] الرياح الفلسطينية تجري.. الصواريخ والعمليات من شأنها إسقاط حكومة نتنياهو بعد 100 يوم على تشكيلها - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 10 نيسان (أبريل) 2023

الرياح الفلسطينية تجري.. الصواريخ والعمليات من شأنها إسقاط حكومة نتنياهو بعد 100 يوم على تشكيلها

الاثنين 10 نيسان (أبريل) 2023

وصف وزير الأمن الأسبق في حكومة الاحتلال، رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، رد إسرائيل على العمليات والصواريخ التي ضربت هيبتها وسيادتها وأصابتها بحالة إرباك بأنه عبارة عن “نكتة بائسة”، وأشار لكونه لا يرتقي لحجم الضربة التي تلقتها إسرائيل في الأيام الأخيرة، وانتقدَ فقدانها زمام المبادرة، وانقيادها في ردود فعل على ما تقوم به المقاومة الفلسطينية.

صحافية إسرائيلية: إسرائيل تسير نحو إحدى الحروب التي ستكون الأصعب، من بين الحروب التي مرت بها، ومن الجيد أن تبدأ الاستعداد.

في حديث للإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم الإثنين، أكد ليبرمان أن حكومة نتنياهو تقود إسرائيل لأسوأ وأخطر مراحلها، رغم قوتها في مختلف المجالات، منوهاً بأن “قرار نتنياهو بعدم الرد على عملية مجدو دفع “حزب الله” للتجرؤ علينا”.

هذه الاتهامات لا تقتصر على ليبرمان والأوساط الإسرائيلية المعارضة، إذ إن قطاعات كبيرة من مؤيدي اليمين، ممن صوّتوا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لأحزاب الائتلاف الحاكم، غير راضية عن أداء الحكومة، وغاضبة من قلة حيلة رئيسها بنيامين نتنياهو، في ظل الهوة الواسعة بين شعارات اليمين العالية، وبين فشل حكومته في مواجهة العمليات الفلسطينية في مختلف الجبهات، وسط مخاوف من تحقّق ما كانت إسرائيل تخشاه، وهو ما يسرّع بالتحام الساحات، كما حصل في مايو/ أيار 2021، خلال عملية “سيف القدس”.

ويبدو أن صواريخ جنوب لبنان نحو الجليل، التي باغتت الإسرائيليين، وأخذتهم على حين غرّة بعدما سقط عدد كبير منها، وكادت تكون نتائجها كارثية، وبشكل غير مسبوق منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، قد حرقت أطراف الحكومة الإسرائيلية المترنحة كالبطّة العرجاء النازفة.

يُظهِر استطلاعٌ جديد لقناة العبرية 13 أن الحزب الحاكم قد تعرّضَ لانحسار ثقة الإسرائيليين به، حيث تراجعت قوّته من 33 مقعداً إلى 20 مقعداً، فيما ارتفعَ حزبُ “هناك مستقبل”، برئاسة يائير لبيد المعارض، إلى 21 مقعداً. أما الريادة فهي من نصيب “الحزب الدولاني”، برئاسة بيني غانتس، الذي يحصل على 29 مقعداً. وفي المقابل حازت الأحزاب العربية على 14 مقعداً. وفي الصورة العامة تحطّمَ الائتلاف الحاكم، الذي تراجعَ، وفق هذا الاستطلاع، من 64 مقعداً إلى 46 مقعداً فقط.
أهداف بقيت حبراً على ورق

من المرجح أن يكون هذا الاستطلاع تعبيراً عن لحظة آنية، وأن الواقع السياسي في إسرائيل سيتغيّر نتيجة كون الأحداث متتالية ومتغيرة. وهناك من يعتقد أن الاستطلاعات بشكل عام لا تصلح مرآة تعكس الواقع، بل هي محاولة للتأثير عليه، ولا تخلو من شحنة ترفيهية تعيها وسائل الإعلام. ومع ذلك، لا بدّ أن الاستطلاع يشير، إلى جانب مؤشرات أخرى، منها مشاركة جماهير يمينية إسرائيلية في الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومة، علاوة على تصريحات وكتابات في الصحافة العبرية، بالإضافة للأجواء العامة وغيره.. كل ذلك يدفع للاستنتاج أن حكومة نتنياهو السادسة دخلت في نفق مظلم، وتبدو مترنحة. بعد 100 يوم على إعلانها، تتحفظ أغلبية الإسرائيليين من مقدار ووتيرة وطريقة تنفيذ الإصلاحات القضائية، وسط شكوك كبيرة بأن تقزيم الجهاز القضائي من قبل حكومة نتنياهو يأتي بدوافع شخصية، لكون رئيسها، وعدد من وزرائها، متهمين ويحاكَمون في تهم فساد، ويبجثون عن فرصة للإفلات منها. كما أن قيام هذه الحكومة بـالإدلاء بالكثير من الأقوال فيما تأتي الأفعال قليلة، وهي فشلت في تحقيق أي خطوة عملية من أهدافها المعلنة: خفض غلاء المعيشة، استعادة الأمن والأمان، ومكافحة الجريمة، ومعالجة النقص في الشقق السكنية، ومتابعة الملف الإيراني، وتوسيع دائرة التطبيع مع دول عربية وإسلامية.

ليبرمان: قرار نتنياهو بعدم الرد على عملية مجدو دفع “حزب الله” للتجرؤ علينا.

وكانت أحزاب اليمين بقيادة نتنياهو قد وعدت الإسرائيليين بالحوكمة، وبمكافحة “الإرهاب الفلسطيني”، وبكسر إرادة الفلسطينيين، وسط اتهامات منفلتة ضد الحكومة السابقة برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد بأنها ضعيفة، وتعتمد على “الإخوان المسلمين”، في إشارة لمشاركة “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس في الائتلاف الحاكم. بل إن حزبي “القوة اليهودية” برئاسة ايتمار بن غفير، و”الصهيونية الدينية” برئاسة باتسلئيل سموتريتش، قد حققا نتائج كبيرة في الانتخابات (15 مقعداً) على خلفية هذا التحريض والوعيد والتهديد للفلسطينيين، في ظل عمليات فلسطينية تصاعدت، منذ مارس/ آذار 2022، ودفعت الإسرائيليين لتصديق هذه الوعود. بيد أن الرياح الفلسطينية المقاومة للظلم والغطرسة جرت بما لا تشتهيه سفن الاحتلال، بل حطمت، في الأيام الأخيرة، قسماً كبيراً من أشرعتها، كما يعكس الاستطلاع المذكور آنفاً، والصحافة بشكل يومي، ويظهر في أجواء الإحباط والقلق والخوف السائدة في الشارع الإسرائيلي.

رغم اختلال موازين القوى فإن الفلسطينيين، البالغ تعدادهم، اليوم، نحو سبعة ملايين ونصف المليون نسمة بين البحر والنهر، قادرون على إلحاق الخسائر والضغط على الاحتلال، إذا ما اتّحدوا وأحسنوا إدارة نضالهم ورشّدوه.

وتزداد خطورة الأوضاع الأمنية، واحتمال بلقنة الصراع في ظل تديينه، وتوجُّه المزيد من الإسرائيليين والفلسطينيين للدين، خاصة أن هناك جيلاً فلسطينياً جديداً بلا أفق سياسي واقتصادي، ويرفض الخضوع للغطرسة الإسرائيلية المتوهمة بأن القوة المفرطة كفيلة بحسم الصراع، كما يعتقد المستوطِن الغيبي الوزير الإضافي في وزارة الأمن في نظريته المكتوبة والمعروفة بـ “عقيدة الحسم” من 2017.

ومما يثقل على الإسرائيليين انقسامهم الداخلي العميق اجتماعياً وسياسياً أن مشاهد الانقسام تشجع الفلسطينيين، وسواهم، على المزيد من الضغط على الاحتلال، وهذا ما كان قد حذّرَ منه رئيس إسرائيل السابق رؤوفين ريفلين، حينما قال، خلال مؤتمر هرتزليا للمناعة القومية عام 2015 بأن التشظي بين الأسباط الإسرائيلية أخطر من قنبلة إيران.

صور اقتحام الأقصى وضرب النساء خلال الاعتكاف تفضح عنصرية ورعونة وزير الأمن القومي، وتقنع المزيد من الإسرائيليين بأن بن غفير يمس بأمنهم بدلاً من حمايته.

وزير التكتوك

ولا شك أن وجود عدد من المستوطنين المتطرفين الغيبيين عديمي التجربة داخل الحكومة، بل في المجلس الوزاري السياسي- الأمني المصغّر، قد أفقد هذه الحكومة الكثير من شرعيتها بعيون الإسرائيليين، بسبب عدم خدمتهم في الجيش، وقلة تجربتهم في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، وإفراطهم في الثرثرة على منتديات التواصل الاجتماعي، والتصرف بشكل صبياني دفع رئيس المعارضة يائير لبيد لوصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بـ “المهرّج”، و”وزير التكتوك”.

وجاءت صور اقتحام الأقصى وضرب النساء خلال الاعتكاف فيه، كما يحصل عادة في رمضان، لتفضح عنصرية ورعونة وزير الأمن القومي، المسؤول الأول عن الحرم القدسي الشريف، لتقنع المزيد من الإسرائيليين بأن بن غفير يمس بأمنهم بدلاً من حمايته، وهذا ما يفسر مقولة لبيد أمس: “دخلتُ للاجتماع برئيس الحكومة نتنياهو قلقاً، وخرجت من عنده أكثر قلقاً”.

لبيد كان، حتى نهاية العام الماضي، يجلس على كرسي رئاسة الوزراء، وقد دعا، في آخر أيامه، نتنياهو، بصفته رئيساً للمعارضة، لإحاطة أمنية، كما يحدث عادة وفق التقاليد الإسرائيلية، فقال نتنياهو: “دخلتُ قلقاً لاجتماع مع رئيس الوزراء لبيد، وخرجتُ أكثر قلقاً بسبب ضعف هذه الحكومة”. وبتكراره هذه المقولة أمس انتقمَ لبيد من نتنياهو بذات الطريقة، وقبيل الاجتماع كان قد حمل بقوة على نتنياهو بالقول إن من يضع “برميل البارود” هذا (في إشارة للحرم القدسي الشريف) بيد وزير مشعل للنار ستكون النتيجة ما رأيناه، وبذلك هو يحمّل فعلياً الاحتلال مسؤولية التصعيد الأمني الذي تفجّر في عدة جبهات، وينذر باستنساخ تجربة أيار 2021.

مسيرة استفزازية

إلى خلفية هذه الأجواء تأتي، اليوم الإثنين، مسيرة المستوطنين إلى مستوطنة أفيتار، القائمة على حساب جبل صبيح قريباً من نابلس، بمشاركة وزراء ونواب إسرائيليين، محاولة لرفع معنويات المستوطنين ومجمل الإسرائيليين، مثلما هي محاولة من قبل بن غفير وسموتريتش، وغيرهما، لتحسين صورهم في عيون جمهور مصوّتيهم.

في الأثناء أعلن جيش الاحتلال عن تحويل بعض وحداته لحراسة الوزراء المشاركين في مسيرة البؤرة الاستيطانية، ما أثار موجة انتقادات جديدة بأن المستوطنين يثقلون على قوات الجيش المنشغلة الآن بمواجهة “الإرهاب” وملاحقة “الإرهابيين”. في ظل إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل واقع أمني متوتر بشكل خاص، من المتوقع أن يشارك الآلاف في المسيرة الاحتفالية اليوم إلى مستوطنة أفيتار غير المعلنة رسمياً.

وبالتزامن، تعلن قوات الأمن ووحدات الجيش حالة استنفار قصوى في الشمال وفي الضفة وغلاف غزة والقدس، رغم أن اليوم الأخير مرّ بهدوء نسبي دون تصعيد. من المتوقع أن يقرر رئيس حكومة الاحتلال، اليوم أو غداً، ما إذا كان سيستجيب لطلب بن غفير بالسماح بـ “زيارة اليهود” للأقصى بعد غد الأربعاء، رغم أن الحكومة تتجه لمنع اليهود من دخول ساحات الأقصى في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.

يجري هذا فيما تستصعب حكومة الاحتلال وقف التصعيد في القدس، بعد مساسها بالعلاقات مع الولايات المتحدة، الأردن، ودول الخليج، وفق ما تؤكده صحيفة “هآرتس”، اليوم، وهي الأخرى انضمت إلى وسائل إعلام عبرية أخرى في التساؤل؛ لماذا لم تبادر الحكومة إلى التعامل بحذر مع الأقصى في رمضان، قبل الاقتحام العنيف الذي فضحت صوره إسرائيل في العالم.

لبيد انتقمَ من نتنياهو بقوله: “دخلتُ للاجتماع برئيس الحكومة قلقاً، وخرجتُ من عنده أكثر قلقاً”.

وتتابع “هآرتس” تحذيراتها بالقول إن التوترات ستبقى معنا على الأقل حتى نهاية شهر رمضان، فإيران تواصل الضغط من أجل مواجهة متعددة الجبهات مع إسرائيل. وتأمل المؤسسة الأمنية في وقف الزخم الذي أحدثه تواتر الأحداث.

في افتتاحيتها، حملت “هآرتس” على حكومة نتنياهو، لأنها تلحق ضرراً اقتصادياً لا أمنياً فحسب، بسوء إدارتها للأزمة الداخلية، فتقول: “اقتصادياً، سندفع الثمن غالياً، بسبب عدم إصغاء الحكومة لتحذيرات الاقتصاديين والخبراء حول تأثير التعديلات على الاقتصاد.. وكلاء الفوضى الجالسون في الحكومة أغلقوا آذانهم ولم يصغوا للتحذيرات التي أطلقها الاقتصاديون الذين كانوا أول من حذر من تدهور الوضع”.

من جهتها، تؤكد الصحافية نافا درومي أن هناك جرس إنذار يقول إن إسرائيل تسير نحو إحدى الحروب التي ستكون الأصعب، من بين الحروب التي مرت بها، ومن الجيد أن تبدأ الاستعداد.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع متابعات   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

49 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 50

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28