] صحافة المحتل: غزة لا تشكل تهديداً وجودياً - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 30 آذار (مارس) 2019

صحافة المحتل: غزة لا تشكل تهديداً وجودياً

السبت 30 آذار (مارس) 2019

غزة لا تشكل تهديداً وجودياً… والفارق في الموقف من السلطة الفلسطينية الانتخابات الإسرائيلية: صناديق الاقتراع في القطاع والفرز في الضفة!

رغم الهدوء النسبي في الليلة بين الأربعاء والخميس، يتوقع الجيش الإسرائيلي نهاية أسبوع عاصف. فقد نزلت إلى الغلاف يوم الأربعاء مساء، واخترقت الهدوء انفجارات بين الحين والآخر. فقد دفع الحماسيون بالخلايا حيال سديروت وبلدات الجدار مثل كرم أبو سالم، وناحل عوز، وعين هشلوشا. على مسافة نحو 400 كيلو متر من الجدار الحدودي فجروا قنابل صوت من إنتاج ذاتي. وكان الضجيج عظيماً إذ استهدف إخافة المواطنين في البلدات، وقد نجح هذا الابتكار. ليس سهلاً إنامة طفل خائف حين ينفجر «بوم» كل بضع دقائق. الأمن على ما يرام، أما إحساس الأمن فليس على ما يرام.
لقد خططت عائلات عديدة قضاء نهاية الأسبوع في أماكن أكثر هدوءاً.
دخل لواء غولاني واللواء 7 هذا الأسبوع إلى مناطق الاستعداد للغلاف، إضافة إلى لواء المظليين النظاميين. واستهدف الانتشار الردع، وليس الشروع في خطوة برية بالمبادرة. إذا فهمت الأمر على نحو صحيح، فقد عرض الجيش الإسرائيلي على القيادة السياسية سلسلة من الخيارات، من الاحتواء وحتى الاحتلال. فإذا أمرت القيادة السياسية في إبادة حماس فإن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيف يبيد حماس؛ وإذا أمرت باحتلال كل القطاع أو جزء من القطاع، فإن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيف يفعل ذلك.
نتنياهو يفضل الاحتواء على أمل أن يفرض الضغط المصري اللجام على حماس. والاختبار سيكون السبت، في الأحداث التي تخطط فيها حماس بمناسبة سنة على مظاهرات الجدار و 43 سنة على يوم الأرض. أحداث ستكون. عشرة آلاف، عشرون ألفاً أو أربعون ألفاً على الجدار ـ القرار بيد يحيى السنوار. البالونات، والعبوات على الجدار، والتفجيرات في الليل هي قتال في المجال الغامق. أما قذائف الهاون، والمقذوفات الصاروخية والصواريخ فهي ما يسمونه في الجيش الإسرائيلي رسائل محددة. ويتعلق حجم الرد الإسرائيلي بالنتيجة. فلو أن الصاروخ الذي دمر البيت في موشاف مشميرت قتل أبناء العائلة، لما كان يمكن للكابينت أن يكتفي بقصف مكاتب فارغة.
عن الصاروخين الأولين، اللذين أطلقا من رفح إلى غوش دان، قيل إنهما أطلقا بالخطأ وفق رواية حماس. في إسرائيل تقرر قبولها. وادعت حماس بأن الصاروخ الذي انفجر في مشميرت هو الآخر بالخطأ. في إسرائيل رفضوا التصديق: فخطأ واحد يمكن قبوله كيفما اتفق. والمثير للشفقة وحده يصدق خطأ متكرراً.
«أنا أفهمهم على نحو ممتاز وأنا لا أفهم شيئاً»، قال مصدر عسكري عن قيادة حماس في غزة. الشطر الأول من الجملة يتناول الطريقة التي تستخدم فيها حماس قواتها، من جنود ومدنيين، كيف توجه اليأس نحو الجدار. أما الشطر الآخر فيتناول سلم أولوياتها. لماذا تجدها اليوم تستثمر كل ما لديها ولكن ليس في تحسين حياة السكان بل في حفر الأنفاق، ولا سيما الأنفاق الوقائية؟ لماذا ترى في عدد القتلى ـ 290 منذ بدء أعمال الإخلال بالنظام ـ إنجازاً وليس مصيبة؟ ما الذي تعطيه الأحداث على الجدار باستثناء هتاف يائس يدعو إلى الانتباه؟
يخيل إلي أن السؤال الحاسم في هذه اللحظة، في الأزمة حول غزة، كيف نفهم حماس بل كيف تفهمنا حماس. السنوار رجل مركزي في اتخاذ القرارات، أما إسماعيل هنية فهو الشخصية التمثيلية. هو رجل الاتصال بمصر. محمد ضيف هو القائد العسكري. هو الكفاحي بين الثلاثة، الرجل الذي يدفع نحو مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
حماس لا تقرر وحدها. الجهاد الإسلامي يتلقى قراراته من طهران عبر دمشق. وقرار السنوار وقف النار لا يلزم بالضرورة الجهاد والمنظمات المارقة. كل منظمة مسلحة بالصواريخ وجاهزة لإطلاقها. هذا الأسبوع، في إطار تبادل النار، أطلق من غزة 60 صاروخاً. ثلثها أطلقتها حماس، وثلثها الجهاد، وثلثها منظمات مارقة.
يتابع الغزيون بعناية حملة الانتخابات في إسرائيل. فالانتخابات في كل العالم الديمقراطي اجتازت في السنوات الأخيرة عملية تدويل. والنموذج الأبرز، الأكثر إخافة، كان التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وفي الاستفتاء الشعبي في بريطانيا. فقد حطم الروس قواعد اللعب في استخدامهم الجارف للسايبر. واستقبال نتنياهو هذا الأسبوع في البيت الأبيض وفي ذروته الاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، هو نموذج من نوع آخر. لقد كانت الانتخابات في إسرائيل هدفاً لتدخل أجنبي في الماضي منذ الانتخابات الأولى للكنيست. أما الانتخابات في 1996 فهي نموذج كلاسيكي. إذ تجند الرئيس كلينتون بكل قوته من أجل بيرس. جمع ممثلي الدول العربية في شرم الشيخ لدعم بيرس، وجاء إلى إسرائيل بنفسه. وبالمقابل، عملت إيران كي ترفع مستوى الإرهاب عشية الانتخابات وإفشال مسيرة أوسلو. وكما يذكر، انتصرت إيران.
تعيدنا الانتخابات الحالية إلى ساحة اللاعبين في ذلك الحين. لا أتحدث عن التسلل الإيراني إلى جوال غانتس: فهذه حركات ذبابة، بل أتحدث عن تصعيد التوتر على الأرض. ثمة من يقدر بأن إيران تريد أن تنتقم من نتنياهو على أعماله ضدها؛ ثمة من يقدر العكس بأن إيران تريد إعادة انتخاب نتنياهو كي تمنع استئناف المسيرة السياسية. الواضح هو أن إيران هي لاعبة في الانتخابات، تماماً مثل حماس. في حالة حماس، فإن صندوق الاقتراع سيفتح يوم السبت، أمام الجدار في غزة. السنوار يعرف بأن الانتخابات تزيد حريته في العمل. فما يفعله بها منوط به. ما الذي يفعله بني غانتس هذا الأسبوع في غزة لو كان رئيس وزراء؟ كان سيبحث عن سبيل لتوجيه ضربة سريعة لحماس، وبعدها استئناف المحاولات لإعمار غزة، بمعونة المصريين، وربما أيضاً بمعونة السلطة الفلسطينية. فليبحث عن فوارق بين غانتس ونتنياهو سيجدها أساساً في نقطة واحدة ـ الموقف من السلطة الفلسطينية.
من ناحية إسرائيل، فإن المواجهة في غزة هي مثابة حرب خيار. فغزة لا تشكل تهديداً وجودياً. والفجوة بين الطرفين شاسعة. يمكن للغزيين أن يسقطوا صاروخاً على سديروت أو تل أبيب، ولكن يمكن لإسرائيل بالتأكيد بقرار لحظة أن تدمر غزة، وتحولها، مثلما قال واحد مما تحدثت معهم في الغلاف من مقديشو إلى هاييتي. وتفوق الغزيين علينا هو في أن ليس لهم ما يخسروه.
تحدث قائد فرقة غزة العميد اليعيزر طوليدانو، هذا الأسبوع، مع الجنود الذين نزلوا إلى الغلاف، وقال لهم: «لقد قاتل آباؤنا ضد فرق مصرية. أما نحن فنقاتل ضد مخلين بالنظام على الجدار. كل جيل ومهامه».

ناحوم برنياع
يديعوت 29/3/2019


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8247 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

39 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 40

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28