبالة منزل نتنياهو في شارع بلفور في القدس في مظاهرة داعمة له. في يوم الأحد ستنظم في جبل الزيتون في القدس تظاهرة تأييد لرئيس الوزراء ينظمها نشطاء اليمين بمشاركته. رؤساء اليمين الجديد واتحاد أحزاب اليمين صرحوا بأنهم لن يشاركوا في هذه التظاهرة لأنها تهدف إلى «شرب مقاعد من أحزاب الكتلة».
في موازاة ذلك، مراقب الدولة يوسف شابيرا أعطى المستشار القضائي للحكومة افيحاي مندلبليت وثائق تتعلق بتقارير نتنياهو المالية منذ عام 2009 وتشير إلى وجود تقارير كاذبة.
إضافة إلى ذلك، قناة الأخبار الأمريكية «هبينجتون بوست» أفادت بأنه عندما امتلك نتنياهو أسهماً في شركة «سدرفت» اتهمت شركة أخرى يمتلكها ابن خاله نتان ميليكوبسكي من قبل وزارة التجارة الأمريكية ببيع أجهزة شحن لليبيا بقيادة معمر القذافي في السنوات 2007 ـ 2008.
كبار قادة أزرق أبيض، غانتس ولبيد وغابي اشكنازي، أجروا سلسلة من المقابلات الصحافية وكرروا الرسالة التي يبثونها في الأسبوع الأخير، وهي أن تفوقاً بأربعة إلى خمسة مقاعد على الليكود سيضمن لهم الانتصار وتشكيل الحكومة القادمة.
لبيد قال بالأمس: «ليس من المهم حصول العمل على ثلاثة مقاعد أكثر أو أقل، ولكن الأهم هو أن حصول أزرق أبيض على ثلاثة مقاعد أكثر سيضمن الانتصار. ليس من المهم أن كان عران حرموني (المرتبة 11 في قائمة العمل) سيدخل الكنيست أم لا، ولكن الأهم أن يكون أزرق أبيض هو الحزب الأكبر.
غانتس وقادة الحزب جاؤوا بالأمس إلى الخيمة الاحتجاجية التي أقامها سكان الجنوب في سدروت روتشيلد في تل أبيب. بعدها سارع غانتس للتوجه إلى اجتماع انتخابي في المسرح الكامري وسيواصل نشاطه المكثف حتى فتح صناديق الاقتراع. في الأسبوع القادم يخطط أزرق أبيض إلى تنظيم حفل كبير لإنهاء الحملة الانتخابية.
أوساط حزب العمل أمس واصلت مهاجمة أزرق أبيض على محاولته امتصاص مقاعد على حسابها. رئيس الحزب آفي غباي عاد ودعا لبيد للتنازل عن اتفاق التناوب على رئاسة الوزراء، وادعى أن هذا الأمر سيزيد عدد مقاعد الكتلة. لبيد وغانتس من ناحيتهما صرحا بأن اتفاق التناوب باق.
في المقابل، حزب العمل يزيد من نشاطه لإنهاء الحملة الانتخابية. غباي وأعضاء قائمته سيخرجون اليوم إلى مسيرة سدروت روتشيلد، وبعد ذلك سيشاركان في حفل شبان حزب العمل المركزي في المدينة. رئيس ميرتس أيضاً تمار زندبرغ وأعضاء كنيست ومرشحون من قائمة ميرتس سيتوجهون هم أيضاً إلى سدروت روتشيلد ويقومون بمسيرة مشابهة.
رئيس «كلنا»، موشيه كحلون، يخطط لتنظيم لقاء للمراسلين الصحافيين في حدائق المعارض. وفي نهايته سيلقي الوزير خطاباً أمام مئات النشطاء الذين سيأتون إلى حفل الذروة لحملة الحزب.
رئيس حزب زيهوت، موشيه فايغلين، واصل حراثة البلاد بالأمس وتجول مع نشطاء في سوق محنيه يهودا في القدس والتقى مؤيدين ومواطنين في العاصمة.
في حركة شاس يواصلون الحملة هم أيضاً والتي يسمونها «هناك أب في السماء ـ أما في صناديق الاقتراع فهناك ماران فقط». هذا بينما طار رئيس القائمة آريه درعي في سماء البلاد في مروحية مع صورة الراب عوفاديا يوسيف الكبيرة. بالأمس نظم نشطاء شاس مظاهرة في تل أبيب احتجاجاً على ما أسموه المس باحترام الحاخام عوفاديا يوسيف في برنامج «بلاد رائعة».

أريك بندر وموشيه كوهن
معاريف 5/4/2019

- هل يحتاج بوتين إلى تقديم بادرة حسن نية لإسرائيل؟

عندما ذهب زخاريا باومل ويهودا كاتس وتسفي فيلدمان، جنود الاحتياط الشباب من كتيبة شارون، إلى معركة السلطان يعقوب في لبنان في حزيران 1982، العقيد أ. كان ابن ست سنوات. قبل لحظة من العطلة الكبيرة التي يأتي بعدها ذهابه إلى الصف الأول. هذا الأسبوع استكمل أ. الذي هو الآن ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية الفصل الأخير في العملية التي قادها، «النغمة الحزينة»، التي فيها تم إحضار جثة الرقيب أول باومل إلى البلاد بطريق متعرجة. أمس شارك في الجنازة في المقبرة العسكرية.
المحادثة مع أ. التي جرت مساء أول أمس كانت ممتعة لكنها مخيبة للآمال، ما زال يسري عليه الكثير من القيود ولا يمكنه التوسع في الحديث حول الطرق الاستخبارية التي استخدمت للعثور على المفقودين الثلاثة. بسبب توجيهات رقابية استثنائية حظر عليه في اليوم الأول إعطاء تفصيلات عن مشاركة «دولة ثالثة» في القضية. التوجيهات أضيئت بضوء مضحك بدرجة ما، وفي اليوم التالي عندما اكتشف أن السر ليس سراً: رئيس الحكومة نتنياهو سافر للالتقاء مع الرئيس الروسي بوتين وشكره على تدخل روسيا في إعادة الجثة.
أ. قال للصحيفة إن تركيز العملية وصل إلى يديه في السنوات الأخيرة لكن نشاطه كان استمراراً لجهود كل أذرع الاستخبارات الإسرائيلية في الـ 37 سنة الماضية. «في السنوات الأخيرة وجدت فرصة استثنائية جداً، قمنا باستغلالها ومكنتنا أخيراً من العثور على جثة زخاريا»، قال. حسب أقوال أ. «الهزة الإقليمية»، هو يرمز إلى الحرب الأهلية السورية، «تخلق عدداً لا نهائياً من الفرص. الأشخاص في الميدان لهم مصالح وجودية واقتصادية. وعندما تعمل في نشاط عسكري فإن المنطقة ترد عليك وهكذا تتكون لديك معلومات جديدة.
بذلنا الكثير من الجهود في كل الوحدات. وفي النهاية نجحنا في تركيز الجهود في المنطقة التي فيها الجثة. بدمج بين الإبداعية والجرأة الفكرية وصلنا أخيراً إلى حل اللغز. المنطقة التي تم دفن الجثة فيها كانت معروفة لنا، وإن كانت هناك فرضية أخرى مشروعة قالت إن المفقودين دفنوا قرب ساحة المعركة».
بعد اتفاقات أوسلو نقل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات نصف بطاقة الجندي باومل لإسرائيل، التي نقلت إلى عائلته. ولكن في جهاز الأمن لم يعتقدوا أن الفلسطينيين يقولون كل ما لديهم بشأن هذه القضية. أ. قال إنه «خلال السنين كانت هناك عمليات تحايل لعرفات وفلسطينيين آخرين، حول مكان الجثث.
بواسطة معلومات استخبارية وتحليلات نجحنا في متابعة نشاطهم الاحتيالي. هو يقدر أن «قلائل جداً في النظام السوري يعرفون مكان الدفن الدقيق. وجزء من الأشخاص لم يعودوا موجودين»، على ضوء أحداث الحرب الأهلية.
«سأحاول الحديث بدون شعارات»، أضاف أ. «من ناحيتنا هذه تعتبر مهمة قومية وأخلاقية. دائماً فكرت بعائلات الجنود، لكن لم يكن لي اتصال مباشر معها. لأنني حاولت عدم التعمق في ذلك. لم أرغب كثيراً في مواجهة حياتهم اليومية وفضلت أن أكون متركزاً في المهمة». أ. يدرك ماذا ستفعل البشرى التي جاءت أول أمس لحياة العائلات. «كيف يمكن إيجاد الاطمئنان عندما يصعب عليك تصديق أنهم ليسوا على قيد الحياة.
وأنت حقاً لا تعرف ماذا حدث لمصيرهم. قلنا لأنفسنا، العائلات ستعرف بعد يومين وهذا سيغير روتين حياتهم. عندما شخصنا الزي العسكري وحذاء زخاريا ذرفنا الدموع، هذا شعور لا يمكن وصفه».
التشخيص الذي يتحدث عنه أ. تم في الأراضي السورية. الزي العسكري والحذاء أعيدا أمس في طائرة رئيس الحكومة الذي عاد من موسكو. من أجل العثور على الجثة التي دفنت في موقع غير مرتب، سبقها عدد من المحاولات التي قام بها الروس في السنتين الأخيرتين والتي انتهت بالفشل. على الأراضي السورية كان مقاتلون روس، وإسرائيل وفرت غطاء استخبارياً للعملية عن بعد. بوتين قال أمس في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو إن السوريين ساعدوا في العملية. في إسرائيل لا يقومون بتأكيد هذا الادعاء. هذا يمكن أن يكون محاولة روسية متأخرة لإخفاء الآثار.

إعادة الجثة

بني غانتس، رئيس حزب أزرق أبيض، اتهم أمس نتنياهو باستخدام الجيش الإسرائيلي سياسياً في قضية إعادة الجثة. في الخلفية سمعت ادعاءات بأن الأصداء التي سيثيرها في سوريا نشر أنباء إعادة جثة باومل ستصعب العثور على جثث المفقودين الآخرين. في محيط رئيس الحكومة نفوا هذه الاتهامات. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي العميد رونين منلس، قال «أرفض ادعاء أن موعد إعادة الجثة مرتبط بالانتخابات»، وأضاف بأن التوقيت كان صدفياً.
مع ذلك، يبدو أنهم في الحكومة أملوا في خلق ضجة كبيرة حول الحادثة. وأكدت عدد من المصادر للصحيفة أنه في الأيام الأخيرة تم بحث خطة لعقد احتفال رسمي في مطار بن غوريون عند عودة نتنياهو من روسيا بمشاركة مئات الأشخاص. ولكن عائلة باومل عارضت ذلك وألغيت الخطة. «ربما بعد فترة قصيرة ستهبط هذه الفكرة مثلما صعدت»، قال مصدر مطلع على الاتصالات.
جثة باومل تم تشخيصها من بين عدة جثث وأجزاء جثث نقلت إلى إسرائيل الأسبوع الماضي. جنازته أجريت أمس بمشاركة رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس الأركان. «نحن نعرف أن ليس هذا هو نهاية جهود البحث»، قال أ. «ما زلت أعتقد أنه يمكن أن نعثر أيضاً على يهودا وتسفي».

بين سوريا وغزة

ما تنجح إسرائيل في فعله في سوريا تجد صعوبة في فعله تحت أنفها، في قطاع غزة. أكثر من خمس سنوات احتجزت حماس جلعاد شليط، إلى أن وافق نتنياهو على إطلاق سراح 1027 سجيناً فلسطينياً مقابل إعادة الجندي المخطوف. وفي حالة المواطنين الإسرائيليين وجثتي الجنديين سيأتي الحل كما يبدو من خلال صفقة أوسع ستجبر إسرائيل في إطارها على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
هذا يبقي نتنياهو في وضع لا خيار له فيه، حل مسألة الأسرى والمفقودين في غزة سينتظر حتى تشكيل الحكومة الجديدة، إذا تم تشكيلها. في هذه الأثناء زادت آمال الحكومة في أن تجتاز بسلام فترة الانتخابات، بدون اشتعال حقيقي في القطاع. الجهد الكبير الذي استثمرته مصر والأمم المتحدة وقطر أدى إلى كبح المظاهرات على الجدار نهاية الأسبوع الماضي. هذا الأسبوع أيضاً توقفت المظاهرات الليلية التي تم فيها إلقاء العبوات الناسفة من خلايا تابعة لحماس والقنابل في محيط الجدار.
المقابل الذي تلقته حماس لا بأس به، فتح محدد للمعابر وتوسيع منطقة الصيد بـ 15 ميلاً عن الشاطئ، وهو رقم قياسي في العشرين سنة الأخيرة. مع ذلك، من الواضح للجميع أن النقاش الحقيقي سيبدأ بعد الانتخابات، وحماس تتوقع خطوات اقتصادية بعيدة المدى لإعادة إعمار البنى التحتية في غزة وتسهيلات في الحصار مقابل هدوء طويل المدى. نهاية أسبوع متوتر آخر ما زال أمامنا كما يدل على ذلك الانتشار الكبير للقبة الحديدية.

استخبارات: الحرب في سوريا ساهمت في نجاح إعادة الجثة… ولم تنجح في غزة!

في مقابلة مع راديو «كان» قال نتنياهو إن «كل الخيارات على الطاولة» في غزة، لكنه قال أيضاً إنه لا فائدة من احتلال القطاع لأنه «لن يكون هناك من نسلمه المفاتيح». يبدو أن قيادة حماس تفهم جيداً الردع المبرر لنتنياهو من عملية برية كبيرة في القطاع. وتركيز القوات الإسرائيلية في الجنوب الذي لم يكن مقروناً باستعدادات عملياتية جدية بما فيه الكفاية لعملية برية، فهم في غزة كتهديد فقط. لذلك، حماس تقوم بشد الحبل هذه المرة على أمل أن تحصل من إسرائيل على تسهيلات أخرى. مع ذلك، الظروف الأساسية في غزة سيئة جداً إلى درجة أنه بدون تسوية واسعة بعد الانتخابات سيتجدد الانزلاق نحو مواجهة شاملة.
حدث في نهاية الحملة الانتخابية لليكود احتفل به أمس في موسكو. ليس من الغريب عدم تبني نتنياهو اقتراح رجال هيئة حملته في عقد اجتماع كبير في ميدان رابين قبل الانتخابات، وهذا ليس بسبب العبء التاريخي المرتبط بالمكان، وبيس بسبب الخوف من أن الميدان في تل أبيب لن يمتلئ بنشطاء، ولكن بدلاً من ذلك ثمة مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي في موسكو؟ ومثلما في الأسابيع السابقة، فإن نتنياهو هو الذي يحدد قواعد اللعبة في الحملة الانتخابية، يستطيع الخروج في الأيام الأخيرة إلى عدد من المقابلات بعد حرص في السنوات الأربع الأخيرة على عدم إجراء المقابلات مع أي قناة اتصال لا يسيطر عليها بشكل كامل.
الدعوة من بوتين تكمل… في أقل من أسبوعين. زيارة لدى ترامب الذي أعطته كهدية اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان (التأثير تم تعميمه قليلاً عندما أجبرته حماس على تقصير الزيارة في أعقاب التصعيد)، استضافة الصديق الجديد رئيس البرازيل بولسونرو في إسرائيل، وأمس قمة في موسكو، بعد لحظة من إعادة جثة باومل. روسيا تذهب مع المنتصر الذي يظهر في الانتخابات في إسرائيل وهي مستعدة لمساعدته في حدود مصالحها. وهي لا تطرد إيران وحزب الله من هضبة الجولان السورية وتواصل الاستعداد لنقل صواريخ اس300 المتطورة إلى سيطرة سورية كاملة. ولكن إذا كانت إسرائيل تريد القليل من المساعدة في مسائل إنسانية فلم لا. يمكن الاعتماد على بوتين الذي سيهتم في وقت ما أيضاً بالحصول على مقابل مناسب ثمناً لسخائه.
الرسالة التي يريد الليكود بثها من خلال هذه اللقاءات واضحة. فالمستشفيات تئن تحت الاكتظاظ والمواصلات العامة عرجاء والأمن الشخصي في غلاف غزة مهزوز. ولكن عندما تتوجه إسرائيل إلى الساحة الدولية فليس لنتنياهو وتجربته وعلاقاته أي منافسين آخرين. فقط بيبي يستطيع. أقوال مشابهة، بالمناسبة، هل سمعت في نهاية الولاية الثانية لسلفيه اريئيل شارون واهود أولمرت. الأخير استند إلى موجات التأييد لزعماء أجانب التي رافقته طوال طريقه إلى المحكمة والسجن.
سجل نتنياهو في الساحة السياسية ـ الأمنية ليس الكارثة المطلقة التي يصفها خصومه. رئيس الحكومة استطاع أن يفهم الأخطار الكامنة في الربيع العربي. وقد وطد العلاقات مع الدول السنية، من مصر وحتى الخليج، ونجح (بشكل عام) في عدم المخاطرة في الحرب الأهلية السورية وعلى الأغلب كان حذراً في عدم الانجرار إلى حروب زائدة في غزة. أيضاً في عملية الجرف الصامد لم يستجب نتنياهو لضغوط الحكومة التي دعت إلى احتلال القطاع.
الاتفاق النووي مع طهران الذي عارضه نتنياهو، تبلور من قبل إدارة اوباما بدرجة كبيرة كرد على تهديد إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. في حين أن انسحاب ترامب من الاتفاق في السنة الماضية بحث من صديقه في القدس، لم يثمر في هذه الأثناء الكارثة التي حذرونا منها. العقوبات الأمريكية الجديدة أثرت أيضاً على شركات أوروبية وزادت الضغط الاقتصادي على النظام، لكن في هذه الأثناء لم تعمل على تقويض الاتفاق نفسه، كما أراد نتنياهو. الادعاء المقنع تجاهه في مجال السياسة يمس العجز المطلق في الساحة الفلسطينية. الاحتمالات للتوصل إلى تسوية نهائية ضئيلة (حسب رأي منافسه بني غانتس)، لكن تجميد العملية السلمية إلى جانب البناء الواسع في المستوطنات، تغلق الدائرة تدريجياً على حلم الدولتين الذي تبناه نتنياهو للحظة بضغط من أوباما قبل عشر سنوات.
ولكن الادعاء الرئيسي لإنهاء ولاية نتنياهو الطويلة يمس بسلوكه في الساحة الداخلية وليس الخارجية. يكفي بالقضايا الجنائية التي أثيرت فيها نحوه شكوك صعبة، وبالهجمات المتناسقة لليكود على الموظفين العامين وعلى المس المنهجي بسلطة القانون من أجل التوصل إلى استنتاج أن لنتنياهو دوراً رئيسياً في إفساد المجتمع الإسرائيلي في العقد الأخير.
في الأشهر الأخيرة عملت الاستطلاعات دورة كاملة من الأمل الضئيل إلى الانتصار من قبل منافسيه بعد الاتحاد بين لبيد ـ غانتس. عودة إلى التفوق الواضح لكتلة اليمين. إذا لم تخطئ الاستطلاعات مرة أخرى فإنها ستعبر كما يبدو عن مواقف كثير من الإسرائيليين حول زعيمهم: في الشرق الأوسط مطلوب شخص ماكر. خطورة المخالفات الجنائية التي اتهم بها توازي الأمن الذي يصبه في مؤيديه أمام الأخطار الخارجية. في هذا الامتحان، غانتس، الرسمي والعقلاني، لا يصل إلى المنسوب الاحتيالي الأساسي.
ما كشف مؤخراً حول قضية الأسهم التي حصل عليها من ابن عمه، نتان ميلوفسكي، يمكنه تعميق التعقد. على هامش الساحة ما زالت تنتظرنا قضية الغواصات والسفن التي أجرى حولها المستشار القانوني والشرطة تحقيقات محدودة. فساد السفن والخيوط التي ربما مدت منها نحو صفقات الغاز لم يتم التحقيق فيها بشكل كبير. حسب الإشارات التي ينقلها نتنياهو في مقابلاته الأخيرة فإن الجهد التشريعي لوقف ساعة التحقيق ضده يتوقع أن يتجدد بعد الانتخابات. النتائج متعلقة بالعمود الفقري للمستشار القانوني للحكومة، وبسلوك شركاء نتنياهو في الائتلاف وبقدرة صمود قضاة المحكمة العليا.

عاموس هرئيل
هآرتس 5/4/2019

- 


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28