هاجمت صحيفة “هآرتس”، اليوم الخميس، وزير المالية الإسرائيلي سموترتيش برسم كاريكاتيري لاذع يتهمه بالنازية، من خلال التلاعب بالشبه اللغوي بين كلمات بالإنكليزية. وفيه يظهر الوزير داخل كشك يبيع الحساء (الشوربات) لليهود فقط، بينما هو يقول ( بالإنكليزية) لزوجين عربيين يطلبانها: “نو سوب فور يو”، وفي الخلفية عُلّقت لافتة كُتب عليها: “سوبار نازي”.
وكان سموتريتش قد أمر، في مطلع الأسبوع، بتجميد ميزانيات مخصصّة منذ ولاية الحكومة السابقة للحكم المحلي العربي، تطبيقاً لرؤيته العنصرية السافرة، التي تارة يحاول تبريرها بالزعم أن عصابات الإجرام ستسيطر على هذه الأموال، وتارةً يدّعي أن الحكومة السابقة أقرّت هذه الميزانيات لاعتبارات سياسية غير شرعية مقابل دعمها من قبل “القائمة العربية الموحدة” برئاسة النائب منصور عباس.
وبعد الكشف عن القرار العنصري تحفّظَ عددٌ من الوزراء والنواب الإسرائيليين، وهاجمتْه المعارضة الإسرائيلية، واضطر نتنياهو أيضاً للقول علانية إنه يؤيد تحويل الميزانيات، وإن المواطنين العرب متساوون، لكنه دعا الوزراء للتثبّت من عدم استغلال الميزانيات لدعم “الإرهاب”، ولتفعيل منظومة الرقابة على هذه الأموال. وهذه كانت محاولة لتخليص سموتريتش من تورطه بعنصرية سافرة، ومنحه سلماً للتراجع لم يتم حتى الآن.
كما دعا 1700 مثقف في إسرائيل، في عريضة، سموتريتش لتحرير ميزانيات معدّة لدعم مؤسسات ثقافية داخل البلدات العربية. ويبدو أن هذه الأوساط الإسرائيلية المتحفظة قد أحرجها هذا التمييز الرسمي العنصري ضد فلسطينيي الداخل، الذين تعرّضوا، ويتعرّضون، للكثير من التمييز في عدة مجالات بطرق مقنّعة، وهناك من يخشى أن هذه الممارسات العنصرية الصريحة قد تنعكس سلباً على صورة إسرائيل في العالم، وتفضحها، وهي عارية.