مشهد لا مثيلَ له رسمتهُ مدينة نابلس المحتلة ومقاوميها، الليلة الماضية، خلال محاولةِ قواتٍ خاصةٍ صهيونية اغتيال عدد من قادة المقاومة في الضفة المحتلة، جيشٌ بأكملهِ وقواتٌ خاصة تسللت في عتمةِ الليلِ الحالك في محاولة لتنفيذ مخططٍ خبيثٍ للقضاءِ على شوكةِ المقاومة في مدينة نابلس، وهي “عرين الأسود”، فبفضلِ يقظةِ الشبان المقاومين وعددٍ من عناصر الأجهزة الأمنية تم اكتشاف القوات الخاصة والاشتباك معها في صورةٍ من أروع صور الملاحم التي لم تقع إلا إبان اجتياح الضفة عام 2002، وهو ذات المشهد سيتكرر في حال وقع اجتياح كامل للضفة المحتلة أو شمال الضفة الغربية كما يرى المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن ما جرى الليلة هو نموذجٌ لما يمكن أن يكون عليه الحال فيما لو أقدم الاحتلال على عملية عسكرية في الضفة.
وقال منصور خلال حديث خاص لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” :“الاحتلال سيتفاجئ في أي مواجهة كبيرة مع المقاومة في الضفة بشعب كامل مع مقاومة بالاضافة لعناصر الأجهزة الأمنية في جبهة واحدة لمواجهة هذا السيناريو إن حدث”.
مشهد بطولي وتلاحم شعبي مع المقاومين
واعتبر أن المشهد البطولي الذي ارتسم الليلة الماضية في مدينة نابلس أسقط كليا رهان الاحتلال على أن السلطة ستدخل في صدام مع المقاومين في الضفة، معتبراً أن هذا لن يخدم السلطة ومصلحتها الفعلية هي عدم الدخول في هذا الصدام.
وأضاف منصور :“الروح المعنوية والالتحام في نابلس أفشلت مخطط الاحتلال في اغتيال قيادة عرين الأسود، بالإضافة لحالة اليقظة التي يتمتع بها الشبان المقاومون، معتقداً بأن الاحتلال ما زال يتفوق في الجانب الاستخباراتي وهذا يطلب من المقاومين المزيد من الحذر، مبيناً أنه في حال قُطعت المعلومات الاستخباراتية للاحتلال من خلال كافة المعدات التي يمتلكها فهذا يعد تفوقاً كبيراً للمقاومة على الاحتلال وسيكون هناك خسائر للاحتلال”.
فعل الأجهزة الأمنية يحسب لها
وتابع قائلاً: “ما قامت به الأجهزة الأمنية يحسب ويسجل لها وهو تكرار لما قامت به هذه الأجهزة في جنين سابقاً، معتبراً أن هذا الأمر سيؤدي لزيادة شعبية”عرين الأسود" وزيادة الالتفاف حول المقاومة وهذا ما سيزيد من عناصر المقاومة في الضفة المحتلة.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي عدنان الصباح، أن كيان الاحتلال الصهيوني كلما اقترب من موعد الانتخابات كما زادت الجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقاوميه الأبطال.
الانتخابات سبب هذه الفاشية
وقال المحلل الصباح خلال حديث خاص لمراسل “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”:“سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء في نابلس والضفة المحتلة يدلل أن رئيس وزراء كيان الاحتلال يريد أن يقدم نفسه كشخص أكثر فاشية من نتنياهو، موضحاً أن الصراع في كيان الاحتلال يدور حالياً حول الانتخابات”.
ورأى المحلل أن المقاومة في الضفة المحتلة باتت تشكل عنصر ضغط قوي على جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية ومستوطنيه من خلال العمليات البطولية التي تنفذها في أنحاء الضفة، موضحاً أن الاحتلال بات قلقاً بشكل كبير جداً من تشكيلات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة ولاسيما في نابلس، حيث أن الاحتلال بدأ باستهداف مجموعات عرين الأسود منذ عملية اغتيال القائد فيها تامر الكيلاني بدراجة نارية مفخخة.
أيام أكثر قسوة
وتوقع أن تكون الأيام القادمة أكثر قسوةً وفيها تكثيف في تنفيذ هذه العمليات الإجرامية الدموية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، لافتًا إلى أن أكثر المناطق سخونة ستكون جنين ونابلس مع تواصل عمليات المقاومة والاشتباكات فيها بشكل يومي.
وبين المحلل أن المعركة بين المقاومة وقوات الاحتلال ستستمر وتتواصل، معتقداً أن الاحتلال يحاول من خلال عمليات الاغتيال مسابقة الزمن لمواجهة أي فعل من المقاومة قد يؤدي لتغيير موازين القوى لدى الاحتلال في الانتخابات القادمة.
وأشار الصباح إلى الاحتلال يلجأ لعمليات الاغتيال بهدف الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع المقاومة، وحتى لا يؤثر ذلك على المستقبل السياسي لحكومات الاحتلال وأقطاب الحكم في إسرائيل سواء في الحكومة أو المعارضة.
وعن فشل العملية العسكرية في اغتيال كافة قيادات عرين الأسود، رأى أن الاحتلال يريد أن يبحث له عن صورة نصر مزعومة على المقاومة الفلسطينية والتي لن يستطيع التغلب رغم استخدامه لكافة الأسلحة والوسائل خلال اقتحام مدينة نابلس بالضفة، وصفاً وزير حرب الاحتلال غانتس ورئيس حكومته لابيد بأنهم ثنائي فاشي يبحثون عن الدماء لإرضاء الجمهور “الإسرائيلي”
حالة الالتحام الكبير
واعتقد الصباح أن حالة الالتحام الكبير في الاشتباكات الليلة الماضية أثبتت أن أبناء الأجهزة الأمنية في نابلس هم أبناء من هذا الشعب وقضية هذا الشعب هي مقاومتهم وهذه معركة مفتوحة بين كل مكونات شعبنا، موضحاً أنه خلال الاشتباكات الليلة أصيب عدد من عناصر الأجهزة الأمنية واستشهد أحد عناصرها.
وقال : “لا يوجد أحد من أبناء شعبنا يمكن أن يكون في يد الاحتلال وهذا أمر بعيد المنال عن الاحتلال، فالشعب الفلسطيني كله موحد خلف المقاومة الفلسطينية، موضحاً أن الاحتلال لا يمكن له أن القضاء على”عرين الأسود" أو المقاومة في الضفة.
وتابع الصباح قائلاً:“الاحتلال يرتكب مذبحة في الضفة المحتلة باغتياله لستة شبان، واصفاً هؤلاء الشبان بأنهم أبطال الشعب والفلسطيني وبيارقه وأن دماءهم ستكون في إطار تطهير هذه الأرض من دنس هذا الاحتلال”.
تحذيرات للمقاومين
وحذر، المقاومين بشدة من أساليب جيش الاحتلال الصهيوني القذرة وأن هذا الاحتلال هو احتلال مجنون ولن يتورع عن استخدام أي وسيلة، مطالباً المقاومين بعدم استخدام نفس الوسائل في تحركاتهم وعدم استخدام وسائل التواصل الإلكتروني.
وأوصى الصباح، المقاومين بعدم التحرك من ذات الطرق وعدم النوم في نفس المكان، مطالباً هؤلاء الشبان بتغيير عاداتهم في كل دقيقة بل وكل ثانية حتى لا يعرف الاحتلال أي شيء عنهم وعن تفاصيل حياتهم اليومية.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الثلاثاء 25/10/2022، عن فشل عملية كبيرة لجيش الاحتلال في مدينة نابلس الليلة.
وقال مراسل موقع حدشوت بيتاخون العبري:“أجهزة الأمن الفلسطينية أحبطت عملية كبيرة وسط نابلس أشرف عليها رئيس وزراء كيان الاحتلال يائير لابيد بنفسه ، بحضور رئيس”الشاباك“ووزير الحرب غانتس وقائد”المنطقة الوسطى".
وذكر المراسل : “تم التخطيط لعملية اغتيال بشكل دقيق الليلة بنابلس لأحد قادة”عرين الأسود“، ولكن عناصر من السلطة الفلسطينية قلبوا الأمر إلى كارثة، وواجهت قواتنا عدداً كبيراً من المسلحين في أكثر من منطقة داخل نابلس لعدة ساعات”.
وقالت كان العبرية زاعمةً: “حول العملية العسكرية في نابلس، فإن جهاز”الشاباك“الصهيوني اكتشف اجتماعًا سريًا لقادة مجموعة”عرين الأسود“داخل شقة محصنة في حي القصبة، حيث جرى نقل العديد من قوات جيش الاحتلال و”الشاباك“و”حرس الحدود“إلى المكان”.
وأضافت القناة :" في ختام العملية استشهد وديع الحوح أحد أبرز قادة العرين وخليفة إبراهيم النابلسي، كما زعمت
فلسطين اليوم
