] جولة في صحافة العدو - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 18 كانون الثاني (يناير) 2023

جولة في صحافة العدو

الأربعاء 18 كانون الثاني (يناير) 2023

- هل يحمل اليهود جينات التدمير الذاتي؟

كان مؤسسو دولة إسرائيل ضالعين في التوراة والوصايا، لكنهم تمردوا على الواقع اليهودي في الشتات وتوجهوا نحو طريق جديدة، دون انتظار المسيح والمخلص من السماء. “تم تدميره الهيكل الأول بسبب العمل الغريب وسفاح القربى وسفك الدماء. أما بخصوص الهيكل الثاني، فنعرف من الذين كانوا يحرصون على الوصايا ونعرف كل صفة جيدة لهم. لماذا تم تدميره؟ الذين كانوا يحبون المال ويكره بعضهم بعضاً كراهية غير مبررة، التي هي أصعب من العمل الأجنبي وسفاح القربى وسفك الدماء”. هذه المقدمة لم تغب عن عيون مؤسسي الدولة.
إن كابوس الحرب الأهلية في القدس المحاصرة، عندما قام متعصبون بإحراق مخازن الطعام والعدو يقف على الباب، لم يكف عن إقلاقهم. السؤال الذي كان ينطوي على ذلك بخصوصهم هو: هل اليهود قادرون على أن يكونوا شعباً له دولة أم أن في أوساطهم غريزة الشجار، وميلاً معيناً للوقوف عند الصغائر، وجينات من التدمير الذاتي، التي تمنعهم من إقامة دولة لفترة طويلة، ومن تقديم التنازلات التي تكتنف وجودها، ومن التسامح المطلوب من قبل حكامها وضبط النفس في الأقوال والأفعال الضرورية لإجراء حوار يستوعب فيه الطرفان بعضهما.
اعتاد اللاساميون على مر الأجيال على عرض اليهود كشعب من الطفيليين؛ فهم غير قادرين على إقامة دولة، لذلك يلتصقون بالعرق المحصن لأمة أخرى ويتمتعون من قدرتها على إحلال النظام والحكم. لا يوجد يهودي، قالوا، يمكنه العمل في الحقل أو أن يكون مقاتلاً. بل يمكنه العيش فقط كضيف غير مدعو داخل شعب جذري، الذي خلافاً له يمكنه إقامة دولة. تعلمنا في هذه الأثناء أن اليهود قادرون على أن يكونوا فلاحين ومقاتلين.
لقد اعتقدنا أن شتيمة الكراهية المجانية تحلق فوق رؤوسنا. فها هي دولة إسرائيل تقترب من عيد ميلادها الـ 75 وبهذا تصل إلى سنوات وجود مملكة الحشمونيين، أو المظهر الأخير من مظاهر الدولة اليهودية.
لكني في الأشهر الأخيرة أشعر بأن رعب مؤسسي الدولة يغمرنا من جديد من أن الشعب اليهودي غير قادر على تحمل دولة.
أساس وجود دولة اليهود كان الاتفاق بأنه داخل اليهود المستعدين لقبول الأخلاق اليهودية، لكنهم لا يقدسون الشريعة، يوجد يهود متعصبون لدينهم، ويوجد غير يهود حقوقهم الشخصية والمدنية مكفولة. هذا توازن هش، الذي لا يمكن أن يحافظ عليه إلا نظام ديمقراطي.
من مفارقة التاريخ أن إحدى اللحظات المثيرة في سنوات وجود الدولة وحرب الأيام الستة، كانت تلك التي بدأت فيها عملية تآكل هذا الاتفاق الذي شكل عائقاً أمام الكراهية المجانية. منذ ذلك الوقت، وبدون أن نشعر، في لحظات مدهشة وفي لحظات مخيفة، شيئاً فشيئاً، حطمت هذه العملية النسيج الحساس الذي قام عليه الإجماع الوطني، وهو الاعتراف باليهود كأمة بغض النظر عن الدين، كما كتب دافيد بن غوريون في وثيقة الاستقلال “مثل كل أمة”.
الاعتراف بأننا “مثل كل أمة” لا يناقض الاعتراف بأن لدينا مكونات دينية، في جزء منا أكثر وفي جزء أقل، لكن الذي يوحدنا هو التضامن القومي. لسنا “شخصاً أجنبياً مقدساً”، ولسنا أفضل من الأمم الأخرى.
أمس، عندما وقفت تحت الأمطار الغزيرة قرب ميدان “هبيما” مع جمهور واسع، مصمم على الدفاع عن الديمقراطية الإسرائيلية، شعرت بالأخوة التي تجتاز حدود الطبقات والطائفة والمعتقدات. القصيدة التي رددها من يقفون بجانبي كانت قصيدة الحاخام نحمان من بارسلاف: “الأساس – أن لا نخاف أبداً”.
كانت لحظة أمل، سيتبين أن للشعب اليهودي قدرة على أن يكون شعباً يقيم دولة مع اعتراف بالالتزامات التي تكتنف وجودها.
إسرائيل يمكنها أن تعيش، لكن كدولة ديمقراطية، متسامحة وعلمانية. إذا اهتزت هذه الأسس سنضطر إلى العودة والندم على الخطأ. لأنه خطيئتنا هي سبب نفينا من بلادنا.
بقلم: أنيتا شبيرا
هآرتس 17/1/2023

- معاريف.. حين يصل صدى “لاهاي” إلى معبر الكرامة.. إسرائيل: “العرب لا يفهمون إلا لغة القوة”

قررت حكومة إسرائيل مؤخراً اتخاذ خطوات عقابية ضد زعماء فلسطينيين عقب توجههم إلى المحكمة الدولية في لاهاي، غير أنها خطوة متهورة ليس فيها منفعة حقيقية؛ فهي تخلق دوامة ثأر قد تعظم النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
هكذا علمنا بأن وزير خارجية السلطة الفلسطينية أوقف في الطابور في معبر اللنبي. غير أن مثل هذه الخطوة لن تساعد إسرائيل في شيء. بل الوزير، وتمس بكرامته وبكرامة السكان الذين يمثلهم. بشكل عام، لا يتأثر رد الفعل في المجيء، وسيجد تعبيره في أعمال عدائية وفي تعاظم الكراهية. ومن سيوقف هذا؟ بالتأكيد ليست خطوات شعبوية ومتهورة كهذه.
دولة إسرائيل قوية بما يكفي كي تدافع عن نفسها في وجه قرارات المحكمة الدولية في لاهاي. من حقها أن تدافع عن نفسها في وجه كل مس بها وبمواطنيها، لكن على الحكم أن يعمل بتفكر بارد، غير حماسي، وأساساً سياسي وموضوعي. لا جدال في أن خطوات تعرض أمن الدولة للخطر من جانب الفلسطينيين تستوجب رداً، بوسعه أن يقنع الخصم بعدم جدوى خطوته ويشجعه على اتخاذ سياسة استراتيجية تليها مضاعفات بالحسبان.
إن الرأي السائد في أوساط قسم كبير من الشعب بأن “العرب لا يفهمون إلا لغة القوة”، ثبت منذ سنوات عديدة بأنه غير صحيح. الجيل الفلسطيني الحالي لا ينزع الأحذية ويفر للنجاة بروحه. هم اليوم يأتون لهجمات إرهابية نكراء، فردية أو جماعية، ويعرفون بأن احتمال الخروج منها على قيد الحياة صفري. ومع ذلك، يتعاظم العداء ومعه دوامة النزاع. حتى متى؟
إن الإهانة مس شديد لا يحتمله أي إنسان بصفته هذه. صحيح أنه رد فعل يتغير وفقاً لثقافة وتربية المهان، لكنها تجربة قاسية للغاية قد تكون لها مضاعفات ذات مغزى على حياة الإنسان كائناً من كان. وهي أليمة جداً وتهز كرامة الإنسان وإحساسه بقيمته الذاتية. الإنسان المهان يشعر بأنه محقر وقليل القيمة فيدفع لمشاعر الثأر.
يبدو أن ليس للفلسطينيين ما يخسرونه، ويؤمنون بقوة الزمن التي تستنزف شعب إسرائيل إلى أن ينالوا مطلبهم. مواطنو إسرائيل في هذه المرحلة، هم الخاسرون الوحيدون. الدولة تنجر إلى الرد على أعمال عدائية واستثمار ميزانيات طائلة تنزع الرفاه من الضعفاء. الحل وحده، سواء بالاتفاق أم من طرف واحد، هو الذي سيجلب الهدوء.
بقلم: ميخائيل فرينتا
معاريف 17/1/2023

- لليمين المثقف المتظاهر: لا تنخدعوا بكلمة “الاحتلال” التي تبناها اليسار وفشل

هذه ساعة الزعماء والسياسيين وغيرهم أيضاً، الذين يجب عليهم أن يوجهوا الاحتجاج، ويعرضوا بديلاً. المهمة صعبة؛ لأنه ما من اقتراح واحد قالت له الطغمة القضائية نعم. ورغم ذلك، يتبلور إجماع على الحاجة للتغيير. أي تغيير؟ ماذا يعني هذا؟ مر نحو أسبوعين منذ عرض الإصلاح، دون أن نسمع شيئاً قد يضيف للاحتجاج بضع أناس آخرين وبخاصة من الوسط واليمين المعتدل، ممن يجلسون على الجدار في هذه اللحظة.

وعندما يفتح الزعماء أفواههم يخلقون الكثير من التشويش. هكذا مثلاً نشر يئير لبيد الأسبوع الماضي مقالاً يصف فيه “آلة السم” التي كانت تحت تصرف بنيامين نتنياهو. كانت آلة سم، لا جدال في ذلك؛ فثمة أكاذيب بثت دون تردد. لبيد نفسه كان ضحية بارزة لتلك الآلة. حتى هنا هذا على ما يرام؛ غير أن “دار نشر سيلع مئير” ومعهد “كهيلت” أدخلا إلى القائمة. قرأت وفركت عيني. ما المشكلة مع دار نشر كتب تختص بالكتب المحافظة. ما المشكلة مع معهد تفكير يميني؟ قرأت قسماً لا بأس به من الكتب التي أصدرتها دار النشر ومنشورات عديدة للمعهد. اتفقت تارة وغضبت أخرى. لكن، هل يعتبرون جزءاً من السم أيضاً؟ أي كتاب نشر الأكاذيب، وأي مقال؟ حجة جيدة تنقلب على ذاتها بسبب حلقة ضعيفة فيها. إذن نعم، للبيد حجج ممتازة، لكن لماذا يحرص على المس بها؟

نما يمين مثقف في إسرائيل في العقد الأخير، من يتابعه يدرك وجود خلافات بينه وبين قسم من أبواق نتنياهو. أساس الحجج موجهة لمعهد “كهيلت”. يدور الحديث عن يمين ليبرالي، هكذا هي الادعاءات، يجرنا إلى هوات أيديولوجية واقتصادية بتمويل من رأسمال أمريكي يرغب في التأثير على إسرائيل. هذا شائق؛ لأن عشرات ملايين الدولارات تصل إلى إسرائيل لغرض تمويل منظمات اليسار، التي أصبحت رأس حربة في حملة الشيطنة ضد إسرائيل. هم يحاولون التأثير داخل إسرائيل؛ يؤثرون من الخارج على إسرائيل. وهم كثيرو المال. بعض من تلك الجهات تحاول تحطيم هوية إسرائيل اليهودية، وبعض آخر يحاول العمل على تصفية الدولة من خلال الترويج لفكرة “حق العودة”.

لبيد الذي أعرفه بالذات خرج ضدها، حتى إنه قال في 2018: “سنتصدر خطوة تشريع هدفها منع منظمات الـ BDS من تمويل جمعيات في دولة إسرائيل تساعد في التشهير بدولة إسرائيل”. برافو. لا توجد دولة سوية العقل تسمح لجهات تعارض وجودها بتمويل منظمات في داخلها. قريباً، حسب معلومات وصلتني، سيكون في هذا الشأن تشريع. أين سيكون لبيد؟ مع أم ضد؟

عندما كان لبيد في الوسط، نال سلسلة مقالات تشهير في صحيفة “هآرتس” بسبب توسطه، وكلما خرجت أبواق اليسار ضده أكثر أصبح أقوى. في تلك الأيام، في 2016 وبداية 2017 منحته الاستطلاعات 27مقعداً، ولليكود 24 فقط. إذن ماذا حصل فجأة؟ لكي يعود لبيد رئيساً للوزراء، عليه أن يعمل بكد في أوساط اليمين المعتدل، الليبرالي الذي يريد إصلاحاً للإصلاح القضائي. لكن تكرار شعارات تعود لليسار سيخلد حكم نتنياهو. خسارة، ليس هذا هو الطريق.

تبلور داخل إسرائيل وسط سياسي في العقد الأخير. هذه بشرى طيبة، لا تروق لقسم من اليسار. فهو يريد أن يجذب الاحتجاج إلى اليسار أكثر. احتلال ومرة أخرى احتلال. صحيح أنهم حاولوا هذا في الانتخابات، ولم يجتازوا نسبة الحسم، لكنه شعار لن يشفوا منه، فقد غرقوا فيه. والآن يريدون أن يغرقوا الاحتجاج أيضاً.

عوفر شيلح، في مقال نشره أمس، يحاول أن يدفع الاحتجاج باتجاه الاحتلال. أشاركه قلقه من خلق واقع ثنائي القومية، وهذا كفاح مهم، لكنه كفاح آخر. كما أنه قلق من مسألة المساواة. شائق هذا، لأن العقد الأخير تحديداً تميز بتقليص الفوارق. يواصل شيلح الاندفاع يساراً. لن تكون ديمقراطية، كتب يقول، في مكان يقصى فيه العرب عن المنصة. فمن يدعو إلى المنصة؟ محمد بركة، الذي حج إلى القاتل كريم يونس؟ أيمن عودة، الذي دعا رجال قوات الأمن العرب إلى ترك الخدمة؟ باختصار، يريد للاحتجاج أن يتموضع بين “ميرتس” و”المشتركة”. وماذا عن آلاف المتدينين القوميين المعارضين للإصلاح؟ وماذا عن الوسط؟ وماذا عن اليسار الصهيوني؟ يمكن الافتراض بأن نتنياهو ولفين يصليان كي ينتصر شيلح، ترفرف أعلام فلسطين بفخار، ويقف على منصة الاحتجاج أحمد الطيبي ويتحدث عن الاحتلال. وسيساهمان بتوفير المنصة والأعلام.

منذ الأزل استخف اليسار بالوسط الصهيوني والقومي. هذا هو اليسار الذي فشل، والآن يريد أن يفشل الآخرين. هذا بالضبط هو السبب الذي نحتاج فيه إلى احتجاج جدي ومسؤول، مع قيادة صهيونية. والقيادة ملزمة بعرض بديل للإصلاح، يحظى بتأييد واسع قدر الإمكان. الكرة في يدي لبيد. هو زعيم المعارضة، شريطة ألا يسير في مسار شيلح.

بقلم: بن – درور يميني

يديعوت أحرونوت 17/1/2023

- ما خطة عمل إسرائيل إزاء تعزيز العلاقات بين روسيا وإيران؟

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا وإيران، فيما تساعد إيران روسيا بوسائل قتالية وبدعم دبلوماسي. لروسيا وإيران مصالح مشتركة في مجالات عديدة: أولاً، ترى الدولتان في الولايات المتحدة تهديداً على نفوذهما، وهما معنيتان بتقليص دورها في الشرق الأوسط وأوروبا. كما أن الدولتين تعانيان من عقوبات اقتصادية فرضتها عليهما دول الغرب. ويستهدف التعاون بين روسيا وإيران تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

من ناحية إيران، يعد التقرب من روسيا مهماً في ضوء الحلف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج. لروسيا وإيران مصالح مشتركة في سوريا أيضاً؛ فالدولتان تصارعان في العقد الأخير لحماية نظام الأسد في الدولة والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبعض من المنظمات الجهادية السنية في سوريا. إلى جانب ذلك، لروسيا وإيران غير قليل من المصالح المتضاربة في سوريا وفي منطقة بحر قزوين. هكذا مثلاً، من جهة، الدولتان معنيتان بالحفاظ على نظام الأسد كصاحب السيادة في سوريا وتقليص حجم النشاط الأمريكي والتركي في الدولة، ومن جهة أخرى، روسيا معنية بالحفاظ على مناطق نفوذها الحصرية في منطقتي اللاذقية وطرطوس، المجاورتين لقاطع الشاطئ السوري والحرص على استقرار الدولة وإعادة بنائها. إضافة إلى ذلك، لا ترى روسيا بعين الإيجاب التموضع العسكري الإيراني في الدولة، الذي يجر ردود فعل عسكرية إسرائيلية وتخشى من تعلق زائد لنظام الأسد بإيران. من المهم لروسيا الحفاظ على علاقات مع السعودية، الخصم الأكبر لإيران في المنطقة، وبخاصة في كل ما يتعلق بالتنسيق في موضوع إنتاج النفط وتحديد سعره في السوق.

الحرب في أوكرانيا لم تعزز العلاقات بين روسيا وإيران فحسب، بل قلبت المواجع بينهما. فإيران كما أسلفنا هي التي تساعد روسيا الآن بوسائل قتالية وبدعم دبلوماسي، بينما تستخدم روسيا المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران كورقة مساومة مع القوى العظمى لأوروبا والولايات المتحدة. من جهة أخرى، روسيا غير معنية لأن ترى دولة نووية، مجاورة لها، تخرق التوازن الاستراتيجي في وسط آسيا.

في هذه المرحلة، يبدو أن تعميق التعاون بين إيران وروسيا لا يشكل تهديداً أمنياً ذا مغزى على القدس. على إسرائيل أن تتابع عن كثب تواصل توريد الوسائل القتالية الإيرانية لروسيا، لأن أوكرانيا تشكل بالنسبة لإيران منطقة تجربة مهمة لصناعة السلاح لديها، والتي ستستخدمها في مواجهة محتملة ضد إسرائيل. وإسرائيل ملزمة بالمحافظة على علاقات طيبة مع روسيا بسبب مصالحها لمواصلة المعركة بين الحروب في سوريا مع قيود قليلة قدر الإمكان.

إن الحاجة للحفاظ على سياسة حيادية تجاه روسيا قد تخلق توترات مع الإدارة الأمريكية ودول أوروبا والغرب. وعليه، فخيراً تفعل إسرائيل إذا ما واصلت المساعدة الإنسانية لأوكرانيا. وبالتوازي، عليها أن تجمع معلومات عن استخدام روسيا لوسائل قتالية إيرانية. إضافة إلى ذلك، على إسرائيل أن تتعاون مع أوكرانيا سراً لتطوير وسائل الدفاع ضد استخدام المسيّرات. إن تعاوناً كهذا سيسمح لإسرائيل بفهم أفضل قبيل التصدي لتهديد مشابه على أرض إسرائيل. إن الدبلوماسية الحكيمة، إلى جانب الحصول على المعلومات الاستخبارية، سيخدمان مصالح إسرائيل الأمنية جيداً.

بقلم: د. عومر دوستري

معاريف 17/1/2023

- هآرتس.. بعد “فيلم المختطف”.. حماس في سؤال التوقيت: تغير في الأدوات أم ضيق أفق المناورة؟

بذل الجيش الإسرائيلي أمس جهوداً كبيرة لتجنب الإجابة عن سؤال رئيسي يطرح مع نشر فيلم حماس، الذي يظهر فيه كما يبدو المواطن الإسرائيلي افرا منغيستو: هل هذا هو المخطوف والمحتجز لدى حماس منذ اجتاز الجدار إلى قطاع غزة قبل ثماني سنوات ونصف؟ يبدو أن الغموض الذي تستخدمه إسرائيل متعمد. حماس طلبت استئناف المفاوضات بواسطة مناورة حرب نفسية، وإسرائيل تحاول أن لا تلعب حسب إملاءاتها. حتى إن مصادر سياسية طلبت من وسائل الإعلام أن تظهر المسؤولية وعدم الانجرار وراء مناورات حماس.
الفيلم الذي نشرته حماس مدته 43 ثانية إلى جانب كتابات بالعبرية والعربية ويظهر فيه شخص يتوجه للكاميرا باللغة العبرية ويقدم نفسه على أنه منغيستو، ويحتج على سلوك الدولة التي تركته هو وأصدقاؤه في الأسر. صيغ نصه بعناية وكأنه أملي عليه حرفياً على يد شخص ما استخدم ترجمة “غوغل”. في المقابل، اعتقد بعض أبناء عائلة منغيستو أمس بأن الأمر يتعلق بشريط أصلي. وتسجيل فيديو منغيستو وفيلم قصير يظهر فيه المخطوف الثاني هشام السيد، الذي نشر قبل سنة تقريباً بشكل منفصل، يعتبران موثوقين.
إذا كان الشريط حقيقياً، فإن حماس قد انحرفت للمرة الثانية عن المبدأ الذي تبنته سنوات كثيرة والذي تحاول التنظيمات التي تحتجز الإسرائيليين التمسك به، وهو أنه لا هدايا بالمجان. تطالب التنظيمات الإرهابية على الأغلب بثمن معين، حتى مقابل نشر إشارة عن حياة المخطوفين. هذه هي الرسائل التي نقلتها حماس لإسرائيل في السنوات الأولى للمفاوضات التي جرت على فترات متقطعة. لماذا غيرت حماس موقفها؟ ربما لأن الطرف الفلسطيني توصل إلى نتيجة بأن إسرائيل تعرف وضع المخطوفين والمفقودين (اثنان على قيد الحياة وجثتا جنديين). لذلك، لم تعد هناك جدوى من استخدام أداة الضغط هذه.
كان توقيت النشر مهماً بالطبع، فقد أرادت حماس استغلال اهتمام الجمهور الإسرائيلي على خلفية مراسم استبدال منصب رئيس الأركان، لا سيما أن رئيس الأركان السابق، أفيف كوخافي، قد عبر في مقابلات الوداع التي أجراها عن الأسف؛ لأنه لم يتم استكمال صفقة التبادل في فترة ولايته. ولكن مناورة حماس في الحرب النفسية تعكس كما يبدو إلى جانب محاولة تحريك المفاوضات، أمراً آخر، وهو أن فضاء المناورة لدى حماس غير كبير بشكل خاص. يسود في القطاع هدوء نسبي منذ انتهاء عملية “حارس الأسوار” في أيار 2021، وحماس غير متحمسة لخرقه.
باستثناء تصعيد قصير بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في آب الماضي، الذي لم تشارك فيه حماس بشكل استثنائي، فإن هذه تعد فترة الهدوء الأطول في غزة منذ بضع سنوات. الوضع الحالي مريح لحماس؛ لأنها تملك وقتاً لإعادة قوتها العسكرية، ولأن الـ 17 ألف عامل من غزة الذين يعملون في إسرائيل يساعدون اقتصاد القطاع بشكل كبير. هذه أمور لا يتم تعريضها للخطر بسهولة، حتى من أجل الهدف الأكثر أهمية الذي يتمثل بإطلاق سراح السجناء في إسرائيل. في مثل هذه الظروف، يبدو أن أدوات الضغط المفضلة لحماس هي نشر الأفلام وليس إطلاق الصواريخ.
كيف سترد إسرائيل الآن؟ لأن المواطنين الإسرائيليين يعتبران من هامش المجتمع ويعانيان من مشكلات نفسية صعبة، فإن عائلتيهما وجدتا صعوبة حتى الآن في تجنيد الجمهور لدعم الصفقة. ووجدت عائلات الجنود صعوبة في ذلك لأن الأمر يتعلق بجثامين، وحماس تطرح مقابلها إطلاق سراح مئات السجناء الأمنيين، من بينهم أشخاص تلطخت أيديهم بدماء إسرائيليين. الثمن العالي يمنع تشكل ضغط جماهيري من أجل إجراء الصفقة.
كانت هناك دلائل على تقدم محتمل في المفاوضات في نهاية فترة ولاية الحكومة السابقة. ربما كانت حماس ستظهر استعدادها لتقديم تنازلات مع التركيز على السجناء الذين يقترب انتهاء فترة عقوبتهم، والذين يعانون من مشكلات صحية، ولكن الاتصالات علقت حول الإعلان عن الانتخابات واستبدال الحكومة. رئيس الحكومة الجديد، بنيامين نتنياهو، لم يخرج عن أطواره للدفع بهذه القضية قدماً في فترة ولاياته السابقة. قبل بضعة أسابيع، استقال منسق المفاوضات الذي عينه نتنياهو، يارون بلوم، من منصبه. وسيدل القرار حول هوية المنسق القادم على أهمية يعطيها رئيس الحكومة لإعادة المخطوفين والجثامين.
بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 17/1/2023

- صحيفة إسرائيلية.. في معركة السلطات: بعد “القضاء”… “الإعلام” أمام سهام نتنياهو بتواطؤ وزيره

إن خرق التوازن بين السلطات في إسرائيل، ومحاولة منح قوة غير محدودة للسلطة التنفيذية لا ينتهيان بسحق مكانة السلطة القضائية. فحرب السلطات التي شنتها الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وشركائه المتطرفين، هي متعددة الجبهات. فإلى جانب المس بجهاز القضاء ينوون المس بما يسمى “السلطة الرابعة” – الإعلام.

إن إحدى وظائف الإعلام هي الرقابة على الحكم وانتقاده. يحاول الحكم الحالي أن ينفض عنه كل وسيلة نقد ورقابة، ويبدأ بتنفيذ خطوات حقيقية ضد الإعلام الحر في إسرائيل. تصريحات وزير الإعلام الأخيرة شلومو كرعي تعكس هذه النية المغرضة. فقد أعلن كرعي نيته تقليص ميزانية هيئة البث العام “كان” بمئات ملايين الشواكل، وفقاً لفكره القائل إنه لا مبرر لأن يكون هناك بث عام في إسرائيل. إضافة إلى ذلك، فقد أعلن عن نيته اتخاذ خطوات تزيد المنافسة في سوق التلفزيون بشكل يمس باللاعبين الموجودين فيها.

لم تأت أقوال كرعي من فراغ؛ فثمة شهادات وأدلة عرضت في محاكمة رئيس الوزراء في القدس تبين كيف مارس نتنياهو صلاحيات سلطوية كي ينال إعلاماً عاطفاً ويمنع النقد. وتلوح سياسة كرعي كمحاولة لتنفيذ خطط نتنياهو تلك لإضعاف الإعلام ونيل السيطرة على الرأي العام. محظور الوقوع في الخطأ: تقليص ميزانية هيئة البث العام، حتى لو تركز على ميزانية الإنتاج الخارجي فقط، يستهدف سحب البساط من تحت أقدامه. فبدون أن يعرض مضموناً واسعاً، فستتضرر مشاهدة البث الجديد للهيئة بشدة.

نجح نتنياهو في السنوات الأخيرة في تحقيق سيطرة واسعة في أجزاء واسعة من الإعلام التقليدي بواسطة رجال إعلام يكررون رسائله في كل مسألة تقريباً. وهو على ما يبدو لا يكتفي بهذا، ويعتزم تحقيق سيطرة أكثر تشدداً، ليسحق بذلك هيئة البث العام التي نجحت في المحافظة على مقاييس صحافية.

إن محاولة نتنياهو وكرعي المس بالإعلام الحر يجب أن توقف بمعارضة واضحة من حماة الحمى. على المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، أن توضح بأن سحق هيئة البث العام ومحاولات السيطرة على الإعلام التجاري تشكل مساً خطيراً بحرية التعبير، وأنها لن تسمح بتحقق هذه النوايا المغرضة. كما أن هيئات بث أخرى يجب أن تقف بالإجماع ضد محاولة إسكات واحدة منها، انطلاقاً من الفهم بأن إسكاتاً كهذا هو بمثابة مرحلة في الطريق إسكات كل من لا يحسن لنتنياهو وشركائه الأشرار.

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس 17/1/2023

- صحيفة عبرية: كيف يرضى العالم أن يرسم طريقه 3 دكتاتوريين؟

وزراء المالية، ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء الشركات متعددة الجنسيات، ومديرو دور الاستثمار، والاقتصاديون في صندوق النقد الدولي والتجار في بورصة البضائع… لم يكن هؤلاء هم الذين قرروا طبيعة الاقتصاد في العام 2022، بل قرره ثلاثة دكتاتوريين سيئي الصيت والسمعة، هم: بوتين الروسي، وشي الصيني، وخامينئي الإيراني. لكل من هؤلاء الدكتاتوريين فكر متصلب تربى عليه، إلى جانب استعداد لاتخاذ خطوات متسرعة تقوم على أساس معتقدات وهمية. هذا خليط مفزع.

الأول في الطابور: بوتين. هو وقيادة الكرملين يديرون أربع معارك فاشلة بالتوازي – عسكرية، تكنولوجية (سايبر)، وإعلامية (دعاية كاذبة)، وطاقية (إغلاق توريد الغاز والنفط إلى أوروبا). الغزو العسكري لأوكرانيا لن ينتهي باحتلالها، وعقد بوتين أملاً في جبهة السايبر بإسقاط شبكات الاتصال والإنترنت في أوكرانيا وشل أدائها في غضون يوم واحد – لكن أوكرانيا أحبطت هذا بمعونة شركات غربية، من أصل إسرائيلي أيضاً. مستشارو بوتين وعدوه بانتصار ساحق في المعركة الثالثة، في الحرب الإعلامية ضد الغرب بعامة وضد أوروبا بخاصة، واحتجاج الجماهير الغاضبة الذين تضرروا بالتضخم المالي، ولكنهم أخفقوا. فتأييد أوكرانيا لم يضعف. وأخيراً، نجحت أوروبا في التحرر بسرعة مذهلة من تعلقها الخانق بالغاز الطبيعي والنفط المستوردين من روسيا، واستبدلت بهما مصدر مواد طاقة من أمريكا وشمال أوروبا وشمال إفريقيا. استيراد الغاز المسيل إلى أوروبا ازداد العام الماضي بـ 60 في المئة، وأثبتت أوروبا أن بإمكانها العودة لتنمو في ظل نجاعة طاقة ذات مغزى. هبطت أسعار الطاقة إلى مستويات ما قبل الغزو.

الثاني: شي جين بينغ، رئيس الصين، الذي قاد شخصياً سياسة صفر عدوى بكورونا، ما أدى إلى شلل مراكز الاقتصاد الصينية، وحول الدولة الكبرى سجناً في متابعة شرطية متشددة. وعندما بدأ الشعب الصيني بالتمرد، أدرك شي وزملاؤه في بكين عمق الخطأ: فُتحت الصين بفزع دون إعداد مسبق، ودون تطعيمات وأدوية، ودون جهاز صحي جماهيري يؤدي وظائفه. وهي الآن في دوامة وباء لم يسبق لها مثيل، مع توقع لمليار مريض وملايين الموتى حتى نهاية نيسان. بالتوازي مع إلغاء الإغلاقات، تنازل الحزب الحاكم عن الرقابة على شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى فرع العقارات الغارق في الديون، وعلى حرب التكنولوجيا حيال الولايات المتحدة في المجال الحساس للشرائح الإلكترونية. تراجع . لهذه الدرجة تبرز التغييرات التي جعلت المراقبين في الغرب يسألون إذا لم يعد حكم شي مطلقاً كما كان. ثمة من يفسرون أيضاً سلوك بوتين في الأسابيع الأخيرة كمؤشر أولي ربما على مرونة كهذه.

الثالث هو آية الله خامنئي، الزعيم الديني لإيران. هو لا يبدي مرونة. لشدة غروره، أفشل اتفاقاً نووياً جديداً كان يمكنه أن ينقذ بلاده، وإن كان قليلاً، من الأزمة. وعلى جنون اضطهاده المتطرف والنخبة الحاكمة، تشهد الإعدامات العلنية لمعارضي النظام وقادة الاحتجاج، دون مراعاة الشجب العالمي والهياج الداخلي المتزايد. المسيّرات التي باعها الحرس الثوري بإقراره لروسيا شدّدت العقوبات ودهورت مستوى المعيشة المدنية في إيران. خامنئي نفسه أصبح موضع كراهية الجماهير المستنزفين والمنهكين.

مع ذلك، كيف يواصل ثلاثتهم الإمساك بدفة الحكم، وإلى متى سينجحون في البقاء كدكتاتوريين غير آبهين بحياة المواطنين وحياة ضحاياهم. لا حكيم يعرف أجوبة هذه الأسئلة، وإن كان مصير البشرية يتعلق بها هذه السنة.

بقلم: سيفر بلوتسكر

يديعوت أحرونوت 17/1/2023


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة العدو   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 32

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28