] عبري/ إسرائيل في نظرتها لحماس: نحن أمام “فتح” ما قبل أوسلو - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 14 أيار (مايو) 2023

عبري/ إسرائيل في نظرتها لحماس: نحن أمام “فتح” ما قبل أوسلو

عبري/ هآرتس: ما الأسباب التي شجعت إسرائيل على شن حربها الأخيرة على غزة “دون مصادقة الكابينت”؟
الأحد 14 أيار (مايو) 2023

- عبري/ إسرائيل في نظرتها لحماس: نحن أمام “فتح” ما قبل أوسلو

على فرض أن صافرات الإنذار في مستوطنات “كيسوفيم” و”عين هبشور” و”مغين”، صباح أمس كانت من مخلفات إطلاق الصواريخ وليس مقدمة لتكرار إطلاقها من جديد، يمكن أن نجري إجمالاً أولياً لـ “درع ورمح”، الاسم الذي أعطي للجولة الحالية.
حالات وقف النار مستمرة من الطرفين، تنفذ إجمالاً في رقصة متبادلة، خطوتان إلى الأمام وواحدة إلى الخلف. الوسطاء المصريون دعوا لوقف النار يوم الأربعاء في الخامسة بعد الظهر. لم تتعهد إسرائيل، لكنها قلصت نشاطات سلاح الجو. أمل “الجهاد” بصورة نصر؛ لمزيد من الدقة، صورة ثأر. في الثامنة والنصف مساء، أطلقوا رشقة من عشرة صواريخ. جاء الرد الإسرائيلي في نفس الليلة، بغارات من الجو وتصفية مسؤول كبير في المنظمة كان مشاركاً في إطلاق الصواريخ نحو “غوش دان”. تبادل إلغاء النار لم يلغ المفاوضات، بل أجلها لبضع ساعات. أمس، صفي مسؤول كبير خامس.
الاتصالات معقدة. والجهاديون في غزة ليسوا أحراراً في القرار، إذ يشارك فيه مسؤولو “الجهاد” في الخارج، وحماس غزة، وحماس الخارج، وإيران. لكل شريك مصالح ومطالب خاصة به. للمصريين أيضاً، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الوساطة، مصالح. هل ستتعهد إسرائيل في إطار وقف النار بأن توقف الإحباطات المركزة التي استؤنفت بمناسبة الحملة؟ مشكوك جداً، وبالتأكيد ليس علناً. وسؤال آخر: هل ستعيد جثمان خضر عدنان، المضرب عن الطعام الذي أشعل موته النار، وإذا كان “نعم” فإلى أين ستعيده.
كل شيء مفتوح حتى كتابة هذه السطور
في هذه الأثناء، يجدر بنا أن نهنئ أنفسنا بما لم يحصل هذه المرة: لم يقتل مواطنون في إسرائيل، ولم يقتل جنود أيضاً. لم تتضرر إلا بضعة بيوت. مر يوم من القلق على الجنوب، وهذا ليس شيئاً لا يأبه له. للقلق ثمن نفسي، ومادي أيضاً، لكن التجربة تفيد بأن السكان يعرفون كيف يتغلبوا.
إصابة غير المشاركين في غزة، بينهم أطفال، مؤسفة لكنها متوقعة. لقد كانت ضيقة مقارنة بالجولات في الماضي. حسب مصدر سياسي، أجل نتنياهو وغالانت مرتين تنفيذ الإحباط المركز لثلاثة من كبار “الجهاد” بسبب الخوف من المس بعدد كبير من الأطفال. كانا في البئر في “الكرياه” يوم السبت مع رئيس الأركان، سمعا التقديرات وتعرفا على احتمال الإصابة لعدد كبير من غير المشاركين، وقررا التأجيل؛ كانا في البئر مرة أخرى يوم الأحد. كانت الدراما كبيرة: قبل دقيقة من إعطاء الإذن، أمر رئيس الأركان بالتوقف. عدم اليقين بالنسبة للنتائج، بما في ذلك عدم اليقين حول إصابة الأطفال، دفعه يأمر بالتأجيل. الاثنين، أذن الثلاثة بالتنفيذ رغم معرفتهم بإصابة أطفال أيضاً، لكن بعدد أقل بكثير.
هل الإصابة لغير المشاركين أمر محظور في حملات عسكرية، أم أنه اعتبار واحد من بين اعتبارات كثيرة؟ المعضلة ترافق أصحاب القرار في إسرائيل منذ سنين. وهي حادة على نحو خاص حين يدور الحديث عن قصف من الجو لشقق في بيوت سكنية. ليس في هذا الموضوع قرار كامل الأوصاف. المعضلة تبدأ في القيادة السياسية وتنزل حتى الطيار في الجو ومشغل المسيرات في القاعدة. أحد مسؤولي سلاح الجو في الاحتياط وصف المعضلة بتعابير الزمن. “عندي ثماني ثوان بين الأمر بإطلاق القذيفة والضغط على الزر. هذا يتطلب ثقة كاملة بالمعلومات التي تأتينا من تحت. أحياناً ألغيت”.
بالمناسبة، 100 من رجال الاحتياط شاركوا في غارات سلاح الجو، الكثيرون منهم من موقّعي العريضة ضد الانقلاب النظامي. هذا يدل على تعلق الجيش الإسرائيلي برجال احتياطه وبولاء رجال الاحتياط لأغراض المملكة. اقترح عليهم الوزير كرعي الذهاب إلى الجحيم. أما هم فاختاروا الذهاب إلى غزة.
هل موت الأطفال جعل “درع ورمح” جريمة حرب؟ لا أعتقد. ثمانية قاصرين قتلوا في أثناء الحملة: أربعة منهم في الإحباط المركز لكبار مسؤولي “الجهاد”، واحد في غارات سلاح الجو؛ وثلاثة، طفلان وطفلة، بصاروخ لـ”الجهاد” سقط في أراضي القطاع، بالإجمال قتل 14 غير مشارك، بمن فيهم الأطفال. مقارنة بالماضي، وبالتأكيد مقارنة بجيوش أخرى ومواجهات أخرى، يعدّ هذا ثمناً متدنياً. لشدة الأسف، لا حملات عسكرية نظيفة.
نسير إلى الأمام في قائمة الأحداث التي كان من شأنها أن تقع ولم تقع: الحرص على ضرب “الجهاد الإسلامي”، هذا التنظيم وليس غيره، منع اتساع القتال إلى منظمات أخرى ومناطق أخرى وزمن آخر. عملياً، كانت هنا عودة شبه دقيقة إلى خطوط التوجيه لحملة “بزوغ الفجر” التي جرت في آب 2022، في أثناء ولاية حكومة بينيت – لبيد. تسعة أشهر فقط انقضت منذئذ. المنظمة، هكذا ادعوا في حينه، تلقت ضربة قاضية. ضربة “نعم”، لكنها ليس قاضية. منظمة إرهاب تنازع الحياة لا تطلق أكثر من 500 صاروخ في غضون 30 ساعة.
هذا يعني شيئاً ما عن قدرة “الجهاد” في العودة لإعادة تأهيل نفسها بعد الجولة الحالية. لديها احتياطات، لديها قوة بشرية، لديها دعم واسع من إيران، ولديها نشطاء في الضفة جاهزون للخروج إلى عمليات إرهاب يومية. يدرك الجيش الإسرائيلي قيود الخطوة، ويدرك نتنياهو وغالانت: المدائح السخية التي منحاها للحملة استهدفت أغراضاً سياسية.
شئنا أم أبينا، في هذه الجولة ثبتت حماس مكانتها كرقم صعب بين إسرائيل وغزة. هنا مفارقة تاريخية؛ حماس تجد نفسها، وإسرائيل تجدها، في المكانة التي كانت لمنظمة “فتح” قبل اتفاق أوسلو، وأساساً بعده. في حينه، اختصت حماس بالعمليات، وأحياناً مع معارضة “فتح”، وأحياناً بموافقتها، وأحياناً برعايتها. “فتح” كانت عنصر الاعتدال، المسؤول. مصلحة الساحة المدنية أصبحت جزءاً من اعتباراتها. حماس تعيش حالياً في واقع منقسم: في الضفة تدفع إلى العمليات؛ وفي غزة تدفع إلى تعزيز الاقتصاد وتطبيع الحياة. إسرائيل ترى في حماس داخل غزة عدواً، وكذا شريكاً وسنداً. مرتان، في “بزوغ الفجر” وفي “درع ورمح”، اختارت حماس الوقوف جانباً بينما صفت إسرائيل كبار “الجهاد”. أدرك الجيش الإسرائيلي واستوعب: التقدير الذي لا لبس فيه، أنه إذا لم تطل الحملة وتتعقد، ستبقى حماس في الخارج. وحتى أمس، هذا ما كان.
قريباً سيبدأ في الضفة صراع على السيطرة على السلطة أو ما سيبقى منها بعد انتهاء عهد أبو مازن. لن تتمتع إسرائيل من الانقسام الجغرافي إلى الأبد. فللعلاقات مع حماس آثار.
ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 12/5/2023

- عبري/ هآرتس: ما الأسباب التي شجعت إسرائيل على شن حربها الأخيرة على غزة “دون مصادقة الكابينت”؟

المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، التي صادقت على شن العملية دون عقد الكابينت، تأثرت بالمعلومات التي عرضت أمامها بأن الأمر لا يتعلم بتهديد الوصول إلى حرب واسعة، ولهذا ليس هنالك ضرورة للحصول على مصادقة الكابينت كله. استند انطباعها إلى المعلومات الاستخباراتية وعلى تقدير أن حماس لن تنضم إلى جولة القتال، من هنا سيكون طول العملية وحجمها موجهين لمواجهة مع “الجهاد” فقط.

ثمة افتراض آخر، وهو أنه إذا انضمت حماس، وتطورت العملية إلى أيام قتال طويلة ومواجهة متعددة الساحات، سيكون بالإمكان حينئذ عقد الكابينت والحصول على مصادقته على حرب واسعة. وأوضح الجيش الإسرائيلي كالعادة بأنه مستعد لكل السيناريوهات، ولكن عدداً لا بأس به من الأشخاص كانوا متوترين جداً بعد تصفية كبار قادة الجهاد الإسلامي، خوفاً من تبدّد تقديراتهم وبالتحديد هذه المرة، إزاء المرتين السابقين اللتين اشتبكت فيهما إسرائيل مع “الجهاد”، وحماس بالتحديد ستقرر الانضمام. نظراً لأن لإسرائيل في الواقع قدرات استخباراتية مثيرة للانطباع عندما يدور الحديث عن تحديد أهداف للمهاجمة، ولكن عمليات اتخاذ القرارات في هذه التنظيمات ومنظومة الضغوطات الداخلية معروفة لديهم بدرجة أقل، وخاضعة بشكل عام للتقدير ولتحليلات المحللين.

مسألة انضمام حماس أو امتناعها إلى القتال هو أمر حاسم، بالأساس بسبب قوتها العسكرية وقدرتها على توجيه ضربات أعمق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من ضربات “الجهاد”. حسب التحليلات السائدة في إسرائيل، فقد وافقت التنظيمات الفلسطينية على العمل معاً وبصورة متناسقة في إطار الاستراتيجية المسماة “وحدة الساحات”. وهكذا أيضاً سمي رد “الجهاد” على عملية “بزوغ الفجر” في آب الماضي، والتي تسمى بالعربية عملية وحدة الساحات.

بيد أن هذا المفهوم لم يحظَ بالتطبيق لا حينذاك ولا الآن. ظلت حماس في موقع المتفرج. في كلتا المرتين رأت حماس في المواجهة مع إسرائيل نوعاً من تصفية الحساب بينها وبين “الجهاد”، وهو أمر لا يلزمها. ولكن يبدو أن سبب غيابها الأساسي عن الساحة يكمن في خوفها من فقدان المكاسب الاقتصادية والسياسية التي راكمتها في السنوات الأخيرة والتي تشمل تصاريح العمل التي منحتها إسرائيل لآلاف العمال من غزة، وأعمال الترميم التي تنفذها مصر في غزة وانتقال الأموال من قطر إلى القطاع؛ حوالي 30 مليون شيكل شهرياً، التي تعتبر حماس هي المستفيد الرئيسي منها.

ولا يقل أهمية عن هذا، الخوف من فقدان السيطرة على حصرية القرار على العمليات العسكرية والانجرار إلى إملاءات “الجهاد” التي خلافاً لحماس، غير قلق من فقدان مكاسب عامة أو من تخريب علاقاته مع دول عربية – حيث إن التزامه الأساسي لإيران التي تمول معظم نشاطاته.

خلاف في الآراء

اعتادت إسرائيل على أن تضم حماس و”الجهاد الإسلامي” كرزمة واحدة يتم تشغيلها مباشرة من قبل إيران. هذه ربما سياسة إعلام مريحة ولكنها ليست دقيقة. من يرى حماس كتنظيم موضوع في جيب إيران فعليه أن يشرح لماذا لم يذعن لطلبها للعمل معاً مع “الجهاد” ضد إسرائيل. إذا كان لـ”الجهاد” دلائل على الأرض بشأن التورط الفعلي والمباشر لإيران، فقد تزايد داخل حماس في السنة الأخيرة اختلاف الآراء بشأن العلاقة مع إيران و”حزب الله” وسوريا.

يقف خالد مشعل وإسماعيل هنية في كلا القطبين المتعارضين. مشعل الذي يعارض المصالحة مع سوريا والانضمام إلى دائرة النفوذ الإيراني، ويفضل العودة للسعودية، ويفضل تعزيز العلاقة مع دول عربية أخرى من أجل الحصول على شرعية عربية ودولية للتنظيم بصورة تمكن حماس من قيادة فلسطين بعد ذهاب محمود عباس. بالمقابل يرى هنية في إيران و”حزب الله” قاعدة حيوية لزيادة قوة التنظيم وبالأساس لتمويله. هذا كجزء من رؤيته التي القائلة بتوحيد قوات المقاومة ضد إسرائيل.

لهذه الخلافات التي وصلت أصواتها إلى مراحل عالية عندما التقى الاثنان في الدوحة، أسباب سياسية داخلية. فمن المتوقع أن ينهي هنية ولايته كرئيس للمكتب السياسي للمنظمة في 2025 ويتنافس على مكانه صالح العاروري المقرب منه والمسؤول عن النشاط في الضفة الغربية، ويحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة. يرى السنوار نفسه جديراً بشغل هذا المنصب الأكبر في التنظيم بعد التجربة التي راكمها في منصبه الحالي مقارنة بالعاروري، ولكن كليهما سيضطران لإقناع مجلس شورى التنظيم لماذا كل منهما هو الأجدر.

مشعل مدعوم من قطر التي تقود الخط المناوئ لسوريا رغم علاقاتها الوطيدة مع إيران. بيد أن الموقف المعارض لقطر تعرض هذا الأسبوع إلى ضربة بعد أن دعا الملك السعودي الرئيس السوري بصورة رسمية للمشاركة في قمة الجامعة العربية التي ستعقد في 19 أيار. بهذا ستنتهي القطيعة التي استمرت أكثر من عقد بين الأسد والجامعة العربية، والتي جمدت فيها عضوية سوريا في سنة 2011 على خلفية الحرب الأهلية في سوريا. بعد عام من ذلك فصلت حماس بقيادة مشعل نفسها عن سوريا وحتى أكتوبر الماضي بقيت العلاقات مع بين حماس وسوريا وأصلاً مع إيران في تجميد عميق. حماس لم تظل يتيمة؛ فهي تعتمد منذ ذلك الحين على مساعدة سخية من تركيا وقطر اللتين أنشأت فيهما قيادات ومراكز نشاط سياسية.

كما يبدو، موقف مشعل المناوئ لإيران كان فرصة لفتح صفحة جديدة مع السعودية كبديل للتحالف مع إيران، حيث إنه من الطبيعي لتنظيم سني مثل حماس أن يعيش في تحالف مع دولة سنية كبيرة وغنية مثل السعودية من أن يعيش مع إيران الشيعية، ولكنه منطق لا يخضع بالضرورة لقوانين سياسية ولنزاعات. في 2007 دعت السعودية قيادات حماس وفتح إلى مكة، بعد صراعهما السياسي عقب نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006، حين فازت حماس بأغلبية جارفة وشكلت حكومة برئاسة إسماعيل هنية. كانت المرة الأولى التي تقود فيها حماس السلطة الفلسطينية. تنظيم فتح لم يعترف بنتائج الانتخابات، وهكذا أيضاً إسرائيل والولايات المتحدة واللتين طلبتا من حماس تطبيق ثلاثة شروط أساسية كي تحظى باعترافهما: اعتراف بالاتفاقات التي وقعت بين إسرائيل ومنظمة التحرير بما في ذلك اتفاقات أوسلو، والتخلي عن الإرهاب والاعتراف بإسرائيل. لكن حماس رفضت كل هذه الشروط فوجدت نفسها بدون مساعدة دولية.

خلال فترة قصيرة، بدأ الصراع المسلح والدامي بين حماس وفتح على مناصب السيطرة في السلطة وعلى توزيع الموازنات. السعودية التي كانت تطمح في استقرار العلاقات بين فتح وحماس، نجحت في جعل الطرفين يوقعان على اتفاق، ولكن تم خرق الاتفاق خلال فترة قصيرة مع سيطرة عنيفة لحماس على غزة في حزيران 2007. السعودية ألقت مسؤولية خرق الاتفاق على حماس ومنذ ذلك الحين قطعت علاقاتها مع حماس.

ثمة تدهور آخر في العلاقات بين السعودية وحماس وقع في سنة2021 عندما تم سجن 64 ناشطاً من التنظيم ومن بينهم رئيس بعثة حماس محمد الخضري في السعودية بتهمة تبييض أموال ودعم الذراع العسكري لحماس وحكموا بفترات سجن طويلة. بيد أنه منذ ذلك الحين حدثت تطورات جديدة. أعلنت السعودية وإيران عن استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في آذار، وبعد شهر من ذلك سمحت السعودية ببعثة من كبار شخصيات حماس، ومن بينهم هنية ومشعل وموسى أبو مرزوق، للوصول إلى السعودية لأداء فريضة الحج. لم يُبلّغ عن لقاءات سياسية، ولكن في نفس الشهر وبمناسبة “يوم القدس الإيراني” بثت حماس خطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كاملاً. وقيادة حماس شكرت إيران علناً، مثلما فعلت بعد عملية “حارس الأسوار” على المساعدة الكبيرة والدعم الذي تمنحه إيران.

بعد فترة قصيرة من ذلك، اندلع الخلاف ثانية بين المقاربة المؤيدة لإيران (هنية)، وبين مقاربة مشعل وأبو مرزوق. بتغريدة سريعة ظهرت بعد بث خطاب رئيسي، أعلن أبو مرزوق بأن “حماس لا تنتمي إلى أي محور، وهي تنظيم مستقل”. وبعد عشرة أيام من ذلك، قال هنية بأنه تلقى دعوة شخصية من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لزيارة طهران ومناقشة “التطورات السياسية والأحداث في المنطقة”، وأنه سيرد على الدعوة قريباً.

ولكن الزيارات والمحادثات الهاتفية وحتى المصالحة مع سوريا، والتي لا تسمح لحماس بفتح مكتب في دمشق – هي أمر، وقرارات استراتيجية عن النوايا والمستقبل السياسي للتنظيم أمر آخر، والخاضع لزوبعة ألعاب القوى السياسية داخل التنظيم وبينه وبين القوى الإقليمية الكبرى.

حماس، التي فقدت جزءاً من مواقعها في تركيا بعد استئناف العلاقات بينها وبين إسرائيل، والمرتبطة جداً بمصر وبقطر لغايات إدارتها اليومية للقطاع، متمسكة في هذه الأثناء بسياسة “فصل الساحات” بينها وبين الجهاد، رغم غرفة العمليات المشتركة التي يديرها التنظيمان. من ناحية إسرائيل، هذا وضع مريح قلص مجال المواجهة العنيفة بينها وبين المنظمات في السنة الماضية، وأثبت نفسه أيضاً حتى الآن في العملية الأخيرة.

ولكن الفصل والتفريق الذي تسعى إسرائيل لتثبيته بين حماس و”الجهاد الإسلامي” يحتاج إلى رعاية مستمرة، والذي معناه ليس فقط المحافظة على التفاهمات التي تم التوصل لها بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية، بل يعني توسيعاً كبيراً للتسهيلات في الحصار والمساعدة في تطوير موارد حماس المدنية والاقتصادية في القطاع. هذا من أجل قدرتها لتكون كابحاً من شأنه أن يؤثر على اختيار مواجهات حماس مع إسرائيل.

تسفي برئيل

هآرتس 12/5/2023


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 12

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28