] جولة في صحافة العدو: كيف يمكن عقد صفقة مع الحريديم؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 26 نيسان (أبريل) 2023

جولة في صحافة العدو: كيف يمكن عقد صفقة مع الحريديم؟

الأربعاء 26 نيسان (أبريل) 2023

- ماذا لو وافقنا على تدويل القدس وأبقيناها خارج الصراع والخلافات؟

للحظة أغلقوا العيون وتخيلوا أن القدس اختفت. لم تختف مادياً ولكنها تحولت إلى القدس الموجودة في الأعلى، القدس الموجودة في الروح، القدس الدينية، الدينية فقط. بدلاً من المكان المتناقض لهذا وذاك، الشيء ونقيضه، المقدس وغير المقدس، السياسة والدين، كان يمكننا تحرير القدس لتكون ما كان يجب أن تكون عليه – فكرة. مكان مشكوك في حقيقته، لا توجد فيه حياة يومية عادية ولا ينشغلون فيه بـ “الأرنونا” والمخطط الهيكلي القطري. بالأساس، لا يتنازعون عليه؛ لأنه لا يوجد ما يتنازع عليه، القدس للجميع. مثلما لا يمكن محاولة الصعود إلى الله. باختصار، كان يجب من البداية التوقف عن السيطرة على القدس.
هذه ليست فكرة جديدة بالطبع؛ فهذا ما يجب أن تكون عليه القدس. لا لأن عدة ديانات حولتها إلى اسم مرادف لملكوت السماء، أو سكن الإله، بل لأنه قد تقرر في خطة التقسيم لأرض إسرائيل التي تم تقديمها لمجلس الأمم المتحدة كأساس لإقامة دولة إسرائيل، أن القدس وبيت لحم أيضاً (بسبب الأماكن المقدسة الكثيرة الموجودة فيها) ستكون منطقة محايدة بإشراف الأمم المتحدة وتحت سيطرة مجلس يشكله سكان المدينتين، وحاكم أجنبي تعينه الأمم المتحدة. حسب هذا القرار الذي اتخذ بأغلبية الأصوات في 29 تشرين الثاني 1947، كان يجب أن يكون لمواطني الدولتين المجاورتين للمدينة، إسرائيل والدولة العربية التي سيتم تشكيلها، حرية دخول إلى المدينة بدون تمييز، وضمان حرية العبادة والمعتقدات والدين والانتظام والتعليم واللغة لسكانها. الأماكن المقدسة بالطبع ستكون محمية من المس. كان يجب أن تكون القدس منطقة دولية. وبعد انتهاء حرب الاستقلال مررت الأمم المتحدة قراراً كان يجب أن يطبق تدويل المدينة.
ولكن دافيد بن غوريون عارض ذلك وسارع إلى نقل الكنيست إلى القدس، وأعلن بأن المدينة عاصمة إسرائيل. “القدس اليهودية جزء عضوي وغير منفصل عن دولة إسرائيل… القدس هي قلب دولة إسرائيل”، قال من فوق منصة الكنيست. وفي حرب الأيام الستة كانت هناك لحظة تردد عندما تساءل موشيه ديان بصوت مرتفع، قبل يوم من اندلاع الحرب، حول شرقي المدينة، وقال: “ما الذي نريده من كل هذا الفاتيكان؟”. مع ذلك، قام باحتلالها، وتم ضم شرقي القدس. من هنا أصبح كل شيء تاريخاً وهستيرياً.

لو أمكن إعادة العجلة إلى الوراء واختيار شيء آخر وتأييد قرار الأمم المتحدة، لما كانت قصة القدس هذه، موحدة أو مقسمة، مدينة مقدسة أو علمانية، مشكلتنا. لا يعني هذا بأنها ستكون أقل أهمية للمؤمنين والمؤرخين ورجال الآثار والأشجار الذين يحبون الحجارة الكبيرة. بالعكس، كان يمكننا إعطاؤها الاحترام الذي تستحقه ووضعها فوق الخلافات الدموية والأمور السياسية اليومية القذرة. كان يمكن إقصاؤها والسجود لها لأنها كانت ستقف هناك طاهرة من أي صراع ومقدسة. ولو رفعنا عنها السلسلة التي تكبلها بدولة واحدة، وتنازلنا عن ملكيتنا لها والسيادة فيها، لحصلنا على كامل مجدها.
شني ليتمان
هآرتس 25/4/2023

- كيف يمكن عقد صفقة مع الحريديم؟

لم يكن هذا هو الهدف الأصلي، لكن قوانين الانقلاب النظامي تم استخدامها كأداة كشف وحشي بكفاءتها لمشكلات صعبة، التي لم يعد المجتمع الإسرائيلي قادراً على استيعابها، وحتى لا يستطيع الحفاظ عليها في وضع مؤقت وغامض على صيغة “إدارة الصراع”. إحدى هذه المشكلات هي عدم وجود صفقة منطقية وعادلة بين الأقلية الحريدية الانفصالية والآخرين. كان هناك رؤساء حكومة تعاطفوا مع الحريديم. مناحيم بيغن مثلاً، عزز المؤسسة الأرثوذكسية وأعطى ممثليها قوة سياسية كبيرة. وكان هناك أيضاً رؤساء حكومة لم يترددوا في استخدام الحريديم لأغراض سياسية، مثل إسحق رابين في محاولته الفاشلة التي قام فيها بإجلاس الحاخام عوفاديا يوسف مع شولاميت ألوني لتمرير اتفاقات أوسلو. ولكن الحقيقة أنه منذ قيام الدولة، لم يرغب أي رئيس حكومة في علاج هذه القضية، والتي تطورت إلى درجة غير معقولة كلياً.
بنيامين نتنياهو الذي عقد مع الحريديم تحالفاً دعائياً ساخراً وضع في يدهم قوة غير محدودة. من يفحص اتفاقاته الائتلافية مع “شاس” و”يهدوت هتوراة”، وبدرجة معينة مع الأحزاب الدينية الوطنية، سيكتشف أنها مليئة بالتسهيلات والملذات المختلفة للمجتمع الحريدي. بعد مئة يوم على تشكيل الحكومة الحالية، بات من الواضح أن الحريديم لا يكتفون بدور الأقلية التي تستند إلى الأغلبية – موقف إشكالي بحد ذاته ولن يصمد لفترة طويلة – بل يتوقون إلى فرض دولة دينية غير ديمقراطية على الباقين.
البنية المعوجة التي حظيت حتى الآن بغض النظر، تحارب على أسسها في الوقت الحالي. من لا يخدمون في الجيش لا يمكنهم تقرير متى سيتم إرسال الجنود وإلى أين. ومن لا يشاركون في سوق العمل لا يستطيعون اتخاذ قرارات حول مصير الاقتصاد. ومن لا يؤمنون بالديمقراطية وبجهاز القضاء ويرتكزون على مبادئ مدنية كما هو متبع في الدول الديمقراطية المتقدمة، لا يحق لهم انتزاعها من الأغلبية المعنية بها. وبنفس المستوى من المنطق، فإن من يتحملون عبء معظم الضرائب، والمسؤولين عن الناتج المحلي الخام في الدولة، يحق لهم أن يطالبوا بعدم استخدام أموالهم في ملاحقتهم وسلب حريتهم، ومن أجل تغيير وطنهم إلى الدرجة التي لا يستطيعون فيها العيش فيه.
الحريديون، الذين شعروا عقب الانتخابات الأخيرة بالثقة في إنزال العبء عنهم وفرض نظام يفضلهم واستخدام موارد الدولة لصالحهم، قاموا هم أنفسهم بالحركة التكتونية من أجل تغيير العلاقة معهم، ويجب الاعتراف بالفضل لهم في ذلك. هذا التغيير ضروري؛ اتفاقات أو بنى تستند إلى قواعد واهية نهايتها الانهيار وبضجة كبيرة. لا يجب أن تكون هناك طريقة لفرض أي موقف على أحد، حتى لو كانت تقيد مستقبل أولاده الذين سيتربون بدون تعلم اللغة الإنجليزية والرياضيات. لذلك، سيحكم عليهم بالسجن في دائرة الفقر لأن الطرق الرائدة التي تفتح الأماكن أمامهم مثل الجيش وسلك الأكاديميا وسوق العمل الحديثة، مغلقة في وجههم. ولكن من أجل الحصول على ميزانية من الحكومة، من أي نوع، يجب على الحريديم الموافقة على منظومة عامة أساسية مشتركة مع جميع المواطنين تتفق عليها الأغلبية.
إن تعلم المواضيع الأساسية والخدمة في الجيش أو الخدمة المدنية وتمثيل النساء في الأحزاب المصادق عليها للترشح في الانتخابات للكنيست والمشاركة في سوق العمل، مثل إخوتهم في الشتات، كل ذلك هو طلبات منطقية من قبل الحريديم، مقابل الشراكة في الخزينة العامة التي تملأها الأغلبية التي تهتم بدولة ديمقراطية وليس دولة شريعة أو دولة دينية. هل هناك شيء منطقي وعادل أكثر من ذلك؟
رفيت هيخت
هآرتس 25/4/2023

- ثلث الإسرائيليين: مستقبل الدولة في خطر

في المئة من الإسرائيليين يعلنون بأنهم فخورون جداً في أن يكونوا إسرائيليين؛ انخفاض بمعدل 7 في المئة مقارنة بالعام الماضي. يتبين هذا من استطلاع “معاريف” الذي أجراه بمناسبة يوم الاستقلال الـ 75 لدولة إسرائيل د. مناحيم لازار، مدير معهد “بانلز بوليتكس”.
يتبين من تحليل أجوبة المشاركين أن معظم اليمينيين فخورون جداً بأن يكونوا إسرائيليين مقابل 22 في المئة فقط ممن يعرفون أنفسهم كيساريين. وبالإجمال أجاب 81 في المئة من المستطلعين بأنهم فخورون جداً أو فخورون بما يكفي بأن يكونوا إسرائيليين.
25 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل مكان جيد للعيش فيها، و43 في المئة آخرون بأنها مكان جيد للعيش فيها (68 في المئة بالإجمال). هنا أيضاً طرأ انخفاض مقارنة بالعام الماضي، حين قال 78 في المئة من الإسرائيليين إنه جيد العيش هنا.
معظم الإسرائيليين راضون من الحياة في إسرائيل، سواء بقدر عال (41 في المئة) أم متوسط (50 في المئة).
واحد من كل ثلاثة إسرائيليين: مستقبل الدولة في خطر
حسب أجوبة المستطلعين فإن الصدوع الأخطر على استمرار وجود إسرائيل كشعب كمجتمع هي (26 في المئة) بين المؤيدين للإصلاح والمعارضين له، و(22 في المئة) بين اليمين واليسار.
معظم الإسرائيليين (57 في المئة) يؤمنون هذه السنة بأن إسرائيل حقيقة قائمة. 30 في المئة يعتقدون أن وجودها في خطر حقيقي، فيما الباقون لا يعرفون. معظم اليمينيين (60 في المئة) يعتقدون بأن إسرائيل حقيقة قائمة، بينما اليساريون منقسمون بين 44 في المئة يعتقدون هكذا و41 في المئة يعتقدون أن وجودها في خطر.
ومن حيث ترتيب المشاكل الأخطر التي على إسرائيل، تأتي أزمة الإصلاح (22 في المئة) وغلاء المعيشة (19 في المئة) يعقبهما الإرهاب الفلسطيني (16 في المئة)، والنووي الإيراني (13 في المئة)، والعلاقات بين اليمين واليسار (6 في المئة)، والجريمة المستشرية (5 في المئة)، وأسعار السكن (4 في المئة)، والفوارق الاجتماعية (4 في المئة)، والعلاقات بين العلمانيين والمتدينين (4 في المئة).
وينقسم المستطلعون على نحو متساو بين 35 في المئة متفائلين من التحسن في الوضع الاقتصادي في العقد القادم ومعدل متشابه من المتشائمين في هذا الشأن.
بالنسبة للفوارق الاجتماعية هناك متشائمون (55 في المئة) و(35 في المئة) من المتفائلين، وأساساً من بين الإسرائيليين (74 في المئة).
وضع مشابه يتبين في مسألة الوضع الأمني أيضاً: 45 في المئة متفائلون مقابل 44 في متشائمون، ولا سيما في اليسار (67 في المئة). وقدر أكبر من العلمانيين قالوا إنهم متشائمون مقارنة بالمتدينين والحريديم (38 في المئة مقابل 25 في المئة).
موشيه كوهن
معاريف 25/4/2023

- أيها اليهود: معركتكم ليست من أجل الديمقراطية بل لوطنكم القومي

تحتاج الأمة أحياناً إلى كارهيها كي تكتشف بالمرآة حقائق ومفاهيم أساسية: المخرب الذي أصاب أمس، قبل لحظة من صافرة يوم الذكرى، خمسة مارة في القدس لم يعمل ضد “الديمقراطية” الإسرائيلية، بل ضد اليهود بصفتهم يهوداً. آلاف ضاربي السكاكين، الداهسين ومطلقي النار، في آلاف العمليات التي ألمت بنا هنا في العقود الأخيرة، عملوا في إطار حرب الإبادة التي أعلنتها علينا منظمات الإرهاب وعلى مدى سنوات طويلة الدول العربية أيضاً.
آلاف المضحين في معارك إسرائيل لم يضحوا بحياتهم من أجل الديمقراطية الإسرائيلية مع أن الديمقراطية قيمة مهمة (وقيمة يهودية أيضاً) بل لأجل الدفاع عن البيت الشخصي والبيت القومي، لنا ولهم؛ عن دولة اليهود، كي تواصل دولة إسرائيل الوجود.
من التافه الجدال مع عائلات قتلى قررت التغيب اليوم عن المقابر لأن ابنها أو ابنتها ضحى بحياتهما لـ “حماية الديمقراطية” المهددة، لكن احداً ما من مطارح الاحتجاج حرص على أن يصدح بهذا التعبير البائس، قبل يوم الذكرى، على أمل أن يتعاظم الاحتجاج أكثر فأكثر.
قد يكون المرء مع الإصلاح، وقد يكون ضده؛ ويمكن أن يؤمن بأن الديمقراطية في خطر، ومسموح أيضاً التفكير (مثلي) انها ليست عرضة لأي خطر، وأساساً حتى يتذكر بأن الديمقراطية وسيلة معدة لوجود مجتمع أفضل وأحسن. لكن أن يقال إن الشهداء ضحوا بحياتهم من أجل الديمقراطية؟

حرب الاستقلال والحروب التي جاءت بعدها نشبت لأن العرب أرادوا إبادة دولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي. آلاف عمليات الإرهاب خرجت إلى حيز التنفيذ على مدى السنين والآلاف قتلوا في هذه العمليات على أيدي قتلة قرروا المس باليهود بصفتهم يهوداً.

أروني كتاباً أو منتجاً لشهيد أو شهيدة أو ضحية إرهاب، كانت الديمقراطية الإسرائيلية قصته المركزية. أروني منتجاً واحداً إبداعياً لشاعر، مفكر، كاتب أو فنان ربط أمام العربة الأخيرة بين الثمن الذي تدفعه إسرائيل منذ سنين بالضحايا (جنوداً ومدنيين) وبين ديمقراطيين.

لا تنجروا إلى الخلاف. ليست هذه هي القصة، ومحظور الصمت أمام من يحاول جر شهداء الجيش ومغدوري الإرهاب إلى الخلاف الذي يمزقنا اليوم. فحماة حارة اليهود في 1948، ومحررو القدس في حرب الأيام الستة، والشهداء في خط الاستحكامات في القناة، في حرب يوم الغفران وكذا أولئك الذين دافعوا عن الشمال من الكاتيوشا – كلهم قاتلوا كي تتمكن الدولة اليهودية من العيش بأمن وسلام؛ كلهم قاتلوا وبعضهم ضحوا بحياتهم كي يمنعوا العرب والفلسطينيين من أن يفعلوا لنا جميعاً ما فعله للأبطال الذين هرعوا لنجدة “غوش عصيون” المحاصرة في 1948 وليمنعوا عن أعدائنا أن يفعلوا لنا جميعاً ما فعله الإرهاب للمواطنين الذين احتفلوا في ليل الفصح في فندق بارك في نتانيا قبل نحو 20 سنة.

لو كان لأعدائنا فرصة– وقد سمعنا منهم هذا مئات المرات على مدى السنين– لما بقي أحد منا هنا. لقد ضحى هؤلاء بحياتهم كي لا تكون لهم فرصة كهذه. وليس “من أجل الديمقراطية”.

نداف شرغاي
إسرائيل اليوم 25/4/2023


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 4

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28